فيلم ( larry crowne والباشا تلميذ و الثلاث خطواات

هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 03:55
المحور: الادب والفن
    

فيلم ( larry crowne والباشا تلميذ و الثلاث خطواات
الخطوة الأولى: من يتحكم بالإقتصاد يتحكم في العالم
لم يكن دكتور الإقتصاد الصيني في فيلم ( larry crowne ),الفيلم الذي يعيدك لمقاعد الجامعة بنكهة مختلفة مخادعا كالصينيين الذين قد يغشونك في البضاعة.
لقد كان بالفعل مدرسا حكيما وهو يدرس علم الاقتصاد الذي هو بمثابة الماتور الذي يحرك عجلة الحياة , فمن يتحكم بالإقتصاد يتحكم بالعالم لذلك عندما قال كاتب امريكي ان العالم اصبح يهوديا لم يكن كاذبا, فاليهود يتحكمون بثلثي اقتصاد العالم
وبدراسة الاقتصاد ستجد أن المسالة لا تتعلق بالتوفير وزيادة رأس المال بل ستحيلك لخداع البنوك ومماطلاتهم الدؤوبة بابتزازك كعميل لا يفهم بأبسط قواعد الاقتصاد والذي اظهر لنا فيه البطل" لاري كراون "كيف تخلى عن بيته للبنك راضيا على أن يبقيه لنفسه ويتحمل تكاليف اضافية تضخ حتما لحساب البنك أو بما يسمى بالإغلاق الاستراتيجي والذي وصفه توم هانكس بأنه اجراء قاسي ولكنه عادل .بل واكمل صديقه معنى الاقتصاد - بائع الانتيكا قائلا :"ان امرأة وابنتها تطالعان بضاعتي هذا يعني مال سيدخل في جيبي ".
باختصار الاقتصاد هو كيف تجعل المال يتسرب من جيوب الآخرين ليصبح في جيبك".
الحقيقة الأخرى أن الفيلم هو قصة رومانسية سهلة للغاية , قد تكون جميلة ولكن بمستويات , ولكن هناك اشياء في الفيلم ربما اكثر جمالا من وقوع الدكتورة ذات الابتسامة الساحرة ( جوليا روبرتس) التي تبدو كزوجة غير محبوبة لزوجها ولكنها تصادف الباشا تلميذ" لاري كراون" اثناء انضمامه لاحد صفوفها الدراسية عن " فن التحدث "
فان كنت لا تجيد فن الإنصات فأنت حقا لن تجيد فن التحدث ".هذه هي الخطوة الثانية في الفيلم .
فبعد أن انصت وتعلم و تحدث وابهرهم عن تجربته العميقة بزيارة العالم لخمس مرات اثناء عمله كطباخ في البحرية . وخاصة ان لتوم هانكس ولع في افلام البحرية وخاصة في فيلمه الأخير** الذي غابت فيه الاحداث والشغف لصالح الفقاقيع المدوية والنيران المشتعلة ولكنه في هذا الفيلم" لاري كراونه" كان هادئا متأملا بل ومتفاجئا من ترتيبات الحياة الخاسرة .فقصص الحب تتطلب اناسا هادئين وصامتين وبسطاء, ولا يملكون عيونا واسعة تحملق بل قلوب صغيرة منمقة تدق وتدق بدون أن يصدر عنها صوت .
الفيلم يجري مسحا لوظائف ستفقدها حتى لو كنت بائعا في متاجر التجزئة ,فعليك أن تأخذ دروسا في الجامعة لكي تصبح مؤهلا للترقي والبقاء في عملك .
ولكن قيمة الفيلم ليس بالعودة التعلم و للدراسة بل و تتجاوز خسارة الموظف لعمله بسبب عدم تحصيله الجامعي ,بل ان قيمة الفيلم تأتي في اشياء قد تعتقد أنها متعبة ولكن يتضح ان سعادتك تكمن فيها ولن يشعر بذلك إلا من عاد للدراسة بعد أن تقدم بالعمر ليجد أن خبرة السنين لم تذهب هباء منثورا وان كل لحظة في الحياة هي لحظة خالدة ويجب احترامها وخاصة شعورك أن الزمن عاد للوراء طوعا وكرها وحبا واصرارا ومثابرة ,و اريد أن اعترف ان لاري كراونه هو من جعلني اعود للدراسة وادفع ما قيمته عشرة الاف دولار ثمنا لورقة لن استخدمها في التوظيف وانا بعمر 45 سنة ,صحيح أن "لاري كراونه "حصل على دكتورة جميلة ذات ابتسامة ساحرة وانا حصلت على علامة كانت تقترب من الامتياز لولا وجود دكاترة حجريين لا يعرفون قيمة الجمال والأرواح الهائمة ولا معنى الخبرة ولا التجارب في السفر , فوضعوا لي تقديرا يقل عما املكه لأني لا املك تزلفا ولا نفاقا ولا رياء .
لاري كورونا ربح الحب وانا لدي ورقة لا اعرف مكانها لأن ترتيبات الحياة متأخرة ولا يمكن القبض على اي فرص مواتيه لابهار انفسنا بوجود شيء خيالي محسوم ولكن انا ايضا ربحت ذلك الشعور المنمق بأني تلميذة نجيبة بعد ان كنت اهدر وقتي وانا صغيرة على الرياضة وقراءة الروايات الفنتازية وخدش اوراق الذكريات باشياء لا اجدها مترابطة.
تلك الفوضى ذهبت عند التحاقي بالجامعة وبقي لي زهوي الخاص وايماني اني استحق ان احصل على اعلى الدرجات الاكاديمية رغم عمري الذي لا يتوقف عن طي صفحاته اولا بأول.
ارد أن اتكلم عن فيلم جعلني اخطو على ارض القمر ,لم تكن "خطوة قصيرة بل هي قفزة عملاقة "مع اعتذاري لاقدام نيل أرمسترونغ التي غاصت بـأتربة القمر الفضية.
فقد قفزت على السائد والمتعارف عليه ولقيت استهجانا ليس من طلاب بعمر ابناءي بل من دكاترة جامعيين كانوا لا يكفون عن سؤالي:" لماذا عدت للتعليم في هذه السن المتقدمة !
و أجدني حائرة فعليا في الرد المناسب ,فاهدار اعمارنا ليس بالشيء العظيم الذي تخسره فسواء بقيت في المنزل اكتب روايات لن تنشر واطبخ بيتزا سيئة أو التحق بالجامعة واخذ دروسا ودرجة علمية لن اتوظف بها
ألا يكفي متعة الشعور اني استرجعت عمري الماضي الذي اهدرته !
فما الضرر ومن المتضرر !! فثمة فرصة في الحياة قد تكون اقصر من تثاءب وأطول من تنهيدة تنتظرك على قارعة ضربة نرد عشوائية .
الخطوة الثالثة:" ان التعلم والمثابرة , قفزة عملاقة من اجلك وليست مجرد خطوة صغيرة في الحياة .
فمادامت السنوات والاعمار هي مجرد وقت ينزف وهدير الزمن يطبع تجاعيده على جبين الحياة والفرصة القادمة هي انعكاس لمرآة مراوغة , قد لا تبدو الاحجام بحقيقتها الفعلية في الحياة ,وهذا يفسر عبارة " لماذا تكتب شركات صناعة السيارات على المرآة الجانبية للسيارة عبارة: “الكائنات الموجودة في المرآة أقرب مما تظهر عليه” لان رؤية المنطقة العمياء تلك المنطقة المراوغة قد تجعلك تنجو من حادث الجنون الذي يتربص بك في زاوية الطريق الدائري في
Lebanon Square
لكي لا تجعلهم يأخذونك حيث يريدون,
من هم !
لا اعرف
لكي تكون أنت كما تود أن تكون .
ماذا تريد ان تكون
اريد ان اكون سلطعون بحر. هل يعجبك ذلك فهو يعجبني
ولكي تنجو ايضا من الإكتئاب الذي يتربص بنا .
اتعلم وأقرأ الروايات واشاهد الأفلام واستمع للموسيقى وامارس رياضتي كفتاة هايك تجوب الطرقات والاعشاب الندية واصلي, كل ذلك من اجل السلامة الشخصية والنفسية وركوب موجة الروح المتقدة التي ترفض الموت البطىء الرتيب يفقدان الشغف, ومن اجل أن تنمو الزهور اليانعة من جديد وتورق في رأسي ليلك و ياسمين وحبق وذكريات .
أما الآخرين كما قال سارتر, فأمرهم بسيط وهو التجاهل لأن الآخرون هم الجحيم الذي لا أراه !
وبرواية اخرى , قد أكون أنا الجحيم للآخرين - المتطفلين الطارئين اصحاب الياقات المنشاة عاملين المصارف وسائقي التكاسي وبائعي الطرقات ومتسكعي الحارات ومضيفي الطائرات ورؤساء الدول الديكتاتورية وبعض المراهقات البدينات و هواة جمع الطوابع والتطبيع .
الآخرون هم الآخرون
OBJECTS IN MIRROR ARE CLOSER THAN THEY APPEAR" "

ــــــــــــــــالهوامشـــــــــــــــــــــــ
*فيلم" larry-crowne " قصة الفيلم
بعد فقدانه وظيفته ، يعيد رجل في منتصف العمر من جديد العودة إلى الكلية. https://mycima.run:2096/watch/مشاهدة-فيلم-larry-crowne-2011-مترجم/


** فيلم" Greyhound" قصة الفيلم
استنادًا إلى رواية "الراعي الصالح" التي كتبها سي إس فورستر ، هذه هي القصة المثيرة لقائد قافلة من الحلفاء يعبر شمال الأطلنطي في عام 1942 حيث يواجه هجومًا لا هوادة فيه بواسطة غواصة نازية. https://mycima.run:2096/watch/مشاهدة-فيلم-greyhound-2020-مترجم/

#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل