أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - الجولان المحتل بعد 1701















المزيد.....

الجولان المحتل بعد 1701


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كنا قد كتبنا في مقال سابق أن السلطة في سوريا ربما تقدم على تحريك ملف الجولان عسكريا، في محاولة لقلب الطاولة وخلط الأوراق واكتساب شيئا من الشرعية التي ستفقدها بعد تنفيذ هذا القرار الذي بات هنالك إجماع دولي على تنفيذه دون أن يضعف الحكومة اللبنانية، ويحدد حركة حزب الله ويجعل مع الوقت ليس بالبعيد سلاحه نافلا خصوصا إذا تم تنفيذ ما تسرب أن هنالك حلا في الأفق لقضية مزارع شبعا بمعزل عن موافقة السوريين أو عدمها. إضافة إلى ماهو في الأفق من استحقاقات ملف الشهيد رفيق الحريري، مصحوبة بتراجع قل نظيره للدور الأقليمي للسلطة السورية لصالح أدوار دول أخرى ليس إيران آخرها. وليس الحديث عن أن النظام السوري قد استعاد شيئا من قوته في الشارع العربي على الأقل، سوى حديثا يشبه حديث النظام عن نفسه بأنه بعد تدمير لبنان قد حقق انتصارا !! أن تجد في الشارع العربي من يهتف لك لا يعني مطلقا أنك قد حققت على الطاولة ميزان قوى أضافي بل يمكن له أن يكون العكس في وضعيتنا الإقليمية لأن هذا الشارع العربي ليس له وزن في المعادلات الإقليمية على الأقل حتى الآن..! لن هتافه أصلا ليس محمولا على فعل مؤسسي قادر على التأثير في الوضع السياسي.


في هذه الحالة كما ذكرنا ربما تقدم السلطة السورية على تحريك هذه الجبهة ـ متفاهما على عدم توسيعه كما يرى بعض المحللين ـ خصوصا بعد الأشارات التي أتت من إسرائيل وتصريحات بعض وزرائها حول إمكانية فتح المفاوضات مع سوريا والعودة للحدود الدولية، ربما لقطع الطريق على إيران وامتداداتها في لبنان وفلسطين. وهذه نظرة ربما تكون تحمل شيئا من السيناريو المحتمل لكن احتماله ضعيف جدا إلا في حالة واحدة إذا قررت إسرائيل في ضربة معلم : أن تعيد الشرعية لهذا النظام عربيا وأقليما ودوليا من خلال تقوية رصيده في استعادته للجولان المحتل وتكون بذلك إسرائيل قد حمت هذا النظام لأجل غير مسمى ولكن ما يعيق هذا السيناريو هو :
ماذا يستطيع هذا النظام تقديمه لإسرائيل مقابل هذا السيناريو؟


في القضية الفلسطينية تسليم حركة حماس لمهب الريح من خلال طرده لقادة حماس من دمشق مثلا، هذا أمر في المطالب الإسرائيلية غير كاف مطلقا ولا يحقق تقدما إسرائيليا في قضم أجزاء أخرى في فلسطين : لأن أي اتفاق تريد إسرائيل توقيعه مع الفلسطينيين يجب أن يوافق عليه الفلسطينيون أنفسهم ومهما كانت الجهات التي تساندهم أو تعاديهم. وبنفس الوقت ربما تخسر حماس السلطة ولكنها لن تنتهي كتنظيم مؤثر داخل الساحة الفلسطينية، رغم أن الدعم السوري الإيراني كان مهما.
على صعيد الساحة اللبنانية فهو قادر على تعطيل حركة حزب الله في مستويات كثيرة لكنه لا يستطيع تحمل نتائج صلح منفرد مع إسرائيل بعيدا عن الحلف الإيراني. وهذه قضية ربما من المبكر الحديث عنها لكنها على غاية من الأهمية لأن إيران لم تكن تقوم بالسياحة داخل سوريا طوال هذه الأعوام الخمسة والعشرين!؟


أعتقد غير مسموح إيرانيا للنظام السوري القيام بصلح منفرد مع إسرائيل وعلى حساب الامتدادات الأقليمية لإيران.
بالطبع نحن نتمنى أن يعود الجولان في كل لحظة ولكن تحريك الموضوع على أرضية بالون الاختبار الإسرائيلي وفي سياقات تهويمية إنما يصب في مصلحة السلطة السورية ودون أن يعود الجولان !! وهذا الخطير فيما يدور حاليا من نقاشات حول قضية الجولان.
ليس من باب الصدفة أن يصرح منذ أيام وزير الخارجية الفرنسي : أن من غير المقبول عودة النظام السوري إلى الشرعية الدولية عبر بوابة الصراع العربي الإسرائيلي قبل الانتهاء من ملف التحقيق الدولي وظهور نتائجه.


على الصعيد السوري : أصلا الجولان جبهة أكثر من مريحة بالنسبة لإسرائيل الآن فماذا سيكون الوضع على هذه الجبهة بعد أن تعيد الجولان ؟ لا أظن أمنيا سيختلف الوضع كثيرا من زاوية الأمن الإسرائيلي. وليست قضية تعتبرها إسرائيل ثمنا تدفع مقابله إعادة الجولان.
التطبيع مع إسرائيل ربما يكون الثمن الأكثر جدية والذي تبحث عنه إسرائيل وتبادل سفراء وعلاقات اقتصادية وسياسية وأمنية..الخ
هذا هو الأمر الوحيد الذي يجعل إسرائيل في ظل ميزان القوى الحالي وخصوصا بعد صدور القرار 1701 تعيد الجولان لسوريا ! لكن ما الذي سيكسبه الأمريكان من هذا الأمر؟
خصوصا أن الوضع العربي جاهز دوما لإعادة الاعتبار للنظام السوري وبمعزل عن علاقته بالداخل السوري وبالشعب السوري فهذه آخر القضايا التي يفكر بها النظام العربي. بل على العكس هذه الخطوة يمكن أن تفتح الباب العربي على مصراعيه أمام الإسرائيليين.
لأنه لا شيئ في الوضع السوري داخليا ودوليا يجعل إسرائيل تفكر بإعادة الجولان أو تحت ضغط سوري ما وخصوصا إذا طوت الملف اللبناني نهائيا، إلا اللهم إن إرادت إسرائيل تجديد شرعية النظام السوري !! وهذا هو الاحتمال القائم بعد حسم الأمور لبنانيا كما قلنا رغم ضعفه الشديد. وهنالك من يتحدث في هذا السياق عن قيام تقاسم نفوذ ضمني بين إسرائيل وإيران بدء من العراق وانتهاء بلبنان وسوريا. لكن هذا الأمر مرهون بغطاء غربي عموما وأمريكي بشكل خاص من الصعب توفره قبل حل الملف النووي الإيراني أيضا. على الرغم أن الوضع العراقي يمكن أن يكون مكان المساومة الوحيد بين الأمريكان والإيرانيين.


إن تجديد شرعية النظام أمرا تراه إسرائيل ضمن سيناريو الحذاء المطاطي:
أي البقاء مضغوطا على النظام دون أن يخنقه نهائيا أي دون العمل على تغييره مطلقا، وبنفس الوقت دون أن يرفع رأسه أكثر من اللازم. هذا السيناريو الذي تم التواطئ عليه أيضا إسرائيليا وإيرانيا، ربما مصريا أيضا ولهذه الأخيرة سياسيات ذات شجون على الصعيد العربي والأقليمي ليس مجال البحث فيها الآن. خصوصا إذا علمنا أن الملك المصري !! يريد توريث نجله وهو على قيد الحياة في سابقة ستكون الأخطر والأولى في العالم. وهذا يتطلب منه أن ينحني لبعض العواصف كي يمرر هذا التوريث العجيب الغريب. ولكن من جهة أخرى عل وعسى يكون ابن الملك أكثر ديمقراطية وينقل مصر فعلا إلى مجتمع نموذجي لبلداننا المنكوبة بهذه النظم الهجينة واللقيطة من يدري ؟
وحجة هؤلاء جاهزة أنهم لايريدون توتر أضافي أو فوضى أضافية في المنطقة يمكن أن ينتج عن تغيير هذا النظام خصوصا انهم ميالون لعدم انتقال أيا من مجتمعات المنطقة إلى الديمقراطية الحقة بشكل سلمي لكي لا تتحول إلى نموذج لا تريده هذه الدول الثلاث ومعها الكثير من الدول الأخرى التي يمكن أن تتضرر من ذلك الانتقال.


لهذا هي تعمل من أجل عدم إضعاف النظام لدرجة سقوطه، فهي دوما تعيده إلى الحظيرة العربية والأقليمية عبر عدة طرق وليس آخرها التلويح بإمكانية عودة الجولان عن طريق مفاوضات مباشرة مع هذا النظام. وليس معنى إعادته عن طريق بدء المفاوضات أن هذه المفاوضات ستؤدي على إعادة الجولان وهنالك مسافة علينا رؤيتها كي لا نتوه في التحريك السياسي لهذه المفاوضات ليس من اجل إعادة الجولان بل من أجل إعطاء وقت أضافي للنظام فقط. كما حدث منذ مؤتمر مدريد وحتى الآن فمن المعروف أن عشرات الجولات التفاوضية قد خيضت بين الإسرائيليين والسوريين، ولم يسفر عنها شيئا يذكر سوى أن النظام السوري قد التقط أنفاسه بعد سقوط السوفييت.


أما سوريا فإن النظام السوري يدرك ذلك جيدا أكثر من غيره ويدرك الدور الإسرائيلي في حمايته وهو ضعيف لدرجة أن الإسرائيليين وافقوا على أن تكون المقاومات لمشروعهم محصورة في الأراضي الفلسطينية واللبنانية تماما كما يريد النظامان السوري والإيراني.فسوريا ليس لديها ما تقدمه نوعيا لإسرائيل مقابل عودة الجولان في ظل انحسار نفوذها عربيا وغياب غطاء دولي لعودة هذا النظام إلى مساحة من الحركة، وداخليا وضع اقتصادي مزري وسياسي ملتبس ولا أحد يتكهن بمستقبله. بعد كل هذه الأسئلة نجد أن عودة الجولان ليست في متناول اليد وحتى أجل بعيد مادام هذا الشكل من النظام الأقليمي والسوري قائما. رغم أننا ذكرنا في مقال سابق أن النظام ربما يقدم على تحريك جبهة الجولان في حال تقدم سيناريو التحقيق وخسر نهائيا في لبنان بعد تقدم العمل في تطبيق القرار 1701. وحتى تستطيع هذه الحركة على جبهة الجولان أن تؤتي أكلها بالنسبة للنظام ويستطيع من خلالها تحريك وضعه من خلال التفاوض يجب أن تكون حربا شرسة وإلا مناوشات واختراع مقاومات جديدة لن تؤدي إلى تحريك الوضع بل ستؤدي إلى مزيدا من الحصار على هذا النظام.
لم يعد لدينا في الحديث عن الجولان المحتل سوى طرح الأسئلة ؟!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة
- الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
- القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
- إيران وسوريا تقاتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتص ...
- إيران وسوريا تقتلان بآخر لبناني ..يجب ألا تخرج إسرائيل منتصر ...
- أطفال لبنان وفلسطين ..هلوكوست آخر
- بين روما وبنت جبيل ضياع الإنسان
- الجريمة في لبنان ومواقف المعارضة السورية
- عذرا بيروت ..مرة أخرى نخذلك
- حزب الله يقاوم ولبنان في قفص الجريمة
- المؤتمر القومي العربي


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - غسان المفلح - الجولان المحتل بعد 1701