الديمقراطية ودورها في تطور الإنسان وتنميته

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد ظهرت فكرة الديمقراطية والممارسات التي تجسدها في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد حيث شاعت بين قدماء اليونان الذين قدر لهم أن يمارسوا تأثير لا مثيل له في التاريخ العالمي حيث شكل ذلك الفكر الخلاق (الديمقراطية) منعطفاً تاريخياً في المجتمع الإنساني حينما تجسدت صورة الديمقراطية من خلال النظام السياسي الذي جعل من خلاله أن ينظر أفراده بعضهم إلى بعض بوصفهم أنداداً سياسيين يتمتعون جماعياً بسيادة استقلالية ويمتلكون كل الطاقات والامكانيات والمؤسسات التي يحتاجون إليها من أجل حكم ذاتهم.
إن الديمقراطية هي منهج وأسلوب عمل ومنظومة أفكار وآليات ومؤسسات لم تكتمل وتنضج وتصل إلى هذا المستوى من التطور والكمال إلا بعد قرون من الزمن والمراحل من النزاعات والصراعات والتجاذب بين أنصارها وخصومها ولذلك إن الديمقراطية لا تعتبر شعوراً أو قميص جاهز يمكن ارتداءه فيصبح الإنسان ديمقراطي وإنما هي عملية وظاهرة في الوجود تؤكد حقيقتها من خلال السلوك والتصرف والممارسة ومن خلال هذا السياق لابد من الإشارة إلى الضوابط النفسية والسلوكية في الإنسان التي هي (منظومة قيم) تحرك سلوك الإنسان وتوجهها نحو الأهداف المحددة وإن هذه المنظومة من القيم لا يدركها الإنسان ولا يعلم بأن هذه القيم هي التي تحرك سلوكه وتوجهه في الحياة والمجتمع وكذلك فإن سلوك الإنسان سواء كان رجل دين أو عالم أو سياسي أو اقتصادي تختلف فيما بينهم وبين إنسان وآخر بسبب منظومة القيم ودورها في الثقافة والوعي الفكري وما ينتج عنهما من سلوك وتصرف لذلك الإنسان نوعياً وكمياً .. كما أن هذه القيم لا تولد مع الإنسان وإنما يكتسبها من خلال (البيت والمدرسة) وتكون مميزة لثقافة الإنسان ووعيه الفكري ويكون لها تأثير كبير في طرق التفكير والتعبير عن الانفعالات والدوافع وفيما تنقله من معايير المباح والمحظور والعدل والظلم والحق والباطل وكذلك فيما تكسبه من معلومات ومهارات وعواطف وأذواق وإن جميع هذه السلوكيات يحددها نوع الثقافة إلى حد كبير إن كانت ديمقراطية أو غير ديمقراطية أو تعاونية أو تزاحمية مادية أو روحية مسالمة أو عدوانية مستنيرة أو غير مستنيرة.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات