أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - تأمّلات فكرية: السّلخ و المسلوخ- القرض الحسن- النبض-














المزيد.....

تأمّلات فكرية: السّلخ و المسلوخ- القرض الحسن- النبض-


لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 17:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السَّلخ و المسْلوخ : ربُّ آدم و حوّاء!
***
-فكَّرَ: لخضر خلفاوي*
—-

"في وحدته ؛ لم يسلخ الله من جسد آدم أطباقًا أو ما طاب و لذّ من الأطعمة، أو أمتعة دنيوية أخرى، بل كان "آدم" مظلمًا بحزنه و وحدته كما اللَّيل تماما ساكناً لا أفق يُذكر ف (سَلخَ) الله من جسده أُنثى - كالنَّهار- ؛ عندما تبتعد عنه أو تغيب لا يشعر بطنه بالجوع بل تدبُّ فيه حالة برد شديد لغياب الإزار اللحمي الذي قُطّعَ و فُصِّلَ منه بيدٍ و إرادة ربّانية و تندلع في قلبه و جوارحه ثورة جوع عاطفي ، حناني رهيبة لا تهدأ و لا يزول اغترابه إلا بعودة نور النهار ؛ تلك القطعة و التصاقها به كسيرتها الأولى، عودة الخليّة إلى مسقط مبعثها الجيني. ما أروعه و أعظمه و ما أحكمه خالق و ربّ آدم !"
—-
5 أكتوبر 2022

****

-*القرض الحَسن! - تأملات فكرية وجودية*
——-

-الأوروبيون و الغرب بشكل عام متسيّدون و متحكّمون منذ أزمنة بعيدة بالإقتصاد العالمي ليس صدفة ، حتى على المستوى الفردي البسيط فإن الفرد يولي أهمّية للنقد و المال و " السنتيم" هو سنتيم مهما كانت قيمته .. فقد يحدث و أن يرفض تاجر ما أو موظف محل تجاري كبيرا أو مجمع تسوّق منح البضاعة أو المنتوج الذي اخترته إذا تنقصك بعض " السنتيمات " أو القروش.. و عليك أن تدفع الثمن فورا المُعلن عنه دون محاولة ليتنازل لك صاحب المتجر أو عامل المجمع التجاري بما ينقصك من "سنتيمات " .. هذا لا يعني أنهم ليسوا راحمين و لا إنسانيين ؛ فقط هم أفراد لمجتمعات تربّت و جَبِلت منذ القدم على الجدية في تعاملاتهم في مختلف مجالات حياتهم .. فإذا قصدهم قاصدٌ طالبا الإغاثة و أنه جوعان مثلا ، فطبعا سوف يُغاث و يتَصدّق عليه و يُتبرّع له بما احتاج و زيادة .. فقط يجب أن يؤكد صدقية مطلبه .. لكن عند تغيير السياق و الإطار فحزمهم يمنعك منعا شديدا صارما من أخذ منتوج دون الدفع للمبلغ الصحيح و الفوري. تقريبا ، لا يحدث على الإطلاق أن يغض التاجر أو البائع عن نقص في ثمن بحجة عدم توفّر المبلغ كاملا لدى الزّبون !.
-ما حدث لي في هذه الظهيرة و كعادتي أني توجهت لمخبزة كائنة بمدينتي الصغيرة الهادئة لاقتناء خبزي ، و وجدت كالعادة في استقبالي موظفة المخبزة الخلوقة و المؤدبة .. "خبزة واحدة ، إثنين ؟" سألتني الخبّازة . " لا! اليوم ناوليني خبزة واحدة من فضلك …" ، أجبتها. بحثت عن قطع معدنية محفوظة في محفظتي الصغيرة الجيبية اقطع النقود ؛ إلا أنّي وجدتها " خاوية على قروشها !"؛ و لأن مريض بالنزف الذاكري تذكرت قبلها بساعة و أنا احتسي قهوة الصباح ؛ أن رسولا جاء من بلاد ( الأفغان ) به حاجة على ما يبدو عليه و كان يخبرني بأن الله أرسله إليّ و ربّ السموات و الأرض يريد منَي أن أُقرضهُ قرضا حسناً.. صدّقت الرسول لا لصدقه بل لصدق و جلالة المُرسِل .. فناولت ما بجعبة محفظتي الجلدية الصغيرة و أنا أجهل القيمة الإجمالية لقطعي تلك و لم أكن أدري ما إن كان ذلك قرضا حسنا أو مستحسنا أو غير كافٍ .. رغم علمي بأن طالب القرض ( الله ) ثابتٌ عليه عدم تضييع "مثقال ذرة" قرض و ذرة خير و ذرة إحسان و برّ مهما كان ! .
-أنا و البائعة تبادلنا إذن الخبز بورقة نقدية بقيمة 10 يورو في انتظار استرداد الفارق ( الفكّة).. لكن البائعة ارتطمت بمشكلة عدم توفرها على قطع نقدية كافية لتسليمي ( الباقي ، الصّرف) من ورقتي المالية !.. و دون أن تفكّر، سلّمتني موظفة المجمّع التجاري الخبزة و ورقتي المالية معا و الابتسامة العريضة تجتاح محياها : " طيّب يا سيدي .. اعتذر ليس لديّ قطعا نقدية الآن لإرجاعك بقية المال ، خذ خبزتك و ورقتك و لما تعود المرة المقبلة تذكّر أن تسدّد لي ثمن الخبزة ".
-شكرتها و حملت خبزتي و أرجعت ورقتي النقدية إلى جيبي و أنا أفكّر مليّا في تصرفها البسيط ذلك الذي أسعدني كثيرا بلطف السّلوك … و لم أجد تفسيرا لسلوكها ذلك و لثقتها الممنوحة لي رغم بساطة ثمن الخبزة ( 100 دينار جزائري ) عدا أنّ هذه الموظفة الخبّازة اعتادت عليّ و على مروري و على جدّيتي و على ( هدوئي الخادع ) ؛ كوني على مدار السّاعة احتضن كلّ ثورات العالم تقريبا منذ خلق البشرية !.. اعتقد لقد سلّمتني الخبزة دون إرغامي على دفع ثمنها في ذلك الوقت لأنها ( سَلِمَت) منذ أن عرفتني طيلة هذه السنين منْ لساني و -سَلِمتْ - من يدي … أليس سيّد الخلق هو قائل : " المُسلمُ من سلم المسلمون من لسانه و يده " و عليه يسقط الأمر على "الناس " و ذلك من باب حفظ الحقوق و احترام الغير ؛ كون أن ( الدّين المُعاملة).
في 12/10/2022
***
*النَّبض…
***

-تقول الدراسات العلمية المتخصصة حول ( القلب ) أن قلب الإنسان ينبض حوالي 3 ملايير خفقة في حياة كاملة.. إلا أن متوسط عمر الرجال المُقدّر حسب الإحصائيات ب (78) عاما و يسمح لهم إذن بنبض أقل من النساء أي بتقدير 2,9 مليار نبضة في العُمر؛ و لأنّ النساء معدل أعمارهن متفوقٌ على مُعدّل عمر الرّجال حيث معدلاتها المقدّرة ب (84) سنة ؛ فيَصِلُ عدد نبضات قلوبهن خلال هذه الرحلة العُمرية إلى 3,1 مليار خفقة. هل تَسكتُ و تنطفئ مُسبقا قلوب الرّجال بسبب الفقد و التعب و تمتدّ أعمار قلوب النساء بسبب العطف الفائض المُدخّر ، اللاممنوح للرّجال!؟ ..
-المفجوعون ، المخدوعون، المكذوب عليهم، المضحوك عليهم ، المقهورون ، المكسورة قلوبهم ما بال العدّ لديهم !؟.
-طبيبي الخاص بالقلب في العام الماضي في إطار الفحوصات المرتبطة بمعضلة مخي ؛ طمأنني بأنّ صحّة قلبي ليست مُقلقة فقط عليّ تفادي الانفعال و اتباع نظام غذائي صحّي و سليم ؛ طبيبي لا يدري بأنّ قلبي يتغذّى يوميا بالأمل و بالجمال رغم قتامة المشهد الدنيوي .. يا قلبي لَعمرُكَ، و حياتك لو فتحوك الآن لوجدوا نبضك يرقص "السالسا" salsa مع إيمانه تسبيحا لله !.. لا يهمّ عدُّ النبض بقدر ما تهمّ جودته !.
في 30 سبتمبر 2022
‎-لخضر خلفاوي
*( مفكّر عربي ، إعلامي، أديب ، مترجم، و فنان تشكيلي من أصول جزائرية )



#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)       Lakhdar_Khelfaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فسحة الخواطر : المنحَدر اللّذيذ، تجلّي، المَلْقى المُنتظر، ح ...
- فُسحة الخواطر …
- فضفضات الخلوة …
- *سرديات أيلولية: عابر السّين ..ناصية.. تبنّي.. عصايَ.. فراشة ...
- استراحة لغوية:( الأوراس ، آريس، الأرِس، أراريسْ):
- نصوص و أفكار قصيرة جدا
- --مسكيانة- ثاني أرض جزائرية يدخلها الإسلام بعد - تبسة ..يصلي ...
- -*صديقي عالم اللسانيات الكاتب Jean Pruvost و -فضل العربية عل ...
- *عنّي و عن - الزمان الرديء- : في انتظار النّحب!
- رَحَى جدتى « النمّوشية » .. و جُرف الذاكرة!
- لأُبتِكَ آذان الآلام .
- كاتبات يحترفن السعال : « مليكة مقدم » أو الأفعى المتمرّدة! & ...
- شُرود…
- تُريد أن أحملها !
- العقول الحافية و النفوس المُحبطة المكبوتة (1).
- قلبُ أبي …
- قصاصة من تجارب حياتي الماضية : القصائد المحروقة !
- أفكار : Pensées *عن الإبداع الأدبي و الفضاءات الزرقاء:سقوط ك ...
- *إصدار جديد : رواية باللغة الفرنسية: Vivre parmi les rapaces ...
- الأرملة الزرقاء: -! La veuve bleue


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لخضر خلفاوي - تأمّلات فكرية: السّلخ و المسلوخ- القرض الحسن- النبض-