الجماهير .. احدث صواريخ حزب الله

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يأبى حزب الله الا ان يبقى فى صدراه المشهد اللبنانى، ممسكا زمام المبادرة .. ان حربا أو سلماً .
فبعد صموده الأسطوري- بكل ما حفل به هذا الصمود من بطولات فى مواجهة ترسانة الدمار الإسرائيلية – وتصديه للعدوان الإسرائيلي الوحشى على لبنان فى أطول مواجهة استمرت لاكثر من شهر ، أسفرت عن إعادة جميع الأطراف المباشرة وغير المباشرة لحساباتها...
ها هو حزب الله ينظم، أمس ، اضخم تجمع جماهيري فى تاريخ لبنان.
هذا التجمع الجماهيري الحاشد ليس مجرد احتفال بـ " النصر"، وانما هو رسالة سياسية يبعث بها حزب الله الى اكثر من طرف .
فهو – داخلياً – يذكَّر أطراف المعادلة اللبنانية ، انه ليس مجرد " ميليشيا" عسكرية، وانما هو حزب جماهيري حقيقى يزحف إليه الناس من كل حدب وصوب فى لبنان.
وهؤلاء الذين ملأوا " ساحة مهرجان الانتصار" فى الضاحية الجنوبية، وغص بهم المكان حتى نفذت المقاعد التى يمكن شراءها او استئجارها من محال العاصمة بيروت وغيرها من المدن اللبنانية ، ليسوا كلهم من أنصار حزب الله. بل حرص كثير من الأحزاب اللبنانية على حث أنصارهم على المشاركة فى هذه المظاهرة الفريدة. وهى رسالة ثانية يقول حزب الله من خلالها انه ليس وحده ، بل ان كثيراً من الفصائل المسيحية والإسلامية الأخرى تقف معه.
والى جانب هذه الرسالة الثانية رسالة ثالثة متعلقة بحسابات الأغلبية والأقلية، مفادها ان هناك أغلبية " حقيقية " تتشكل فى الشارع اللبنانى لم يعد ممكنا تجاهلها .
وبهذه الرسائل الموجهة الى الداخل اللبنانى .. يتم الرد الضمنى على دعاة نزع سلاح حزب الله، بهذه الصورة او تلك ، ومحاولة تحجيم دوره فى العملية السياسية اللبنانى.
والاهم ان هذه التجمع الجماهيري الذى لم يسبق له مثيل، والذى ظهر فيه حسن نصر الله فى حماية مئات الآلاف من الجماهير الحاشدة، يبعث برسائل بالغة الأهمية إلى إسرائيل والى الأطراف الدولية التى تريد " لبنانا" منزوع المقاومة، ومدجنا ، يدخل مطأطئ الرأس إلى بيت الطاعة الأمريكي والإسرائيلي.
هذه الرسائل تقول ببساطة .. ان طريق هذه المحاولة ليس مفروشا بالورود .
باختصار .. حزب الله يقول انه لا يمتلك فقط صواريخ الكاتيوشا " وزلزال " و "فجر" .. وانما يمتلك أيضا أهم صاروخ وهو صاروخ الجماهير .. البعيد المدى.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل