الإنسانية المطلقة الدكتور زيد الخفاجي انموذجا

حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 07:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

عندما تترنح الكلمات وتتراقص الحروف لترسم لوحة جميلة تسر الناظرين، فأنها تحاول بشتى الطرق ان تصف حالة معينة او عدة حالات مجتمعة من أجل ايصال الصورة التي رسمت من اجلها، وهنا أود ان اشرح معنى الانسانية من وجهة نظري الشخصية استنادا الى تجارب مرت بحياتي لاكثر من اربعة عقود، وباعتقادي البسيط المتواضع أعرف الانسانية بأنها ذلك الشعور المطلق للعطاء دونما انتظار مردود من خلال اسعاد الاخرين بعمل او فعل تقوم به بغض النظر عن الفوارق الدينية او المذهبية او العرقية او المناطقية، لان هذا الامر مرهون بامرين لا ثالث لهما، فأما ان يزرع الخالق جل وعلا في بواطن الانسان نسبة معينة من الانسانية تجعله يعمل وفق ذلك، او ان تربية الأبوين لاولادهما تبذر نبتة الانسانية داخل النفس البشرية منذ نعومة الاظفار، ليظهر لنا بعدها انسان بغض النظر عن جنسه سواء كان ذكرا ام انثى يحمل تلك الصفات المزروعة، ومن هنا نخلص الى ان النسبة تختلف من شخص لآخر في التعامل الانساني مع الاخرين، وحيث وجدت ان الانسانية قبل الدين والمعبد، لانها موجودة منذ بدء الخليقة اي قبل ظهور الاديان والرسالات والانبياء وكهنة المعابد، لذلك هي تسبق كل شيء في التعاملات بين ابناء البشر، وقد نشاهد امثلة كثيرة ومواقف اكثر في حياتنا اليومية لنثني على اصحابها في اماكن وأوقات لانها ترفع من نسبة هرمون السعادة لمن يشعر بتلك الروح الحية، ولعل هنالك مواقف لانعرفها تفوق ما رسمه افلاطون في جمهوريته المشهورة التي اراد منها رسم مدينة فاضلة في الواقع لكنها بقيت على الورق لقرون عديدة، واغلب المقربين مني يعلمون جيدا اني من الصعب ان امتدح احدا وان حاولت فيكون ذلك المديح باستحقاقه لموقف محدد وليس بالمطلق، وحقيقة اريد ان اوصل رسالة للانسانية واقول لها اليوم اكتشفت ان لها ابناء يتمتعون بالصفة المطلقة التي تحقق كل سمات الانسانية الحقيقية، فقد شاهدت على مدى ايام مواقف انسانية بحتة للطبيب الاستشاري زيد هادي الخفاجي من ابناء اول مدينة خطت ملامحها على خارطة العالم بابل التاريخ والحضارة، وهو يعمل بصمت لانقاذ واسعاد الناس دون ان يفكر بالماديات او يحاول الثراء على حساب الفقراء، فهو لا يجري عملية لمريض في الاجنحة الخاصة او المستشفيات الاهلية، وتعامله الانساني مع الناس كتعامل الام الحنون مع اطفالها، ولا يأخذ اجرا عاليا لفحصه الذي يتخلله (السونار)، وكلماته الطيبة لا تفارق شفاهه، رغم ان الحجز لموعد المعاينة يتجاوز الاسابيع، وغيره من الاطباء (البعض) يستغلون ذلك ابشع استغلال، وتلك الحقائق وغيرها التي تفوق الخيال شاهدتها بنفسي وليس نقلا، فواحدة من الحالات التي رأيتها، ان ممرضة تسأل زميلة لها وهي تسحب مريضا خرج للتو من صالة العمليات عن مكان سريره اهو بالعام ام الخاص، فاجابتها قرينتها ان الدكتور زيد لا يدخل مريضا للخاص مطلقا، فلا تسألي مرة اخرى عن مكان اقامة مرضى هذا الطبيب.
وينطبق قول المهاتما غاندي (يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان) على هذا الطبيب قولا وفعلا، لاني اجزم ان هذا الدكتور قد الهمه الله الانسانية في جوهره، وزرع والديه الصفة نفسها به منذ ان فتح عينيه على الدنيا، وتلك من اسمى النعم التي يحصل عليها الانسان في حياته.

#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل