أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - المأزق الالماني














المزيد.....

المأزق الالماني


المهدي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا اروبا و تحديدا المانيا صارت متعطشة للحرب و الدماء اكثر مما مضى؟
لانه حان لها الوقت كي تصدر الازمة الاقتصادية الخانقة الى جبهة القتال على الحدود و تنشر الرعب في المجنمع بغية الالتفاف حول البند "الوطني" و ترثيب الاجماع السياسي على ذلك و اكثر من هذا تم فتح باب التجنيد في اوساط الشباب و نشر الملصقات الاشهارية لذاك القصد المبيت العسكري النزعة في كل الساحات و الشوارع طبعا هذا التجنيد في افق تطبيقه مع تصاعد الازمة كقانون اجباري الشي الذي يعيد للاذهان المانيا العسكرية زمن النازية و من المحتمل مع هذه النزعة ان يتنامى المد اليميني و اليمين المتطرف الذي يميل في سلوكه الى العنف ان كل الاحتمالات واردة في ظل الخوف و الارتجال و ضبابية الرؤية لذى الحكومة الحالية التي من دون خجل خصخصت مائة مليار اورو كدفعة اولى من ميزانية الحكومة لاجل العسكرة و التشجيع على حمل السلاح في اوساط الشباب بدل تقوية ميزانية الجامعات و الرفع من منح الطلبة
ليس بالحرب ايتها الدولة سيتم تامين القوت و السلم للمواطنين

كل المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية و درجة الاحتقان السياسي المتصاعد تقول ان شيء ما سيقع في في هذا المجتمع الألماني الذي صار بعد
"العز" يعاني و يعاني

الضغوطات السياسية الأمريكية التي صارت متحكمة في غاز اروبا بحصة الأسد الكهل
و تؤثر بشكل كبير على التدبير السياسي الألماني
و الدعم العسكري الحربي و اللوجيستيكي المتزايد لحكومة كييف دون مراعات نداءات الشارع الرافض للحرب من اصلها لأنها ستعود عليه بالدمار و هناك درس تاريخي عند الشعب الألماني فيما يخص الحروب حتى صار التاريخ بالنسبة له عقدة مزمنة فكيف له ان يتقبل الدعوة للحرب و ان يضع ثقته في السلطة العسكرية مرة أخرى
و قد صارت الحكومة و كأنها الناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية
"Bundeswehr"
بل قل هي كذلك


علما ان هذه الحرب كانت تنقصها الحنكة السياسية و فن تدير الازمات في تصوري بالنسبة لزلينسكي الممثل الشاب و كان عليه ان لا يثق بسياسة امريكا و وعود دول الاتحاد الاروبي بضم بلده الى حلف الناتو حيث جرجروه و ضحكوا عليه بتقديم المساعدات لا غير و كان يعتقد في ابعد تقدير ان حلف الناتو سيحميه اذا انمس الامن القومي لروسيا و هددوها على حدودها الغربية اجزم و اقول ان روسيا في هذه
الحالة المتوترة و الخطيرة ستقصف اوكرانيا و معها دول الناتو و بالنووي اذا اضطرت لذلك و يا روح ما بعدك روح
و بما ان امريكا الامبريالية لحد الان تخوض الحرب بالوكالة فانها مع هذا التصعيد ستدخل على الخط بشكل علني و لن تكتفي فقط بحرب المخابرات و الدسائس ضد روسيا التي يجب هي الاخرى ان لا تنتفخ ما فوق حجمها

الملاحظ في الشان الالماني و لحد الآن و بشكل محتشم مع الريبة و التوجس هو تصاعد وثيرة النزول إلى الشوارع كي تشكل ضغطا على السياسة المتبعة اذا بقيت للحكومة آذانا صاغية و كفى من الآراء الطاغية و مع ذلك يبدو ان الشعب الالماني و ليس حصريا في حاجة الى دروس التقوية فيما يخص الرغبة في الانتفاض و الاحتجاج اولا مقارنة مع بعض شعوب اروبا
حيث حياة التفاهة و الرفاهية تصبح ملهاة محببة تدفع بالناس الى النظر من بعيد فقط تحت نمط البراغماتية و لا تقوى على الانخراط في السيل السياسي الجارف

و مع ذلك استمرار المقترحات الألمانية المتناقضة الذي من السهل على أي كان ان يفهم مغزاها السياسي فمن جهة نرفض الحرب تقول الحكومة شفاهيا و من جهة اخرى تدعم الحرب المدمرة بالسلاح الثقيل كي تستمر الحرب في اكرانيا و ترمي بظلالها العنيفة على المانيا ذاتها.
هذه الحرب التي لا تبدو متكافئة القوة خصوصا انها تدور ضد جيش الاتحاد السوفياتي سابقا هذا قاهر النازية و الفاشية و محرر ألمانيا منهما.
الجيش الاحمر الذي ساهم في ان تحط الحرب العالمية اوزارها سنة 1945
و تبدأ إعادة التربية للمجتمع الألماني بعدما كان "كلبا" مطيعا في يد هتلير. لكن تضافرت الجهود كي يتحرر من الفكر النازي المرعب

bis jetzt sagen noch manche Deutschen auch mit Stolz :
"die Russen hatten immer Vorteil"

في هذه الظرفية الخانقة عدة عوامل تدفع إلى غليان الشارع الالماني ليس بسبب الحرب القادمة فقط و إنما بسبب الغلاء الذي ليس موجة فحسب بل تسونامي اخترق حتى الطبقة ألالمانية المتوسطة التي كانت ترفع شعار الرفاهية و الاستهلاك كمصدر "سعادة" و كانت تروج جزافا لللامبالات و وهم الديموقراطية الغربية
الآن صار يسمع صوتها مثلما أنين القطط في الزقاق الشتوي البارد فهل يا ترى سيرقى وعيها الى مستوى ثورة الشارع؟
متى ستنضم الى جحافل المنتفضين في الشارع العام هذا سؤال يحتاج إلى الرفع من درجة النضال و الاحتجاج بدل اعتماد النمط الوظيفي في التعامل مع القضايا المصيرية لشعب هذا الذي بالرغم من "التقدم العلمي" مازال يجنح يائسا الى الهاوية كما وعدته بذلك انتقادات أزمات الراسمالية التي تظل هذه الاخيرة تحفر قبرها بيدها

أيها الشعب الألماني أيتها الطبقة العاملة المسلوبة الارادة
أسلوب المتفرج و نيران الازمة تزحف لم يعد يليق و لا يليق


مع اصدق التحيات
يتبع في الموضوع



#المهدي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمات التغيير المحتملة
- الخيار الصعب على المحك
- تمظهرات تجاوز المعيقات
- الثورة ما هي و ما لونها
- في خلاف الاختلاف
- هزيمة الغرب على يد الغرب
- اسطورة الدم ما بين التداول و التطبيق
- الحق في فهم المغلوط
- دهشة -المتخلف- في الغرب
- -في سيكولوجية الإنسان المقهور-
- في مشروع المشروع
- النضال ما بين الهاجس الديني و الفعل السياسي
- في عمق جرح الغلاء و الحرب القادمة
- في موضوع تداعيات توالي الأزمات
- في كونية الصراع
- زوال الحرب الرأسمالية رهين بارادتنا
- مستلزمات النزول الى الشارع - وجهة نظر
- عجبا استفاق -الضمير- الغربي !!!
- معنى الانسان في التاريخ و زمن الامتدد
- عودة الى انتفاضة عشرين فبراير


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المهدي المغربي - المأزق الالماني