أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين














المزيد.....

الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


هذا التلاسن البذئ الذى فرض نفسه على الساحة الصحفية فى بلادنا فى الأيام الأخيرة يمثل صدمة للقاعدة العريضة من الصحفيين قبل غيرهم.
فالسباب لا يمت بصلة إلى مهنة البحث عن الحقيقة، وليس واحدا من الفنون الصحفية المتعددة المتعارف عليها.
والبذاءة لا علاقة بينها وبين الرسالة النبيلة لتلك المهنة التى يكاد تاريخها يتطابق مع التاريخ الحديث للشعب المصرى، ونضاله من أجل الاستقلال الوطنى والحرية والديموقراطية فى إطار أشواق عارمة لـ "نهضة مصر".
ولذلك كانت الصحافة المصرية منذ بداياتها الأولى وسيلة للتنوير، ونشر العقلانية، وقيم المواطنة، والحداثة، والحق، والخير، والجمال، والانحياز الى الحياة فى مواجهة خطاب ظلامى يمجد الموت ويروج للتزمت والتعصب والجمود والتطرف ووضع أقفال من حديد على عقل الأمة.
ومن يتذكر جانبا من هذا الدور التنويرى للصحافة المصرية عبر سنوات ليست قليلة من عمرها، يصيبه الدوار وتتملكه الدهشة عندما يقرأ معلقات الشتائم والشتائم المضادة المليئة بالقبح والغلظة والروح الثأرية والانتقامية التى تتمنى تصفية الآخر ومسحه من خارطة الوجود ولا تحاول مجرد محاولة فتح قناة للحوار معه والاشتباك المتحضر مع أفكاره المختلفة.
هذه الرغبة المسعورة لتلويث بعضنا البعض واستبدال النقاش المسئول لسياسات عامة بشتائم شخصية، إنما هىخيانة لتراثنا المهنى الحافل بمناظرات رفيعة المستوى وبالغة الاحترام تناولت قضايا خطيرة بمسئولية وأدب، فاستفاد منها القراء وارتفعت بها هامة الصحافة.
صحيح أنه كانت تظهر نغمات نشاز بين حين وآخر ، لكنها كانت منبوذة وعارضة ولا تعدو ان تكون زوبعة فى فنجان.
واليوم .. فإننا نرجو أن تكون موجة التلاسن الخشنة التى طفحت على جلد الصحافة المصرية مؤخرا، مجرد زوبعة فى فنجان أيضا .. سرعان ما تتبدد.
لكن هذا لن يتأتى بالتمنى، بل بالتشخيص السليم لسبب هذه "الردة" والاتفاق على آليات جدية لتجاوزها.
وبداية يجب الاتفاق على ان السباب ليس شطارة صحفية ، سواء كان هذا السباب موجها لرئيس الدولة أو الحكومة أو المعارضة ، أو أى مواطن.
والاعتراض على الشتيمة – كأسلوب ومنهج – لا يعنى الالتفاف حول حق النقد بكافة صورة.
كما أن الاعتراض على الشتيمة – كأسلوب ومنهج – لا يمكن ان يكون بالشتائم المضادة لان سب السباب هو أيضا سباب.
ولا يمكن للجماعة الصحفية ان تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الظاهرة المتدنية، التى لا تتنافى فقط مع التقاليد المهنية، ولا تسئ فقط الى مهنة صاحبة الجلالة وتشوه رسالتها النبيلة التى دفع الكثير من الصحفيين حياتهم ثمنا لها ودفاعا عنها، وإنما أيضا لانها تعطى الذريعة لحزب أعداء حرية الصحافة الذين يتحينون الفرصة للانقضاض عليها والعصف بها دائما وأبدا.
هذا الحزب الذى يضم فلول المدافعين عن الاستبداد وأباطرة المدافعين عن الفساد يظل كامنا فى الظلام منتظرا أى ثغرة ينفذ منها للنيل من حرية الصحافة التى هى أعدى أعداء المصالح المشتركة لهذا التحالف الفاسد والمستبد.
ولابد أن هؤلاء يضحكون الآن فى عبهم ويشربون الأنخاب عندما يرون بوادر الحرب الأهلية تنشب فى قلب الجماعة الصحفية.
لذلك يجب على نقابة الصحفيين – التى هى بيتنا المشترك – ان تتحرك اليوم قبل الغد لاحتواء هذه الأزمة، وإخماد الحريق الذى يحاول بعض الصغار إضرام نيرانه دون أدنى إحساس بالمسئولية المهنية أو الوطنية.
وهذا يستدعى تفعيل ميثاق الشرف الصحفى، وهذا التفعيل لن يؤتى أثره المنشود إلا إذا تم تطبيقه بنزاهة وبصورة شاملة.
أى بدون انتقائية بين خيار وفاقوس.
فلا يمكن تطبيق ميثاق الشرف الصحفى على زميل فى صحيفة معارضة أو خاصة ونغلق عليه الأدراج عندما يتعلق برئيس تحرير صحيفة قومية ارتكب نفس المخالفة.
ثم ان تفعيل ميثاق الشرف الصحفى يستوجب ابتكار آليات لتحقيق ذلك، منها على سبيل المثال تشكيل هيئة من حكماء وشيوخ المهنة تتم إحالة جميع الشكاوى إليهم لفحصها فحصا دقيقا ونزيها وإبداء الرأى وعرضه على مجلس النقابة لاتخاذ القرار الواجب بصورة شفافة ومستقيمة وعاجلة دون إبطاء أو تسويف.
باختصار .. نحن أمام مهمتين عاجلتين:
المهمة الأولى هى وقف هذه المهاترات فورا والتوصل الى "مصالحة" تطفئ نيران الفتنة التى لن تحرق أطرافها المباشرة فقط، بل ستمتد لتحرقنا جميعا.
المهمة الثانية هى اتفاق الجماعة الصحفية، تحت سقف نقابة الصحفيين وفى كنفها وتحت رعايتها، على آلية عملية وجادة لتفعيل ميثاق الشرف الصحفى وتطبيقه على أى تجاوز والتحقيق فى أى شكوى بهذا الصدد والبت فيها بحسم.
وتبقى المهمة الأكبر .. بعد إطفاء الحريق.. وهى إعادة النظر فى أحوال الصحافة المصرية برمتها، خاصة بعد ان تغير المشهد الصحفى محليا وعالميا تغيرا هائلا يجعل قانون نقابة الصحفيين الحالى والذى تحت صياغته منذ أكثر من 35 عاما بعيدا جدا عن مواكبة هذه التغيرات.
فإذا كنا نتحدث كثيرا عن ضرورة فتح ملفات الإصلاح السياسى والدستورى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى فى المجتمع فمن باب أولى ان نفتح ملف إصلاح البيت الصحفى وإعادة ترتيبه من الداخل..حتى لا نفاجأ بمحاولة من خارجنا لفرض أوضاع جديدة علينا، او على حد القول المأثور للرئيس اليمنى "يجب ان نحلق لانفسنا قبل أن يأتى أحد ليحلق لنا" ذقوننا .. أو شواربنا.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء والمواطنة: كلام جاد بعيداً عن الشعارات المستهلكة
- »صاحبة الجلالة« حافية علي جسر من الذهب
- مأساة -المواطن- أمجد حسين
- رشيد يعيد الاعتبار لآليات رأسمالية القرن التاسع عشر!
- هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!
- ماذا أنت فاعل يا وزير الثقافة؟
- هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!
- الفساد .. وسنينه 6
- الفساد .. وسنينه 7
- الفساد .. وسنينه 8-8
- قطارات الموت
- الفساد .. وسنينه 5
- تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط
- الفساد .. وسنينه 2
- الفساد .. وسنينه 3
- الفساد .. وسنينه 4
- التطبيع .. مع الفساد
- ثلاثية حسن نصر الله
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - الصحافة ليست قلة أدب .. وحملة الأقلام ليسوا شتامين