أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - سعد محمد عبدالله - مؤتمر الأمن الغذائي وتحديات الإستقرار الافريقي:














المزيد.....

مؤتمر الأمن الغذائي وتحديات الإستقرار الافريقي:


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 17:52
المحور: الصناعة والزراعة
    


(رأي خاص)

يستضيف مقر الإتحاد الافريقي بدولة اثيوبيا يوم غدٍ الإثنين، العاشر من اكتوبر الجارٍ مؤتمراً للأمن الغذائي والتغذية تحت شعار "حشد الدعم من أجل الأمن الغذائي والتغذية"، وقد جاء هذا المؤتمر المهم مُحاطاً بواقع القارة الافريقية التي تشهد تراجع كبير في معدل نمو الإقتصاديات والتدهور المريع في الحالة المعيشية للمجتمعات؛ إضافةً لتزايد الإضطرابات الأمنية والسياسية وإنتشار الأوبئة والفقر والبطالة والمخدرات وفساد الجماعات المسيطرة علي السلطة والثروة في عدد من بلدان افريقيا.

افريقيا ليست قارة فقيرة كما يصورها الذين يحاولون تضليل الرأي العام بمعلومات مغلوطة أو منْ يستغلون الموارد لصالح تضخيم سلطاتهم وثرواتهم دون تنمية المجتمع؛ إنما الحقيقة أنها من القارات الغنية جداً، وتمتلك قارتنا موارد متنوعة ومتعددة علي سطح وباطن الأرض، وهذه الموارد الضخمة لم يتم إستغلالها بطريقة صحيحة تجعلها تنصب في تنمية وبناء الدول الافريقية، وتعتبر الحروب والفساد المالي والإداري من أخطر الأمراض المهددة للأمن الغذائي وتعيق تقدم الشعوب ونهضتها وصعود الدول إلي مرحلة المساهمة الفاعلة في تطور العالم.

يمكن النهوض والتطور من خلال مراجعة إستراتيجية تلك البلدان فيما يخص الحوكمة والتخطيط الإقتصادي والسياسي عبر وضع خطط جديدة تساعد في إدارة البلدان والإستفادة من تنوع هذه الموارد في بناء افريقيا الجديدة، ويتطلب هذا الأمر توفير أحزمة الأمن والإستقرار السياسي وتطبيق حزمة من التدابير القانونية والسياسية التي من شأنها ضبط مسألة إدارة الموارد وتوزيعها وتطبيق خطط إقتصادية متطورة، ولا تنفصل عملية الأمن الغذائي عن قضايا السلام ومعادلة العدالة الإجتماعية والإقتصادية، وهذه المسائل يجب أن تؤخذ حزمة واحدة في تشريح الأوضاع ومعالجة الإختلالات البنيوية في القارة الافريقية.

هنالك أوضاع إقتصادية متدهورة للغاية في السودان الذي يشهد أخطر أنواع الصراعات السياسية في التاريخ الافريقي، ويتخوف الكثيرون من تفاقم حالات الفقر والنزوح والمجاعة المحتملة حال إستمرار الأزمة السياسية في ظل عدم توافق المكونات المدنية والعسكرية لإنتاج برنامج يعيد الجميع إلي مسار الإنتقال المدني والديمقراطي وتنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان من أجل توفير مناخ ملائم لعودة أولئك النازحيين إلي بلدانهم ومساهمتهم في عملية الإنتاج والنمو الإقتصادي للمدن والأرياف، ويتوجب إستعادة صورة الديمقراطية التشاركية في إنسجام تام مع ترجمة السلام من النصوص إلي التطبيق؛ ويمثّل الأستقرار بوصلة المرور علي طريق الإصلاح وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وفتح مساحة للعمل والإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي، ولكن علينا تجنب مخاطر المجاعة وإيجاد فرص للإستثمار الزراعي والصناعي مع توفير قوانيين تسهل التعاون الإقتصادي مع الدول المجاورة والصديقة حول العالم.

اثيوبيا خرجت من دوامة النزاعات المسلحة الطاحنة بين الحكومة والمتمردين، وهنالك مؤشرات جادة لفتح بوابة حوار بين الحكومة وأولئك الذين حملوا السلاح في مواجهتها، ومنذ أن إندلع النزاع المسلح باثيوبيا قرأنا عدة تقارير تتحدث عن المؤثرات السلبية للحرب علي إقتصاد الدولة ونزوح الملايين وتوقف عجلة الإنتاج، وأعتقد أن الذهاب إلي الحوار يجعل الأمر ميسراً لإنهاء معاناة النازحيين وإحداث الإستقرار الذي ينعش الإقتصاد ويضمن الحفاظ علي الأمن الغذائي ليس لإثيوبيا وحدها بل لجميع دول القرن الافريقي.

رغم تصاعد التحول الخطير الذي تشهده افريقيا في تبدل الحكومات مثلما حدث في دولة بوركينافاسو وغيرها إلا أن مؤشر التقدم في الحوار الوطني والسيادي بدولة تشاد يجدد التفاؤل بامكانية تحقيق الإستقرار، فقد إستمعنا مساء أمس الأول لخطاب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي محمد دبي حول الحوار وضرورة بناء تشاد جديدة وهو خطاب سيطرة عليه العاطفة الإيجابية أو المعقلنة والموجهة نحو مسار ذو أهمية في وضع التصورات المستقبلية للدولة التشادية، وهذا الأمر مهم للغاية ومتصل بمسألة الأمن الغذائي الذي يرتبط بأمن وإستقرار المجتمعات، وليس لقارة افريقيا سبيل لنهضة إقتصادية إلا عبر إجراء حوار إستراتيجي يحقق الإستقرار.

9 اكتوبر - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الحركة الشعبية:
- العيد الثانٍ للسلام والطريق نحو السودان الجديد
- الحركة الشعبية - عزاء لأسرة الأستاذ/ أسامة سعيد
- قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية
- الحركة الشعبية: تبعث برقية عزاء لأسرة الرفيق ضحية سرير توتو
- الحركة الشعبية: في تشيع الفنان عبدالكريم الكابلي
- اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا
- لمحة من تجربة حوارية
- الحركة الشعبية - بيان للرأي العام
- قضايا السلام والتحول السياسي الديمقراطي
- تعليقاً لإجتماعات المجلس القيادي القومي
- الذكرى الـ(6) لرحيل القائد وليام قوبيك
- بيان: الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق حول إنتخابات دولة أنغولا
- زيارة وفد السودان لجنوب السودان
- ساليف: مقطع جديد من لحون الوحدة
- حلقات تحرير الرؤية والتنظيم
- تعليقاً للمعادلة السياسية ومعضلة الإستعلاء والإستعداء
- تعليقاً حول متطلبات إصلاح خط الدولة وتصحيح الخطاب السياسي
- تعليقاً حول رسائل القائد مالك عقار وتطورات المشهد السياسي ال ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - سعد محمد عبدالله - مؤتمر الأمن الغذائي وتحديات الإستقرار الافريقي: