ركلة بايدن الاخيرة لجر السعودية للتطبيع

هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

زيارة بايدن للسعودية من اجل التطبيع
هكذا قرر الرئيس الامريكي زيارتها بعد تمنع طويل ورفض مغازلتها.
هذا الرئيس الامريكي العجوز جو بايدن والذي ظهر عشية انتخابه ليذكر العالم بصهيونيته قائلا:" أن والده قال له :"ليس عليك يا جو أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا " والتي ازاءها تحول زعماء عرب الى الصهيونية العلنية بولوجهم حضيرة التطبيع العلني والمجاني بدون اي اراقة دماء أو حتى شعور بالخزي أو الخجل يكللهم من هذا الغمس الاختياري والتشقلب في رائحة هذا الروث القميء والتي قامت بها اصغر دويلة عربية اسمها البحرين وجرت وراءها قيادات من دول كالمغرب الذي كان عربيا و السودان الفقير الحالم بحفنة قمح والامارات الثرية ).
ولأنها صغيرة جدا لم تنتشر اخبار تطبيعها الدافىء على الجمهور العربي بل تكفلت به امارة ابو ظبي (عرابة التطبيع) و التي تقود الانقلابات وتموّل المعارضين وتفتح لهم خزائن قارون التي لا تنتهي لتكريس نفسها كدويلة اقليمية لها شأن في التحكم في مصائر البلاد العربية الفاشلة اقتصاديا . مثل تنصيب العميل الصهيوني عبد الفتاح السيسي الذي اهدر وتخلى عن ممتلكات مصر للغرباء وللطامعين بالتحكم بالمنافذ البحرية مثل امارة ابو ظبي التي باتت تتحكم باغلب موانىء الوطن العربي والتي اشترتها من عملاء برتبة رؤساء دول خونة , والتي لولا عدم وجود حدود برية له مع مصر لاشترى ابن زايد بنفسه الجزر المصرية وقدمها هدية لدويلة الكيان الصهيوني التي تجثم على ارض فلسطين منذ 74 سنة ,ومع ذلك اقنع مصر بالبيع للسعودية بضخ المليارات للسيسي الذي لا يشبع لكي يبيعها للسعودية وليصبح هناك حدود مع الكيان الصهيوني فتكون حجة لاقامة العلاقات التطبيعية مع دولة مجاورة بينهم حدود مشتركة مثلما هو حاصل في مصر والاردن كحجج لاقامة علاقات تطبيعية مع العدو الصهيوني بحجة السلام مقابل السلام نظرا لوجود حدود قد تشتعل فيها الحروب .
وتم فضح النظام المصري من وزير دفاع الكيان الصهيوني موشية يعلون لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قائلا أن مصر حصلت على 16 مليار دولار مساعدات من السعودية مقابل التنازل عن تيران وصنافير.
وعلى صعيد السعودية في خطواتها الوئيدة لتجهيز شعوبها للتطبيع , لم تكن مقولة ابن سلمان الصغير "اننا لا ننظر لاسرائيل كأعداء بل كحليف محتمل" عبارة صيغت على لسانه من بنت اللحظة بل تم تحفيظه اياها مرارا وتكرارا حتى بصمها لأنه يعرف ان الطريق الى قلب ماما امريكا لا يأتي إلا عن طريق التغزل بمدللتها في الشرق الاوسط
وكان هذا ما حدث
فحسب الكاتب James Dorsey للـ Eurasia Review:
تعد هذه الأيام محورية بالنسبة لابن سلمان، فقد أصبح خلافته قريبة بعد تدهور صحة والده، كما أنه سيحاول إقناع شعبه بأنه أجبر بايدن على زيارة الرياض، للتأكيد على ضمان أمن المملكة في مقابل زيادة إنتاج النفط.
فبعد أن باع الجنرال عبد الفتاح السيسي الجزيرتين (صنافير وتيران)للنظام السعودي وقبض الثمن كانت تدار في مطبخ ماما امريكا الطبخة التطبيعية النهائية لخجل السعودية من اعلانها مباشرة في وجه الشعوب المسلمة التي تدعي رعايتها والتي جاءت بعد تجاهل بايدن لأبن سلمان بحجة قتله للصحفي السعودي جمال خاشقجي وهذه كذبة من كذبات ماما امريكا التي لا يصدقها اي طفل في الكي جي . فعلى صعيد الصحافة كانت الحملة ممنهجة لوضع الامير الصغير في خانة الانتظار المذل لعطف امريكا عليه والتهميش المدبر والمخطط له لوضعه في خانة الاقصاء المتعمد لاجباره على التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني كأحد طرق زيادة الشعبية للرئيس العجوز في استدراج مملكة ال سعود للتخلي عن خجلها من اقامة علاقات طبيعية مع المغتصب الصهيوني لارض فلسطين بحجة انها راعية المذهب السني وقائدة العالم الاسلامي وحارسة المقامات والاماكن الدينية لكل المسلمين, لذلك جاء اسقاط عمران خان الذي يرفض التطبيع والذي من الممكن ان يصدر نفسه كزعيم اسلامي للمسلمين واحلال عميل امريكي وتابع قوي للقيادة السعودية (شهباز شريف الذي عاش دهرا في حضن ال سعود ) لكي يضمن اجواء هادئة في باكستان المسلمة الذي كان يقلقها الرئيس السابق عمران خان والذي كان يرفض التطبيع مع العدو الصهيوني فتمت ازاحته وجميعنا رأينا الفيديو الحماسي لبايدن وهو يحتفل بسقوط عمران . يقول عمران خان :" في صفحته بتوتير @AmranKhaann١٢:٤٦ م • ٢٦ مايو ٢٠٢٢•
:" تحاربني أمريكا وادواتها لأني كنت ضد غزو العراق , لأني كنت ضد غزو أفغانستان. لأني أرفض احتلال فلسطين ومنح القدس للصهاينة، لأني لا يمكن أن أكون ذيلاً أو عبداً لهم".

وفي سياق متصل تمت مغازلة الزعيم العصملي ارودوغان واستقباله في السعودية للقيام بفريضة العمرة في رمضان مع توقيع اتفاقيات بالملايين لمشاريع مشتركه في بلاده لضمان اخفات الصوت الاسلامي القادم من تركيا واخراج المعارضين من ارضها لكي لا يسمع لهم صوت معارض للتطبيع القادم كل هذه التمهيدات بانتظار قدوم بايدن واعلانه التطبيع وموافقته العلنية على تولي الامير الصغير للعرش بموافقة ماما امريكا .
وهكذا تم الجام تركيا وباكستان كدول اسلامية لتحييدها واخفات صوت معارضيها عن التطبيع القادم الذي يجهزه بايدن في زيارته القادمة للسعودية بعد سنة ونيف من التهميش المتعمد لدورها والاقصاء باميرها الحالم بالعرش لاجباره على التطبيع بحجة وجود مشاكل مع الصهاينة التي لها حدود مع السعودية والتي لن تحل إلآ بالتطبيع معها وضمان امنها وسلامها و سعادتها في احضان ال سعود الذين لم يرموا رصاصة في حياتهم باتجاهها .
وقد جاء تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي يكشف: حكومة بينيت اشترطت إعلان السعودية عن تطبيع العلاقات معها، مقابل سماحها للسيسي بإتمام صفقة التنازل عن تيران وصنافير.
وقد ذكر موقع AXIOS الأمريكي: أن "مستشار الأمن القومي الإسرائيلي Eyal Hulata سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات بشأن خطوات التطبيع المحتملة مع #السعودية، وزيارة بايدن المقبلة . وقد ذكر نفس الموقع عن وصول بريت ماكجورك وآموس هولشتاين إلى السعودية في زيارة غير معلنة، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين السعوديين حول زيادة إنتاج النفط، وإجراء محادثات حول توسط واشنطن بين السعودية وإسرائيل ومصر بشأن جزر تيران وصنافير".وقد ذكر نفس الموقع السابق موقع AXIOS الأمريكي:
خلال المفاوضات بين السعودية وإسرائيل حول جزر تيران وصنافير، فإن تل ابيب طالبت الرياض باتخاذ خطوات إضافية منها؛
- السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق بحرية أكبر في الأجواء السعودية.
- السماح برحلات مباشرة من إسرائيل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
في حين ذكرت صحيفة Haaretz الإسرائيلية:
"أمريكا تتوسط في صفقة بين القاهرة والرياض بشأن جزيرتي تيران وصنافير، وذلك سيعتبر الخطوة الأكبر حتى الآن نحو التطبيع الإسرائيلي السعودي".
اما مؤسسة Samawal الإسرائيلية التي تنسق عمليات التطبيع فقد كتبت :"السعودية هي الشريك غير الرسمي والحتمي في اتفاقيات إبراهيم، ولن يكون الدافع وراء إضفاء الطابع الرسمي على التطبيع هو المخاوف الأمنية من إيران، ولكن النفوذ الاقتصادي لنيوم، الذي يتطلب سيطرة السعودية على مضيق تيران".

#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات