أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - قانا والنظام العربي














المزيد.....

قانا والنظام العربي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى يقتل أطفال ومدنيين لبنانيون وهم مختبئون في ملجأ جراء القصف الإسرائيلي العشوائي والهمجي والذي هو نتاج من نتاجات فشل التوصل لنتائج سياسية لهذه المذبحة اليومية للبنان واللبنانيين . فقد جاءت السيدة رايس إلى المنطقة قبل هذا اليوم وهي ترى ما لدى الأطراف المتحاربة ومن يقف خلفها وماهي شروطهم وأجندتهم فما كان منها إلا أن غادرت وهي تعطي مهلة أخرى لاستمرار المذبحة اللبنانية . بتصفيق عربي رسمي لبعض النظم وشعارات رنانة في الصمود والممانعة لبعض النظم الأخرى وبدلا من إنقاذ شعبنا اللبناني والفلسطيني وتحرير جولاننا المحتل عبر فرض تسوية نهائية في المنطقة وسلام دائم وشامل وفقا للمبادرة السعودية في قمة بيروت على الأقل , النظم العربية بشقيها تقف حائرة خائفة من مزاج شعبي منحرف ـ هي من تعرفه لأنها هي من ربته بهذه الطريقة المسرحية وتخاف في نفس الوقت أن تفلت الأمور من يدها ـ صحيح أن الموقف السعودي جاء هذه المرة مختلفا سياسيا إلا أن تطور المذبحة الإسرائيلية وصمود حزب الله وخيبة أمل الجيش الإسرائيلي جعل الأمر يأخذ مجرى مختلف تماما ولم يكن أحد يتوقع أن النظام الإيراني السوري قد هيأ منذ زمن لهذه الجولة الدامية وإسرائيل تعرف ذلك أليس لديها أجهزة استخبارات قوية كما تدعي ! ومرت قانا كما يمر غيرها من وقائع وأحداث تبرهن كم الدم العربي رخيص أو كم جعلته هذه النظم رخيصا , وهنا نستثني الدول الصغيرة كالإمارات والكويت عمان التي نعتقد أنها منذ زمن قد خرجت خارج جوقة المزايدات العربية .
مرة أخرى المجتمع الدولي يتناسى المذبحة وفق ما تدعي بعض أطرافه القوية أنها تبحث عن وقف عاجل ودائم للقتال , حتى أن الإعلام الغربي مر على مجزرة قانا مرور الكرام وكأنها حدث عادي في الشرق الأوسط القديم منه والذي ينبثق الآن وليس ما يحدث في العراق من مجازر يومية يعرف المجتمع الدولي من المسبب فيها سوى مثال عادي , ولكنها أيضا تحولت إلى شيئ أقل من عادي .
فالدم العربي أرخص من برميل نفط وأرخص من جثة جندي إسرائيلي . وما الذي تدفعه هذه النظم من جيبها وهل الذين يموتون هم أقرباء لسلطاتنا أم هم عبارة عن رعايا في مزارع ؟!
إن تمرير النظام العربي الرسمي وحتى الشعبي لمجزرة قانا هو العار بذاته والمزاج الشعبي الذي تعود على التصفيق والتهليل والنسيان والهرب من أسئلة العقل !!
المزاج الشعبي الذي لم يسأل من الذي يتحمل المسؤولية فيما يجري ولم يسأل كيف الخروج من هذا المأزق بل يصفق للمقاومة التي تصفق لها بعضا من النظم العربية !!
النظام العربي وصل إلى درجة من التهتك الرمزي جعل وزير خارجية إيران متكي شهر في زيارته الأخيرة إلى بيروت يعترض على مشروع الحكومة اللبنانية لوقف القتال ـ والذي وافق عليه مسبقا حزب الله !! وكل القوى اللبنانية ـ يعترض وفي قلب بيروت وليس وهو جالس في إيران والسؤال :
ما علاقة الخارجية الإيرانية بما توافق عليه الحكومة اللبنانية أو فيما لاتوافق عليه !!
لا أفهم في الحقيقة هل لإيران موقع متميز عن بقية الدول التي للبنان علاقة معها حتى يتدخل وزير الخارجية الإيراني وعلى مرأى ومسمع الشعوب العربية المقموعة والمنحرفة المزاج وعلى مرأى وخوف النظام العربي من الورقة الإيرانية في تفجير مجتمعاتنا العربية دينيا وطائفيا ! أي نظام عربي رسمي هذا ؟ وهل هكذا نظام قادر على الدفاع عن الدم العربي ؟
قانا باتت رمزا لتهلهل هذا النظام وعاره الذي سيلاحقه دوما وليس النظام العربي فقط بل والإيراني أيضا الذي في بؤرة دعواته الاستشهادية للبنانيين وغيرهم من المسلمين لايأبه لحياة البشر لا في إيران ولا في العراق ولا في أي مكان من هذا العالم . والأنكى من كل هذا أن قسما من النظام العربي الرسمي ومثقفيه باتوا يستعدون للعودة إلى نغمة : الدور الإيراني واستعادة أمجاد الأمبراطورية الفارسية , فقد بات لديهم مناذرة في العراق وسوريا..! ولدى روما أيضا غساسنة في لبنان والأردن !! فروما الآن في واشنطن !! هذا لسان حال بعضا من الشارع العربي !
النظام العربي بات في أسوأ مراحله ارتجالية في صياغة مواقفه السياسية ولم يعد قادرا على تفعيل ولو شكليا مؤسساته العربية , لم يعد قادرا على اتخاذ قرار واحد مدروس وقابل للحياة .
فالحسابات لكل سلطة عربية على حدة لا يمكن لها أن تدخل قانا في القضية ؟ بل حساباتها تنطلق من كسب ود أمريكا أو العمل بأي ثمن من أجل عقد صفقة مع أمريكا تضمن تجديد شرعية هذه السلطات والتي هي شرعية تنتجها معادلة بسيطة : إرضاء الخارج ونهب الداخل وقمعه . والشعارات هي نفسها من نفس شبكة الملفوظات العربية الرسمية وقواميسها المهترئة .
قانا نسيت كما نسيت غيرها وستنسى غيرها , أليس هنالك نظم فعلت بشعوبها العربية أسوأ مما حدث في قانا ؟!
وفي النهاية : عندما يقرأ المرء مشروع القرار الفرنسي الأمريكي الذي نوقش البارحة في مجلس الأمن ولا يلمح ظلا بسيطا لما فعلته إسرائيل في قانا والنظام العربي خارج أية قدرة على الفعل والوزير الإيراني يملي شروطه ومن بيروت فما على العربي الذي يتظاهر دعما لمقاومة أن يتوقف ويسأل نفسه : أنا لمن أهتف ؟
هل أهتف لنجاد أم لبشار ؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - قانا والنظام العربي