أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خراب البصرة شرط بقاء السلطة














المزيد.....

خراب البصرة شرط بقاء السلطة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد كل هذه الجريمة الإسرائيلية والتي لازالت مفتوحة على احتمالات شتى ليس آخرها تهديم ما تبقى من البنية اللبنانية، وفي ظل هذه المواجهة العرجاء بالوكالة بين الوجه الإيراني للصراع العربي الإسرائيلي وبين إسرائيل في ظل هزال عربي من نوع لافت ومتقرح،نسأل أين موقع السلطة السورية من كل ما يجري ؟ خصوصا إذا علمنا أن الاتصالات الدولية والفرنسية تحديدا تتجه نحو طهران لا نحو دمشق كما كانت الأمور في سالف الأزمان !! من نافل القول أن كل من يتعرض للوضعية القائمة هنا وبالذات في سياق من التحليل بعيدا عن ضجيج الشارع السوري وهو يحمل صور السيد حسن نصرالله وقريبا من معاناة النازحين الذين فقدوا الأمل بالعودة إلى حياتهم الطبيعية قبل مضي سنوات لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يجري خلالها، كل من يتعرض ويعترض على هذا السياق الملتبس والمتلون / وطنيا !! والذي يثبت أن بذرة الشقاق السوري دوما تجد لها حاملا متورما لدرجة التشظي في لحظة ما أو في غفلة من عمق هزيمة المجتمعات السورية !! التي تستيقظ دوما على معركة مع إسرائيل لم تساهم في أي شيئ فيها سوى اللهم :بالهتاف والتصفيق وبلع الطعم أننا ننتقم من آخر لبناني !!بعد خروجنا المذل من لبنان وكأننا نحن الذين عهدنا الله في مناقصة دولية برعاية لبنان واللبنانيين، ونلاحظ ذلك من خلال ارتفاع الصوت الذي يرى في طرح التغيير الديمقراطي أولوية فاسدة أمام معركتنا الوطنية كسوريين بالدم اللبناني وبلا حد أدنى من / الخجل / فليسمح لي شعبنا السوري بذلك. إننا في متاهة هذا اللون من الصراع الفاسد بحيث غاب الفلسطينيون واللبنانيون إلا من دمائهم الحاضرة أبدا والتي ستبقى مؤشر على مخاتلة سورية من نوع خاص أصبح المجتمع السوري أسيرها أيضا واستطاعت السلطة السورية الإيرانية أن تجعلنا كسوريين نمتطي جياد الزبف والإدعاء ونحن نقاتل العدو الإسرائيلي بالدم اللبناني والفلسطيني، فلم تعد القضية في دوائر السلطة بل تحولت إلى كابوس جماهيري ووطني معارض !!متى سنتقي الله في اللبنانيين؟

اللبناني هو معرف بهويته الطائفية وديمقراطيته التي يراد احتجازها على هشاشتها في حرب ذات وجه ليس لبنانيا سواء في نشر فكر أصولي وأحزاب من لدن الله أو في تحييد كل من يرى أن لبنان لم يعد لديه مشكلة مع إسرائيل !!كان اللبنانيين فيما سبق لديهم طرفان : سوريا وإسرائيل أما الآن فلديهم إيران أيضا والمثقفين العرب وقسما من المعارضة السورية تنوح فوقهم ولسان حالها يجب ألا يتوقف الصراع وألا تتوقف الجريمة الإسرائيلية حتى يتم تهديم لبنان تماما، ونحن كالديوك نصيح ونهتف لصمود المقاومة ولا نجرؤ على أن نتحدث حديثا بسيطا عن أسباب اعتقال ميشيل كيلو وبقاء عارف دليلة في السجن وغيرهم الألآف من المعتقلين لا نستطيع وبكل جبن كما أراه في نفسي قبل أن أراه في الآخرين :
ما علاقتنا نحن بلبنان ؟وهل نحن قدمنا في الصراع العربي الإسرائيلي أكثر من اللبنانيين ؟!وهل مطلوب تحرير الشرط الإيراني والسوري من الضغط الدولي عن طريق دماءاللبنانيين؟!

لنكن كسوريين وطنيين ما نشاء ومحرري القدس قبل الجولان قدر ما نشاء ولكن هنالك في لبنان من يرى أن هذه لم تعد معركته مطلقا لماذا يجب أن يدفع ثمن هزائمنا نحن!! وأنا هنا لا أتحدث عن السلطة السورية فقط بل أتحدث عن غالبية الطيف السوري المعارض والموالي والثقافة المجتمعية التي تربت في هذا التضليل القاتل لكل علاقة سورية مع محيطها.كيف سيغفر لنا اللبنانييون بعد أن تحط الجريمة الإسرائيلية أوزارها على كل هذه المأساة ؟ حتى اللبنانييون إنني متأكد أنهم يطالبون بقسمة الدم أمام الهول الإسرائيلي، قسمة الدم العربي والإيراني عندها ربما هذا القسم يغير رأيه ويخوض معنا كسوريين وإيرانيين معركة تحرير القدس دون أن يصاب بالفجيعة لأن هنالك من يشاركه الدم من أخوانه العرب والمسلمين !!والسؤال المر والعلقم الآن بعد صدور قرار مجلس الأمن في هذين اليومين وتتسلم السلطة اللبنانية مهمة نشر الجيش في الجنوب : لماذا لم يوافق حزب الله على ذلك من قبل ؟ قبل كل هذا الدم ؟ أكان يلزم تهديم لبنان حتى يتم نشر جيش الدولة اللبنانية في الجنوب؟

ما يجعل المرء يخرج عن طوره هو أصواتنا نحن الذين نريد القتال بآخر لبناني ونريد تحرير جولاننا بآخر لبناني ونحن نشاهد الأطفال اللبنانيين تحت الأنقاض مزهوين بهزيمتنا أمام وضع مجتمعاتنا السورية ـ ومجتمعاتنا هنا ليست من باب التفكه مطلقا بل هي واقع حال أوصلتنا السلطة ودوائرها إلى أن نتحول من نواة مجتمع كان يتشكل إلى مجتمعات تعيش حياتها الخاصة وتهتف، وتريد تحرير القدس بلا سوريين !! هل يمكن أن يتعرض مجتمع ما لخراب أكثر من هذا الخراب؟

والسلطة التي نتحدث عنها في العنوان هنا ليست فقط السلطة السورية بمعناها الضيق بل هي أيضا سلطة السوريين على اللبنانيين التي خرجت من لبنان بطريقة أذت كرامة السوريين !!وجعلتهم يشعرون بجحود بعضا من اللبنانيين ولهذا هنالك من يتشفى فيما يجري الآن في لبنان !! بالطبع نحن نتحدث عن قسم من حالة واعية وعالمة ولا نتحدث عن كلية السوريين بالمطلق العددي.وآخر ما أنتجناه نحن السوريون هو : أن السيد وزير خارجيتنا يريد أن يكون جنديا في صفوف حزب الله !! جميل ليذهب وزير خارجيتنا ويتطوع في صفوف حزب الله من يمنعه عن ذلك ؟ السوريون عموما تعودوا أن يخوضوا معارك لم يقرروا فيها شيء ولم يعرفوا كيف ولماذا ؟ أما اللبنانيين فهم تعودوا على قول رأيهم في كل شيء!!

لبنان مهدم وسوريا في خراب!! وسلطتنا لازالت قوية ومنيعة وتجد من ينظر لها حول أهمية العامل الوطني كأولوية الأولويات فيما يجري في سوريا ونحن قد نسينا أن هنالك أطماع أمريكية في سوريا !! والنسيان هنا له مفعول السحر في الواقع !!لأنه ينسينا مأساة بلدنا !وهؤلاء الأمريكان لم يستطيعوا أن يفهموا حساسيتنا المزيفة تجاه أصنامنا !!التي لم نساهم في صنعها مطلقا ولم نستشر عندما تعلقت في الساحات العامة والحدائق القليلة في مدننا وعلى مفارق الطرقات وأعمدة الكهرباء وفناء الشام بدلا من أشجار الجوز وعروق الياسمين.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خراب البصرة شرط بقاء السلطة