رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-

راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:16
المحور: حقوق الانسان
    

الرئيس القائد الأممي " هوغو تشافيز "، كنت قد نشرت مقالة سابقة لي في جريدة القدس، يتلخص مضمونها بالإشادة بدوركم ونضالاتكم ووقوفكم الحازم بوجه قوى الظلم والطغيان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حملت عنوان" المجد لهوغو تشافيز والخزي والعار لكل القادة والزعماء العرب "، كيف لا؟ سيادة الرئيس وأنت الوحيد الذي تجرأت على خرق الحظر الجوي الذي فرضته أمريكيا والغرب، على العراق إبان عهد الرئيس العراقي السابق المسجون صدام حسين وقبل أن يحتل العراق ويدمر، في وقت لم يجرؤ على القيام بهذه الخطوة أي زعيم من زعماء النظام الرسمي العربي المنهار، بما فيهم أمين عام الجامعة العربية أنذاك عصمت عبد المجيد، واليوم عندما وقف النظام الرسمي العربي المنهار داعماً وموفراً غطاءاً سياسياً للعدوان الإسرائيلي على لبنان، كنت أنت العربي الأصيل الذي يعبر عن نبض الشارع العربي، قمت بسحب سفير بلادك من إسرائيل، وأعلنت عن قطع العلاقات الدبلوماسية معها، إحتجاجاً وإستنكاراً على جرائمها ومجازرها في لبنان وفلسطين، بينما سفرائها يسرحون ويمرحون في عواصم النظام العربي الرسمي المنهار، وزعمائها كانوا يأملون أن تستعجل إسرائيل الإجهاز على حزب الله، لأنهم يدركون أن صموده وإنتصاره، سيكون له تأثيرات ومفاعيل جماهيرية خطيرة على عروشهم ومصالحهم، كما أنك أنت أصبحت مثل القائد الأممي كاسترو حاضناً وملهماً للكثير من دول أمريكيا اللاتينية من أجل التحرر من طغمها وأنظمتها الديكتاتورية والإستبدادية، حيث تحققت العديد من الانتصارات البرلمانية والرئاسية في العديد منها، وهذا مؤشر على انحسار التأثير والدور الأمريكي في تلك القارة، حيث تمنى بالهزيمة تلو الأخرى فيما يسمى بالحديقة الخلفية لها، الأمر الذي دفع إدارة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، لحياكة ونسج المؤامرات من أجل إسقاط حكمكم والحد من تأثيركم عبر قوى محلية مأجورة ووكالة المخابرات الأمريكية، وتصنيفكم ضمن دول ما يسمى بمحور الشر، المعادية لأهداف ومصالح أمريكيا، كوريا الشمالية، إيران، سوريا، والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
الرئيس والمناضل الأممي: أنا أبعث هذه الرسالة بداية إعتزازاً بدوركم وإفتخاراً بنضالاتكم ومواقفكم المبدأية والثورية، وأيضاً إسداءاً لمعروف لي، ولكثير من الأسرى المقدسيين، فنحن سيادة الرئيس، عندما وقعت القيادة الرسمية الفلسطينية على إتفاقيات أوسلو، وما تضمنته من إنقاص وإجحاف كبير لحقوق شعبنا الفلسطيني، حيث تجلى ذلك بشكل واضح علينا نحن الفلسطينيون سكان القدس الشرقية، حيث أجلت تلك الإتفاقيات مصيرها إلى مرحلة نهائية لن تأتي، بالإضافة لذلك، فإن تلك الإتفاقيات إشتملت على عدم السماح لنا، نحن الفلسطينيون، سكان القدس الشرقية، بالحصول على وثيقة سفر فلسطينية، وفرض علينا قسراً الحصول على وثيقة سفر لدولة عربية مجاورة، الحصول عليها بالنسبة لنا نحن الأسرى المقدسيين، أسهل على أن نحصل على وثيقة القبر منها، فعندما تتقدم للحصول عليها، فإنك تشعر بالذل والمهانة وإمتهان الكرامة، حيث جلسات التحقيق تمدد أيام وشهور، لماذا كنت في إسرائيل، ومن أعتقل معك، وما هي التهم المنسوبة لك، ولماذا تناضل ضد الاحتلال؟...وغيرها الكثير الكثير من الأسئلة والاستفسارات المتطابقة مع أسئلة المخابرات الإسرائيلية، وفي النهاية لا تحصل على وثيقة السفر القسرية، أنت وأفراد عائلتك، وبما أن هذه الوثيقة القسرية نافذتك على العالم، أنت والعائلة، فهذا يعني تعطيل لكثير من الشؤون الحياتية والإجتماعية والمعيشية والاقتصادية...الخ، لك ولأبناء عائلتك، وهذا الحال، هو الذي دفعني لمخاطبتك أيها القائد الأممي من معتقلي ( سجن عسقلان الإسرائيلي).
حيث ضاقت بنا نحن المناضلون الفلسطينيون في هذا الزمن العربي الرديء والسافل على حدود الوطن العربي، بما فيها جامعته العربية، حيث كنت قد كتبت مقالة سابقة في جريدة القدس، موجهه لامين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة والتغلب عليها، ولكنك تعرف أن حال الجامعة العربية وأمينها العام، كحال الدولة العثمانية في آخر أيامها لا حول لها ولا قوة، فحتى هذا الطلب البسيط لم ترد عليه ولم تستطع حله، وباختصار فاقد الشيء لا تعطيه.
ومن هذا المنطق، سيادة الرئيس العظيم، فأنني أتأمل منك ومن الحكومة الفنزويلية أن توعزوا إلى ممثليتكم لدى السلطة الفلسطينية في رام الله، أن تسهل حصولنا على وثيقة سفر فنزويلية، نحن الأسرى الفلسطينيون من القدس، كنوع من الدعم والإسناد الأممي، حيث كما قلت سابقاً ضاقت بنا كل عواصم النظام الرسمي العربي المنهار.

#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل