أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد سالم - غيفارا يغني للنيل














المزيد.....

غيفارا يغني للنيل


خالد سالم
أستاذ جامعي

(Khaled Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


"لكنها تدور يا ملوك الطوائف..."


تطغى على الشخصية العامة دوره على الساحة أكثر من إبداعه، إذا كان قد خاض بعض أجناسه، وهو ما حدث للثائر الكوبي الأرجنتني غيفارا، إذ طغى دوره السياسي في الثورة الكوبية على كونه شاعرًا وقاصًا، نظم قصائد متعددة بدءًا من حبه لزوجته إلى قصائده الثورية والاجتماعية، ومن بينها قصيدة عنونها "أغنية إلى النيل".
وقد عثرت على هذه القصيدة صدفةً، لكنها لم تترجم إلى العربية، لهذا آثرت محاولة نقلها إلى لغة الضاد. وهي قصيدة مكثفة، تصور تلك الفترة التي كانت تعيشها مصر من تأميم قناة السويس بقرار من صديقه جمال عبد الناصر، واصفًا النيل في صور بلاغية صافية. وفيها ربط بين النيل وإفريقيا وما كانت تموج به من حراك ثوري، وأثر هذا النهر منذ فجر التاريخ والدروس المستفادة منه.
ربما لم يغمط حق كاتب مثلما حدث في حالة غيفارا، إذ تحول إلى أسطورة سياسية، إلى نصب تذكاري وشخصية خارقة للطبيعة، المحارب البارز، ما طمس غيفارا الحقيقي، غيفارا الإنسان، الكاتب ذي الفكر الثوري، وصاحب الأفكار السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كل هذا من خلال صورته المطروقة التي لم تفسح المجال أمام كونه أحد الشعراء المهمين، أحد أبرز دارسي ومنظري الفكر الاشتراكي. وقد صدر مؤخرًا كتاب يضم اشعاره وقصصه في بوليفيا.
تمر اليوم ذكر استشهاد هذا الثائر الماركسي المولود في الأرجنتين الذي آثر الخط الثوري في أميركا اللاتينية على ممارسة الطب الذي درسه. شارك في حركات ثورية في القارة ووصل إلى أن أصبح شخصية رئيسة في الثورة الكوبية إلى أن تمكنت منه أذرع وكالة المخابرات المركزية الأميركية وقتلته في العاشر من سبتمبر عام 1967، ليصبح أيقونة ورمزًا في كل مكان وأصبحت صورته شارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
كانت تجمعه بعبد الناصر علاقة طيبة، ما جعله يزور مصر مرتين. كانت الأولى في نهاية الخمسينات، بعد نجاح الثورة الكوبية، لدراسة تجربة الإصلاح الزراعي بغية نقلها إلى كوبا، وخلالها التقى بعبد الناصر، وأقام له حفل عشاء فى قصر القبة. إلا أن الزائر لم يكن جيفارا يحب قيود البروتوكول، وحاول عدة مرات تضليل مرافقيه ليذهب إلى المناطق الشعبية ويلتقي بالبسطاء.
جاءت الزيارة الثانية في فبراير 1965 ونظم عبد الناصر حفلًا أهدى فيه غيفارا وسام الجمهورية العربية المتحدة من الدرجة الأولى، وألقى بعدها على المصريين خطابًا عن الثورة الكوبية، وعن المساواة الاجتماعية والثورة الصناعية، ورافق غيفارا في زيارته بعض قادة الثورة الكوبية، وقد أخبر غيفارا عبد الناصر أنه يريد أن يتوجه إلى أفريقيا للقيام بنوع من النشاطات الثورية هناك. وأخبره بأنه سيتجه إلى الكونغو لأنها أكثر بقاع الأرض توترًا، لأن جيفارا كان يريد عولمة ثورة أمريكا الجنوبية في جميع بقاع الأرض، فالتحرر والموت من أجل ذلك تلك هي العقيدة التي عاشقها غيفارا ومات من أجلها. بيد أن عبد الناصر نصحه بالتريث حتى لا يكون طرزان أبيض في غابات إفريقيا.
أترك بين يدي القارئ ترجمتي لهذه القصيدة للثائر الأميركي اللاتيني إرنستو تشي غيفارا:
أغنية إلى النيل

هائل هو ماضيك
بحر متمرد من المد والجزر.
سيمفونية التماسيح التي لا تهدأ
أعطى إطارًا للمهندس المتجانس؛
صلوات الإنسان تنقذ مستقبله
من المفهوم الذي تعلمتَهُ عن الحياة
دمك اللزج
ملأ الأراضي بأغانٍ خضراء؛
آليتك للزخم الكوني
حملت إفريقيا عبر العصور
قبل أن تُبجلَ الثيران
لكن كم من الوقت نِمْتَ،
أربعون قرنًا حتى صرخة الشجاعة
هذا فقط قشعريرة عضلاتك الجريئة
إذا كنتُ أغني اليوم لأمس من حجر ميت
وأستحضر ذكريات طِيْبةَ،
الحاضرُ يظهرُ في ماضيك،
يعيش في سد أسوان
وفي السويس المُستردة
أغنية للصرخة الجديدة من حلقك الرنان،
لتكريم قعقعة خطى عظيمة
تنضم إلى مصيرها في غبار الصحراء،
أغني لليد القنوع بيقينها الحميم،
اليقين البسيط للبدوي الأخير.

إرنستو تشي غيفارا (14/6/1928- 10/9/1967)



#خالد_سالم (هاشتاغ)       Khaled_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميكروتياترو بين النشأة في بيت التسامح وتسمية المنشأ الإسبا ...
- ذكريات إسبانية في وداع رائد الأدب الشعبي والحكاء الأخير الدك ...
- نكسة يونيو في مرآة الأندلس
- خواطر حول جيل ال 27 الشعري الإسباني: من الطليعة إلى الالتزام
- الإنفصال ونكسة يونيو في مرآة الأندلس
- البربر والمسألة الموريسكية في مرآة اليهود السفرديم
- جائزة ثربانتس في الآداب للأوروغويّة كريستينا بيري روسّي
- جائزة ثربانتس في الآداب للأوروغوانية كارمن بيري روسّي
- خمسة وثمانون عامًا على مقتل غارثيا لوركا دون التوصل إلى رفات ...
- أميركا اللاتينية وانتفاضة الشيخ جرّاح المقدسية
- في ذكرى مولد غارثيا لوركا أسطورة الشعر العالمي في القرن العش ...
- جيل شعراء إسبانيا العظام وأزمة المنفى
- الاحتفال بذكرى سقوط غرناطة في زمن الكورونا
- المعهد المصري في مدريد في ذكرى تأسيسه ودوره في التقارب بين ض ...
- في ذكرى مقتل الشاعر الأسطورة غارثيا لوركا
- حامد أبو أحمد يؤثر الرحيل إلى عالم أرحب وأكثر عدلاً
- المستعرب الإسباني فدريكو كورينتي يترجل إلى السماء معتليًا قو ...
- وداعًا سليمان العطار، دون كيخوتي القرن الحادي والعشرين!
- رفائيل ألبرتي نموذجًا لمنفى جيل شعري إسباني
- مسرحية -كلمات القرد الأبيض الأخيرة- وجدلية العلاقة بين الشما ...


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد سالم - غيفارا يغني للنيل