هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 02:34
المحور:
الادب والفن
"لا أستطيع أن أعيش في مكان يغذي الشعور باللامبالاة , وكأنها فضيلة"
قيلت على لسان القاتل المتسلسل "جون " الذي قتل سبع ضحايا له من اجل تأديبهم على الخطايا السبع المميتة التي اقترفوها في الحياة
(الكسل والشره والشهوة و الغرور و الحسد والطمع والغضب .
قتلهم بدم بارد وبتخطيط مسبق و بدون مبالاة لعرف أو دين أو منطق
تعرف إي عن المنطق !!
في فيلم ( seven) 1995 يقول مرغان فريمان لبراد بيت ":".................".
ماذا يقول !!
يقول الكثير والكثير مما نجهله
ومنها أن المكتبات على ارتباط مباشر مع وكالة الاستخبارات الفدرالية الخاصة ببلدك
لتراقب عادات القراءة وليس لتقدر الغرامات كما افترض المحقق الساذج
فهناك كتب مراقبة وهي تعد ممنوعة أو ذات صلة بمواضيع حساسة مثل تصنيع القنابل أو الأسلحة النووية أو كتاب لهتلر (كتاب " ماين كامبف "% "أي "كفاحي"
أو كتاب هيلتر سكيلتر&
كتب لا يمكن اخفاءها عن القراء , فتوضع تحت المراقبة .فحين يطلع شخص على كتاب مراقب ترسل المكتبة سجله إلى المكتبة الفيدرالية
فبمجرد أن تستعير هذا الكتاب يتم تلقائيا أرسال هويتك التي سبق أن تم أخذها عند الإشتراك , والتي تتضمن اسمك وعنوانك ورقم هاتفك و اسماء المعرفين لك لكي توضع تحت المراقبة .
:"فإذا كنت تريد أن تعرف من يقرأ كتبا مثل المطهر و الفردوس المفقود و هيلتر سكيلتر , فحواسيب المباحث الفدرالية ستعطينا قائمة
بكل من استعار كتبا من الكتب الممنوعة أو المراقبة.
كانت هذه هي الذروة التي حلت عقدة الفيلم السابق والتي تم التوصل فيها لحل اللغز من قاتل متسلل استعار كتبا مثل ملحمة ” الكوميديا الإلهيّة ” لدانتي ووو ) .
فتنبه مورغان إلى تلك المعلومة
فهل كان اسم القاتل من ضمن مجموعة البحث - التي عرفوا بها القاتل المتسلل.
فطلب مورغان عن طريق الرشوة اسماء كل من أستعار تلك الكتب لأن القاتل كان يلهو بهم بجرائمه السبعة
فيختار أحد تلك الذنوب ويقتل شخص ما كان يولغ في تلك الذنوب إلى حد الحضيض
مثلما رأينا كيف اجبر شخص يمتاز بالشره حتى كان لا يستطيع الخروج من البيت لتكدس الدهون في جسده
وكان أحد المقتولين الضحايا كسولا لدرجة أنه استحق الموت مثله مثل العاهرة التي كانت تبيع جسدها ممتلئة بالغرور القاتل والشهوة المفرطة .
ثم المحامي
" كان يجب أن تشكرني لأني قتلته ، هذا الرجل الذي كرس حياته لجمع المال عن طريق الكذب “
المجرم جون مخاطباً المحقق ديفيد .
فالمحامي الطماع الذي كان يبتز موكليه طمعا بالمزيد من المال , وكأنه يذكرنا ب شايلوك اليهودي الذي اراد رطلا من لحم انطونيو رغم أنهم اعادوا له ماله
ولكنه كان تاجرا حقودا وقاسيا و طماعا , يعتاش على مصائب الناس , فيقدم لهم قروضا بفوائد عالية لدرجة أنه أراد مقايضه ماله برطل من لحم انطونيو
, يقتطعه من أي جزء من جسمه.
فهل سمعتهم عن ابشع طلب انتقامي في العالم كله ابشع من ذلك !
حقا , أن شكسبير يستحق وسام الفرادة في روايته" تاجر البندقية " التي فضحت هذا اليهودي القاتل المنتقم الفريد عصره من اللؤم وحب الانتقام .
فكما اشهرت رواية حب حزينة مدينة فيرونا , وكما اصبحت رواية مدام بوفاري رمز للزوجة الخائنة و الاخوة كراموزوف كرمز لانحطاط عائلة بأكملها
وتلك المومس التي لعبت بعائلة كاملة رمزا للشهوة المفرطة بالآعيبها النجسة ووقاحتها المفرطة بالعصيان والتآمر بين الآخوة حتى لم يسلم منها رجل الدين الذي أرادت إغوائه هو الآخر و التي تستحق حسب جون وعقليته في التطهير من الذنوب , أن تكون أحد ضحايا القاتل المتسلسل في فيلم سفن الوارد ذكره بهذا المقال.
وكذلك أيضا اشتهرت البندقية ب شايلوك اليهودي - القمىء اللئيم الطماع , وهي شهرة غير محمودة لمدينة قديمة رائعة الجمال.
لذلك نجد انه أي القاتل المثقف كان يقوم بتطهير زبائنه الفاسدين اجباريا و بنفسه لأنهم عاصين بنظره و يرتكبون الذنوب السبعة التي تستحق الموت من وجهة نظره .
وهي طريقة ارهابية , يلجأ اليها اصحاب الأديان المتعالية في غرورها (شعب الله المختار كمثال على التطرف النابع من الشعور بالتفوق والإعلاء الموهوم للذات الفريدة ).
والمتطرفين الدينيين التابعين لهذه الأديان و الذين يعتبرون انفسهم " يد الله الطولى" في الأرض , لتأديب العاصين والمفسدين في الأرض بالإكراه والإجبار القسري
والاقتصاص منهم في الحياة بدون تكفيرهم عن ذنوبهم و انتظار توبتهم الإرادية .
أن هؤلاء المتشددين ليسوا حكرا على ديانة خاصة , فهم موجودين في كل الديانات اليهودية والمسيحية وحتى البوذية .
فالمملكة السعودية التي هي معقل الإسلاميين , وحاضنة مقدساتهم وذات صبغة دينية حتى لو كانت زائفة
كانت لسنوات تقتص من السارقين بقطع اليد, ومازالت تقطع الرقاب حتى الآن , فيما لو خالف احدهم رؤية ولي العهد الذي يمتلك كل انواع السلطة الممنوحة له بدرجة ديكتاتور , فقتلوا الصحفي جمال خاشقجي وذوبوا جثته في سفارة بلده في تركيا. بدون خوف من محاسبة أو سؤال
وعندما جاء بايدن يتسول من اجل بئر النفط , مسح جريمته وكأنها لم تكن وكأن خاشقجي لم يكن له وجود وأن مقتله مثل مقتل أي شخص مات بحادث سير غير متعمد .
وحتى الآن لم يعلن النظام عما فعله بجثة الصحفي الذي لم يكن إرهابيا ولا ممولا للإرهاب مثلما مول الأمير سلمان بن عبد العزيز المجاهدين في افغانستان لسنوات وهناك صحف مازالت صفحاتها توثق حملته في جمع التبرعات من أجل الإرهاب .
فمن أحق أن يقتل !!
مجرد صحفي قال كلمة أغضبت سلطان جائر
أم نظام دموي قاتل و إرهابي وسلطوي ودكتاتوري وعنيف مع مواطنيه ويقطع رقابهم وألسنتهم
فيما لو قالوا لولي العهد
لماذا اشتريت لوحة المسيح المخلص المزورة والصادرة من ورشة ليوناردوا دافنشي
بنصف مليار
ولماذا اشتريت قصر في فرنسا
بمليار
ولماذا اشتريت يخت بنصف مليار لتجتمع به الغانيات والراقصات والمتعريات مع كؤوس النبيذ والبيرة و التيكيلا والفودكا و
كل أنواع المسكرات والخمور الممنوع بيعها للعامة ولكنها متوفرة في القصور الحاكمة أكثر مما في لاس فيجاس بأكملها.
لماذا هذا الكذب على العامة والدهماء
بأنكم سدنة الأخلاق وحماية الدين والمقدسات
وأنتم العهر كله والفسق كله والإرهاب كله
يخت للدعارة الجماعية يا خادم الحرمين !!
وهذا يحيلنا إلى احد هذه الذنوب المميتة ومنها الشهوات حيث الدعارة وفتيات مدام كلود يُمَتـِعْنَ زوار الملك في يخته الذي يشق البحار مليئا بالخمور والنساء والممثلات وعارضات الأزياء والوزراء والدبلوماسيين و اصحاب اللحى الذين يستخرجون النصوص الدينية لتلائم هوايات الأمير وتسكعاته .
فلا خروج لولي الأمر حتى لو زنا ولاط لمدة نصف ساعة على التلفاز ,هذه هي الفتاوي التي يريدها الأمراء والملوك ليتمتعوا بعروشهم ومليارات الشعب في جيوبهم.
ففكرة الفيلم مستوحاة من الذنوب السبعة الفتاكة التي تحدث عنها دانتي و مليتون وكانت احد الشرور التي انتشرت بعد فتح صندوق باندورا الخيالي .
وتتضمن فيما تتضمنه " الغضب " فعندما قال مرغان فريدمان لبراد بيت " أمر مبهر أن ترى رجلا يتغذى على مشاعره"
كان يقصد أحد تلك العيوب التي قد تقتل صاحبها .
ونجد أن القاتل المتسلسل لم يكن قد وجد رجلا غاضبا ليقتله حتى صادف المحقق براد بيت . فقرر أن يكون هو كحاسد , اعجبته زوجة براد فقرر أن يقتلها
لأنه حسد ذلك المحقق على تلك الزوجة الجميلة , فقرر قطع رأسها وارساله إلى براد بيت, فيتملكه الغضب ويعمى بصيرته ويحقق ما أراد القاتل المتسلل من جدوى جرائمه وهو جريمة يتحدث عنها الجميع مطولا .
فيقتل براد القاتل المتسلسل الذي كان بدوره يعاقب نفسه على خطيئة الحسد
فبقتله يكون قد قتل خطيئة الغضب الذي تمثلت بالمحقق الغاضب الذي سمع عن مقتل زوجته وابنه الذي في بطنها.
وبذلك يحقق ضربتين بنفس الحجر
متحصلا على نتيجة تجعل الجميع يتحدث عنها طويلا ولكي تكون (عبرة للآخرين)
كانت حبكة الفيلم جديدة وجميلة و قد حققت الغرض منها كملحمة قتل نموذجية للخطايا السبع المميتات
فكان الغضب والحسد هما نهاية الذنوب المميتة
وآخر الخطايا السبعة في الفيلم .
الهوامش
• فيلم حصل على جائزة إم تي في لأفضل شرير (8 يونيو 1996) , منحت لـ كيفين سبيسي.
• الفيلم يحتّل مرتبة متقدمة في قائمة أفضل 250 فيلم في التاريخ على حسب موقع ” قاعدة بيانات السينما العالمية ” IMDB..
• https://supercima.com/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-se7en-1995-%d9%85%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85/
•
سبعة (بالإنجليزية: seven) وتكتب se7en هو فيلم جريمة أمريكي أنتج في عام 1995 من إخراج ديفيد فينشر و تأليف أندرو كيفن وكر، تدور قصة الفيلم حول المحقق المحنك ” ويليام سامرست ” (فريمان) وبديله “دايفيد ميلز” (براد بيت) الذين يشتركان في التحقيق في سلسلة جرائم مستوحاة من الخطايا السبع المميتة.
ومن بطولة كل من النجم الأمريكي براد بيت بدور المحقق ديفيد والممثل العظيم " مورغان فريمان" بدور المحقق الحكيم ويليام والمبدع كيفن سبيسي بدور المجرم جون
بالإضافة إلى الجميلة جوينيث بالترو بدور الزوجة تريسي.
القصة:"
تدور قصة الفيلم حول محققان أحدهما عجوز والآخر شاب يتحدان معا لتولي قضية هي الأخيرة للعجوز والأولى للشاب وتكون مهمتهما فيها القبض على قاتل متسلسل يختار ضحاياه من بين مرتكبي الخطايا السبعة المهلكة، كالبدين الذي يأكل بنهم والمحامي الثري نتيجة الجشع... وهكذا.حسب وكيبيديا
https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/36-El-Mathar/Reject-Purgatory__00-index.html
https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/36-El-Mathar/Reject-Purgatory__30-Which.html
هؤلاء الذين يقولون: لابد أن يذهب الإنسان إلى المطهر، ليكفر عن خطاياه العرضية، وعن خطاياه الأخرى المغفورة التي لم تستوف عقوبتها... إنما يذكرونني بصرخة داود النبي وهو يقول:
"كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه" (مز3).
%(كتاب " ماين كامبف " "أي "كفاحي" الذي أعده أدولف هتلر في سجنه في عام 1924م بعد محاولة انقلاب .
& واعتقد أن رسالته هي أن يبدأ حرباً عرقية من خلال توريط السود في ارتكاب جرائم ضد الأثرياء البيض، وأطلق مانسون على هذه الحرب العرقية اسم "هيلتر سكيلتر Helter Skelter، وهو عنوان إحدى أغنيات "بيتلز".
https://www.alaraby.co.uk/%22%D9%87%D9%8A%D9%84%D8%AA%D8%B1-%D8%B3%D9%83%D9%8A%D9%84%D8%AA%D8%B1%22-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%84%D8%B2-%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-9-%D8%A3%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D8%B3-1969
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟