|
|
الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
غسان المفلح
الحوار المتمدن-العدد: 1682 - 2006 / 9 / 23 - 10:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
افتتح في 17/9/2006 الدكتور أندرا جيربر ( مدير قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة فريدريش ايبرت ( المرتبطة بالحزب الاشتراكي الاجتماعي الالماني ) في برلين أعمال مؤتمر (( التنوع في الوحدة - الوحدة في التنوع ) - أيام العالم العربي ) الذي يعقد في مقر المؤسسة...ويقام المؤتمر للاحتفال بالعيد الخمسين لاستقلال ( المغرب - تونس -السودان ) والعيد الستين ( سورية - الأردن ).. وتسنى لي حضور ندوتين الثانية كانت عن الوضع في دارفور وقرار الأمم المتحدة التي يريد إرسال قوات دولية إلى دارفور ورفض الحكومة السودانية مدعومة نسبيا من بعض الأطراف العربية لهذا القرار،أما الأولى فكانت بعنوان النظام السوري من الانفتاح إلى التقارب ـ وتم نقاش قضية الإصلاح في سوريا وكان المداخلان فيها عن سوريا السيد أيمن عبد النور والدكتور سامي مبيض المدرس في جامعة القلمون.ومن الواضح جدا أن إدارة الندوة جادة في دفع الحوار الأوروبي بشكل عام والألماني بشكل خاص مع النظام السوري !! وتجلى ذلك من خلال سياق بسيط جدا اعتمدته إدارة الندوة وسياق خطابها !! وهذه ليست نقطتنا للنقاش الآن وإنما ما تم طرحه وتمريره بخصوص الإسلام السياسي في سوريا المعارض منه والموالي. النقطة الأولى التي تم التأكيد عليها مرارا وتكرارا هي علمانية السلطة السورية بالطبع أمام الحضور الذي ملأ الصالة، وهذا بالطبع يأتي في سياق تبييض صفحة السلطة السورية، أيضا يمكننا العودة لنقاش هذه النقطة رغم أنني تعرضت لها في مداخلة قصيرة إلا أنني أردت طرح ما جاء فيه السيد أيمن عبد النور المحسوب على التيار الأصلاحي داخل حزب البعث والمقرب كما يشاع من السيد الرئيس بشار الأسد حيث أتى بفكرة تقول التالي : إن التعاطي وتشجيع الإسلام السياسي من قبل السلطة السورية في سوريا وفي المنطقة إنما ياتي على أرضية الحفاظ على استمرار السلطة في تكتيك ملفت للنظر !!فالسلطة رغم علمانيتها فهي تعتقل العلمانيين والديمقراطيين لأنهم هم الذي يمكن للغرب أن يتحالف معهم من أجل الإطاحة بالنظام من أمثال مثقفي ومعارضي إعلان دمشق !!أما الإسلام السياسي فهو لايشكل أبدا تهديدا للنظام لأنه تيار بلا شرعية دولية ولا يمكن للغرب التحالف معه ضد النظام !! ولكن وهنا هذه ال لكن مهمة للغاية فهو لا يسمح بأي تمثيل أو نشاط سياسي للإسلام السياسي داخل سوريا ماخلا نشاطات دعاوية واجتماعية فقط !! وبالمقابل يدعم التيارات الإسلامية الأخرى في تحالف واضح وفي كل البلدان العربية حزب الله حركة حماس وحتى التنظيمات العربية للأخوان المسلمين ماعدا أخوان سوريا المحظورين بموجب قانون الإعدام 49 !! وكي يرى الشارع السوري أن هذا النظام يدعم التوجه الإسلامي !! هذه المناورة العبقرية من الواضح أن السلطة مرتاحة لها وتعطي ثمارها على الأقل مرحليا !! وكما ألمح المحاضران على أن تحالف السيد عبد الحليم خدام مع الأخوان المسلمين المحظورين هو تفكير لايختلف كثيرا عن تفكير السلطة كما فهمت أنا على الأقل من خطاب السبد عبد النور ! أي أن رجال السلطة والسيد خدام يوظفون الإسلام السياسي ولكنهم علمانيون !! مع الملاحظة أن المحاضرين لم يتهجما على المعارضة السورية ما خلا جبهة الخلاص والسيد خدام تحديدا !! وكان مستغربا في الحقيقة هذا الهجوم وفي هذا السياق من الندوة !! إذن هذا هو تكتيك السلطة في سوريا توظيف الشارع السوري في أطر دعاوية للإسلام السياسي من أجل استيعاب فضائه الجماهيري وقمع التيارات العلمانية التي يمكن للغرب أن يتحالف معها!! استيعاب التيار الإسلامي الذي يتنامى في سوريا والعالم العربي !! هذا من وجهة نظر المحاضران ودون أن يسألا نفسيهما سؤالا بسيطا : ما الفرق بين الإسلام الحزبي والذي حسم أموره لجهة الانخراط في العملية السياسية وبين ثقافة الجهاد الأصولي والإرهابي الذي ينشرها النظام ولا ينشر مطلقا إسلاما معتدلا وذو ثقافة سياسية ترفع من شأن الوطن ومفهوم المواطن لأنها سلطة ترفض هذا المفهوم فكيف لها أن تدعم أسلاما سياسيا منفتحا وليبراليا وإن لم يكن ليبراليا فعلى الأقل يؤمن بفهوم المواطنة قولا وعملا. بمعنى كيف لنظام سياسي أن يدعم ثقافة الوطن والمواطن ودولة القانون وهو من أشد أعداء هذه المفاهيم وهذا الفضاء الثقافي !! ؟ هذا السؤال والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه علينا : هل يريد هذا النظام السوري استيعاب التيارات السلفية ضمن فضاء من دولة القانون والمواطنة أم أنه يريده في لعبته التاريخية لكونه دوما : يعطي إشارة اليمين ويذهب إلى اليسار أو العكس تبعا للموجة السائدة والتي تحسن فقط موقعه عند الغرب، وعند أمريكا بالذات !!؟ إذن مادام الأمر خارج السياق القانوني والمواطني فالبساطة تقتضي الاستنتاج أن النظام لازال مصرا على تلغيم هذا المجتمع السوري بشتى الثقافات الطائفية والإرهابية !! من جهة أخرى وعندما تسنى لي الرد هذا الرد الذي لم يتكرم السيد أيمن عبد النور بنشره كاملا أو على الأقل جزء منه الذي يتعلق بموضوعنا هذا : إن الإسلام السياسي كما كتبنا أكثر من مرة ليس فريق هواة يتشكل للعب مباريات على مستوى ضيق !! بل هو مؤسسات محترفة في العمل السياسي والثقافي والإعلامي ومنها الإرهابي بالطبع !! والسؤال في هذا الزمن : هل يمكن قيام مثل هذه المؤسسات الاحترفية في العمل السياسي والعنفي بلا حامل دولي ؟ وأقليمي في منطقتنا الملتهبة ؟ هذا السؤال الذي يهرب حتى الغرب منه والذي يعتبر نفسه الآن المتصدي الأول للإسلام السياسي !! إنه تواطؤ مديد لم تنتهي صلاحيته بعد بين الغرب وبين النظم الأقليمية والحركات الإسلامية. تواطؤ بدأ منذ لحظة الحرب الباردة ولازال مستمرا بهذا الشكل أو ذاك ؟! ليس القضية هنا لها علاقة بنظرية المؤامرة مطلقا بل القضية برمتها تنطلق من دور الفعل السياسي والعنفي كفعل مؤسسي يحتاج إلى دعم لوجستي على كافة الصعد فمن أين إذن توفر هذه المؤسسات الأصولية هذا الدعم ؟ ولمصلحة من يتم غض الطرف عن عملها !!؟ والمثال الأخير هو عملية الهجوم على السفارة الأمريكية في دمشق : هل هذا العمل قادرا على تنفيذه فريق هواة ؟ وتأمين كل مستلزماته الضرورية لإحداث مثل هذه الضربة الإعلامية والتي بالنسبة للوضع السوري تقنيا وماديا تحتاج لمستلزمات لا يستطيع فريق هواة تأمينها مطلقا. وللحديث بقية..
#غسان_المفلح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
-
مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
-
المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
-
المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
-
الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط
-
الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟
-
البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
-
الجولان المحتل بعد 1701
-
الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
-
إيران دولة جارة وسلطة جائرة
-
أسئلة باردة في زمن ملتهب
-
قانا والنظام العربي
-
الانفال والارتال ميزة النظم القومية
-
إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
-
الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
-
قراءة ثانية في خطاب الأسد
-
قراءات في خطاب السيد الرئيس
-
خراب البصرة شرط بقاء السلطة
-
الهمجية الإسرائيلية وتخلف الفكر المقاوم
-
القرار 1696 والتحول الروسي الصيني إزاء الملف الإيراني
المزيد.....
-
واشنطن تعيد فتح سفارة سوريا وتعلن انضمامها للتحالف الدولي ضد
...
-
اسلامي: القطاع النووي الإيراني على وتر النمو رغم التهديدات و
...
-
بشبهة إيماءة مسيئة لامرأتين يهوديتين… الفاتيكان يحقق مع حارس
...
-
ما هو التحالف الدولي ضد تنظيم -الدولة الإسلامية-؟
-
-المفترس: الأراضي الوعرة- يعيد الروح إلى شباك التذاكر محققا
...
-
مستعمرون يحطمون قبورا في مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزاز
...
-
يهود ضد الصهيونية والاستعمار
-
الاحتلال يعتقل 8 مواطنين غرب سلفيت بينهم أسير محرر
-
إيران تتاهل الى نهائي كرة الصالات بدورة العاب التضامن الاسلا
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|