أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً














المزيد.....

عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 18:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك من جرائم وانتهاكات حدثت لدولة عربية أكثر مما فعلته تركيا بسوريا في العشر سنوات الماضية ..

فقد احتلت تركيا جزءا من الأراضى السورية ..
وفككت المصانع فى الشمال السورى - وخاصة في حلب - ونقلتها إلى تركيا ..
وسرقت البترول السورى فى وضح النهار !!
وكانت الأراضى التركية المعبر الرئيسي للألاف الارهابيين والجهاديين الذين وفدوا من كل بقاع الأرض إلى سوريا لجلب الديموقراطية إليها كما قالوا !!

ووضعت تركيا محافظة إدلب وبعض الشمال السورى تحت وصايتها ، وفيها كل التنظيمات التى حاربت الدولة السورية طوال العقد الماضي ، بدءا من داعش إلى جبهة النصرة إلى أحرار الشام إلى نور الدين زنكى .... إلى آخره .

وفى إدلب والشمال السورى جعلت التعليم باللغة التركية ، وأصبح يرفرف هناك العلم التركى بديلا عن علم الدولة الوطنية السورية !!

وبعد كل ذلك .. بعد احتلال الأرض وتفكيك المصانع ونقلها ، وسرقة البترول ، والوقوف مع الإرهاب فى صف واحد ، وتغيير نظم التعليم .. بعد كل ذلك جاءت الأخبار أن هناك لقاءات جرت من أسبوعين بين هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية وعلى المملوك رئيس المخابرات السورية في دمشق وأن المباحثات تتقدم !!

وطبقا لوكالة رويترز التى أذاعت الخبر أمس فإن لقاء بين وزيرا خارجية البلدين غير مستبعد خلال الفترة القادمة ..

ومن وجهة نظر القيادة السورية فإن الأمر فى منتهى الصعوبة ، فما فعلته تركيا بسوريا ليس قليلا ، والرد عليه يجب أن يكون قاسيا ، والصلح بينهما مستحيل ، فقد قدمت سوريا لتركيا كل خير وحسن نية ، وكان رد الجميل من تركيا مروعا في قسوته ..

لكن برغم كل ذلك فإن التقارب مع تركيا مطلوب برغم مرارة العلقم فيه ، فتركيا مازلت تحتل أراض في سوريا ، وتقف وراء إرهابيين وخارجين عن سلطة الدولة ، مما يعنى أن التقارب مع تركيا مطلوب لتصفية تلك المشاكل ..

وهنا يجد المسئول السياسي نفسه في حيرة بين عواطفه وبين عقله ، عواطفه تقول له كيف تتصالح مع من احتل بلدك واهانها ، وكان سببا فى تأخرها خمسين سنة إلى الوراء ..

وعقله يقول له أن تركيا دولة فى حلف شمال الأطلسي ، ووراءها الغرب كله ، وهى لم تأت إلى سوريا إلا بأوامر هذا الغرب ، وظروف سوريا الداخلية وظروف الإقليم لا يسمح لسوريا بمواجهة مفتوحة مع الأتراك ، وبالتالى فإن السياسة يمكن أن تحقق ما عجزت القوة عن تحقيقه ، وأوله انسحاب الأتراك من الشمال السورى ، وإنهاء مشكلة إدلب وعودتها إلى وطنها ..

بالنسبة للرجل العادى في سوريا فإن عواطفه ربما تتغلب على عقله ، وليس هناك تبعات عليه من وراء موقفه ، ولكن بالنسبة لمن بيده مقاليد الأمور ، فمهما كان طعم كأس السم التى سيتجرعها - بتعبير الخومينى - فإن عقله لابد أن يتغلب فى النهاية على عواطفه ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا
- لماذا المصرى كثير الشكوى ؟
- عطور باريس وساندويتشات الفول ..
- حيرة
- رد الإعتبار شعبيا لمبارك .. لماذا .
- من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟
- مدينة الذكريات ، الإسكندرية .. الرحلة الأولى
- الريف المصرى فى زماننا ... العمل
- مناقشة هادئة لقضية ساخنة


المزيد.....




- الجاغوار يتسلّق الأشجار ويكتشف البرية.. ما قصة إعادة تأهيله ...
- بيان سعودي بعد وفاة 3 دبلوماسيين قطريين في حادث بشرم الشيخ ف ...
- نظام ذكي لنظيف فضلات القطط تلقائيا
- -من أنبوب بلاستيكي إلى ساق بديلة-، قصة طفل غزي فقد ساقه في غ ...
- الشرق الأوسط -يتوحّد- خلف اتفاق غزة.. فهل باتت إيران خارج ال ...
- النفط الروسي تحت النار.. ما دور الاستخبارات الأميركية في هجم ...
- بعد أداء متذبذب.. ما رأي يورغن كلوب بالمنتخب الألماني؟
- وحدات من الجيش تنضم لاحتجاجات -جيل زد-...ماذا يحدث في مدغشقر ...
- كيف يغري الذكاء الاصطناعي المستخدمين بالانتحار؟ دراسة تكشف ث ...
- هل بدأت الحرب الأهلية في أميركا؟


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً