أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - قراءات في خطاب السيد الرئيس














المزيد.....

قراءات في خطاب السيد الرئيس


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قراءات في خطاب بشار الأسد
قراءات في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد
قراءة أولى
إلى المعتقل حديثا علي الشهابي..

إن الخطاب الذي ألقاه السيد الرئيس بشار الأسد في مؤتمر للصحفيين اتسم بلغة حاسمة قوية واضحة ولا تحتاج لكثير من التأويل. بل تحتاج للمواقف التي يمكن أن تكون مختلفة في قراءتها للواقع مع القراءة التي جاءت في الخطاب. وأعتقد هذا مطلوبا لأسباب كثيرة أهمها أننا نشترك في مصير واحد ووطن واحد ومنطقة واحدة ومن حق المختلف أن يدلي برأيه. والسبب الثاني بالنسبة لي هو خاص جدا ويتعلق في الحقيقة باعتقال كاتب سياسي ومعتقل سابق ورفيق وهو المناضل علي الشهابي وبصمت ودون إثارة ضجيج ما من قبل أجهزة المخابرات العامة ـ أمن الدولة ـ منذ أسبوع تقريبا. ولا أظن أن الأمر بسيط لأن الاعتقال جاء كالعادة في سوريا بلا وجه قانوني وبتعسف لدرجة منع زوجته من رؤيته أو أن توصل له بعض ما يحتاجه كسجين لأن أهله و منذ ذاك الزمن أصبح وحيدا لهذه الأم !! قد جربت ذلك من قبل على مدار تسع سنوات وهي تزوره في اعتقاله السابق في سجن عدرا منذ عام 1983 وحتى عام 1991. وعلي الآن كاتب مستقل وما يميزه أنه صاحب قلم قلق لا يركن للبداهة والشعار أبدا !! أعتقد أن هذا الاعتقال لايمت بصلة لأية ثقافة مقاومة أوأية ممانعة من نوع ما وخاصة إذا عرفنا أن علي هو فلسطيني الجنسية ومعروفة مواقفه من القضية الفلسطينية والتي هي قضيته الأولى ! وبقي ملاحظة بسيطة أسبوع حتى انتشر خبر اعتقال علي وهذه قضية نتحمل فيها اللوم كمعارضة وكناشطين سياسيين.
بالعودة للخطاب :
إن السيد الرئيس صاغ وبشكل نهائي ما كنا نخاف منه في الحقيقة وهو عزل سورية بشكل نهائي عن المجتمع الدولي والعربي. وهذه مسؤولية قلما حدثت من قبل اللهم إذا استثنينا صدام حسين. تكتيكيا هذا الأمر ليس في مصلحة السلطة من زاوية مهمة وهي أن ماتريده السلطة بوسائل سياسية، لكننا هنا أمام إرادة تفتح المجال لكل الاحتمالات بما فيها الفوضى غير الخلاقة فإذا كان الأمريكان تتهمهم صحافة السلطة بأنهم يسعون لخلق فوضى خلاقة في الشرق الأوسط من أجل صياغته من جديد، فإننا هنا أمام تحد واضح بفوضى لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تنتهي وبالطبع لن تكون ضحيتها دولة إسرائيل بل شعوب المنطقة الأخرى من لبناني وفلسطيني وكردي !! بغض النظر عن لغة التحدي الشعاراتية التي أتت في خطاب السيد الرئيس.
يرى بعض المحللين أن هاجس التحقيق في اغتيال الشهيد الحريري هو أحد أهم الدوافع وراء انتاج مثل هكذا خطاب.
ويرى آخرون أن السلطة في سورية قد حسمت أمرها باتجاه أحد الخيارين : إما أنا أو الفوضى.
ويرى فريق ثالث أن التحالف الإيراني السوري قد وصل في سياساته إلى طريق مسدود وخصوصا بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 وعدم أخذه بالحسبان المواقف السورية والإيرانية مما يجعل هذا الطرف يسعى لتذكير العالم بأجندته الخاصة، وليست من باب الصدفة أن يتزامن الخطاب مع خطاب السيد أحمدي نجاد وبنفس اليوم ! وبنفس اللغة تقريبا !
وسيكون لنا عودة في مقالات لاحقة لهذه الآراء ومناقشتها بتفصيل أكثر لأن الخطاب أيضا بحاجة للحديث عنه كثيرا فهو خطاب نوعي كما جاء في رأي الجميع !!
سؤالي الأساسي في هذه القراءة الأولى :
هل يمكن الاعتماد في أي خطاب مقاومة على شعب يفتقد الحد الأدنى من حريته وفي حريته في قول ما يريد ؟
ربما قد تعودت على الخطابات التي تضع موضوع المقاومة للمشروع الأمريكي كأولوية الأولويات لدى أيديولوجيات آفلة والناصرية نموذجا كالماركسية في هذا الموضوع !! والتي تضج بها معظم وسائل الإعلام العربية، ولكنني أريد معرفة لمصلحة من تتم اعتقال الأقلام الشريفة والناشطة في سوريا وعلى قلة عددهم ؟ والأطرف من ذلك أن معظم الذين تم اعتقالهم حتى هذه الساعة هم من مناهضي المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط الجديد وكثيرة هي كتاباتهم في مناهضة هذا المشروع !! وكلها باتت أسماء معروفة للجميع بدء بعارف دليلة وانتهاء بعلي الشهابي مرورا بميشيل كيلو وفاتح جاموس..الخ
قاعدة المقاومة تستند على الحرية :
نستطيع القول أن خطاب المقاومة هذا يفتقد لأهم أس من أسسه وهو الحرية لأن خيار المقاومة هو خيار حر وواع وطوعي، والشعب المقاوم لايقاوم وهو مكبل ولا يستطيع أن يعبر عن رأيه حتى ولوكان رأيه أنه : يرفض هذا الشكل من المقاومة.
وهنا لانتحدث عن الأشكال التضامنية الماقبل مدنية والتي لازال لخطابها مفعول السحر في منطقتنا والكل يعلم ذلك ويتحدث به سرا وعلانية..الخ والتي يمكن أن تكون لوحدها مجالا لدراسات شتى وهي التي يقوم بها الكثير من الباحثين والمختصين. فهل الخطاب يحقق حدا أدنى من هذه القاعدة في سوريا ؟
وبهذا نستطيع البت بنتيجة أولى :
إن الخطاب مصاغ على أرضية وجود شعب غير حر...فكيف ستكون مقاومته ؟
الرأي العام بلا مؤسسات يتحول إلى مزاج يفتقر للفاعلية والديمومة :
انطلقت بحسن النوايا وقرأت الخطاب وفق رسالته الموجهة في قسم منها للرأي العام في سوريا. وتساءلت هل هنالك رأي عام في سوريا ؟ وما موقف الفاعل الأمني السياسي في السلطة من هذا الرأي العام والذي ليست له مهمة سوى تحويله إلى كرنفالات للضجيج والهتاف ولا يغير كثيرا صدق مشاعر البشر وتعاطفهم مع أخوانهم في المحنة. ولا نلاحظ وجودا للرأي العام إلا عندما تستطيع السلطة تحويله إلى جوقة فقط تررد خلف هذه السلطة ما تقوله وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور لمن لايهتف وبذلك تنتفي أية أهمية لوجود رأي عام والدليل هو رفض السلطة في سوريا لقيام مؤسسات تمثيلية حقيقية لهذا الرأي العام.
هل يستطيع قسما من الرأي العام الخروج في تظاهرة سلمية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سوريا ؟
إن وجود مثل هذا الأمر عندها يمكننا القول أن في سوريا رأي عام. وهذه ليست شتيمة أو انتقاص من وطنية شعبنا السوري ولكنها وضع اليد على جزء من الجرح السوري النازف منذ أربعة عقود ومهددا أيضا في مستقبله وفق خيار الفوضى غير البناءة.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي
- وأخيرا ...حقوق الإنسان !!
- أبو القعقاع وميشيل كيلو نص السلطة في سوريا
- الفتنة صاحية
- نحو ميثاق شرف للمعارضة السورية رأي
- رايتي بيضاء ..اعترافا مني بالهزيمة
- إعلان دمشق بيروت والاعتقالات الأخيرة
- صفقة في الأفق أم نجاح في القمع؟
- حماس إلى أين؟
- المثقف المعارض..رؤية بسيطة - تأملات .


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - قراءات في خطاب السيد الرئيس