أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي















المزيد.....

الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ1ـ
الطائفية هي حضور العقيدي الماضوي في السياسي الراهن / دينيا وطائفيا داخل كل الأديان / وبالطبع لم يكن ينقصنا دخول نيافة البابا بينديكت على الخط، الديني لا يقوم بالحوار بين الثقافات ! إلا إذا كانت هذه الثقافات هي دينية محض ! والعرب يرفضون بالطبع أن تتحدث أنهم خارج الثقافة الدينية إسلاميا ومسيحيا ليس لديهم ثقافة ! الموضوع هنا إشكالي ومتطلبات بحثه النظري قائمة ومساحتها كبيرة لأن ما نطرحه هنا رأي وليس حكم قيمة ! وإن كان الرأي ليس محايدا مطلقا في الهم الثقافي والسياسي خصوصا ونحن نقف حيارى إزاء هذا الدم العراقي المجاني !
لملمة الأدلة والبراهين على الطائفة الحق والدين الحق لا يمكن لها أن تلملم من الراهن بل كل من يعمل على هذا الأمر يلجأ للتاريخ / وليس محاضرة البابا الأخيرة سوى تعبيرا عن هذه اللملمة / وفي مصطلح آخر الرمرمة لأنها ليست تاريخا بل بقايا تاريخ ! وكل منهم يمارس تواطؤاته النصية والقيمية في نبذ الآخر وعلى هواه لأن الآخر لازال مغلقا وغير قابل للاكتشاف !
وطالما هو كذلك فسيبقى آخر ! وهذا في الواقع ما تريده كل عمليات التطييف والتديين الراهنة بين الإسلام عموما وداخله وبين المسيحية عموما وداخلها.
رهاننا على الحياة التي هي أكبر من التاريخ الماضي ومن الراهن أيضا لأنها هي المستقبل دوما يشد كل هذي التفاصيل نحو مشهده الغائب / المجهول، وماهو المستقبل الذي ينتظر الطائفة المنتصرة !! أو الدين المنتصر ؟ في لبنان والعراق وسوريا والفاتيكان !
شيئ يدعو لليأس ولكننا ملوثين دوما بهذا اليأس وهذه اللغونات الطائفية والدينية المكتوب منها والشفهي / حتى الغرب بات لديه الآن ثقافة شفهية فهو في أكثريته الآن بات ضد أي دين خارج دينه أو أي طائفة خارج طائفته بات المكتوب الذي يتحدث عن حوار حضارات وثقافات هو لتسويق هذا العداء شفهيا / إنه داء العصر ولكن هذا لاعلاقة له بتعاليم هذي العقائد المستشرية بطريقة الراهن، لأن الراهن هو من يفرض على هذه العقائد حركيتها وليس العكس.
الفارق بيننا وبين الغرب أنه يحل خلافاته هذه داخل مجتمعاته بطريقة ليست عنيفة في دولة التعايش الحر بين كل الأديان والطوائف داخل دولة القانون والديمقراطية !
بسذاجة نسأل : لوكانت الطبقة السياسية العراقية بالدرجة الأولى يهمها الدم العراقي هل كان يمكن أن يبقى جاريا بلا ثمن ؟! سواء عند الآيات أو عند العلماء أو عند قادة الأحزاب أو العشائر
أو عند أعضاء البرلمان !!
أكلما وجد شخص في حوزته قليلا من المال يريد حوله جيشا من الميليشيات وقطاعي الطرق وأمراء الحرب ! نستطيع القول الآن في العراق :
تشكلت كوكبة من أمراء الحرب من مختلف الطوائف والقوميات عرب وكرد وتركمان وسنة وشيعة..إنها عابرة للأديان والطوائف ثقافة هؤلاء المارقين من سلط أقليمية ومشايخ وآيات ورامسفلدات ببزات ديمقراطية أنيقة وإيرانيون وسوريون ومن هم تحت السطح مختبئين ! تماما كالشركات العابرة للقوميات والتحكم بالطاقة ! ومن يبذخون من أجل تميمة السلطة وحجبها المخفية خلف هذه الشعارت البراقة ؟ لنسأل من من هؤلاء يتخلى عن موقعه في سبيل وقف هذا الدم ؟ الجواب الساذج على هذا السؤال الساذج هو بالطبع ( لا ) لأنني أنا القائد والمهدي وخليفة المسلمين وأميرهم في بلاد الرافدين وأفغانستان والزعيم الأوحد والمالك الأوحد للنفط في هذا العالم ! وأطفال العراق بلا مأوى وبلا مستقبل !! وقد [ أشار مرة غسان سلامة بمناسبة صدور كتابه الاخير حول السياسة الاميركية ولكن المهجوس عميقاً بتجربته العراقية الى أن العديد من السياسيين العراقيين الجدد جعلوا أرقام الفساد اللبناني "متواضعة"!) أو الطرابلس غربية او او؟... ] نقلا عن صحيفة النهار
يريدون أن يجعلوا المهمة فقط وقف الدم !! وليس بناء دولة ديمقراطية ودولة قانون ونجحوا في ذلك وهم يسرقون أموال الموتى ! ويظهرون في وسائل الإعلام العربية التي باتت تنضح مشهديتها فقط بكمية الدماء المعروضة علينا كمشاهدين / لا إرادة لنا فوق إرادة غرائزنا في الدم والانتقام والدبكة والغناء الحزين !! ونخرج لنهتف من نصر إلى نصرالله ونعلق صور شخوص مثلنا من لحم ودم ويخطئون كما نخطأ وسفاحون كما نحن يمكن أن نكون في لحظة ما ! ومستعدين للنوم في هناء ورخاء والناس ينامون في زنازين يملؤها الجرب والرطوبة والعتمة !
ماذا يعنينا الآن ؟ الشيعة في الجنوب يريدون فدرالية وهيئة علماء المسلمين تريد العيش معهم بالقوة وهم لايريدون والعكس صحيح أيضا ليستقلوا إذن في الجنوب ! وليأخذوا كل النفط العراقي
ويتقاسموه مع من يشاؤون من إيران وأمريكان ! والأكراد يريدون دولتهم حسنا ليأخذوا دولتهم ويستطيع علماء الأنبار أن يتوصلوا معهم لتفاهم حول أن يجعلوا من كركوك مدينة عالمية ! ليتحول العراق إلى ثلاث دول ! ما المانع ؟
حتى لتأخذ إيران النفط العراقي.. ! ولتبق السلطة في سوريا في يد عائلة واحدة إلى الأبد أيضا ما المانع ؟ وليصبح أسامة بن لادن تلك الأهزوجة أميرا لبلاد المسلمين ووزيره الأول الظواهري يفتح ديوانا لاستقبال المهنئين ما المانع أيضا ؟ ولكن يبقى السؤال وهل توافق أمريكا والمستشارة ميركل على أن يذهب النفط من أيديهم ؟ في الواقع ليس لدي جواب مع هذه الإدارة التي تعاني من نفاج نفطي مرعب..؟
هكذا نحن..البساطة تقتضي هذا الجواب. حيث كل هذه اللغونات الدموية لا تساوي دم طفل عراقي أو لبناني أو دم إمرأة عراقية أو لبنانية.
سرت نكتة بيننا نحن السوريين وعلى نطاق الهمس الضيق بعد دخول الأمريكان إلى العراق وأنا من الذين أيدوا هذا الدخول ولازلت أرى فيه عملا صحيحا ولكن الذي جرى بعد ذلك هو الكارثة ما علينا لنعود إلى هذه النكتة كنا نقول : ليس لنا سوى الله وأبو آزاد !! وأبو آزاد هو بالطبع السيد جورج دبليو بوش ! وآزاد كلمة كردية تعني الحر أو الحرية. وتبين أنها نكتة دموية خالصة فيها الدم المطلق وإلا لن يتشكل نفطا في باطن الأرض إذا قل الدم !
وزاد الإرهاب كما يقول خبراء السي آي إيه !!
خلف كل هذا الخراب تجد إرادة السلطات الفاعلة في هذه المنطقة وهي كثيرة والحمدلله تبدأ في إيران وتنتهي في أمريكا.
ـ2ـ
تنافر سني شيعي في العراق ولبنان !! عبارة تتردد الآن في لبنان..عند الكثير من الكتاب والمحللين الاسترتيجيين !!
هي واحدة كأنها تبدو الخميرة الطائفية في تحديد الاصطفافات على أساس مذهبي رغم اختلاف الأجندات السياسية !! رغم أن السنة في لبنان أقل تماسكا في هذه المعادلة على عكس الحالة العراقية ! يبدو للوهلة الأولى أن السياسي يأتي تاليا أو لنقل الراهن يأتي تاليا بينما في الحقيقة لو بحثنا جيدا الأمر لوجدنا أن في أس هذا التنافر هو الازدواجية في الدور الإيراني بين لبنان والعراق !! في العراق الوجود الأمريكي قدم هدية ثمينة لإيران حيث حصلت على نفوذ لا تحتاج من خلاله لتحريك أية بندقية وارتضت أن يكون الصراع العسكري أمريكيا والشق الجهادي من السنة فقط ! بينما في لبنان تحتاج للسلاح. ولازال قادة الشيعة في العراق يرون أن إيران هي عمق سلطتهم التي جاءتهم على طبق من ذهب !! وبعضا من قادة السنة حيارى كيف يعيدون أمجاد صدام حسين ! فلجأوا إلى البعث السوري / بشقه الإيراني وضاعت اللوحة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وهذا ما تريده إرادة السلطة كما تحدثنا عن ذلك !! وهكذا نستعير قولا للصديق الدكتور عبد الرزاق عيد من بحثه الأخير ـ النصر المتشائل تحت رايات آيات الله ـ هذا البحث النقدي للذات والآخر المغلق على آخرويته !! حيث يقول : [ لن نستعيض عن مباديء عقل التحرر العام الانساني بعقل فقهي إيراني يقود فعلنا التحرري تحت نوع من الشعبوية الساذجة التي درجناعليها في اعتبار (أن عدو عدونا صديقنا)، فايران التي وأدت الحراك الديموقرطي : اليميني واليساري والاسلامي التنويري والعلماني لصالح مقدسات شمولية طائفية توظف المقدس في خدمة مصالح الملالي، حيث العته الايديولوجي لفكر سياسي ميثي اسطوري توتاليتاري ثيوقراطي: (ولاية الفقيه / روح الله /ما بعد النبي) وحيث الاعتقاد بالولاية البشرية كبديل مؤقت للولاية الالهية للمهدي المنتظر! ] انتهى كلام الدكتور عيد.
وهذا الفهم بزحزحته قليلا ينطبق على الشعبوية السنية في قواعد الجهاد السلفي والذي أنتج أمراء حرب للعيون الحور في جنات عدن !! في جانب منه صراع للميثي مؤسس على راهن بخس في معناه الإنساني حيث إرادة السلطة تقبع خلف هذه القطيعة بين شعوبنا وبين الوعي الإنساني في معناه الأكثر حرية وعدالة وتاريخية.
وإرادة السلطة هذه تعرف إنها حاربت كل ثقافة مدنية وتعرف أيضا أنها أبقت المساحة للثقافات الماقبل سياسية لهذا هي تستطيع اللعب على هكذا أمر ولهذا أيضا تدعي أن الديمقراطية الغربية لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيتنا الثقافية وهي هنا الثقافة الطائفية من لدن سلطاتنا المحلية !
هذا هو الفخ العراقي والذي هو فخ هذه السلطات ونخبها وقع فيه الجميع !! والخاسر كان شعوب المنطقة لأنها هي من تدفع الثمن من دماء أبنائها ومستقبلهم.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
- الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط
- الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟
- البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد


المزيد.....




- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي