أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد محمد عبدالله - قضايا السلام والديمقراطية وتعقيدات العملية السياسية














المزيد.....

قضايا السلام والديمقراطية وتعقيدات العملية السياسية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7426 - 2022 / 11 / 8 - 00:34
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الساحة السياسية السودانية لا تخلوا من الخيبات والتخبط والإحباط بما يجعلنا "غاضبون بلا حدود"؛ بينما نحن نتتبع كل تلك المتغيرات الإيجابية المحفزة للإنخراط في عملية الحوار المباشر بين الفرقاء السياسيين لإحداث توافق يعيد البلاد لمسار الديمقراطية التشاركية؛ لكن ثمة أسئلة وإستفهامات تلف المشهد العام دون أن تجد إجابات وتفاسير منطقية، ومن بينها شفافية ومصداقية الأحاديث السياسية المطلقة تجاه قضايا السلام والمواطنة والتنمية وغيرها، وتلك مسائل عصية عن التجاهل أو التجنيب، وإيجاد الإجابة الموضوعية يزيل الغبار المُثار علي المسارح السياسية حول إتفاقية السلام نظراً للحملات المتعددة والمتعمدة "مع أو ضد السلام"، وتنقسم هذه الساحة بين فريقيين متضاديين "منْ مع التنفيذ ومنْ مع الإلغاء"، وفريق تنفيذ الإتفاقية يضع معادلة السلام علي قائمة أولوياتهِ الكبرى؛ بينما فريق إلغاء الإتفاقية ينطلق من أجندات تصفية الحسابات السياسية مستنداً علي مبررات فيها درجات من حياكة المماحكة ضد الآخر، وهؤلاء لا يعيرون تحويل نصوص الإتفاقية من الورق إلي برنامج عمل يضمن إستدامة السلام كحل للمعضلات السياسية والإنسانية وإحداث التنمية عبر إستنهاض الإقتصاديات الزراعية والرعوية والصناعية في الريف السوداني.

نحن مع إستثمار الدوافع والعوامل الداعمة للحوار والتسوية السياسية، وندعم تنفيذ إتفاقية السلام وتوفير مناخ إستدامة الإستقرار في السودان؛ لكن يبدو خطاباً سياسياً سلبياً يتكور ويدور عكس عقارب الساعة من لدن تلك المكونات السياسية بمفاهيم معطوبة ومشحونة بداء الغرور؛ حيث نلاحظ حلفاً تتجاذبه أطراف "السودان القديم" مع من كانوا يتحدثون عن عملية السلام بلغة مختلفة قبل أن يتبدل حالهم، وأظهروا أجندتهم الآن؛ ثم صاروا عكس الإتجاهات التي نتمسك بمواصلة العبور نحوها، وتلك قوى محدودة النظر، ولا تُعِير قضايا السلام إهتمام أو ليس من خطها بلورة رؤية مشتركة لحلحلة الأزمات السياسية أو أن توسع ماعونها لإستيعاب موضوعات خارج مشروعها، ونحن نعمل لتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان دون نقص، وموقفنا من التحالفات والأنظمة يتوقف علي مواقفها من إتفاقية السلام، وتعتبر عملية السلام من المسائل الإستراتيجية التي تهم طيف واسع من المكونات السياسية والإجتماعية المتضررة من الحروب، وعملية إفقار شعوب الريف والمُدن المريفة منذ سنوات خلت، وهذه القضايا لها تأثيراتها المباشرة علي التشكلات المستقبلية لدولة السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.

يمثّل السلام أهمية قصوى عند الذين عاشوا قسوة الحروب وفقدوا أبنائهم وممتلكاتهم، ويجب قراءة النماذج والتجارب من التحولات التاريخية بروندا وبورندي ونجيريا ويوغندا وجنوب افريقيا واثيوبيا وإرتريا وغيرها من الدول التي كان يطبق فيها منهج الحرب والعنصرة، ولكن من يسمعون روايات الحروب لا يستطيعون تقييم مأسأتها؛ ذلك لأن غبار المعركة لا يصل للمناطق الأكثر إستقرارًا بذات الكثافة في مناطق النزاع، وبمعنى آخر أن من يعيشون تحت قصف الأنتينوف يرون الموت جهراً في أي وقت ويشعرون بمرارة القهر أكثر ممن يسمعون أخبار البنادق والمقذوفات المدمرة عبر التلفاز والراديو والصحف، ونحن نعمل لجعلهم يفهمون أهمية السلام للسودان والسودايين، وإنعاش الحياة عبر خطاب جديد يؤلف الشعور العام في بوتقة واحدة بين من عاشوا معاناة الحرب عن قرب ومن سمعوا أخبارها، وهذه مهمة معقدة للغاية مع إصرار بعض السياسيين والمثقفيين علي رسم صورة غاتمة لمسألة السلام من منظور سياسي لحظي لا يتسق مع واقع الحال في الكثير من المناطق السودانية، وعلي كل حال ينبغي علينا التفكير في قضايا السلام بعقلانية دون أن ننصاع وراء تحالفات مبنية بمخطط ومماحكات سياسية نخبوية تصوب سهامها بمواقف سياسية إنكفائية لا تصلح لإدارة السودان.

7 نوفمبر - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقاً لإجتماع الجبهة الثورية والآلية الثلاثية بالخرطوم
- قراءة لمقال مولانا عبدالله بشير بعنوان المجتمعات تُقَاد بالح ...
- التسوية السياسية الشاملة والحكومة التشاركية الجديدة
- بيـــان صحفـــي
- أوضاع النيل الأزرق وغرب كردفان
- تقرير صحفي
- العقيد/ منصور بشير شخصية سأذكرها للتاريخ
- الحركة الشعبية - تصريح صحفي
- مؤتمر الأمن الغذائي وتحديات الإستقرار الافريقي:
- بيان الحركة الشعبية:
- العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد
- الحركة الشعبية - عزاء لأسرة الأستاذ/ أسامة سعيد
- قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية
- الحركة الشعبية: تبعث برقية عزاء لأسرة الرفيق ضحية سرير توتو
- الحركة الشعبية: في تشيع الفنان عبدالكريم الكابلي
- اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا
- لمحة من تجربة حوارية
- الحركة الشعبية - بيان للرأي العام
- قضايا السلام والتحول السياسي الديمقراطي
- تعليقاً لإجتماعات المجلس القيادي القومي


المزيد.....




- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...
- شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام ...
- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - سعد محمد عبدالله - قضايا السلام والديمقراطية وتعقيدات العملية السياسية