أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المؤتمر القومي العربي















المزيد.....

المؤتمر القومي العربي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نص مغلق أم سياسة مواربة!!

اسمحوا لنا بداية أن نميز بين المؤتمر القومي العربي وبين العروبة !! فإذا كانت العروبة هوية فإن المؤتمر القومي العربي هو أحد القراءات والاجتهادات وبالتالي أحد التعبيرات عن هذه الهوية العربية. أما أن يعتبر المؤتمر العربي من خلال مقالة السيد معن بشور [ التجني على المؤتمر القومي العربي ] في القدس العربي ردا على الدكتور سلطان أبازيد في مقالته أيضا بالقدس العربي [ تضامن المؤتمر القومي العربي مع الاستبداد : سورية نموذجا ] أن المؤتمر القومي العربي وأعضائه مع تقديري الكامل واحترامي الكبير لأعضائه هم وحدهم الناطقين الوحيدين باسم العروبة والهوية العربية والمعبرين الحقيقيين عن الحس الشعبي فهذا مصادرة على المطلوب كما ورد في مقالة السيد معن بشور حيث يقول بالحرف [ إن نهج المؤتمر القومي العربي يتكئ أيضا على الحس الشعبي الواضح الذي يميز بين أخطاء تقع فيها الحكومات وبين جرائم ترتكب بحق الشعوب بذريعة تلك الأخطاء...الخ ] وسأبدأ من نهاية المقال لنر حجم التواطؤ السياسي في هذا الفكر :
فهو يقول الحس الشعبي يميز بين أخطاء الحكومات وقصده العربية بالطبع وبين الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب..ما تقوم به الحكومات العربية هي مجرد أخطاء بينما الاحتلالات الغربية والإسرائيلية تقوم بجرائم ـ وهذا صحيح ـ وأوافق السيد معن بشور على ذلك ولكن غير الصحيح إطلاقا أن ما تقوم به الحكومات العربية هي أخطاء !! اعتقد من هنا تبدأ الطية التي يخفي فيها المؤتمر القومي العربي تواطؤه مع الاستبداد..فقط لأقول أن المجرم الغربي والإسرائيلي لا يملك سجونا كالتي كانت عند صدام حسين أو التي موجودة الآن في سوريا، وهذا المجرم نفسه لا يعامل معتقلينه كما تعاملهم السلطات العربية التي تخطأ !! عجيب أمر هذه الأخطاء. والخطأ هو الصيغة المخففة للجريمة أو من زاوية أخرى أخطر من الأولى أن الخطأ يقوم به أناس هم في الوضعية الشرعية والمشروعية التاريخية والسياسية والدستورية وهذا هو جوهر التواطؤ في الواقع في اعتبار أن ما تقوم به حكومات الممانعة العربية هي مجرد أخطاء في مسيرة لها شرعيتها ومتكئة على الحس الشعبي !! ببساطة هكذا هي الأمور خطأ اعتقال الدكتور عارف دليلة في ظروف سيئة هو خطأ ربما خطأ مطبعي في التعبير عن قوى الممانعة العربية !!أيعقل هذا يا سيدي ؟ أيعقل ما قام به صدام بحق الشعب العراقي والكويتي خطأ وما تقوم به أمريكا في العراق جريمة : من أوصل أمريكا إلى بغداد ؟! وهل إيصالها إلى العراق خطأ ؟! أم جريمة ما بعدها جريمة ؟! أهي أخطاء يا سيدي في دولة مثل سوريا من أغنى دول المنطقة يصل فيها 50%من الشعب السوري إلى مادون خط الفقر في خطاب ممانعتكم الكريمة للمشاريع الغربية !! أليس من يدعم الغطاء الغربي واستمراره على النظام السوري هو اليمين الإسرائيلي نفسه !! ومع ذلك ليس هنا بيت القصيد أبدا. يبقى السؤال للخبراء في المؤتمر القومي العربي كيف تسنى لهم قياس حسا شعبيا عربيا مغيبا عن أبسط حقوقه ؟وهل هو حسا مدنيا بالحضارة القائمة أم هو حس نابع من إرادة سلطات غيبته وربته لكي يكون مادة لأية ممانعة تحتاجها عند الضرورة ؟ لكي يخرج ويهتف عند الضرورات فقط ويحرق السفارات أحيانا أخرى !! وهل هذا خطأ أيضا التعامل مع الشعوب العربية في بلدان الممانعة العربية بوصفها قطعان متحركة وليست شعوبا لها حقوقها التي اغتصبت منذ أن توجنا الفكر القومي العربي بأمراء الممانعة هؤلاء !! سنترك هذا الأمر ونعود للعنوان إنه نص مغلق يا سيدي هذا الفكر الذي مازال يدور في فلك أنظمة الممانعة كنص يدور حول إرادة سلطات غاشمة تريد دوما تجديد سيطرتها على المجتمع ونهبه بطريقة ممنهجة لا يعترض عليها أحد وإن اعترض فهي بالضرورة سترتكب الأخطاء بحقه !!كما ارتكبته أخيرا بحق ميشيل كيلو والناشطين السوريين واعتقلتهم في الجملة والمفرق وفصلت غيرهم من عمله ومن مصدر رزقه ورزق أطفاله لأنه يعيق الممانعة العربية !!
نصا عروبيا أم نصا غربيا بمسوح عربي !!
من البداهة القول أن الفكر القومي العربي ليس نتاج هوية عربية تطورت بشكل حر وديمقراطي بل هو نتاج فكر غربي تطور في تجربته الإنسانية والتاريخية والتي أضحت تجربة كونية بامتياز
امتيازا لا يمكن تجاهله مهما حاولنا إلباسه من ملابس أيديولوجية أو دينية..ببساطة دعونا نمحور الموضوع حول قضية بسيطة جدا الديمقراطية وحقوق الإنسان هي نتاج تجربة الغرب في محنته وفي طريقه نحو النيرفانا. هذه الموضوعة البسيطة هي التي تشكل حجر الزاوية في قيام الممانعة العربية !! وليس شيء آخر فإرادة السلطة العربية إرادة لا يمكنها أن تتوافق مع هكذا ثقافة أصبحت ثقافة كونية وهذه الثقافة ليست قرارا من إدارة بوش أو من إدارة أحمدي نجاد ـ عذرا منكم ـ لا تتوافق لأن مصالحها تكمن في إبعاد هذه المجتمعات التي تستولي عليها بالقوة والنهب والجريمة المنظمة بحق المعارضين عن أية ثقافة ديمقراطية. ولهذا يأتي النص القومي العربي لكي يشحن بطارية هذه الإرادة السلطوية بحجج ما أنزل الله بها من سلطان !! هذا الفكر بما هو في بؤرته المولدة فكر طارد وليس فكر جاذب لأنه يعتمد ثقافة دينية لم تعد صالحة لعصر بات فيه الضروري هو في التعايش الحر بين كل مكونات الهوية العربية !! والتي هي هوية لازالت مستندة بشكل كبير وجوهري على التجربة الإمبراطورية الإسلامية..حقكم لكنكم لستم المعيار لا الفكري ولا السياسي ولا القيمي في تمثيل العروبة ومكوناتها. ليعطوننا أولا مكونا ثقافيا عربيا خارج التجربة الإسلامية بكل مستوياتها وعندها نقول لكم أنكم تمثلون الأمة !! لهذا أنتم في أول تجربة بعد انهيار المعسكر الشرقي لم تجدوا سوى الإسلام الراديكالي معبرا عن نصكم السياسي وهذا الإسلام الراديكالي هو من عنديات الاستبداد العربي !!وأهم منتجاته التحفة في الحقيقة وأهم ما يميز الفكر المغلق هو عدم رؤيته للحياة خارج منظار ثنائياته والتي تبدأ بثنائية / الأنا ـ الآخر / وتنتهي لكي نصل إلى ثنائية / مؤمن ـ كافر / بالعموم إما معي أو ضدي. وهذا النص في الحقيقة أكثر نصا يثلج قلب السلطات العربية ! ولكن عندما يخرج هذا النص نحو حقوق الإنسان والديمقراطية يصادر أصحابه فورا عارف دليلة وميشيل كيلو عينتان ناصعتان لا تحتاجان إلى تعليق !!فهما لم يعتقلا لأنهما يتحدثان عن نهضة الأمة العربية وعن الحس الشعبي الذي يرى فيما تقوم به حكومات الممانعة العربية من أخطاء !! بل اعتقالا لأنهما يتحدثان عن الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان السوري..هذا هو التواطؤ المريب في الحقيقة وليس غيره ما تريده السلطة العربية من مثقفيها القوميين.. وسأختم هذه العجالة بقول لأحد رواد المشروع القومي العربي الأستاذ منير درويش حيث يقول في حديثه عن المشروع النظري للتيار القومي العربي [ وإذا كان بعضهم يرى في توقيت إطلاق هذا المشروع استفزازا للقوى الأخرى وسيضر بالقضية القومية نظرا لما يعانيه هذا التيار من مأزق التجربة، فإن التغاضي عن الشيء أو إهماله لن يكون بالحل المناسب بل أن المواجهة الصادقة والنزيهة والاعتراف بالخطأ....ثم يتابع.. هي التي يمكن أن تدعم هذا المشروع...] لهذا دعونا يا أصدقائي نقف على عتبة إنسانية واحدة لا تخص بوش ولا تخص استبداد سلطات الممانعة العربية ونقول :
ما يقوم به نظام الاستبداد جريمة بحق شعوبنا التي يكفيها هذا الظلام التي تحاول أن تديمه عليها جريمة غير مشروعة وليس خطأ وما تقوم به إسرائيل أيضا جريمة.
أطلقوا حرية الشعوب وبعدها اتركوها هي التي تنتج ممانعتها وليس إرادة سلطات لا يهمها في هذا العالم سوى نهبها وسطوتها بالقوة الغاشمة على شعوبنا العربية. وبذاك نكون أمام سؤال الهوية من جديد بعد أن يوضع أمام مواطن حر كريم يتمتع بكامل حقوقه كإنسان.وأرجو أن يعذرني الأستاذ الذي نحترمه معن بشور إذا زل لساننا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .
- حماس تنع شهيدها الزرقاوي !!
- لليبرالية تاريخ..الليبراليون العرب بلا تاريخ
- الزرقاوي عميل للسي أي إيه وربما للموساد أيضا ؟
- السوريون بين السلطة والشرعية الدولية
- الشارع السوري مغيب أم غير معني؟
- الخامس من حزيران مشهد يومي
- ليبرالية بلا ليبراليين ..نص بلا حامل
- نكبة عائلة أم نكبة وطن
- رد على أسئلة صامتة لا تدفنونا أحياء
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص
- رسالة من الخارج


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المؤتمر القومي العربي