أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منال حميد غانم - الطرق الوعرة:نساء النجف و ايران













المزيد.....

الطرق الوعرة:نساء النجف و ايران


منال حميد غانم

الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 17:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


النجف تلك الحديقة الخلفية المملوكة للنظام الايراني كما "يزعم " ويروج في خطاباته لجماهيره بل ويحاول ان يرسخ تلك القناعة لديهم , و نجح في ذلك بسبب غياب التواصل الفكري الحقيقي بين الشعبين وليس بين الدول ذات المصالح المشتركة الى حد التماهي .
فضعف التواصل و احاديته (التواصل العقائدي وترويج الخطابات الاسلامية لولاية الفقيه) في بعض الاحيان جعل الانطباع لدى الشعب العراقي ان الشعب الايراني بأكمله متدين بالدين الاسلامي وان نظامهم السياسي له مقبوليته الكبيرة رغم الاختلافات القومية والسياسية والمذهبية في ايران. ومن يعارضونه " قلة " مندسة من امريكا وغرب اوربا من اجل الاطاحة بالنظام المغوار الذي يقف في وجه الامبريالية اجمع, وان الشعب الايراني يتمتع بالحقوق الكاملة ويمارسها بشكل ديموقراطي حر وعلى الشعب العراقي ان يجعل من ايران قدوة له في التخطيط والفكر والعمل والتأسيس لدولة اسلامية حقة .
وصّور للشعب الايراني ان النجف بالخصوص والعراق بالعموم مع "المساعدة والدعم " الايراني المقدم بسخاء من جانبه حتى لو كان في اطار تمويله لجماعات مسلحة خارجة عن اطار الدولة , والشيعة في العراق يتمنون ان يسيروا على اثار خطى اعتلاء الاسلام السياسي السلطة في ايران, ولكنه يواجه نفس " المندسين" بين الصفوف المدفوعين من الغرب الكافر والولايات المتحدة وسفارتها لكن النظام الشيعي يجب ان يبقى ليحارب كما النظام الايراني الان يجب ان يبقى ليحارب. حتى لو كانت الشعوب تعاني .
ويصّور له بمزيد من العطف ان العراق بلد لايملك الاهلية الان ويحتاج الى مرشد حتى يصل الى بر الامان المزعوم وهناك رغبة وقبول قوي للسياسة الايرانية في العراق والادلة هي الاعلام ممثل بقنوات متعددة وصفحات مواقع تواصل معروفة وانطباعات الناس في المناسبات الدينية الشيعية .

لكنها ليست الحقيقة
في تشرين 2019 خرج الالاف من المتظاهرين ويوحدهم شعار ( ايران برا برا وبغداد تبقى حرة ) و ( هذا العراقي اني يا قاسم سليماني ) دلالة على رفض الجماهير التدخلات الايرانية في ادارة البلاد . وخرجت من مناطق الثقل البشري الشيعي من مدينة الصدر في بغداد ليرتد صداها في النجف وكربلاء مراكز القيادات الشيعية المؤثرة واهم مدينتين لدى ايران . ثم تترجم ذلك الرفض الى افعال وتم حرق القنصلية الايرانية في الجنوب ومقار الاحزاب الموالية لأيران في مدن متعددة اهمها البصرة. فسليماني يقع مركزه في قمة الهرم في أطار العلاقات الايرانية العراقية لكنه كان مرفوض شعبيا وهذا واضح بأدبيات الانتفاضة من بيانات ومنشورات ورقية والكترونية تم بثها بالاضافة الى الفديوات التي تظهر تلك الاهازيج . وتلك المنابر كانت شعبية صرفة فهي من تظهر الحقيقة وليست منابر الاحزاب الاعلامية الممولة بالكامل من مسروقات الشعب وتصدح بالخطابات الموالية لأيران.
مطالب الناس كانت واضحة ,تحمل الرغبة والحلم بدولة مدنية والتخلص من النظام المحاصصاتي الطائفي الجندري واستبداله باخر قد يكون غير متفق عليه لكنه بالتأكيد ليس النسخة طبق الاصل من النظام الايراني , او ان يكون النسخة المشوهة للتجربة اللبنانية التي تحمل تدخلات ايران غير المحدودة الى الان . وبالفعل ومع ظروف اخرى تم اجهاض الانتفاضة بمساعدة النظام الايراني ومليشيات عراقية يدعمها فكريا وماليا ولوجستيا .

متشابهات لكن ليس بالطائفة
جل ما عولت عليه ايران منذ 2003 الى الان هو ترسيخ فكرة التشابه الطائفي بين ايران والعراق فهي لا تستطيع ان تتقبل ان العراق ذي غالبية شيعية وليس شيعيا وحاولت ترسيخ ذلك , بل وخلق عدو " موهوم " للشيعة متمثلا انه و بمجرد السماح بالافلات من اصابع النظام الايراني الحانية سوف يكون الشيعة لقمة سائغة لذلك الوحش الزائف ومن الممكن جدا ان يتقهقروا الى الخلف في حال سيطرته اي الرجوع الى عهد مظلم كعهد نظام صدام حسين وتهميش الشيعة في السلطة .
وبينما تحاول ابراز التشابه الوحيد بين الشعبين وتظهر ان النساء يعشن في حالة رفاه وتقدم في ايران ويجب ان تحذو المرأة العراقية حذو المرأة الايرانية لتنال تلك المكانة المتميزة والمحترمة في القانون والمجتمع .
هنا نحن نحاول ابراز تشابهات اخرى واكثر عمقا من تلك وغير جزئية , وهي ابراز حقيقة ان النساء الايرانيات لايشكلن ايقونات مثالية للنساء العراقيات بالمطلق , كون المرأة الايرانية خسرت مكتسبات لاتعد ولا تحصى بسبب سيطرة ولاية الفقيه وهي مستمرة بالخسارة منذ 43 سنة . واذا كانت الاحزاب والمليشيات تحاول ان تروج لذلك فهذا يعني ان المرأة العراقية عاشت اسوء و أمر عهودها في ظل حكم الاسلام السياسي للدرجة التي جعلتها ترى المرأة في ايران التي لا تملك حرية التعبير السياسي ولا التنظيم المجتمعي الحر ولا سلطة على تنقلها وجسدها بمكانة افضل منها .
ففي القانون الايراني من الممكن للزوج ان يمنع زوجته من مزوالة عمل معين اذا كان وحسب وجهة نظره منافي لقيم الاسرة , ويملك الاب والجد عذرا مخففا عند قتلهم الابنة او الحفيدة قد تصل الى عشر سنوات سجن فقط , ويملك الجاني الاب والام سبب اباحة اذا عنفا الابنة, ولا تستطيع المرأة المتزوجة السفر دون موافقة ولي الامر (زوجها) , ولا توجد امكانية للطلاق الا بسبب وجيه يترك تقديره لسلطة القضاة التقديرية التي غالبا مايتعسفون بأستعمالها , بينما يستطيع الرجل ان ينهي الزواج من طرف واحد في الوقت الذي يرغب , والحضانة تسقط عن الام بمجرد بلوغ الطفل السبع سنوات من العمر, ويتم تزويج الطفلات بدءا من 13 عام فقط, ولا يصنف القانون الايراني الاغتصاب الزوجي على انه جماع جنسي قسري, وعقوبة التمتع الجنسي خارج اطار الزواج تصل الى 100 جلدة وغيرها الكثير الكثير .
في انتفاضة تشرين خسرنا 800 شهيد وشهيدة و28 الف مغيب في السجون لانعرف عنهم شيء , وطالت حملات تشويه السمعة الجميع مرة بشكل فردي واخرى بشكل جماعي وكانت حصة النساء منها هي حصة الاسد فأتهمن بالرغبة بممارسة العلاقات الحميمية داخل ساحات التظاهر ومرة بالانحلال الاخلاقي ومرة بتناول المخدرات ومرة الرغبة بأفساد الاخريات وغيرها . نحن متشابهات بشيطنتنا من قبلهم والتهميش والنظرة الدونية والتمييز القانوني والعنف بسبب نوعنا فقط .نعم متشابهات جدا لكن ليس بالطائفة فحسب .
وحدة الخصوم
جثم نظام ولاية الفقيه على صدور النساء الايرانيات , الخاسرات الاكبر من وجوده لمدة 43 سنة, خسرن خلالها مكاسب من احترامهن وتقديرهن كمواطنات على قدم المساواة مع الرجال وماكسبنه من فتات الحقوق بعد العشر سنوات الاولى من الثورة كان بسبب نضالهن ورغبة المجتمع الايراني الذي عرف بتقديره للمرأة بأستعادة جزء من مكتسباتها .
في العراق جثم على صدورنا الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني ل19 عام خسرنا خلاله اكثر مما خسرنا في عهد النظام السابق وخساراتنا على المستوى العرفي او الاجتماعي كانت هي الاكبر. حيث حاول ونجح في ترسيخ الثقافة الذكورية وكراهية النساء اكثر مما هي بطرق متعددة مستفيدا من سيطرته على الاعلام وعلى امكانية تأسيسه لتنظيمات اجتماعية اسلاموية وسيطرته على التعليم من اجل ارجاع النساء الى الحيز الخاص بل وتحبيب ذلك للنساء وللاهالي وافهمامهم ان العالم الخارجي هو عالم المخاطر الذي يجب ان تبتعد عنه المرأة لتبقى بعدها النساء تصارع من اجل ايصال اجسادها الى الفضاء العام والمشاركة فيه . لم تستطع النساء وبخاصة في النجف بسبب الوجود المليشايوي القوي ومراكز القرار الشيعي السياسي والديني من التعبيرعن الرأي وابراز هوياتهن المختلفة بشكل حر وواضح , بل تحت تهديد الخوف من التسقيط والنبذ المجتمعي اقصيت الكثير من الاصوات ودفعت الى داخل المنازل بقوة وتحت ظل رغبة النظام الموالي لايران بقيت النساء حبيسة بيئتها ومعزولة عن بقية الحراكات النسوية رغم تشاركها نفس الهموم والقضايا , بذريعة ( هي قضية قومية لا تهمنا ولدينا قضايانا الاكثر اهمية ) . فهي محاولة لعزل الجانب السياسي من القضية النسوية وهو جوهرها وعزل النساء عن المحيط العام العالمي .فطرقنا الى التضامن ماتزال وعرة .
اين ما يستطيع النظام الايراني مد اذرعه فذلك موقع اصحاب المصلحة في اسقاطه. فنساء لبنان وسوريا واليمن والعراق وحتى اوكرانيا نفسها راغبات بشكل او باخر بالتخلص من هذا النظام .
وان لم يكن لدينا من مصلحة بأسقاط النظام فيجب علينا مناصرة الايرانيات اللواتي يعاركن خصما لايمكن التمييز بينه وبين الله في النصوص القانونية وفي الخطاب والتعامل , وتحركهن ضده مازال يفهم على أنه ضد الله وشريعته , وتضامننا من منطلق الاختية العالمية يتجلى بعدة طرق اهمها اعادة تحليل الانشطة الثورية وتفكيك رمزيتها ثم اعادة توجيهها عبر الانترنت, و ادامة بقاء موضوع الثورة الايرانية مطروحا قدر الامكان للرأي العام العالمي فبحملات التضامن وتوفير النقد الجذري للنظام نساعد في تسهيل حركة وانتقال الافكار ونحاول ان نزيل الضبابية حول اهداف الحراك الايراني الحالي امام مناصري النظام الايراني في العراق , ونبين بأنه حراك ضد الجبرية ضد القمع الذي يطال الجنسين وليس ضد الاسلام كدين .
الحراك الايراني حراك غير خاسر عندما ادمج النوع والعرق في انطلاقه وهذا مايميزه عما سبقه من تحركات لأسقاط النظام فالنساء بعد هذا الحراك امام نتيجتين: اما عدم امكانية انضاج الانتفاضة الى ثورة تستطيع اسقاط النظام وبالتالي لا يمكن للتنظيمات السياسية الجديدة مابعد الحراك ان تتجاهل النوع في برامجها ونظامها وهياكلها, او نجاح الحراك في اسقاط النظام والحصول على حكومة تلغي التمييز على اساس الجنس والعرق في ايران . والضمانات لتحقيق ذلك هو التنظيمات السياسية النسوية التي انبثقت منه واهمها التجمع من اجل جينا .
قد تكون طرقنا وعرة لكنها تظل "طرقا "و من الممكن سلكها .



#منال_حميد_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلع الحجاب فعل سياسي
- النساء والقضاء المستعجل في العراق
- في منظماتنا النسوية : كيف نفكر اموميا ؟
- في المرآة : المعنف اضعف مما يبدو
- مكانة الاسلام لدى المرأة
- خلعت حجابي ولم اقتل
- كيف يحل العراقيون ازماتهم ؟
- النساء الريفيات والعُصاب
- النساء والعمل في قطاع التعليم الاهلي
- من التالي بعد الافغانيات واليزيديات ؟
- النسوية ليست معقدة
- الحركة النسوية في العراق من عام 2003 الى 2019
- حبيبي على رقعة شطرنج
- نسويتنا الى اين؟
- النساء معلبات بشرية
- نسوي متردد
- سجن الأمومة
- تجارة الصلاة تفضح فقر النساء
- بترول العراق ونسائه
- المؤتمر الدولي لمكافحة الاحزاب


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - منال حميد غانم - الطرق الوعرة:نساء النجف و ايران