أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لبنان وسورية دولتان لشعب واحد















المزيد.....

لبنان وسورية دولتان لشعب واحد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بقاء ميشيل وأنور وفاتح وكمال وعلي في السجن وأضرابهم عن الطعام..وخروج أبو توليب ومحمود وسليمان شمر من السجن..
ـ1ـ
منذ مدة وهذا الأمر يداعب النص القومي والنص المقاوم وبعضا من النصوص ذات التسميات المتلونة، نص يركز فيما يركز على أن الوحدة العربية تقتضي المرور بعدم فك الارتباط بين الدوليتن السورية واللبنانية، كنى نتمنى لو كان هذا النص التمني لصالح ما يسمى الوحدة العربية !! بل بالعكس النص يخبأ مخزونا سلطويا سوريا عاث في العلاقة اللبنانية السورية فسادا وقهرا ونهبا ووصاية.
نحن شعب واحد حسنا وهل هنالك من اللبنانيين من يرفض ذلك لا أظن، لكننا لسنا بالتأكيد سلطة واحدة على دولتين وهذا ما يجب علينا كمعارضة سورية التركيز عليه أسوة بإعلان بيروت دمشق الذي لازال بعضا من موقعيه قيد السجن !! الطبيعي أن يكون البشر موزعي المصالح والأيديولوجيات العقيدية وغيرها، ومن الطبيعي أن تتصارع هذه المصالح أيضا، ومن المفيد والضروري قيام عقد اجتماعي ينظم حياة البشر هؤلاء هم ومصالحهم ورؤاهم، ولكن إذا كان لدينا سلطة لاتؤمن بمفهوم العقد الاجتماعي وتعتبره مصدر غربي لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصيتنا الثقافية والتي ترفض قيام مجتمع مدني كنتيجة وترسيخ لهذا العقد المرفوض من قبل السلطة، لذا أول اتهام وجه لجماعة المجتمع المدني هي العمالة للخارج ! والتي تزعمها في حينه المفكر السوري عزمي بشارة ـ أقصد الفلسطيني ـ وقام بتدبيج كتاب كامل عن ما يسمى بالنسبة له المجتمع المدني ! ـ ربما سيتسنى لنا العودة لنقاش هذا الكتاب في مستقبل قريب ـ دون أن يرأف بحال الشعب السوري الذي لاينقصه لامطبلين ولا مزمرين بحمد هذا النظام النهاب ومع ذلك يحق للسيد عزمي بشارة أن يمارس تكتيكا سياسيا من أجل قضيته الفلسطينية ونحن لسنا ضده في هذا ولكن ما شأنه بالمعارضة السورية؟! وهذا الأمر مشرعا لحركة حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية ولكن مهلا أيها السادة فأنتم تعرفون كما نعرف وأكثر..
والغرض من هذه اللفتة نحو السيد عزمي بشارة لكي نقول نحن نحاول ألا نكون عونا للسلطة السوري في البلاء اللبناني لأنه بلاءنا أيضا، والسيرة اللبنانية أيضا هي من استدعت الحديث عن عقد اجتماعي ومجتمع مدني لأن التجربة اللبنانية قد بات فيها الخلط مريرا بتوضعاته الطائفية الحرة ! نموذج خاص جدا. وعلينا احترامه ومساعدته إن كان لدينا القدرة على ذلك من أجل تلك النقلة المؤجلة !! والمنتظرة نحو دولة مدنية علمانية ومجتمع مدني يأخذ حركيته على كافة الصعد والمستويات من لا طائفيته. ولكن نحن لدينا بلاء أعظم لا نستطيع أن نساعد أنفسنا فكيف لنا أن نساعد لبنان في محنته هذه ! أكثر من أصدار إعلان بيروت دمشق ليؤكد عمق الروابط الشعبية وضحالة وقهرية الرابط السلطوي السوري قسريا.
ـ2ـ
نحن شعب واحد التمايز بينه خلقه تاريخ سلطة بالدرجة الأولى سواء في لبنان أو في سوريا، وأصبح وجود دولتان أمر على الأقل اللبنانيون يريدونه بقوة وعملوا من أجله بغض النظر عن أمراض هذه الدولة وما تعانيه من خلل يهدد دوما وحدة المجتمع اللبناني، لبنان دولة مستقلة قضية لا تحتمل النظر فيها أو المداورة عليها لاسوريا ولا إيرانيا ولا حتى غربيا ـ كنا قد ناقشنا أن الغرب لا يهدد استقلال الدولة اللبنانية في مقال سابق !! وهذه قضية يتوق لها شعب لبنان ونحن لسنا أوصياء على أحد، تماما كحال الشعب السوري التواق لدولة مثل بقية دول العالم يشعر من خلالها أن دولته وليست دولة حفنة من الرجال القديسين والذي لم تنجب مثلهم إمرأة من قبل ولن تنجب بعدهم أيضا.
خوفنا على الحرية في لبنان يجعلنا دوما نراقب عن كثب ونكتب في الشأن اللبناني أحيانا، خوفنا على فسحة أمل وحيدة في هذه البؤرة المولدة للحرية ! والتي يتكالب عليها كل من هب ودب من بقايا الاستبداد العربي ولا ذنب في ذلك للشعوب العربية التي ربما تحب بيروت أكثر مما تحب مدنها هي ! وهذه قضية يجب ألا تغيب عن بال اللبنانيين أبدا.
لهذا في كل مرة نكتب فيها نعتذر من بيروت أن نوقع على إعلان من شأنه دعم بيروت حاضرة مستقلة، وهذا ما نستطيعه فقط والشعب اللبناني يدرك أين يقبع الآن من كانوا نبراسا في هذه العلاقة التي نحن إليها.. وهل نحن أقل من الشعوب الأوروبية لكي يمنععلينا هذه التبادل الحر والانتقال الحر والعيش الحر بين البلدين، رغم أننا من المفترض أن ما يربطنا هو أهم مما يربط الأوروبيين ذوي اللغات المختلفة والصراعات الدموية حربان عالميتان بين ألمانيا وفرنسا..الخ
ـ3ـ
عذرا لبيروت إذا كان لدينا في المعارضة السورية من يرى أن هنالك عقبة في استقلال لبنان ويطبل ويزمر للنفوذ السوري الإيراني في لبنان بحجة مقاومة المشروع الإسرائيلي !! ونحن دوما ننطلق من حسن النوايا ونحاور إنطلاقا من هذه النوايا..على هذا الأساس نقدر أن هذا البحث الأيديولوجي عن مشجب شمولي آخر لفكر لم يجر على المنطقة سوى الويلات لأنه فكر ارتبط بزعامات عربية محددة وبشخوص نكن لتجربتهم كل الاحترام ولكنها تجربة فشلت وعلينا قراءة عميقة في أسباب هذا الفشل والذي لم نكن نحن خارجه أبدا بحكم موقعنا الذي كان أيديولوجيا على الأقل ! المشروع الإسرائيلي يتقدم في هذه اللحظة التاريخية على عكس الحرب الباردة بطريقة كلما بقي عنف مسلح في دول الجوار وسلطات استبدادية فالمشروع الإسرائيلي يتقدم ! وهو مشروع يبحث عن تمايز حقيقي وذو وزن فعلي على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي.
والمفارقة التي أدخلها النظام السوري الإيراني إلى لبنان هي بث التنظيمات الدينية الطائفية المسلحة ولكن علينا القول أن البنية الطائفية للنظام اللبناني تشكل أرضية خصبة لهذه الأشكال من التدخل لذا لم يعد مقبولا بقاء نظام طائفي في لبنان.
في البلدان اللاطائفية تكون مراكز القوى متحركة مدنيا، وبالتالي أي نفوذ خارجي لا يؤسس على أرضية تخص فئة طائفية ما بل تخص مراكز قوى اقتصادية أو سياسية متنوعة !! بمعنى أن التيارات السياسية والثقافية الفرنسية مثلا التي ترى من مصلحتها دعم السياسة الأمريكية في العالم تعبر عن نفسها بشكل حر وديمقراطي ولا تقسم المجتمع الفرنسي عموديا أي طائفيا أو دينيا وتبقى بالتالي المرجعية السياسية المتغيرة هي الأساس. وتكون بالتالي بمواجهة سرمدية وسديمية مع الطوائف الأخرى. ومرجعية هذه التيارات هي مرجعية فرنسية وليست أمريكية كحال حزب الله فمرجعيته هناك في قم وليس في بيروت !!
لهذا نحن نرى أن من مصلحة الحرية وسيادة الدولة في لبنان دعم المطلب الديمقراطي السوري ومطلب المعارضة فيه، هذه المعارضة التي لاتخص طيفا طائفيا سوريا بل هي تمثل كل الشعب السوري بكل مكوناته، تماما كما ترى المعارضة السورية الموقعة على إعلان بيروت دمشق في دعمها لاستقلال لبنان وسيادة الدولة وإقامة علاقات حقيقية بين الشعبين.

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
- الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط
- الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟
- البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - لبنان وسورية دولتان لشعب واحد