أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - ثلاثية حسن نصر الله















المزيد.....

ثلاثية حسن نصر الله


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أصبحت الصورة واضحة .. حيث يستطيع كل ذى عينين ان يرى ان المقاومة الوطنية اللبنانية، وفى مقدمتها حزب الله بقيادة حسن نصر الله، ليست مجرد "ميليشيا مسلحة".
صحيح أن الكفاح المسلح هو أبرز ملامح حزب الله، وصحيح ان هذا الحزب استطاع ان يحقق على طريق هذا الكفاح المسلح إنجازات كبيرة ومبهرة أهمها حتى الآن النجاح فى تحرير لبنان عام 2000 وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الانسحاب دون تفاوض ودون قيد أو شرط، ثم النجاح مؤخرا فى إجهاض العدوان الثلاثى الثانى الذى استهدف تغيير "قواعد اللعبة" فى المنطقة وبناء شرق أوسط "جديد"، منزوع من المقاومة، يضمن دخول جميع دوله إلى بيت الطاعة الأمريكى والتطبيع الاسرائيلى بعد تحطيم اخر خطوط "الممانعة".
كل هذا صحيح .. لكنه ليس الا ضلعا واحدا من "ثلاثية" متكاملة تتبلور أمام أعيننا يوما بعد آخر. فإذا كان الكفاح المسلح هو أحد أضلاع هذه الثلاثية، أو بالأحرى "ضلع القاعدة" .. فان الضلع الثانى الذى لا يقل أهمية عن معركة السلاح هو "معركة البناء". فقد رأينا ان حسن نصر الله فى أول خطبه بعد وقف المعارك يقود هذه المعركة المدنية، فلا يترك المليون نازح فى العراء، أو يغض الطرف عن معاناتهم، أو يجعلهم يقفون فى الطوابير الطويلة أمام الشبابيك والأبواب الحكومية ويمدون أيديهم بالسؤال والطلبات والتوسلات لصغار كبار وكبار صغار الموظفين. وإنما توجه إليهم على الفور، وبسرعة لم نألفها من أى حكومة عربية – حتى فى الظروف العادية – وكشف النقاب عن خطة لاعادة إعمار البيوت والمنازل التى دمرتها الهمجية الإسرائيلية، وكأنها خطة مدروسة وموضوعية سلفا بتفاصيلها وحساباتها.
فبموجب هذه الخطة .. وعد حسن نصر الله بأن كل شخص تعرض بيته للتدمير ستصله فى غضون 24 ساعة (!) مساعدة مالية لتأجير منزل لمدة سنة وتكاليف تأثيث هذا المنزل المستأجر.
ووجه نداء إلى الجميع بالتطوع للمشاركة فى معركة إعادة البناء، سواء بأيام أو ساعات من العمل من كل قادر على ذلك.
كما وجه نداء إلى الجميع داخل لبنان وخارجها بالتبرع المالى من اجل هذا الهدف.
هذه المعركة، نعنى معركة إعادة البناء، تعكس دلالات متعددة.
منها احترام الناس وتثمين تضحياتهم، ومثلما يتم اللجوء الى الناس وقت الحاجة والشدائد، فانه لا يجدر نسيانهم بعد ان تصمت المدافع.
هذا يعكس فكرة الاعتماد على الجماهير، والثقة فيها، والتعويل عليها، والالتحام بها.
كما يعكس مسألة لا تقل أهمية هى الاستفادة من معركة إعادة البناء لتدعيم الوحدة الوطنية التى تتهددها أخطار كثيرة ويراهن الإسرائيليون وأعداء لبنان على تفتيتها، بل وإشعال فتيل حرب أهلية إن امكن.
فبدعوة الجميع للمشاركة دون تمييز بين طائفة وأخرى، فى إعادة إعمار القرى والبلدات والمناطق المدمرة، دون تمييز بين منطقة شيعية وأخرى سنية أو مسيحية .. يتم رى شجرة الوحدة الوطنية وتحويلها من نقطة ضعف إلى نقطة قوة.
وبالأمور السابقة مجتمعة.. تتعزز العلاقة بين "الحزب" و"الجماهير".
والضلع الأخير لهذا المثلث هو العمل السياسى.
ورغم إن هذا هو "الوجه الأول" – إذا جاز التعبير – لحسن نصر الله، فان الصورة الشائعة عنه وعن حزبه تبرز "الوجه العسكرى" والكفاح المسلح وتضعه فى الصدارة، فى حين ان هذا الكفاح المسلح ليس سوى أحد "الآليات" لتطبيق "خط سياسى" ورؤية سياسية وتصور إستراتيجي، يستخدم كثيرا من الأدوات والوسائط، مثل الانتخابات المحلية والبلدية، والانتخابات النيابية، والتواجد داخل الحكومة.. وغيرها.
ولعل المعركة السياسية الحالية التى يخوضها حسن نصر الله تقدم نموذجا على مدى حصافته السياسية.
والمعركة التى نقصدها هى إثارة بعض الأطراف اللبنانية مسألة نزع سلاح حزب الله بدعوى ان الدولة – أى دولة – هى المحتكرة – حصريا – لحق امتلاك السلاح واستخدامه، وأن القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن يقتضى ذلك أيضا، ثم جاء القرار 1701 ليطلب نفس المطلب وان يكن بطريقة غير مباشرة.
هنا نجد حسن نصر الله يتعامل مع هذا الجدل بحكمة وحسم فى نفس الوقت، فيذكر الناسين، أو المتناسين، بأن المعركة لم تنته بعد.
وأن الحقوق اللبنانية المغتصبة لم يتم تلبيتها، سواء ما يتعلق بمزارع شبعا أو الأسرى اللبنانيين.
وأن وضع "الدولة" اللبنانية، يتميز بخصوصية ينبغى مراعاتها، والعمل على أن تكون هناك دولة قوية وعادلة وديموقراطية وممثلة تمثيلاً نزيهاً وصادقاً لجميع اللبنانيين. ومن ثم النظر إلى قضية سلاح حزب الله من هذه الزاوية: هل يؤدى نزع هذا السلاح إلى تقوية الدولة أم إضعافها وزيادة وهنا على وهن وبالتالى جعلها اكثر انكشافاً أمام اعتداءات إسرائيلية جديدة غير مستبعدة.
ثم من يستطيع أن يقوم بمهمة نزع سلاح حزب الله بعد أن فشلت إسرائيل فى ذلك؟!
والأعجب أن يطالب بذلك – الآن – بعض اللبنانيين، والعرب، بينما الأمريكيون والإسرائيليون توقفوا عن ترديد هذا المطلب .. رسمياً على الأقل؟!
والمهم .. ان حسن نصر الله .. لم يجعل كل هذه التساؤلات والملاحظات السابقة سبباً فى المصادرة على مناقشة الموضوع او جعله فى عداد "المحظورات" بل إنه طرحها فى سياق أن تلك المناقشة يجب أن تتم بين الأطراف المعنية بجدية ومسئولية داخل الغرف المغلقة، وليس على شاشات الفضائيات.
ثم ان تتم فى التوقيت الملائم.
وبالقطع .. فان الوقت الحالى الذى ينشغل فيه الجميع بتضميد الجراح وعودة النازحين وحل مشاكلهم التى هى أكثر من الهم على القلب، بالضرورة، لا يمكن أن يكون هو المناسب نفسيا وعاطفياً ومعنوياً.
وعلى أى حال فإن مسألة سلاح حزب الله، هى واحدة من عشرات البنود المدرجة على الأجندة، التى هى بالفعل أجندة سياسية حافلة، تبين للجميع مدى المهارة السياسية لحسن نصر الله فى التعامل معها وإن كان هذا لا يمنع من القول بأن بعض هذه المعالجات السياسية ليست فوق مستوى الجدال، ومنها على سبيل المثال التقدير السياسى للموقف إبان اختطاف الأسيرين وتوقع شكل ومدى ردود الأفعال الإسرائيلية والأمريكية .. بل والعربية.
ولعل المهارة الأكبر هى فى التكامل بين مكونات هذه الثلاثية: الكفاح المسلح، والعمل الجماهيرى ، والعمل السياسى. والتساند الوظيفى بينها، والانطلاق من تحقيق إنجاز على صعيد أحدها لتحقيق اختراق على صعيد مكون آخر.
وكل هذا فى إطار حسابات معقدة، وتقديرات تفصيلية للمعادلة الدولية والوضع الاقليمى والخريطة السياسية اللبنانية، وبناء تحالفات قصيرة الأمد أو على المدى المتوسط او على مدى أبعد مع هذه أو تلك من القوى المحلية والاقليمية .. بل وحتى الدولية، الأمر الذى جعل من حزب الله "الحاضر الغائب" على مائدة اجتماعات مجلس الأمن، ناهيك عن دهاليز وبلاط الحكم فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج.
واذا كان لما سبق من معنى .. فان هذا المعنى هو ان حزب الله إذا لم يكن دولة فانه بالتأكيد أكبر من مجرد "ميليشيا مسلحة".
وأن الدور المهم الذى يلعبه حزب الله على الصعيد السياسى، وعلى صعيد إعادة إعمار لبنان .. يدعو النخب الحاكمة العربية إلى إعادة تقييم مواقفها التى اتخذتها فى بداية العدوان الإسرائيلى على بلاد الأرز .
وهذا يجعلنا ندعو هذه الحكومات العربية إلى التخلى عن السلبية إزاء معركة إعادة بناء لبنان، أو اعتبارها شأنا لبنانيا بحتا، أو مسألة تخص حزب الله. بل يجب أن تكون هناك مبادرات عربية كبيرة وملموسة بهذا الصدد، لعلها تجعل اللبنانيين أن ينسوا شعورهم بالمرارة من العجز السياسى العربى المشجع للعدوان الاسرائيلى.
وحسنا فعلت لجنة الصناعة فى مجلس الشعب المصرى، برئاسة النائب محمد أبو العينين، عندما قررت وضع هذه المسالة على جدول الأعمال من أجل وضع سياسة رشيدة للاسهام فى تضميد جراح لبنان.
ولا يقل أهمية عن ذلك أن تكون هناك مبادرات "أهلية"، غير حكومية، من كافة منظمات المجتمع المدنى .. للعمل بعيداً عن مظلة الحكومات وحساباتها.. فالتضامن الشعبى هو الأهم.. والأبقى.
وفى السياسة تستطيع الحكومات العربية أن تلعب دوراً مساعداً فى حث الفصائل اللبنانية المختلفة على مناقشة خلافاتها بعيداً عن أجواء الاثارة والتحريض، حتى لا تحقق اسرائيل بسياسة "فرق تسد" ما عجزت عن تحقيقه بقوة السلاح.
ولعل الدور الأهم الذى يمكن ان تلعبه الحكومات العربية بهذا الصدد هو أن تبذل مساعى "مخلصة" لدى الأطراف الدولية – وبالذات لدى الإدارة الأمريكية – لاقناعها بالتروى ومراعاة تعقيد مسألة سلاح حزب الله، لأنه ليس مجرد ميليشيا مسلحة- كما قلنا- وإنما هو جزء أصيل من النسيج الوطنى اللبنانى.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية
- لعنة قانا
- مذبحة قانا فى ماسبيرو
- صورة حية من العراق إلى المعجبين بالديموقراطية تحت سنابك الاح ...
- مقاومة العدوان الإسرائيلي أولى بالرعاية من -كاترينا
- نصف قرن علي تأميم قناة السويس
- مأزق المراهنين على قراءة نعى المقاومة
- حكومة .. هوايتها زيادة نكد المواطنين
- إسرائيليون.. أفضل من المارينز العرب
- العراقيون يختلفون فى القاهرة على كل شئ.. ويتفقون على طلاق أم ...
- الطابور الخامس
- مقاومة المقاومة!!
- حسن نصر الله يستحق اللوم
- -المغامرة - الإسرائيلية الجديدة.. تحلم بنهاية التاريخ وامتلا ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - ثلاثية حسن نصر الله