ألواح الزمرد كتاب تحوت

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

هي نصوص لا تخاطب العقل والمنطق ولا يستطيع الإنسان أن يستوعبها عن طريق الفص الأيسر للمخ الذي يستوعب الماديات ! بل هي نصوص تخاطب اللاوعي في الإنسان و هي عبارة عن مفاتيح تتحدث إلينا من مستوى الروح و ليس من مستوى العقل
للإنسان أربع مستويات للوجود يتخاطب بها مع الكون، المستوى المادي يخاطب الغريزة، المستوى العقلي يستوعب الأفكار و يخاطب العقل و المنطق، المستوى العاطفي يستوعب المشاعر و يخاطب القلب، المستوى الروحي يستوعب الأبعاد الأخرى للكون و عالم ما وراء الطبيعة و يخاطب كل الموجودات و الخالق
على من يتصدى لمحاولة دراسة هذه النصوص أن يعى أولا أنها تخاطب مستوى الروح في الإنسان و أنها مجرد مفاتيح تفتح أبواب للوعي الكوني عند الإنسان وتجعله يستخرج العلم من باطنه ! لأن العلم موجود داخل الإنسان و ليس خارجه و لهذا يختلف فهم هذه النصوص من شخص إلى آخر حسب درجة نضجه الروحي و أحيانا يختلف فهمها عند نفس الشخص من مرحلة إلى أخرى في حياته على حسب درجة نضجه وتطوره الروحي في الفترة التي يقرأ فيها هذه النصوص
بناء عليه فهذه الكلمات ليست ملزمة لأي شخص لا يقتنع بها و كل إنسان حر في أن يبحث بنفسه في كل المصادر التي تحدثت عن تلك النصوص ليستخرج منها المعاني الباطنية التي يدركها وعيه
كتب تحوت "هرمس" في ألواحه يقول، هاهي الحقيقة التي لا يعتريها لبس ما، هو اليقين الذي لا يرقى إليه شك
. العالم الظاهر المادي السفلي هو صورة مرآة معكوسة من العالم الباطن الروحي العلوي و الإنسان هو المعجزة التي يجتمع فيها العالمين (as above , so below)
. نشأ الخلق من الواحد الأحد و منه جاء كل شئ، فكل الموجودات هي إنعكاس لفكر الجوهر الواحد
. طاقة الشمس هي طاقة العقل (الأب/تفعيل الإرادة/الظاهر) و طاقة القمر هي طاقة الحدس (الأم/الإلهام/الغيب)
. تغذي الأرض تيارات الطاقة الحيوية (طاقة الحياة) كما تغذي الأم طفلها وبعد ذلك تقوم تيارات الهواء بحملها ونقلها للكائنات الحية
. الأصل في كل المعجزات والكنوز الخفية في العالم أجمع مخبأة هنا (في مراكز الطاقة الحيوية، في طاقة الكونداليني) وتكتمل قوتها عندما يتم تحويل تلك الطاقة إلى الأرض ! إنما تسمو النار (النور) فوق التراب وتسمو الروح فوق المادة ليس بالقهر والعنف و إنما بالحكمة و البصيرة
. تلك التجارب هي طريقك للوصول إلى النور، الجوهر، العلم، الخلود، اليقين، والتخلص من الظلام و الزيف و الجهل و الفناء و الشك ! وهذا هو القوة الحقيقة لأنك في تلك الحالة يمكنك التواجد في كل العوالم و الأبعاد و تتحول إلى كائن متنقل في أبعاد الكون “multi-dimensional being”
لتلك الغاية العظيمة كان وجودك أيها الإنسان هنا على الأرض
. هذا هو كل ما أردت أن أنقله إليكم عن علم الخيمياء، العلم الذي يحول الإنسان إلى شمس ! إلى كائن نوراني هو جزء من الشمس الكبرى لا ينفصل عنها لأن في عالم الجوهر الكل واحد
لقد قرأت ألواح الزمرد مرات عديدة على مدار 20 سنة و كل مرة أكتشف و أفهم أشياء جديدة و هكذا يرتقي فهمي للالواح حسب إرتقاء مستوى الوعي
هي نصوص خاصة بعلم الخيمياء و الحكمة الصوفية و التي كانت تشكل أهمية كبيرة عند الخيميائيين في أوروبا في القرن الثالث عشر و قد اهتم بها العالم جابر إبن حيان فقام بعمل ترجمة لها بدأ ظهورها بشكل مكتوب في أوروبا في القرن الثاني عشر 12 الميلادي و هذه النصوص المنسوخة هي إعادة نسخ لنصوص أصلية مفقودة
كان قدماء المصريين يعتقدون أن هذه النصوص كتبها تحوت بنفسه وقيل أنها ترجع إلى 3,000 سنة قبل الميلاد و تعود إلى فترة إنتقاله من أتلانتيس المفقودة إلى مصر، البعض يفهم وجود أتلانتيس على أنه وجود مادي لجزيرة ضائعة في المحيط الأطلنطي أو الأطلسي ! و هناك من يفهم أتلانتيس على أنها رمز لدماغ و تفكير الإنسان في الحضارات القديمة و أن غرق و إختفاء أتلانتيس ما هو إلا رمز لفقدان الإنسان الجزء الأعظم من قدراته الروحانية الكامنة في الحمض النووي (DNA) و وصوله إلى هذا المستوى المتدني من الوجود المسجون داخل الوعي المادي
كما إهتم بها الخيميائيون في أوروبا في القرنين الميلاديين الثاني عشر و الثالث عشر و هناك العديد من أشهر علماء العالم الذين حاولوا ترجمتها و يطلق عليها إسم ألواح الزمرد و أحياناً يكون الإسم مفرداً أي لوح الزمرد لأن حجر الزمرد في الحضارات القديمة كان أعلى الأحجار قيمة و كان أغلى من الذه
ترجمها العالم الإنجليزي الشهير إسحاق نيوتن أيضاً و هي عبارة عن ثلاثة عشر جملة قصيرة جداً مكتوبة بلغة الرموز عند قراءة الترجمة الحرفية لها تبدو للقارىء مبهمة و غامضة و غير مفهومة، و هناك من يعتقد أن هذه النصوص هي الأساس للحصول على حجر الفلاسفة و هذا المصطلح في الصوفية المصرية ما هو إلا رمز لتحويل وعي الإنسان من الوعي المادي (Ego) إلى الوعي الكوني (الوحدة مع الإله و الكون)
تعتبر ألواح الزمرد من أكثر النصوص التي حيرت العلماء في فهمها لغرابتها و قصرها فهي نصوص لا تخاطب العقل الواعي و لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها بل هي نصوص معقدة تخاطب اللاوعي في الإنسان و هي عبارة عن مفاتيح تتحدث إلينا على مستوى الروح و ليس من مستوى العقل، إنها عبارة عن مفاتيح تفتح أبواب الوعي عند الإنسان و تجعله يستخرج العلم من باطنه
يختلف فهم هذه النصوص من شخص إلى آخر بحسب درجة نضجه الروحي و أحياناً يختلف فهمها عند نفس الشخص من مرحلة إلى أخرى في حياته و ذلك بحسب درجة مستوى وعيه و نضجه و تطوره الروحي في الفترة التي يقرأ فيها هذه النصوص

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات