أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟














المزيد.....

الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مناسبات عديدة أكدنا على أن حالة الارتجال السياسي من طبيعة الأنظمة اللامؤسسية والسلط الشخصانية التي تعتمد على الفرد أو الفرد يجير كل السلطة والدولة والبلد ويحولها إلى مزرعة
تدار من قبله بقوة تراتب بطركي قمعي أو ما شابه، وبذلك يصبح الارتجال سمة غالبة للعاملين في الحقل السلطوي وفي أجهزة الدولة. وهذه الحالة لا تجد مثالا ساطعا عنها أكثر من النظام السوري، لهذا تجد أن هنالك دائما من يكذب تصريحات المسؤولين السوريين أو تصريحات مسؤولين دوليين نقلا عن مسؤولين سوريين، والمفارقة أن من يكذب هذه التصريحات هم مسؤولون سوريون آخرون. والمثال الأخير كان التالي :
[ أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أمس في ختام زيارته الى دمشق التي انتقل منها الى الدوحة، أن الرئيس بشار الاسد أبلغه «دعم» سورية القرار الدولي الرقم 1701 و «التزام اتخاذ الاجراءات اللازمة» لضبط الحدود السورية - اللبنانية، بما في ذلك إمكان زيادة عدد حراس الحدود وتسيير دوريات مشتركة واقامة آليات تنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية والخبراء الدوليين..... وكان أنان أعلن ان الأسد أبلغه أيضاً أن بلاده «جاهزة» لإقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان وفق القرار 1680 مع إشارته الى أن هذا «قرار سيادي». وزاد أنه تبلغ أيضاً أن دمشق «مستعدة للمضي قدما» في ترسيم الحدود وفق ما جرى التواصل في شأنه مع حكومة فؤاد السنيورة. ] نقلا عن صحيفة السياسة الكويتية و الحياة اللندنية وغيرها من الصحف ووكالات الأنباء.
وخرج فيما بعد علينا وزير الإعلام بتصريحات تؤكد أن هذه الأمور بحاجة على قيام لجان مشتركة وخلافه من تعقيدات سورية جعلت الصحف اللبنانية والأوروبية تشير إلى أن الاسد ونجاد ضد سحب سلاح حزب الله وضد ترسيم الحدود في مزارع شبعا، مزارع شبعا التي لا تحتاج لكثير من اللجان كي يتم ترسيم الحدود فيها. ومع ذلك هذه المزارع طالما أكد أكثر من مسؤول سوري على أنها لبنانية وليس آخرهم السيد الرئيس الأسد، خرجت علينا أثناء الحرب المجرمة على لبنان السيدة الوزيرة بثينة شعبان لتؤكد لنا : أن المزارع هي أرض سورية !
ولن ننسى التكذيبات الأخيرة لما أدلى به الوزير موراتينوس وزير الخارجية الأسباني في زيارته الأخيرة إلى دمشق ولقائه مع الرئيس الأسد وعاد السيد وليد المعلم وزير خارجية سوريا لينفي هذه التصريحات جملة وتفصيلا مما جعل وزراء من الاتحاد الأوروبي يصرحون أن موراتينوس لم يكن موفدا من قبل الاتحاد الأوروبي كما تم الإعلان من بعض الجهات قبل بدء الزيارة.
وهذه عينات لازالت طازجة وتأثيراتها لازالت ملموسة.
أما لو تتبعنا هذا الأمر لوجدنا أن الحالة الارتجالية للسياسة السورية باتت تطرح سؤالا فعليا من يحكم سوريا الآن ؟
رغم أهمية هذا السؤال إلا أننا لا نهتم كثيرا في الإجابة عليه بقدر اهتمامنا إلى متى سيبقى هذا الارتجال هو سيد السياسة السورية ويتحكم بمصير الشعب السوري واللبناني ؟
إن الارتجال السياسي يؤكد في عمق الإزمة السياسية للنظام من جهة ويؤكد من جهة أخرى على تشتت في صياغة القرار السياسي، وإلا ما معنى أن يقوم السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير بالهجوم الكاسح ثم يعود ويعتذر بشكل غير مباشر ثم يهاجم وهكذا وهنالك من المسؤولين من حاول أيضا توضيح ما أسموه بالالتباسات الناتجة عن هذا الخطاب..الخ
إن الارتجال السياسي يؤكد من جهة أخرى على أن مصير سوريا معلق بخطاب سياسي يمكن أن يتم الاعتذار عنه بعد لحظة أو تكذيبه..الخ وهذا الأمر يزيد من قلة مصداقية السياسة السورية في محيطها الأقليمي والدولي..لهذا كثيرا من المسؤولين يصرون في تصريحاتهم على أن هذا النظام لا يمكن الوثوق بوعوده. وليس آخرهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي هاجمه رئيسنا شخصيا وبالاسم ـ ذاك المسؤول الفرنسي !!
والسذاجة تقتضي أيضا السؤال من يحكم سوريا ؟
بينما الحقيقة أن الأمر لا يعدو كونه زيادة مطردة ولا قانونية في المركزة السياسية أي أن القرار السياسي السوري بات الآن بيد شخص واحد سواء أرتجل فهنالك من يعتذر عنه أو يكذب أو يوضح أو يصحح..الخ.وهذا نتاج أزمة كما قلنا ولكنه بالمقابل نتاج خوف هذا النظام من تبعات أفعاله السابقة والنتائج التي يمكن لها أن تترتب على هذه الفعال مما يخلق هذا التخبط في القرار السياسي السوري وهذا لن نتخلص منه مطلقا، لأن هذا النظام لم يعد قادرا على إيجاد ولو حتى شكلا مؤسسيا شكليا لإدارة دفة الحكم.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟