أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نحو بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام – دولة الشورى . الشيخ عبدالكريم مطيع















المزيد.....

نحو بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام – دولة الشورى . الشيخ عبدالكريم مطيع


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توصلت عبر الخاص بدعوة من الشيخ عبد الكريم مطيع أقدم لاجئ سياسي خارج المغرب ، فمدة لجوؤه الى خارج المغرب وصلت حوالي سبعة وأربعين سنة خلت ، دعاني الى المشاركة في نقاش موضوعه العنوان أعلاه " نحو بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام – دولة الشورى " .
طبعا وأنا ألبّي الدعوة للانخراط في هذا النقاش السياسي ، لفت نظري الى تغريدة نشرها الشيخ في هذا اليوم بالذات 31/10/2022 ، تلخص حقيقة النظام الذي يدعو له ، وهو النظام الشمولي الرعوي ، الذي تكون فيه الكلمة للشيخ ، او لرجل الدين الأمير ، او الامام ، او ما شابه ذلك من الألقاب والاوصاف ، وكلها تشير الى نظام الخلافة كنظام استبدادي طاغي شمولي ، ولا علاقة تجمعه اطلاقا بنظام الشورى ، او بدولة الشورى كما تفضل الشيخ الكريم ، فأحرى ان يلتقي هذا النظام الثيوقراطي الفاشي مع نظام الدولة الديمقراطية .
لقد عنون الشيخ تغريدته ب " مغالطات : الدولة الإسلامية ليست دولة تنتخب رئيسها المؤمن ، وتستطيع ان تعزله . هذه مغالطة . الدولة الإسلامية نظام شامل لأمة تنبثق منه أجهزته من القاعدة الى القمة " .
ان هذه التغريدة الصريحة كافية لإبطال دعوة الشيخ الى دولة الشورى ، فأحرى الدعوة الى الديمقراطية كآلية ، والنظام الديمقراطي كمبتغى ..
واذا كان نظام الشورى نظام إستبدادي شمولي ، لأنه يقصر الشورى على النخبة المشتغلة بالدين وليس بالعلوم بالمفهوم العصري ، التي تعوض وتستبدل المجتمع الذي تشرع عوضه ، وهذا اغتصاب للسلطة ، وللحكم ، وللدولة ، حيث تتكون هذه النخبة من أهل " الحل والعقد " ، ونحن نجهل حقيقة ما يريدون انْ يحلوا وانْ يعقدوا ، او في جماعة المشتغلين بالدين ، او في الفقيه او المرشد .. ، فان قول الشيخ " الدولة الإسلامية نظام شامل لأمة تنبثق منه أجهزته من القاعدة الى القمة "، لهي استذراك ، او استرجاع لما حاول الشيخ الاشتغال عليه منذ أن طلق تجربة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية . أي الدولة الإسلامية الإستبدادية بمفهومها الرجعي المتشدد .
انّ تغريدة الشيخ مطيع ، تلخص وبشكل واضح ، مشروعه الذي اشتغل عليه ونظّر له منذ سنة 1966 ، والذي سبق المشروع الداعيشي والتكفيري بحوالي سبعة وأربعين سنة ، أيْ ان المشروع المغربي المودودي الذي اشتغلت عليه " حركة الشبيبة الإسلامية " ، سبق المشروع التكفيري والداعيشي بسنوات ..
فأنْ يعتبر الشيخ الكريم " مغالطة " قوله " الدولة الإسلامية ليست دولة تنتخب رئيسها المؤمن ، وتستطيع أن تعزله ، هذه مغالطة .الدولة الاسلامية نظام شامل لأمة تنبثق منه أجهزته من القاعدة الى القمة " .. ، إنْ كان يتجاوز ما سماه " دولة الشورى " ، التي رغم سرقتها للدولة ، وللسلطة ، والحكم ، فانه يكون قد ضرب حتى هذه الدولة عرض الحائط عندما اعتبر " الدولة الإسلامية ليست دولة تنتخب رئيسها المؤمن وتستطيع ان تعزله ، هذه مغالطة .. " . وهنا لنسائل الشيخ ماذا يسمى مؤتمر سقيفة الإنقلابي عندما تشاور خمسة ( صحابة ) حوْل تعيين أبي بكر الصديق ، عوض علي بن ابي طالب الأحق ب ( الخلافة ) ؟ . فعن أي بديل ( إسلامي ) يتحدث الشيخ ، إنْ كان يمنع انتخاب رئيس الدولة الإسلامية ، ويمنع عزله ، وهو هنا يضرب في الصميم ما ردده " دولة الشورى " ، التي كان أصلها غدرا وانقلابا منذ مؤتمر سقيفة المعلوم .. فاذا كان الشيخ يدعو الى " دولة الشورى " ، فدعوته تبقى باطلة عندما ضرب أهم أعمدة دولة الشورى ، التي هي التشاور في اختيار ، وليس فرض رئيس الدولة او سلطة عزله ، وهذا يجسد نوعا من الانتحاب الضيق الذي شمل الفقهاء ، ولم يشمل الرعايا ، لأن في الدولة الثيوقراطية التي اشتغل عليها الشيخ ، لا وجود للشعب . فالموجود هم مجرد رعايا للراعي في صفة خليفة فاشي مستبد على رأس دولة رعوية ، وليست دولة ديمقراطية ، او انهم شَبَه شعوب او شعب كما يجري في ايران ، حيث تنظم انتخابات تشريعية ورئاسية ، لكن المعضلة الأساسية التي دعا اليه الشيخ بشعور أو من دونه ، هو تنزيل وإسقاط شخص لم يشارك في الانتخابات ، لا التشريعية ، ولا الرئاسية ، ليتولى امر الدولة باسم المرشد الذي يصبح ولوحده هو الدولة ، والدولة هي المرشد . أي الدولة الفاشية الدينية بكل تجلياتها ومظاهرها المقززة ، حيث يسود فيها السيف واللّجم ، وتنعدم فيها أصلا الديمقراطية التي أعدمها المرشد الوالي عندما سرق الدولة دون ان يصوت عليه الشّبَه شعب .. فالشيخ عندما يضرب في الصميم نظام الشورى الذي يتغنى به ، ومن حيث لا يشعر، ويدعو الى النظام الشامل التوتاليتاري ، فهو يكون قد قطع قطعا مع الديمقراطية كمنهج وكآلية ، وقطع مع الدولة الديمقراطية كمبتغى التي تحكم بالانتخابات ، وضمن دستور الشعب الديمقراطي ، وليس بالسيطرة على الدولة باسم ما أسماه الشيخ في تغريدته ب " بناء أجهزة الدولة من القاعدة الى القمة " ، لان السؤال هنا . كيف سيتم بناء هذه الدولة الإسلامية الفاشية خارج نظام الشورى " مؤتمر سقيفة الانقلابي " ، رغم استبدال نفسه عن الشعب ، فتصبح اقلية دينية وليست علمية ، تتحكم في دولة مسروقة ، هي صاحبة " الحل والعقد " في كل كبيرة وصغيرة .
واذا كان نظام انتخاب أجهزة هذه الدولة ، التي تشكل محور مشروع الشيخ ، مستبعدا بقول الشيخ نفسه " الدولة الإسلامية ليست دولة تنتخب رئيسها المؤمن وتستطيع ان تعزله .. " ، فان إشارة الشيخ الى العلاقة بين القاعدة والقمة في انبثاق أجهزة الدولة الموعودة ، من جهة ترفض الانتخابات كآلية ديمقراطية شعبية في انتخاب رئيس الدولة ، وفي انتخاب الأجهزة التابعة كالمجالس التشريعية والجماعية ، ومن جهة تتعامل مع الناس كرعايا يجب خضوعهم للخليفة او الأمير الراعي ، وليس الى الحقوق والمساوات ، ومن جهة قد نستفيد من هكذا موقف ، دعوة الى الدولة الظلامية الاستبدادية على شاكلة طالبان في أفغانستان ، وعلى شاكلة تجربة الدولة الإسلامية الداعيشية في سورية والعراق .. لكن للوصول الى هذه الدولة الداعيشية التي يبشر بها الشيخ ، لا تلزم شورى ولا تلزم انتخابات ، بل ان الواجب سيكون هبّة او شَبه ثورة للرعايا على شاكلة ثورة العبيد في روما بزعامة Spartacus ، تنتهي بتمكين الثيوقراطيين خاصة المتشددين من الدولة ، لفرض نظام الخلافة الذي ساده الاستبداد والطغيان .. ولو كان ( الخلفاء ) نزهاء ، وأتقياء ، وتقاة ، هل كان انْ تكون نهايتهم بالقتل بخنجر في الظهر ، وليس بسيف في معركة ، من قبل الثوار ، ومن قبل الشعوب المْغْزوة كثوار مصر الذين قتلوا عثمان بن عفان عندما استأثر وعائلته بأموال المسلمين ، والمسلمين يتدورن الجوع والعطش ، ناهيك عن النهب والسلب ، وفرض الضرائب التفقيرية والتحقيرية بشكل اكثر من مهين ..
واذا كان الخلفاء مجرد بشر ، فهم كما كانوا يصيبون ، كانوا كذلك يخطئون ، واخطائهم كانت اكثر من صوابهم ، وتاريخ قهر الشعوب يشهد على ذلك . وما دامت هذه حقيقة عن هؤلاء ( الخلفاء ) ، فكيف سيكون الامر بالنسبة للخليفة الذي يبشر به الشيخ ، في مشروعه العقائدي والسياسي العام ، خاصة وانه كان عضوا بحزب علماني ، هو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، الذي دخل معه ومع اليسار الماركسي في حرب ضروس انتهت بتصفية عمر بنجلون ، وكادت ان تصفي الأستاذ محمد الميناوي من حزب التحرر والاشتراكية الذي سيصبح حزب التقدم والاشتراكية ، بل ان الشيخ لم يتردد في وصف الكاتب والأستاذ محمد عابد الجابري بالملحد وبالشيوعي ، واعتبر حتى حزب الاستقلال متمركساً .
واذا كان شخص الخليفة واحد في فترة الخلافة التي لم تكن دولة ، فما هي الخلافة التي سيحكمها الخليفة . هل ستكون في المغرب او بمنطقة شمال افريقيا ، او ان تكون كونية تشمل العالم ..
فعن ايّ بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام يتحدث الشيخ عبدالكريم مطيع . وعن أي " دولة الشورى " يتحدث ، وهو يدعو الى الدولة الثيوقراطية الرعوية الفاشية عندما قال " الدولة الإسلامية ليست دولة تنتخب رئيسها المؤمن وتستطيع أنْ تعزله ، هذه مغالطة . الدولة الإسلامية نظام شامل .. " ، أي نظام توتاليتاري فاشي بامتياز .. ومرة أخرى ودائما في سياق " دولة الشورى " ، هل كان مؤتمر سقيفة الانقلابي الذي سرق السلطة في النهار وليس في الليل ، مؤتمر شورى ، عندما نزّل وبالقوة وبالتآمر ابي بكر الصديق ( خليفة ) بدل علي بن ابي طالب ..
لا بديلا عن الدولة الديمقراطية اللاّئيكية L’Etat laïque ، لأنها ليست دولة عنصرية كالدولة الدينية إسلامية ، او يهودية ، او مسيحية . الدين لله ، والوطن الذي يجمعنا للجميع ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو . 13 و 14 و 15 و 16 ينا ...
- تحليل قرار مجلس الأمن رقم 2654 الصادر يوم الخميس 2022/10/27 ...
- خبر . المغرب يتجهز لاستقبال لقاء مغربي ، اسرائيلي ، امريكي ، ...
- هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربية في الجزائر ...
- أزمة روسية ، أم أزمة أوكرانية
- العلاقة بين السياسة والحرب
- - الاتحاد الوطني للقوات الشعبية - - المهدي بن بركة - - 29 اك ...
- ( معارضة ) الخارج . ( معارضة ) الداخل
- الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني يستقبل موفداً لرئيس الجم ...
- الحسن الثالث . عودة قوية وميمونة للأميرة سلمى بناني .
- هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل ال ...
- رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين من تعبئة ثلاثمائة الف جندي ...
- الصراع داخل القصر السلطاني
- ممنوع الاستفتاء وتقرير المصير في إقليم - دونباس / لوغانسك / ...
- الملكية البرلمانية في المغرب
- - الفاسبوك - سيغلق حسابي يوم الاربعاء 28 من الشهر الجاري
- دورة منتظرة لمجلس الامن حول نزاع الصحراء الغربية في شهر اكتو ...
- هل سيحضر السلطان محمد السادس مؤتمر القمة العربي المقبل في ال ...
- الإستفتاء وتقرير المصير في الصحراء الغربية .
- الطبقات الاجتماعية في المغرب .


المزيد.....




- حلفاء ترامب الخليجيون يسابقون الزمن لتجنب الحرب الشاملة في إ ...
- ماذا سيحدث لو قصفت أمريكا مواقع نووية في إيران؟ مسؤول إيراني ...
- غروسي: أضرار كبيرة في منشآت نطنز وأصفهان.. وتحذير من استهداف ...
- أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين ...
- سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نحو بديل سياسي إسلامي لتسيير الشأن العام – دولة الشورى . الشيخ عبدالكريم مطيع