أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !















المزيد.....

التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن كتبت هذا العنوان على الفيس بوك, متعللاً بطريقة اختيار السيد محمد شياع السوداني والقوى التي دعمته ومنهجها المحاصصي الذي اعتمدته في تشكيل حكومته, الذي أثبت الواقع والتاريخ فشله وعقمه, والتي تصرّ على فرضه على الشعب الذي رفضه بانتفاضة شعبية عارمة, تشرين الأول 2019, قدم فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والكثير من المغيبين من أبناءه, باعتباره نظام حكم ونهج نهب وقتل وتدمير وتبعية…

تداخل مواطن وكتب, بحسن نيّة عراقي يجنح للسلام : " دعه يعمل… دعه يمرّ ! " العبارة التي أطلقها آدم سميث مع بداية بزوغ الثورة الصناعية في أوروبا, لإطلاق يد طبقة الرأسماليين الصاعدة مقابل الإقطاعية الآيلة للزوال… الا أن الأمر لا يستقيم مع وضعنا المعاصر في وطننا العراقي.. فالأمور لا تتجه نحو إنتاج وتطور ما, يمكن أن يتيح فرص عمل وإمكانات نمو وآفاق حرّة, لنتركه يمرّ ويعمل, بل هو مواصلة ما درجت عليه الطغمة الحاكمة من تحاصص, طوال سنين طويلة, الذي هو في جوهره تقاسم المغانم بين قوى غاشمة, لم ينتج سوى المآسي للشعب.

أجبته بمقولة " تصلح لكل زمانٍ ومكان " للعالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين : " من الغباء فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة " !.
وهذا يصح ويسري على العلم التطبيقي كما على العلم الاجتماعي.

لابد من التذكير بأن هذه الحكومة, حكومة أقلية, نتاج انتخابات عليها الكثير من الاعتراضات, حتى من القوى التي فازت فيها, وهي لا تمثل الأغلبية الساحقة من العراقيين. حيث شارك في الاقتراع 20 % فقط من المواطنين الذين لهم حق الانتخاب… يُطرح من هذه النسبة ناخبي أعضاء مجلس النواب من ممثلي انتفاضة تشرين, وهم الأقلية من شباب الانتفاضة التي لم تقاطع الانتخابات. ثم تُطرح من النسبة ايضاً شريحة واسعة من المواطنين الذين صوتوا للتيار الصدري, لا سيما بعد انسحاب نوابه الاختياري من مجلس النواب. إضافة الى قسم كبير من الناخبين الأكراد سواءً من مؤيدي " الجيل الجديد " أو بعض أعضاء " الاتحاد الوطني الكردستاني " والحزب الاسلامي الكردستاني " الذي همشهم حزب السيد البارزاني.

الحصيلة النهائية بأن الحكومة الحالية هي حكومة أقلية الأقلية.
أعضاء حكومته اغلبهم مفروضين عليه على أساس التحاصص الطائفي - العرقي, وهم تابعون لقوى سدّت آذانها عن آهات المواطنين, وملئت عيونها بالغمض عن معاناتهم ,طوال سنين طويلة… وهي تعي أن أي تغيير حتى لو كان طفيفاً قد يخل بالتوازن القائم في منظومتها ويطيح بكياناتها, لهذا نجد تضامنها على أساس وحدة المصالح والمصير.

وبعد أن أُتهم أنه ظل لرئيس الوزراء الأسبق ورئيس دولة القانون والشخصية الأقوى في الإطار التنسيقي الشيعي, السيد نوري المالكي, فإن كل الحديث عن صفاته وشمائله
الشخصية من النزاهة والكياسة تذهب هباءً منثورا, لا سيما وأنه قد شغل مناصب وزارية متعددة في الوزارات السابقة, لم يلحظ المواطن ما ينفعه, في أي منها…
فهل يجرؤ, اليوم وبعد أن مسك خيوط السلطة والقرار بيده على رسم طريقه المستقل ؟ نحن في شكٍ من ذلك !

ففي قراءة لطبيعة الإجراءات والقرارات التي اتخذها السيد رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني, منذ توليه السلطة, والتي عدّها البعض من المتابعين السياسيين بأنها " مجزرة "!
فقد كان قد ألغى بجرة قلم كل القرارات السابقة ( 400 قرار, كما قيل ) في مختلف القضايا, التي أصدرها سلفه السيد مصطفى الكاظمي, وسط تهليل واحتفاء الأحزاب الإسلامية الولائية والميليشيات وقنواتها الفضائية, بقضها وقضيضها, شلع قلع, دون تمحيصه في طبيعتها واحتماليات ضرورتها والحاجة الحقيقية لها, فليس من المعقول بأنها كانت كلها مكرسة لصالح حاشيته.
أن من يظن بأن كل ما كان سيء وغير نافع, يقع في دائرة الخطأ ومجافاة المنطق… ولكنها إرادة الانتقام والتطهير السياسي.

وفي نظرة سريعة لطبيعة التعيينات الجديدة كبدلاء عمن أطيح بهم.. فإن المواطن العراقي لا يلحظ تغييراً نحو الافضل بل ربما نحو الأسوأ. فكما أُشير أن وزراءه لم يخضعوا ويتركوا إلى تقييمه الوظيفي الفردي, بل فرضوا عليه. أي أن معيار الكفاءة لم يكن حاضراً هنا, وقد لا يكونون أكفأ وأنزه من سابقيهم, فهم لم يخضعوا لامتحان كفاءة, على سبيل المثال, هذا لو افترضنا أن السيد رئيس الوزراء السوداني أراد تبني أساليب عمل تراعي تكافؤ الفرص والنزاهة والوطنية… أما مسألة امتحان النزاهة فهو أمر مبتوت فيه, شعبياً, سلفاً.
ففي مطالعة متأنية إلى الأسماء الفائزة, ترى من هو فشل في مهامه السابقة في المجال الوظيفي وعليه شبهات فساد أو من هو لا يستحق منصبه التنفيذي المهم بسبب تحصيله العلمي غير المناسب للمركز الذي شغله.
وكان قد أشار بعض المتابعين بتوزير وزراء بشهادات من جامعات غير معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي العراقية أو كعربون مكافأة لقادة ميليشيات روعت العراقيين وقتلت أبنائهم.

ونقول في هذا المحضر للسيد محمد شياع السوداني : " هؤلاء هم لُقيَتكْ "!

يحاول البعض إيهامنا بأن واقعنا السياسي واعد, بيد أني أتخيله كما لوحة الخداع البصري التي رسمها فنان الكاريكاتير البريطاني " إيلي هيل " التي يتبادر فيها إلى ذهن المتفائل صورة فتاة حسناء بينما يراها المتشائم حيزبون شمطاء. شخصياً أراها ( العملية السياسية ) بما لا تسر !


لا يمكن اعتبار قرارات الإعفاء والاقالات الجماعية الموجهة للغرماء السياسيين, ضرباً من التغيير أو عامل حل للمشاكل القائمة ولا هي عملية ترشيق للجهاز الإداري, بل هي إشارات توتر لا تشيع الاستقرار, وتضع العصي في عجلات وزارته. وربما هي اشارة إلى أن هناك نزوع نحو قمع كل توجه لا يتفق مع التوليفة الجديدة.

قد نشهد نكوصاً في المواقف السياسية والفكرية لدى النخبة الجديدة الحاكمة… فحساب الحكومة غير حساب المعارضة. فبعد أن كانت أطرافها تعلن الجهاد لطرد الامريكان ومحاسبتهم على اغتيال الجنرال الإيراني سليماني ورفيقه أبي علي المهندس والمضي ب ( الاتفاقية ) العراقية - الصينية وطريق الحرير وغيرها من المستحيلات الثلاث, فقد نشهد تأجيلاً تكتيكياً وصمتاً دبلوماسياً, يفرضه واقع السلطة وضرورات بقاؤها بأيديهم, وصراحة وربما وقاحة السفيرة الأمريكية لدى الدولة.

لقد عاب إعلاميو الإطار التنسيقي على شباب تشرين وقوى التغيير الديمقراطي, تظاهرهم ضد حكومة محمد شياع السوداني قبل تشكيلها, في حين أن هذه القوى لم تكن تتظاهر
ضد حكومته بالذات بل كانت تعترض وترفض النهج والنظام المحاصصي برمته, التي قامت وتأسست عليه الوزارات وصولاً إلى وزارته. وأثبتت وقائع التنصيب والتوزير المحاصصي والتطهير السياسي لجماعة مصطفى الكاظمي كما لمريدي مقتدى الصدر, صحة توقعات القوى الشعبية المناهضة للدكتاتورية والاستفراد بالحكم.

لقد أدركت القوى الحاكمة بخبثها التاريخي مدى خطورة تشرين وقوى التغيير بالعموم الاستراتيجية, كفكر ونهج وطني على مستقبلهم الوجودي, أكثر من التهديد التكتيكي المجمد الذي يشكله التيار الصدري, لذا فهي عازمة أساساً على إطفاء جذوتها بالمزيد من السياسات الطائفية والتفكيكية للمجتمع العراقي واجتثاثها من الوعي العراقي !

لكننا نبصُم بالعشرة على ما قاله الشاعر الألماني هولدرلين : " حيثما عظم الخطب, عظم ما يُنجي منه " !!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توثيق فوتوغرافي للحرامي !
- انبطاح من أجل تأمين المستقبل !
- - السياسة الخارجية النسوية - ومأزق الألمانية آنالينا بيربوك
- التجسيد المحاصصي لمفهوم - العقد الاجتماعي -
- مباحثات... محادثات وما من مخرجات !
- باستقالة من تبقى من الأعضاء يتحقق حل البرلمان !
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي... وأسمعت كلماتي من به صمم !
- بيوتر إيكونوفيتش*: قبل أن نكرههم
- - إذا أعيت مكافأةُ الجميلِ -*, مظفر النواب
- إنسداد سياسي… تسليك ملتبس !
- برلمانيون ليسوا كغيرهم !
- أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
- - مَكر التاريخ -
- مظلومية العراقيين… من لها ؟
- مشهد كاريكاتوري للفجيعة !
- مكيافيلي والعرافة البلغارية فانغا, معاً بلسان واحد !
- المالثوسية*- معادلة الديموغرافيا والحرب, عراقياً !
- رئيس وزراء - حوك -* وليس - قح - !
- حل الميليشيات والمهدي المنتظر !
- مصطفى الكاظمي ليس - الأم تيريزا -* !


المزيد.....




- شاهد: مقتل 6 مدنيين في قصف روسي استهدف خاركيف بصواريخ إس-30 ...
- العدل الدولية: ماذا نعرف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ...
- علاج جديد مبتكر قد يعالج الشلل الناتج عن كسر في الرقبة
- لماذا يرغب بايرن ميونخ بالشاب كومباني مدربا؟
- في ذكرى الدستور.. شتاينماير يندد بالعنف ضد السياسيين
- أهم ما يجب أنه تعرفه عن الدستور الألماني في ذكراه الـ 75
- مصدر مصري رفيع المستوى: موقف إسرائيل غير مؤهل لصفقة وقف إطلا ...
- -حزب الله- يرد على اغتيال المقاتل فران وإصابة طلاب لبنانيين ...
- الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخا ...
- الفصائل العراقية تعلن ضرب أهداف حيوية في ميناء حيفا بصواريخ ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - التعويل على حكومة السوداني كمن يطلب من الحنظل عسلاً !