أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - خرافة الشعب السوري الواحد














المزيد.....

خرافة الشعب السوري الواحد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7416 - 2022 / 10 / 29 - 14:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تزخر ما تعرف رسمياً باسم الجمهورية "العربية" السورية، (يرجى التركيز على صفة العربية) بعشرات الإثنيات والقوميات والأعراق والأديان والأمم والشعوب والأطياف المتنوعة غير المتجانسة لا ثقافياً، ولا فكرياً، ولا مذهبياً، ولا جينياً، لكن أعلام باب الحارة، أو إعلام البعث الطوباوي، كان مصراً على وصف هؤلاء مجتمعين، بـ"الشعب العربي السوري"، هكذا ومن دون أي "إحم" ولا دستور، ولا اعتبار، أو احترام للخصوصيات، والفروقات والتباينات الثقافية والديمغرافية واللغوية الموجودة بين كل هؤلاء الناس.
وثمة الكثير من الأساطير والخرافات والأكاذيب التي حاول نظام البعث الحاكم، لليوم، وعبر حوالي السبعين عاماً من حكمه، ويكاد يقترب فيها تماماً من عمر الاتحاد السوفييتي المقبور وحاول أن يكون دائماً نسخة، لكن رديئة و"مضروبة، منه، ترويجها وتسويقها، وزرعها في أذهان الشعوب والأمم والأجيال السورية، في واحدة من أكبر جرائم التطهير الثقافي في التاريخ المعروفة بـ"الأسلمة والتعريب"، ومن هذه الخرافات والأكاذيب خرافة العروبة، والقومية العربية، والانتماء العربي لسوريا، وعروبتها التاريخية قبل الغزو والاحتلال العربي والإسلامي. كما يزعمون، هكذا وبجرة قلم، حيث كان هناك محاولات لإلغاء وطمس هويات وثقافات ولغات وقوميات وأعراق، ومحوهم من الوجود و"دمغهم" بالخاتم العربي والإسلامي كما تتم عملية "دمغ" الذبائح "المنحورة" في المسالخ بعد ذبحها.
وعلى واقع الأرض، وصحيح أن اللغة العربية، هي اللغة الرسمية، والدارجة والمستخدمة من قبل هذه الشعوب جميعاً، بسبب اعتبارات الدين والانتماء الديني لشعوب المنطقة، التي تعرضت، كما هو معلوم، لعملية أسلمة إجبارية وللتهرب من الجزية وإقامة "الحدود" عليها، خلال الغزو الجماعي و"الفتوحات الكبرى" التي تعرضت وهذا مبحث آخر، لكن هناك عشرات اللغات واللهجات الأخرى المحكية، ومنها اللهجة "العربية" البدوية لسكان الجزيرة العربية بالسعودية والخليج، التي يتكلمها سكان مدن ومناطق كحوران والبادية ودير الزور والرقة، وهذا يدلل على أن سكان هذه المناطق هم من أصول عربية قحة، وليس كل السكان، الذين يتكلمون "لهجات" بمفردات عربية، لكنها لا تشبه بالمطلق لهجة البداوة والصحراء المعروفة باللغة العربية الأصلية، إضافة، كما أسلفنا، لعشرات اللغات واللهجات المتداولة المنتشرة في "جزر لغوية" منفصلة، وفي كل مدينة أو منطقة سكانية وديمغرافية سورية منفصلة كلياً عن المنطقة، والتي تكاد تشكل هوية خاصة ومختلفة لناطقها والمتحدث بها، فحالما ينطق "ابن السويداء" بثلاث كلمات، فستتعرف على اسم مدينته ودينه ومذهبه ومنطقته الجغرافية الكائنة في الجنوب السوري، ولسكان دمشق، أيضاً، لهجتهم الدمشقية "الناعمة" المعروفة على نطاق أوسع من كل اللهجاب، بسبب كونها العاصمة، لأن معظم رعيل الفنانين الأوائل كانوا من دمشق وكانوا يستخدمون اللهجة الدمشقية، وتسللت هذه اللهجة لكل بيت سوري، وفيما بعد، ومع انتشار الفضائيات، كانت تصل لكل بيت ناطق بالعربية في العالم، وهناك اللهجة الحمصية المحببة والمعروفة للجميع والتي لا يتقنها سوى الحمصي ومن خلالها تعرف أن المتحدث يحمل الهوية، وربما "الجنسية" الحمصية، وكذا الأمر بالنسبة لسكان منطقة الساحل السوري، حيث يبدو الأمر أكثر تعقيداً من جميع المناطق، ويتطلب الأمر دراسات عميقة وموسعة لمعرفة سبب أو أسباب هذه الظاهرة، ورغم أن قسماً كبيراً من السكان، من شمال حمص وحتى كسب، ينتمون مذهبياً للطائفة النصيرية "العلوية"، فهناك قسم لا بأس به من الطائفة السنية الكريمة (الناجية من النار)، وقسم آخر من الطائفة المسيحية، إضافة لأعراق أخرى، لكن يغلب النصيريون ها هنا، تاريخياً، وصارت أكبر تجمع بالعالم لهم، بعمق ديمغرافي حتى تركيا، وذلك منذ انهيار دولة بني حمدان العلوية 890-1003 وارتكاب المجازر الدموية بحقها من قبل الغزاة الأتراك العثمانيين "السنة"، هنا في الساحل تتنوع كثير من اللهجات وتختلف بين قرية وأخرى، ورغم وجود لهجات رئيسية غير عربية كالتركمانية، فهناك لهجة ريف اللاذقية وجبلة والقرداحة، هناك "اللهجة الطرطوسية"، المتباينة تماماً مع اللهجة العلوية في اللاذقية، وتقترب من اللهجة اللبنانية، وهناك لهجة أبناء مدينة اللاذقية (كما جسدها مسلسل ضيعة ضايعة) والمعروفة بخصوصيتها الشديدة جداً وهي مختلفة تماماً عن اللهجة النصيرية "العلوية" في طرطوس واللاذقية...
وكما يحتاج العربي أو المستعرب، في الشام، أو العراق، والجزيرة العربية، لمترجم أحياناً، كي يتفاهم مع عربي مفترض، أو مستعرب من شمال إفريقيا ومصر وتونس والجزائر والسودان (هناك شعوب عربية مفترضة لا تتكلم العربية أبداً كما الصومال وجزر القمر وجيبوتي العربية)، فقد يحتاج أبناء مناطق وقرى ومدن سورية أيضاً لمترجم كي يتفاهم السوري مع السوري نظراً لتباين اللهجات واللغات، رغم أن صقور وفلاسفة ومنظّري البعث وحيزبوناته الكبار يجترون أخدوعة كبرى بأن "اللغة العربية" تجمع ما بين السكان وهي عامل وحدة بينهم ودلالة على أنهم جميعاً عرب، ولن ندخل في متاهات استحالة إتقان هذه اللغة والتحدث بالفصحى حتى في قلب الجزيرة العربية...
وكما عرفنا واستدللنا، وبالمنطق، على وحدة الأصل والعرق والانتماء "القبلي" العربي للناطقين باللهجة البدوية العربية القحة المتطابقة مع لهجة سكان الجزيرة العربية، فإن تباين اللهجات وتنوعها واختلافها وصعوبة اتقانها بين منطقة وأخرى وتجمع سكاني وآخر يدل، بما لا يدع مجالاً للشك، على اختلاف أصول وانتماءات هذه الشعوب لعرق وأصل واحد، واستحالة أن يكونوا من سلالة "إثنية" واحدة، فاللهجة واللغة هي منتج بيئي-ديمغرافي وتشكل خصوصية جينية لمجموعة سكانية وتجمع بشري في زمان ومكان ما ما يفضي للاستنتاج باستحالة تجانس هذه الشعوب السورية "أو المتسورنة" ثقافياً، وجينياً، وعرقياً، والمستعربة، أي التي حاول نظام البعث الحاكم أن يجعلها عربية ويضعها، هكذا، قشة لفة، في سلة العروبة الواحدة والخالدة؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم المواطنة واللا مواطنة عند بدو قريش
- أمة عربية واحدة: ذات رسالة خالدة
- قصص وذكريات مع الشعر
- شجرة السنديان: هؤلاء هم العلويون الأطهار
- مبادئ أساسية في السياسات الدولية
- روسيا والغرب: صراع قيم وحضارات وثقافات
- الأوراق المطلوبة للمنصب العام
- أردوغان وعودة الوعي: هل هو اعتذار عثماني للعلويين؟
- رهان أردوغان على علويي تركيا
- ما الفرق بين الله وبقية الأصنام؟
- ناسا: وجهاً لوجه مع قريش
- أعياد النصيرية: بأية حال عدت يا عيد؟
- مناشدة ورجاء حار، وطلب من طلابنا الراسبين والناجحين شحط:
- جريمة التطبيع مع العرب
- إذا كان رب البيت للطبل ضارب
- السيد وزير العدل السوري/ المحترم
- حول قانونية ودستورية الدراسات والموافقات الأمنية
- القذافي: طابخ السم ذائقه
- لماذا لا تكون اللغة الإنكليزية لغة أهل الجنة؟
- كارثة التعليم المؤدلج


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - نضال نعيسة - خرافة الشعب السوري الواحد