أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - الملك لير والليرات وجحود الأبن وضحكات العجائز ياكورديليا















المزيد.....

الملك لير والليرات وجحود الأبن وضحكات العجائز ياكورديليا


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7368 - 2022 / 9 / 11 - 20:36
المحور: الادب والفن
    


الملك لير والليرات وجحود الأبن وضحكات العجائز
يا كورديليا
رمى الرجل العجوز بعداوته على ابنته الصغيرة لأنها لم تقدم له كلمات معسولات مثلما فعلت اختيّها في استمالة عاطفة الأب التي كانت تستجدي الكلام الجميل
ما ضيّر تلك الفتاة لو نافقت والدها وقدمت له معسول الكلام !
هو يعرف أنها تحبه وهو يعرف أنها تعرف أنها الآثيرة لديه وأخواتها الأثنتان تعرفان معزتها لدى والدها
وهي تعرف أن الأخوات المنافقات يعرفن ذلك بحسد صريح لا مبالغة فيه
فلماذا لم تتقن الصغيرة المدح والثناء ومعسول الكلام لترميه في إذن والدها الحبيب الذي كان يتوق لذلك السماع من الكلام الذي يرق له قلب عجوز في آخر أيامه.
لقد كان العجوز يستحق كلمات جميلة من ابنته التي يحبها
عجوز تنتابه كوابيس الموت كل ليلة وعاش مرعوبا كملك أن تناله رصاصة طائشة أو مقصودة
فأكثر الناس رعبا هم الملوك ويتوقعون يوميا ميتة شنيعة
هذه المخاوف والكوابيس تطرق منامهم وتعكر حياتهم لذا فهم يستحقون أن يسمعوا التشجيع والمؤازرة من اقرب الناس لهم وإذا لم يكن ذلك من بناتهن الحبيبات فمن يكون من يقدم لهم تلك العاطفة التي تحتاج لإشباع مثلها مثل عاطفة الأبوة والأمومة والطفولة وعاطفة الاهتمام والدلال و
والغرام والإستقبال الجميل.
اعتقد ان الفتاة في سعيّها لمحاربة نفاق اختيها خسرت والدها المسكين
خسرت روح عاطفته التي دمرتها بقساوتها التي كان من المفروض أن توجهها لأختيها وليس لوالدها العجوز
يحتاج العجائز منا كل الحب كل الاهتمام حتى لو كان فيه نفاق
يحتاج العجائز منا كل المودة وكل المناغشة وكل التقرب وأن نفيض عليهم حنانا واهتماما ورقة وتقرب وتدليل
كان الملك لير مصدوما وهو يستجدي تلك الكلمات الجميلة لتدغدغ اذنيه اللواتي تبعثان على السأم والملل من حياة ملوكية لطالما كانت على كف عفريت
يرغب الملوك بكلمات جذابة وكلمات تخرج من اصلابهم لتحي رميم الجسد الميت (كم كانت بشاعة ما اظهرته "كورديليا " كان ذلك مثل آلة تعذب كياني الطبيعي وتهشمه , حتى أنها اعتصرت من قلبي كل الحب , وأعقبته بفيض من المرارة )
لم يكن العجوز راغبا
بالكثير من الموالاة والنفاق والكلام المعسول وهو يرى الجميع ينافقون له
, نعم , هو يعرف انهم ينافقون ولكنه كعجوز يفكر بالموت أكثر مما يفكر بالحياة و كوابيس الموت هي اكثر ما تجتاحه وترهقه ليلا
كان يحتاج ذلك من صغيرته " كورديليا "(صغيرة جدا وقاسية قلب جدا )
صغيرة جدا يا مولاي وصادقة "
لن ينفع الصدق يا صغيرتي فانت ليست في محاكمة سيقتل احدهم اذا لم تكوني صادقة
انه والدك العجوز ما ذا سيضير لو غمرتيه بمحبتك أو كنت مثل أختيّك منافقة من اجل ماله
حتى لو قالوا أنك منافقة يا " كورديليا " !
حتى لو قالوا ما قالوه و ما سيقولونه دائما
فهو يحتاج أكثر مما مضى لهذه الكلمات وهذه المشاعر وهذه المؤثرات التي تحي روحه المعتمة وتبدد ظلمتها القاسية
لقد اعتبر الملك لير مجنونا ولكنه ليس بمجنون لقد اعتبر أن إحجامها في سكب الكلمات المحبة نوع من الكبرياء الأجوف ولكنه كان لديه نوع من الاحتياج المرغوب بها
انه الاحتياج في المقام الأول
وهي مشاعر لا يعرفها إلا شخص عانى كثيرا في حياته وسيعاني كثيرا في مماته ولكن " كورديليا " كانت صغيرة وقاسية عليه عندما احجمت عن سكب اغانيها الجميلة في اذنيه الغارقتين بضجيج الحياة الفائت .
و اعتقد أن شكسبير كان رجلا سطحيا واكثر قسوة , لأنه صور لنا الملك لير بأنه يهوى النفاق وانه يحاسب على من لا يتقنه
هذه الخطة بجعل ابنته منبوذة لأنها لم تتقن النفاق كانت في غير محلها , فلو كان يعرف سكيولوجية الرجل العجوز ومخاوفهم وحياتهم المعرضة للموت , لعَرِفَ كيف يبتدع خطة اكثر تحكيما في معاقبة الأب لابنته عن كلام يحتاجه بعيدا عن عاطفة الشيخوخة والتعاطف والاحتياج
تبا لك يا شكسبير
كنت مصدومة من الملك الذي قالت له ابنته الأثيرة كلاما جافا قاسيا فقط حتى لا تصبح مثل اختيّها المنافقتين
كانت تعادي نفاق الاختين , فخسرت رغبة والدها في الاستماع لكلام محبب وكلام يرغب بسماعه
كان من الممكن أن تحضنه وتقبله وتغمر جسده في حضنها وكان لها أن تحصل على الحب الكثير
احضنوا اباءكم , مسدوا رؤوسهم , اقتربوا منهم , المسوا جبهتم وقبلوها
يستحق العجائز منا كل الحب وكل الاهتمام وكل ما في هذا الكون من مشاعر فياضة
هلّموا الآن اذهبوا اليهم وأنتم تمتلئون حبا بعلب الشوكولا التي يحبها العجائز
وتلك الأشياء التي تعرفون أن والديكم سيسقطون أمامها كالأطفال
اضحكوا معهم
زغزغوهم* في مناطق لا يتحملوها اذا كان ذلك لا يجدي معهم
تحركشوا بهم حتى يضحكوا
فما أجمل من ضحكات الأطفال إلاّ ضحكات العجائز
ألعب معه طرنيب واجعله يفوز عليك ومن ثم تذمر من ذلك , لكي تنال جائزتك من ضحكاته
فأكثر ما يضحك العجائز في سنواتهم الأخيرة أن يشعروا أنهم مازالوا يتفوقون على ابناءهم حتى لو كان ذلك في لعبة حمقاء .
تبا لكم اذا كان لديكم أب أو أم , ولم تسعوا حثيثا وراء ضحكاتهم الرنانة لنبذ مرارة وجودهم التي بات هامشيا في ارذل العمر
تبا لكم مائة مرة ومرة أيها الأوغاد الذين يعادون والدهم من اجل المال القذر الذي افسد الحب بينهم
ولا تنسوا أن تترحموا على والديكم اذا كانوا تحت التراب
وتبا لي اذا كان كلامي سيذهب هباء ولن تذهبوا الآن لوالديكم لكي تقبلوا الجبهة والخد وتغمرون انفسكم بالحضن الطويل الجميل .



مقطع من حوار يلخص مغزى قصة الملك لير
المهرج : هل تعرف كيف يصنع المحار قوقعته
الملك لير : كلا
البهلول : ولا أنا اعرف , ولكني يمكنني معرفة سبب وجود قوقعة للحلزون
الملك لير : لماذا
البهلول : لكي يضع رأسه فيها , وليس ليعطيها لبناته ويترك رأسه دون ما يحميه"
أو باللهجة الشعبية عنا " قلبي على ولدي وقلب ولدي عليّا حجر "


محبتي ( قبلة )
تنويه
اعتراضي على الرواية لهذا الجزء المستخدم من الرواية كمدخل غير اخلاقي بأن نمتنع عن اظهار حبنا لوالدينا من باب ان ذلك يدخل في باب النفاق والموالاة وطلب العطاء بطرق ملتوية
لايوجد مثل هذا في علاقتك مع والديك
أأما بقية الحكاية فهي جميلة وتستحق الاشادة وخاصة أن الفكرة العميقة من وراءها تتجلى بنصيحة مفاداها إلآّ تتورطوا بتوزيع الميراث قبل موتكم بحجة عدم الانشقاق والخلاف مستقبلا
حافظ على قوتك حتى يدخلوك القبر



ملاحظة :
*زغزغوهم كلمة لا شرح لها فهي فعل متعمد لاستجلاب ضحكة
الزغزغة مثل النكز في الفيس بوك
إنها عبارة عن حركة خاطفة تستوجب رد فعل من الطرف الآخر وبالأغلب الضحك المرير
والله ما ادرى كيف اشرحها (الضحك المرير)
ولكن المعروف أنه في كل بني آدم
هناك منطقة في جسده اذا اقتربت منها فلن يتحمل إلاّ إظهار رد الفعل رغما عن انفه حتى لو كان رجلا صلب قاسي الملامح عظيم الجثة
فإما يعصب أو يضحك كثيرا
واغلب هذه المناطق تكون في منطقة البطن أو تحت الذراع و ستتفاجىء أن هناك مناطق اخرى لا يمكن توقعها
و بذكاءك تستطيع معرفتها واستغلالها لصالحك
جربوا لن تخسروا



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشركات التجارية والمال القذر والبورصة
- -جسر لندن سقط- و -ليزي في صندوق-
- سوق على مهلك سوق
- - كأني أكلت-
- الأحلام والتحليل النفسي
- فرويد و الأحلام و الجهلة و ذاكرة الدلافين
- فرويد و الأحلام والجهلة وذاكرة الدلافين
- فيلم ( seven) 1995 يقول المجرم جون للمحقق مورغان فريمان :-
- المليار الذهبي
- الموت والحب والأمل الزائف
- رحلة السبع ذنوب الفتاكة والغضب
- العصافير والتحرش المفرط بالموت
- - أستدفنني بجوار غريفن- وإشراقات من الإنسانية التي لا يظهرها ...
- مانسون واللامبالاة - نباتية - أم خدعة حضارية 1/2
- فن اللامبالاة وشكسبير والموت 1/1
- طز بالشعب العربي الفلسطيني
- اين جثة خاشقجي يابايدن ؟
- مملكة التطبيع : متى سيعلن خادم الحرمين تطبيعه مع الكيان الصه ...
- مطربة يهودية متديّنة ترفص يد امريكا الممدودة لها
- الصمت-Silence -وثلاثية غرناطة ,,, روايتان تتحدثان عن قمع الا ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - الملك لير والليرات وجحود الأبن وضحكات العجائز ياكورديليا