أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!














المزيد.....

هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:29
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


السؤال مثير.. بل وبالغ الإثارة.. عندما يطرحه أي إنسان. فما بالك لو كان من يلقيه كقنبلة شديدة الانفجار هو الدكتور جابر عصفور. وهو من هو.. سواء من حيث كونه أحد أهم فرسان المؤسسة الأكاديمية المصرية. أو من حيث كونه الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة.
وتزداد الإثارة عندما نعلم أن سؤال الدكتور جابر عصفور ليس سؤالاً استنكارياً.
وتزداد أكثر وأكثر عندما نعرف أنه لم يطرح هذا التساؤل الكبير. والصادم. في جلسة خاصة. أو دردشة عابرة. أو "فضفضة" في لحظة ضيق مثل تلك التي تجثم علي أنفاسنا كثيراً. وإنما طرحه في ورشة عمل مهمة عن "الحريات الفكرية" نظمتها مكتبة الإسكندرية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. وشاركت فيها كوكبة من ألمع مفكري مصر المهمومين بحاضر الأمة ومستقبلها.
وبطبيعة الحال فإن مفكراً بحجم جابر عصفور لا يلقي الكلام علي عواهنه. بل إنه طرح فرضيته بصورة "منهجية". منطلقاً من المقارنة بين الوضع الصعب الذي عاشته وتعيشه "الأكاديمية المدنية" وبين "الأكاديمية الدينية" المتجذرة في الواقع. والمنسجمة مع النظرة السلفية المتوارثة. والتي لم تكف عن الهجوم علي الجامعة "المدنية" منذ اللحظة الأولي لنشأتها.. حيث دأبت جبهة علماء الأزهر. منذ أنشئت عام 1947. علي مقاومة أي تجديد فكري داخل الأزهر أو خارجه. ولعبت في الأربعينيات دوراً في الاغتيال المعنوي للدكتور محمد أحمد خلف الله مثلما لعبت نفس الدور في مأساة الدكتور نصر حامد أبو زيد في التسعينيات.
ويدلل جابر عصفور علي تراجع الجامعة المصرية منذ نشأتها بالعديد من الشواهد. مثل منع جورج زيدان من تدريس منهج تاريخ "التمدن الإسلامي" لا لشيء إلا لأنه مسيحي.
ومثل قضية منصور فهمي الذي قدم رسالة دكتوراه في فرنسا عن المرأة والإسلام. فما كان من الجامعة المصرية إلا أن طلبت من الجامعة الفرنسية سحب الرسالة. وظل الرجل مطروداً ومنبوذاً من الجامعة مدة عشر سنوات. ولم يعد إلي حظيرتها إلا بعد إذعانه وتراجعه واستنكاره لأفكاره.
ومثل تراجع الجامعة من إنشاء قسم نسائي تحت ضغط الرجعية المصرية.
وفي الثلاثينيات طردت الجامعة طه حسين لأنه اعترض علي منح صدقي باشا الدكتوراه الفخرية. ولم يعد إلا بعد أن تغيرت الوزارة وجاءت وزارة نسيم باشا التي سمحت برجوعه.
وفي الأربعينيات حدثت أزمة محمد أحمد خلف الله بسبب رسالته عن القصص الفني في القرآن. فواجه الاتهام بالكفر والإلحاد. وطرد من الجامعة.
وفي الخمسينيات فصلت ثورة 23 يوليو 1952 أكثر من خمسين أستاذاً في حركة "التطهير" الشهيرة. وحدث ما يشبه ذلك في الأزهر عندما تجرأ الشيخ عبدالحميد بخيت وأصدر رأياً اعتبره البعض كفراً وإلحاداً. حيث اجتهد وقال إن من حق الذين يجتهدون في العمل التوقف عن الصيام والتعويض بعد ذلك. بل إن جامعة الأزهر رفعت دعوي للتفريق بينه وبين زوجته.
وفي التستينيات تم فصل وسجن المرتبطين بالإخوان المسلمين. وتجريم الاحتفاظ بكتب الإخوان في المكتبات الخاصة والعامة.
وفي السبعينيات تحالف النظام الحاكم مع جماعات الإسلام السياسي لمواجهة التيارات اليسارية والقومية والليبرالية المعارضة للرئيس السادات.
وفي الثمانينيات قرر الرئيس السادات فصل أكثر من سبعين أستاذاً جامعياً. كان جابر عصفور نفسه واحداً منهم.
وفي التسعينيات حدثت تجاوزات وتدخلات كثيرة أهدرت استقلال الجامعات. وتشديد الرقابة علي المكتبات والندوات بالجامعة. وانحدار مستوي الجامعات المصرية وخروجها من المنافسة العالمية وتعيين وزراء للتعليم العالي يفتقرون إلي أي رؤية لإصلاح الجامعة.
وقد أثارت نظرية جابر عصفور ردود فعل مدوية فأعرب الدكتور صلاح فضل عن اختلافه الكامل معها. مؤكداً بالعكس أن الجامعة المصرية جزء أصيل من الجسم المصري وأن الحالات السلبية التي استشهد بها جابر عصفور حقيقية لكنها فردية. وانتقائية. وأن تعميمها لا يؤدي إلي نتائج صحيحة. وأن الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن الجامعة المصرية أثمرت مناخاً علمياً شمل العلوم الإنسانية والطبيعية علي حد سواء. وأفرز بحوثاً وباحثين تفخر بهم أي ثقافة وأي أمة. ورغم المصاعب التي تعاني منها الجامعات حالياً فإنه لا يمكن وصفها بأنها جسم غريب في المجتمع.
كما اعترض كاتب هذه السطور علي نظرية جابر عصفور. ودلل علي ذلك بأن الطلب علي الجامعات "المدنية" متزايد. عاماً بعد آخر. مما يؤكد بأن المجتمع في حاجة إليها وليس رافضاً لها.
ورداً علي ذلك قال جابر عصفور إن فكرته القائلة بأن الجامعة عضو في جسم غريب يرفضه مجرد فرضية. وأنه طرحها ليجري عليها "اختبار سلامة" بهدف المزيد من إحكامها مستقبلاً.
تعالوا نناقش هذه القضية الفرضية الصادمة.. ليس من باب الكفر بالمؤسسة الأكاديمية. بل من باب الحرص عليها والتصميم علي إزالة العقبات التي تكبلها وتمنعها من أن تلعب دورها المنشود باعتبارها "عقل الأمة".
فالمجانين فقط هم الذين يقبلون التخلي عن عقولهم.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد .. وسنينه 6
- الفساد .. وسنينه 7
- الفساد .. وسنينه 8-8
- قطارات الموت
- الفساد .. وسنينه 5
- تحالف الاشتراكيين : إنجاز لمصر .. وليس لليسار فقط
- الفساد .. وسنينه 2
- الفساد .. وسنينه 3
- الفساد .. وسنينه 4
- التطبيع .. مع الفساد
- ثلاثية حسن نصر الله
- استحقاقات القرار 1701
- ألغاز إنجليزية
- 13ساعة أجازة من حرب لبنان.. فى -مصيف- أسيوط
- -العدوان الثلاثى- الثانى .. والصمت العربى المزمن
- القاع
- شافيز .. أكثر عروبة من العرب
- مجزرة قانا: أكثر من نذالة أخلاقية .. وأقل من استراتيجية ذكية
- لعنة قانا
- مذبحة قانا فى ماسبيرو


المزيد.....




- رائد فضاء في مهمة لفتح الفضاء أمام ذوي الاحتياجات الخاصة
- أكسيوس: تدابير جديدة تخص طالبي اللجوء في أميركا تصدر قريبا
- انعكاسات الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- الخارجية الأردنية تدين الاعتداء على مقر وكالة -الأونروا- في ...
- برنامج الأغذية العالمي يحذر من شلل جهود الإغاثة في لبنان
- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - هل جامعات مصر عضو غريب في جسم يرفضه؟!