أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - شعب العراق أيقونة كالفسيفساء زاهية الألوان منذ أقدم الزمان














المزيد.....

شعب العراق أيقونة كالفسيفساء زاهية الألوان منذ أقدم الزمان


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العراق منذ أقدم الأزمنة موطنا لقوميات وطوائف مختلفة وكانت هذه الأقوام أما نازحة عن موطنها الأصلي لأن العراق كانت أرضه أرض السواد خصبة تجري فيها دجلة والفرات وكانت المجتمعات في ذلك الوقت (زراعية) أو كانت تلك الأقوام غازية في البحث عن الأعشاب والكلأ أو لدوافع أخرى واستقرت فيه وتركت آثاراً لمدنيتها وبقايا من شعوبها.
العراق كان عش للسومريين ووطن للأكديين ومولد للبابليين ومنشأ للآشوريين وقد خيم فيه اليونانيون والفرس والعثمانيون وقطنه العرب وتبوأته قبائل الجزيرة العربية والتقت فيه الأمم وتعارفت في صعيده الشعوب وتشابكت في وشائجه الدماء ومزجت في مربعه الطبائع وتزاوجت في رحبه العقول واتصلت في ساحاته الأفكار والآراء وتواصلت في مدائنه الألسنة وتركت آثار أولئك ولا زالت ملامحها في الأخلاق والعادات واللهجات والحياة والطعام واللباس وأسلوب المحاورة والكلام ولحن القول والسنن وقد عبر عنه أحد الشعراء العراقيين قائلاً :
وعشنا وعاشت في القديم بلادنا ---- جوامعنا في جنبهن الكنائس
وسوف يعيش الشعب في وحدة له ---- عمائمنا في جنبهن القلانس
وكان من الطبيعي أن يمتاز شعب العراق بالتعددية معروف في تاريخه على مدار الأزمنة بكونه جاذب للأقوام المختلفة لذا تنوعت المذاهب والأجندة القومية والدينية بما في ذلك المسلمين فكان الشيعة الإمامية والسنة والأكراد وقد ألقت هذه المكونات الاجتماعية وتنوعها بضلالها على صيرورة المجتمع العراقي .. وتشير الدلائل على المجتمع العراقي أنه كان تنظيماً عسكرياً بالدرجة الأولى ولم تكن العلاقات في تلك المرحلة محكومة بالممتلكات المادية.
يشير أهل العلم والمعرفة أن العوامل والعناصر التي تعمل على تقوية الروابط الاجتماعية بين الناس هو (المكان) الذي يسهم ويؤدي إلى ظهور روابط اجتماعية جديدة (الولاء) التي تفرض واقعاً اجتماعياً متماسكاً في الغالب على عصبية جديدة (تراكيبية بين الانتماء للمكان والولاء) يضيف قدراً من التجانس على ذلك الاتحاد الطوعي لأن الإنسان اجتماعي بالطبع ولأن اجتماعية الإنسان ذات طابع علائقي المتجلية في التعامل الإنساني / الاجتماعي تشده إلى (مكونات الدولة والسوق والمدرسة) لأن المعنى التي تحضر فيه مثل هذه الأنماط العلاقية (الانتماء والولاء) لأن شخصية الفرد تميل إلى الذوبان في شخصية المجتمع حيث يبرز المخيال الاجتماعي بصفته سلطة مقيدة تحدد تصرفات الفرد وحركاته في حدود متصلة ومنسجمة في سياقات جماعته الاجتماعية وثمة جانب آخر وفر مناخات الاختلاط والتعامل التي امتازت بالانفتاح على الآخرين ومن الطبيعي أن تترسخ تلك الخصائص مع تعاقب الأيام في ظل التعايش ليغدو مكوناً أساسياً من ضمن وعي المكونات الثقافية الاجتماعية وأسهمت هذه العلاقات وألقت بظلالها على صيرورة المجتمع العراقي وساهمت بتدعيم التعايش وسمة الانفتاح فيه عما ترتب عليها من أثر في تشكيل بقية خصائص السلوك والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية في المجتمع العراقي.

المصدر : كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي، الأستاذ أحمد ناجي.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسدون يهربون .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أو يشكون من قل ...
- الدول وواجباتها وأزماتها
- المجرب لا يجرب (2)
- الجوع والفقر والبطالة ظاهرة تصب في حفرة الإرهاب والفساد الإد ...
- الشعب العراقي بين مآسي وكوارث الماضي وأمل المستقبل
- إن حكومة السوداني تتعامل بالجزئيات وليس بالكل الذي يصب بمصلح ...
- تنفيذ الوعود معيار مصداقية رئيس الوزراء السوداني
- لماذا قوبلت حكومة السوداني بالتشكيك وعدم الثقة ؟
- على حكومة السوداني إعادة فتح المكاتب الإعلامية في دوائر الدو ...
- لا يجوز أن يشيد ويبنى العراق على حساب جوع وفقر شريحة واسعة م ...
- من واجب حكومة السوداني معالجة جميع السلبيات للحكومات السابقة
- الحكومة المتعثرة وتدوير الوجوه
- رئيس الوزراء محمد السوداني بين التبعية والاستقلالية
- قصة المادة (140) في الدستور العراقي
- المطلوب من السيد مقتدى الصدر تأليف لجنة استشارية لنشاطه السي ...
- الحكم في العراق أصبح مختبر تجارب بين الوزير الصالح والطالح ل ...
- الفاسد فاسد وإن طوقته بالذهب يبقى فاسد
- الحكومة الجديدة في العهد الجديد
- يجب التعامل بموضوع محافظة كركوك بعيداً عن المساومات 2
- انقلاب الفريق بكر صدقي في العراق عام / 1936


المزيد.....




- هل ستقصف إيران مجددًا؟ شاهد كيف رد ترامب على سؤال صحفية بشأن ...
- -مستعدون لجولة مفاوضات جديدة مع كييف-.. بوتين: زيادة إنفاق ا ...
- وسط مشاعر الخوف والحزن.. مطالبات بالكشف عن مصير نساء علويات ...
- إيران تدافع عن -حقها المشروع- في الرد على الضربات وتصف نواي ...
- المخدرات في أكياس الطحين.. الرصاص يسبق الخبز في قطاع غزة
- المحكمة العليا الأمريكية تقيد صلاحيات القضاء الفيدرالي في ان ...
- نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه
- عشرات الآلاف في مظاهرات عدة باليمن وموريتانيا والمغرب نصرة ل ...
- اتفاق سلام ينهي صراع 30 عاما بين رواندا والكونغو الديمقراطية ...
- الأوروبيون بين المطاوعة داخل حلف الناتو والبحث عن بدائل خارج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - شعب العراق أيقونة كالفسيفساء زاهية الألوان منذ أقدم الزمان