المجرب لا يجرب (2)

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن رئيس الوزراء والوزراء في حكومة السوداني هم نتاج رؤساء وزراء ووزراء سابقين أفرزوا لنا السلبيات المتراكمة لأنها تكونت وتألفت وفق القاعدة التوافقية والمحاصصة كما أن وزرائها هم من سبّب للشعب كوارثه ومآسيه إن لم يكونوا هم من كانوا يمارسون الحكم فإنهم يعيشون ويشتركون معهم في بيئة واحدة وسلوك وتصرف واحد فكيف نتوقع أن تمارس أعمالها ونشاطها بعيداً عن تأثيرات بيئتها وتكون مستقلة وحيادية في خدمة الشعب وسعادته ورفاهيته ؟ كما أن الإرث الثقيل والكبير للحكومة الحالية لم يمكن للأيدي والنفوس التي سببته وصنعته أن تقوم بعملية إصلاحه لأنه من إنتاجها وعملها بالرغم من أنها كانت مشاركة في الحكم الذي سببه أو كانت في بيئته لم تمارس الحكم لأن جميع ذلك ناتج عن طبيعة بيئة تعيش في أجواء المحاصصة والتوافقية والمحسوبية والمنسوبية (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) و (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ولذلك مثل هكذا حكومة لا يتوقع منها إصلاح الإرث الكبير من السلبيات وهي كانت من البيئة التي خلقته وسببته.
إن رئيس الوزراء لا يكفي في إنجاز عمل الإصلاح مهما كان نظيفاً أو عفيفاً أو مخلصاً وإنما يحتاج إلى جهاز من الموظفين النجباء والمخلصين وأصحاب الأيدي البيضاء من يمتلكون المقدرة والكفاءة في العمل وإنجاز المهمات المكلف بها ... إن رئيس الوزراء عقل وفكر وقائد يضع البرنامج والخطط في إنجاز المهمات التي تصب في مصلحة العراق وطن وشعب رئيس الوزراء قمة الهرم والوزير هو وموظفيه قاعدة الهرم الذي واجبه تنفيذ البرنامج والخطط كل حسب اختصاص وزارته ومسؤوليته .. ما فائدة إذا كان رئيس الوزراء في وادٍ وفي الوادي الآخر الوزير وكابينته من الوزراء.
إن رئيس الوزراء يمثل نصف الإنجاز للعمل والواجب والنصف الآخر والمهم يصبح من مسؤولية الوزراء ليس المهم من يحمل وينطق بالأفكار والرأي ولكن المهم هو تنفيذ وتطبيق تلك الأفكار والرأي الصحيح أن الوزير وكابينته من الموظفين تمثل القاعدة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً في إنجاز الأعمال والخطط التي تصب في مصلحة الشعب فما فائدة خطط وبرامج لا تطبق ويحرف بها ويشوه مضمونها ويتلاعب بها الفاسدين والمحسوبية والمنسوبية كما هو الحال في الحكومات السابقة.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل