أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟














المزيد.....

ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر في الاعلام هذا الشهر خبرا يقول بانجاز حفر عددا من الآبار النفطية في بادية السماوة. واضاف بان هذا سيفتح آفاقاً تنموية واعدة على مستقبل المحافظة التي طالما عانت من نسب مرتفعة للفقر طيلة الحقب الماضية اعتمادا على الموارد المتأتية من استغلال هذه الآبار، حسب ادعاء مسؤول التخطيط في المحافظة. ثم اكمل الخبر مشيرا الى ان المحافظة وحسب إحصاءات وزارة التخطيط، تحتل المرتبة الأولى بين أكثر المحافظات فقرا في البلاد بنسبة وصلت إلى 52 % بسبب تراكمات عقود عدة وتعطل قطاعات الصناعة والإنتاج وضعف أسس البنى التحتية. وقد ركزت كل الاخبار التي وجدناها في الاعلام على امور خلق فرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي في هذه المحافظة الأكثر فقراً.

لقد بديء بحفر اول بئر استكشافي في المحافظة في حزيران العام 2016 حيث انيط العمل الى ائتلاف من شركات روسية وصينية. وكان العقد الاولي قد وقع العام 2012. ولا تجري عمليات الحفر في بادية السماوة فقط، وإنما ايضا في مناطق اخرى في البلد منها الانبار وشرق بغداد. يلاحظ هنا بان التواريخ المذكورة تعود الى سنوات مجلس النواب الذي انغمس في محاولات استغلال موارد البلد لمصلحته الذاتية ومصالح الخارج والذي ثار عليه اهل البلد لاحقا.

لنا الحق هنا بالسؤال عن الهدف الحقيقي من الاستمرار باستكشاف كل مكامن البلد النفطية. إذ اننا حتى الآن لم نستفد كشعب مالك هذه الثروة النفطية منها. وكنا معترضين اصلا على اي استكشاف جديد للنفط مثلما جرى في محافظة ذي قار المجاورة للمثنى.

نكمل بالاجابة ونقول باننا لا نريد هذا الاستكشاف النفطي ولا نحتاجه. إذ ستضاف الموارد المتأتية الى ارصدة اللصوص مثلما يجري لكل موارد البلد الاخرى، وستهرّب مثلما جرى مع السرقة المليارية التي افتضح امرها مؤخرا. إن استمرار بقاء محافظة المثنى في نفس مرتبة الفقر المذكورة في الخبر يثبت ويؤكد بان السرقات مستمرة ومتواصلة لمواردها مع فساد طاغ فيها يمنع من استفادتها من تلك الموارد. فلما كانت هذه هي الاوضاع العامة في هذه المحافظة، كيف يراد لنا تصديق ذهاب موارد النفط فيها لدى البدء باستغلاله الى غير هذه الوجهات المعتادة ؟ كذلك فإن فرص العمل في حقولها النفطية لدى البدء باستغلالها ستذهب معظمها للاجانب. فقد ذكرت النائبة عن محافظة البصرة زهرة البجاري بان نسبة العمالة الاجنبية العاملة في حقول البصرة تعادل 80 بالمئة من كل اعداد العمال. واضافت قائلة بان هذا هو خرق في نسبة العمال المتعاقد عليه مع الشركات حيث كان يجب ان تكون العكس بالضبط. إذ قد تعمدت الحكومات المتعاقبة السماح لاعداد هائلة من العمالة الاجنبية للمجيء والعمل في القطاع النفطي العراقي دون رقابة ولا متابعة. وهذا في نفس وقت تظاهر نفس هذه الحكومات بالعمل على حل مشكلة البطالة.

لما كنا لا نريد رؤية اية زيادة في استكشاف حقول نفط اضافية فضلا عما لدينا منها في الاصل فيجب على الحكومة ان تخبرنا وهي المكلفة بادارة الثروات الوطنية نيابة عن مالكيها عمن منحها الحق بالشروع في استكشاف باقي الاحتياطي الموجود في البلد خدمة لمصالح نشك في كونها غير وطنية. إن حجج لفظية من طراز زيادة الاحتياطي النفطي وتوفير فرص العمل لا تنطلي علينا. وعلى الحكومة الكف عن خداع اهالي المحافظة بهذه الالاعيب. وهي في ما يبدو تريد الاستمرار في استغلال اية مكامن نفطية في البلد الى ما لا نهاية. نكرر نقول انه لا يمكن ان يجري هذا التوسع في الاستكشاف النفطي دون توضيح الهدف منه لمالكي هذه الثروة. وإلا فاننا سنعمق بهذا اعتماد البلد واتكاله على النفط وريعه على حساب قطاعَي الزراعة والصناعة مع الفساد الموازي الذي سيفرض نفسه. كذلك يعرف الجميع بان فرص العمل في القطاع النفطي تكون اقل بكثير منها عن القطاعين الاخريين. وهي امور لا تشجع على امتصاص البطالة والتي تصبح التعهدات الحكومية حولها مجرد وعود جوفاء.

إن كان يراد فعلا خدمة هذه المحافظة فيجب الابتعاد اولا عن النفط. فما سيفيدها هو ما موجود فيها اصلا ويمكن تطويره. إذ تتصدر محافظة المثنى قائمة الإنتاج العراقي لمادة الأسمنت بمختلف أنواعه، لاحتوائها على المواد الخام المتمثلة بالأحجار الكلسيّة وبكميات كبيرة. كما وتشهد بادية المثنى وحسب الاخبار سلسلة من الاستثمارات في القطاع الزراعي والإنتاج الحيواني، مع إنشاء معامل للمنتجات الغذائية. ايضا حسب الاخبار فإن بادية المثنى بما تحويه من أراض واسعة التي لو تخصص للزراعة مع مواد أولية للكثير من الصناعات، يمكن أن تكون نقطة تحول في اقتصاد المحافظة. وغير هذا تتمتع المثنى بحسب المختصين بعدد كبير من المواقع الأثرية التي لو احسنت ادارتها يمكن ان ترفد المحافظة بالموارد المالية. ويمكن للمحافظة كذلك من الاعتماد على الطاقة الشمسية ربما حتى بشكل كلي لتلبية احتياجاتها. فالعمل في هذا المجال يمكن ايضا ان يوفر فرص عمل كثيرة لابنائها.

يجب الا يفهم اعتراضنا في هذه المقالة بكونه يتعلق بمحافظة المثنى فقط، إنما هو يشمل كل محافظات العراق غير النفطية والتي يراد تحويلها الى صنابير للنفط تنفيذا لرغبات دولية.

ننتظر إذن تقديم الحكومة التوضيح المطلوب حول امر العمليات النفطية في المحافظة على ضوء ما عرضناه هنا. وبحال تقاعسها ستقوم بايقاف هذه العمليات بنفسها والتحول الى امكانيات النشاط الاقتصادي الاخرى التي ذكرناها اعلاه لخدمة المحافظة كما يجب.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة جديدة للصوصية والنهب..
- جيوش الكاظمي الالكترونية
- السوداني ونظافة اليد
- لا بد من الاستفادة من قرار الاتحادية في سابقتها القانونية
- حميد الغزي رئيس الوزراء الصدري القادم
- لاستعادة نظافة بلدنا يجب ازالة صور هؤلاء
- التوازن الاقليمي الذي كان يؤمنه العراق
- تعديل النظام الداخلي للمحكمة الاتحادية تجاوز غير مشروع
- نطالب بسن قانون تشريع القوانين في مجلس النواب
- فاكت جَك او تدقيق سيرة المرشح الصدري لرئاسة الوزراء
- مقترح فكرة لحل مشكلة انتخاب رئيس الجمهورية
- عقوبة الحنث بالقسم الدستوري
- ننتظر من مجلس النواب قرارا بشأن السندات الامريكية
- دولة الريع النفطي
- برنامج عمل نواب تشرين
- مرة اخرى مع حكومة تصريف الاعمال
- حول تشريع قانون العلم العراقي
- ما يتوجب حذفه عند تعديل الدستور
- الركابي وتكتله النيابي على خطى رائد فهمي
- الضغوط على العراق للتخلي عن الدعم الحكومي..


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - ما حاجة افقر محافظة في العراق الى النفط ؟