أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - قواعد اللعبة














المزيد.....

قواعد اللعبة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انفض "مولد الحزب الوطنى" بمناسبة انعقاد مؤتمره العام السنوى الرابع. ومع ذلك لم تتوقف ماكينات الكلام عن الحديث- بالمدح أو بالذم- عن وقائع هذا المؤتمر وما جرى فى أروقته وكواليسه.
وهذا أمر طبيعى بالنسبة لحزب يحتكر السلطة وينفرد بالحكم منذ نشأته فى الربع الأخير من القرن الماضى بفرمان من الرئيس الراحل أنور السادات .
ورغم التشدق المستمر بشعارات الإصلاح السياسى والدستوري .. وخلافه .. فانه لا تلوح فى الأفق حتى الآن أدنى بادرة تشير الى إمكانية قبوله بتداول سلس للسلطة .. على الأقل فى المدى المنظور ، خاصة وانه قد نجح خلال فترة احتكاره للسلطة فى قتل السياسة وتجريف الحياة السياسية وتقليم أظافر أحزاب المعارضة وتدجينها وإضعافها وعزلها فى مقارها داخل جدران أربعة بعيداً عن الجماهير بفضل أحكام حالة الطوارئ حيناً والشروط المجحفة للعبة السياسية التى تحكم صيغة التعددية الحزبية المقيدة التى تجعله الخصم والحكم دائما وأبداً .
حتى اصبح السؤال هو : مع من يتداول الحزب الوطنى السلطة؟!
هذا السؤال الذى كان يطرح نفسه على استحياء قبل انتخابات برلمان 2005 اصبح مدوياً بعد نتائج هذه الانتخابات التى أسفرت عن توجيه ضربة ساحقة لكل الأحزاب السياسية الليبرالية واليسارية واصبح مجلس الشعب حكراً على الحزب الوطنى الحاكم من ناحية وكتلة جماعة الأخوان المسلمين "المحظورة" من ناحية أخرى. وبين مطرقة هؤلاء وسندان أولئك تم إزهاق أرواح البدائل المدنية العلمانية التحديثية .
وهذا وضع خطر بالنسبة لاى أمة، بل ان الطبيعة ذاتها – وليست الأمم فقط- تكره الفراغ . وقد رأينا ان الفراغ الناجم عن تجريف السياسة فى العقود الماضية لم يجد من يملؤه سوى المال والدين على النحو الذى ظهر فى انتخابات برلمان 2005.
والفراغ الناجم عن نتائج هذه الانتخابات الأخيرة، والذى تجلى فى شطب الأحزاب العلمانية المعارضة من الخريطة البرلمانية تقريبا يبحث عن من يملؤه، وهؤلاء كثيرون وبعضهم له اجندة خارجية و"رعاة" أجانب لا يخفون سعيهم لاقامة شرق أوسط "جديد" على النحو الذي تبشرنا به الدكتورة كوندوليزا رايس، وكانت باكورة إنتاجها فى العدوان الإسرائيلي الوحشى على لبنان مؤخراً .
لهذا .. ولأسباب أخرى كثيرة فى مقدمتها ضرورة تحقيق طفرة بالفعل – وليس بالقول – فى التنمية الاقتصادية، وفى مكافحة الفقر المتزايد، وفى تحديث المجتمع وتحريره من براثن التخلف المزمن ونقله من سجن الثقافة التقليدية الاستبدادية الظلامية إلى عصر ثورة المعلومات والمعرفة .
اصبح مطلب الإصلاح الشامل مطلباً ملحاً ، واصبح لكل لحظة تأخير فى تحقيق هذا الإصلاح الشامل ثمناً باهظاً من اللحم الحى المصرى ومن الدور الاقليمى لمصر ومن المكانة الدولية لارض الكنانة .
ولذلك تابع المراقبون وقائع المؤتمر العام للحزب الوطنى باهتمام شديد. وكان المقياس الأهم لتقييم نتائج هذا المؤتمر هو مدى اقترابه من التناول الجدى لملف الإصلاح.
ولا يمكن إنكار ان المؤتمر الرابع للحزب الوطنى قد طرح أموراً كثيرة متعلقة بالإصلاح، ولكن التحفظ الاساسى هو ان إصلاحات الحزب الوطنى - التى مازالت فى طور الشعارات اى الكلام والأقوال – تجنبت التعامل مع "رأس الإصلاحات"، ونعنى بها المادة 76 والمادة 76 من الدستور .
هاتان المادتان تتعلقان بالخلافة السياسية وتداول السلطة وبدون إخضاعهما للتعديل تبقى كل الإصلاحات الأخرى – على أهميتها والحاجة اليها- تدور فى ظل استمرار احتكار الحزب الوطنى للسلطة والحكم .
بما يعنى – فى التحليل النهائى – وضع كل الإصلاحات بين قوسين، ان لم يكن تفريغها من اى مضمون ديمقراطي حقيقى طالما ان الطريق الى تداول السلطة مسدود بالطبة والمفتاح .
هذا من ناحية الإصلاح الدستورى .. اما من ناحية الإصلاح السياسى فانه لا يمكن توقع إصلاح فعلى طالما بقيت لجنة الأحزاب السياسية قائمة، بما تفرضه من تناقضات وقيود. فهى من ناحية تعطى هيمنة غير مبررة للحزب الوطنى على الحياة السياسية تصل الى حد التمتع بحق المنع والمنح والحظر والإباحة لقيام الأحزاب المنافسة له!
ومن ناحية ثانية فانها تقيد الحق الطبيعى الذى يقضى بقيام الأحزاب بمجرد الأخطار ودون انتظار أذن من أحد .
ومن غير المتصور ان يحدث تحول نوعى فى الحياة السياسة المصرية دون إلغاء هذه اللجنة المنافية للديموقراطية.
ومن غير المتصور كذلك ان يحدث هذا التحول النوعى المنشود دون إطلاق حق الأفراد والجماعات فى إصدار صحفها ومحطاتها الإذاعية والتليفزيونية .
بدون هذه الإصلاحات الجوهرية تظل الأعمال الإصلاحية الأخرى- على أهميتها- مجرد "لعب فى الهوامش"، بينما المطلوب تغيير حقيقى فى قواعد اللعبة .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!
- الفنقلة!
- الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله
- رجال الأعمال .. وأرباب السياسة
- صاحبة الجلالة تستعيد تاجها الضائع
- الانتماء والمواطنة:كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة (2)
- الإعلام جزء من المشكلة.. والحل
- البقية في حياتكم!
- سخافات بوش
- الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين
- الانتماء والمواطنة: كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة
- »صاحبة الجلالة« حافية علي جسر من الذهب
- مأساة -المواطن- أمجد حسين
- رشيد يعيد الاعتبار لآليات رأسمالية القرن التاسع عشر!
- هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!
- ماذا أنت فاعل يا وزير الثقافة؟
- هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!
- الفساد .. وسنينه 6
- الفساد .. وسنينه 7
- الفساد .. وسنينه 8-8


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - قواعد اللعبة