أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!














المزيد.....

هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 10:29
المحور: حقوق الانسان
    


دعم رغيف الخبز قصة طويلة .. وهى فى كل الأحوال ليست قصة مسلية أو طريفة، بل هى على العكس قصة مملة ومحزنة.. الفصل الافتتاحى فيها هو فشل الحكومات المتعاقبة فى بلورة استراتيجية مدروسة لتوفير الاكتفاء الذاتى من القمح.
وبدلاً من العمل الجاد على تحديد استراتيجية بعيدة المدى بهذا الصدد، رأينا تقلبات عشوائية تنتمى الى اللامعقول فى بعض الأحيان، مثل نظرية التوسع فى زراعة الفراولة والكنتالوب كبديل عن زراعة القمح، بزعم ان تصدير الفراولة والكنتالوب يمكن أن يكون مربحاً أكثر من زراعة القمح وبحصيلة صادرات الفراولة يمكننا تدبير احتياجاتنا من القمح . وبالطبع ثبت أن هذه نظرية فاشلة وتنطوى على درجة كبيرة من الاستخفاف بطبيعة سلعة استراتيجية مثل القمح، تستخدم كسلاح سياسى فى كثير من الأحيان.
ولم يكن أقل عبثية من ذلك الترويج لنظرية أخرى تبحث عن حل مشكلة القمح عن طريق شراء أو استئجار مساحات شاسعة من الارض فى كندا، نعم فى كندا التى تفصلنا عنها بحار ومحيطات، وزراعتها بالقمح لحسابنا!
وكانت نتيجة مثل هذه السياسات العبثية والعشوائية استمرار واتساع فجوة احتياجاتنا من القمح واعتمادنا على الخارج. حتى "المعونة" الأمريكية .. ثبت أنها توفر لنا القمح بأسعار أعلى من الأسعار العالمية وبشروط غليظة، عكس ما توحى به كلمة "المعونة" من معانى حية .. لم يكن لها رصيد فى الواقع.
هذه هى البداية الحقيقية لأزمة رغيف الخبز، التى كثر الحديث هذه الأيام عن دعمه، وضرب اخماس فى أسداس عن المستحقين الحقيقيين لتلقى هذا الدعم، وكيف يمكن التعرف عليهم أو بالأحرى العثور عليهم، وهل يكون دعمهم عيناً او نقداً .. وما إلى ذلك من الأسئلة الحائرة.
وأنا أشفق على الدكتور على مصيلحى الذى أبلى بلاء حسنا عندما تولى هيئة البريد وحقق فيها انجازات مهمة ونجاحات غير منكورة. فى تطوير هذا المرفق الحيوى. ثم ساقه حظه الى تولى وزارة تم " تخليقها " من أشلاء وزارات مختلفة، وتحمليها مسئولية معالجة قضايا الدعم وغيرها من هموم ملايين الغلابة. ومن سوء حظه أن توليه هذه الوزارة المخلقة صادف وقوع بلاوى ومصائب من قبيل غرق العبارة وحوادث القطارات .. وما يستتبعه ذلك من فتح ملفات التعويضات وإطفاء حرائق كانت الحكومة هى نفسها المسئول الأول عن إشعالها بسياساتها العشوائية والمهملة.
ولأن الحابل مختلط بالنابل، فأن فقدان الثقة فى الحكومة، وسوء ظن الناس بها حتى لو اقسمت على المصحف والانجيل، جعل الراى العام يتشكك حتى فى القرارات التى تبدو فوق مستوى الجدال.
من ذلك مثلاً الإجراءات التى اتخذها الدكتور على مصيلحى لمحاولة وقف الاعتداء على رغيف الخبز ، واستمراء البعض إنقاص وزنه أو استخدام الدقيق المدعم فى صنع منتجات "فاخرة" و "ترفية" فى فنادق الخمس نجوم.
كان الطبيعى والمنطقى أن تحظى هذه الإجراءات بتأييد الرأى العام والمجتمع المدنى.. لكن لأن الأوراق مختلطة فأننا وجدنا من يهاجم هذه الإجراءات بزعم أنها بوابة خلفية للتخلص من دعم رغيف الخبز.
وبهذا أصبح شبح الدعم ذريعة للدفاع عن اللصوص الذين يسرقون الرغيف أو ينقصون وزنه أو يسيئون استخدامه .. بينما أبسط قواعد المنطق تقول أنه يجب مساندة الوزير على مصيلحى فى معركته مع "الحرامية"..
أما قضية الدعم .. فهى مسألة أخرى .. يجب تناولها من جذورها .. وهذه معركة مع حكومة أحمد نظيف بأسرها .. وليست مع وزير بعينه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أنت فاعل يا وزير الثقافة؟
- هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!
- الفساد .. وسنينه 6
- الفساد .. وسنينه 7
- الفساد .. وسنينه 8-8
- قطارات الموت
- الفساد .. وسنينه 5
- تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط
- الفساد .. وسنينه 2
- الفساد .. وسنينه 3
- الفساد .. وسنينه 4
- التطبيع .. مع الفساد
- ثلاثية حسن نصر الله
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - هل ندافع عن لصوص الرغيف .. بسبب الدعم؟!