ماذا أنت فاعل يا وزير الثقافة؟

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1661 - 2006 / 9 / 2 - 09:39
المحور: الادب والفن
    

نجيب محفوظ جدير بهذا الاحتفاء الكبير.. بل انه يستحق ماهو اكثر.
لكن يبدو ان بعض مراثى الأديب المصرى العالمى ليست اكثر من دموع التماسيح، اى انها بكائيات كاذبة. فلا يمكن لاحد ان يكن كل هذا الحب لنجيب محفوظ كأديب، دون ان يكون محبا للثقافة بشكل عام.. لأن الثقافة.. مثل الحرية .. كل لا يتجزأ.
ومحبة الثقافة ليست شعارات او لافتات، وانما هى أفعال وسلوكيات وقرارات .
لذلك فاننى استغرب ما يحدث فى وزارة الثقافة إزاء حماية "تراثنا الحى"، اى الفنون والحرف التقليدية المهددة بالاندثار .
فبعد جهود مكثفة لحث وزارة الثقافة على التحرك لإنقاذ جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة من أزمتها المالية وتوقف مشروعاتها الرامية الى إحياء تراث الحرف التقليدية بمقرها بوكالة الغورى، وافق وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى على دعم الجمعية بمبلغ 50 الف جنيه تصرف من ميزانية العام الحالى بصندوق التنمية الثقافية . وقام مكتب وزير الثقافة بإبلاغ الفنان عز الدين نجيب رئيس جمعية "أصالة" لمتابعة تنفيذ تأشيرة الوزير بصندوق التنمية الثقافية.
وعندما قام بالمتابعة فوجئ بتأشيرة من السيد ايمن عبد المنعم مدير الصندوق تحت تأشيرة وزير الثقافة نصها: "يرجى لحين توفير البند المالى" ، علما بان ميزانية العام الحالى مازالت فى بدايتها، بما يرجأ بان الموضوع تم حفظه فى الثلاجة.
وبهذه التأشيرة الأخيرة تستمر أزمة الحرف التقليدية، التى ترافقت مع ازمة جمعية "اصالة" التى لاقت الأمرين فى الحصول على مقر ، ودعم مالى، مما أدى الى توقف موسوعة الحرف التقليدية التى أصدرت الجمعية جزأين منها حتى الآن ، كما توقف مشروع تدريب الحرفيين، وهو مشروع طموح كان يستهدف خلق جيل جديد يواصل مسيرة الاجيال السابقة، ويؤهل شباب الحرفيين للحصول على فرصة عمل او اقامة مشروعات صغيرة تساهم فى حل مشكلة البطالة ، فضلا عن ان هذا التعثر يساهم فى ضياع معالم الأصالة فى مجال الحرف وتعرضها للتجريف والاندثار فى ظل تنكر كل الجهات لها والنكوص عن العمل على إنقاذها من هذا المصير المخيف، علما بان جمعية " أصالة " تكاد تكون الجهة الوحيدة التى تحمل هذه القضية على عاتقها.
ولأن موضوع الحرف والفنون التقليدية موضوع يرقى لأن يكون قضية أمن قومى، فوق أبعاده الاقتصادية والاجتماعية من حيث انه يرتبط بالحفاظ على الهوية الوطنية فى مواجهة تحديات العولمة الكاسحة والمفترسة ، فاننى أعيد مناشدة كم من يهمه الأمر تقديم الدعم المادى والمعنوى لجمعية "أصالة" التى تلفظ أنفاسها الأخيرة .
وأناشد – بالذات – مكتبة الإسكندرية ان تتبنى موسوعة الحرف التقليدية وان تضع يدها فى يد الجمعية من اجل استكمالها . كما اناشد هانى سيف النصر ان يبادر الصندوق الاجتماعى للتنمية لوضع برامج إنقاذ الحرف والفنون الشعبية على جدول أعماله وتحت مظلة رعايته.
كما أضع المسألة برمتها تحت نظر الوزير فاروق حسنى، فهل يرضيه ان يتعامل أحد مرءوسيه مع تأشيرته بمثل هذه الاستهانة؟! والفنان فاروق حسنى يعلم قبل غيره ان مبلغ الخمسين الف جنيه الذى أمر بتوفيره لجمعية أصالة مبلغ تافه ، يتم إنفاق أضعافه على حفل عشاء او مراسم افتتاح ، ومع ذلك فان مدير صندوق التنمية الثقافية " امر" بأرجائه فى تحد سافر لتعليماته!.
فماذا أنت فاعل يا معالى الوزير ؟!

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل