أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟














المزيد.....

هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1660 - 2006 / 9 / 1 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الفيلسوف والمفكر غرامشي" يدخل المجتمع في أزمة عضوية حين يلف العجز السلطة والمعارضة معاً"، وفي نفس السياق يقول لينين" يدخل المجتمع في سيرورة من التفكك والإستنقاع حين يساوي العجز بين السلطة والمعارضة"، ومن هنا وعلى ضوء العدوان الإسرائيلي على لبنان، فإن الحرب قد كشفت حال الواقع العربي سلطة ومعارضة بشكل سافر وواضح، هذا الواقع قد تجاوز ما قاله غرامشي ولينين، حيث أن ما يوحد السلطة والمعارضة ليس العجز وحده، بل تقاسمهما لتصورات وممارسات متشابهة كما لو كانوا وجهين لعملة واحدة، ولكن بعد العدوان على لينان لم يعد من الصحيح توصيف النظام الرسمي العربي على أنه نظام عاجز ومنهار، بل أن هذا النظام قد خطى خطوات حثيثة نحو التحالف مع القوى المعادية، وأصبح يقوم بدور العراب المترجم للقرارات والأفكار الأمريكية والإسرائيلية وتسويقها عربياً تحت يافطة الواقعية والعقلانية لتبرير عجزها وانهيارها بل تخاذلها وتآمرها،وهذا ما ظهر بشكل جلي وواضح في أكثر من قضية عربية وتحديداً( قضايا العراق، فلسطين ولبنان) ففي الحلقة الفلسطينية وتحديداً بعد وصول حركة حماس للسلطة ديمقراطياً، تبنى النظام الرسمي العربي المنهار وجهة النظر الإسرائيلية_الأمريكية في توصيفه للمقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب، وإن لم يكن ذلك بشكل فاضح، ولكن بالممارسة العملية إتفاق مع هذا المفهوم حيث رفضت دول النظام الرسمي وبالتحديد( مصر، الأردن، السعودية) استقبال قادة حماس، وساهمت بشكل فعال في الحصار السياسي، الاقتصادي، المالي الذي فرضته إسرائيل وأمريكيا على الشعب الفلسطيني، بل ووفرت لإسرائيل غطاءاً سياسياً في ممارساتها القمعية والإذلالية بحق الشعب الفلسطيني من خلال فتح عواصمها لقادة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما بات واضحاً من خلال استقبال الأردن لأولمرت في الوقت الذي لم تجف دماء شعبنا وأطفاله وتحديداً مجزرة الشاطئ غزة، وكذلك فعلت العاصمة المصرية، وطبعاً كل ذلك يندرج في إطار_أولاً_ دفع الشعب الفلسطيني وقياداته للاستجابة للإملاءات والاشتراطات الإسرائيلية فيما يسمى بالعملية السلمية، ناهيك عن تخوفها من أن تنامي خيار المقاومة من شأنه أن يشكل تهديداً وخطراً على مصالحها ومراكزها وعروشها، وفي نفس السياق رأينا كيف تصرف النظام المصري عقب أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي" جلعاد شليدت"، حيث بادرت أجهزته الأمنية وقيادته السياسية بالطلب والضغط على الحكومة الفلسطينية لإطلاق سراحه دون آية شروط ، وكلك فعلت الحكومة الأردنية، وفي الوقت الذي رفضت فيه الحكومة الفلسطينية وأهالي الأسرى الفلسطينين هذا المنطق، نشطت الدبلوماسيات العربية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مقابل وعود إسرائيلية بإطلاق سراح أسرى فلسطينين لاحقاً، وفق منطقها ورؤيتها، في الوقت الذي كان مفروضاً بهذه الأنظمة أن تدعو إلى إجراء عملية تبادل للأسرى وليس تبني وجهة النظر الإسرائيلية، وأوغل النظام الرسمي العربي المنهار في اصطفافه مع القوى المعادية وبشكل خاص مثلته الرئيسي( مصر، السعودية، الإردن).
عقب أسر حزب الله للجنديين الإسرائيليين، وما أعقبه من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان، حيث وفرت غطاءاً سياسياً لهذا العدوان، بالقول إن ما قام به حزب الله مغامرة غير محسوبة، وخدمة لأجندات غير لبنانية، حتى أن وزراء خارجيتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأول وصفوا دعوة وزير الخارجية السوري للتصدي للعدوان الإسرائيلي بالأحلام الوردية والشيطانية، ومع بداية العدوان، وفي مقابلة خاصة بالجزيرة لعراب النظام الرسمي العربي وزير خارجية قطر محمد بن جاسم، قال بأن بعض الدول العربية أعطت مهلة أسبوعين للإجهاز على المقاومة، وهذا يكشف حالة الإستنقاع التي وصل إليها النظام الرسمي العربي المنهار، وبالمقابل كشف هذا العدوان الطاقة النضالية العالية التي تختزنها الجماهير الشعبية العربية، هذا الطاقة التي كانت تفتقر إلى قيادة تؤطرها وتنظمها وتقودها، وبما يشير إلى عمق الأزمة التي تعيشها قوى المعارضة العربية بمختلف ألوان طيفها السياسي دينية، ديمقراطية، قومية ثورية وماركسية، فأزماتها ليست قيادية وبنيوية فقط، بل أزمات تطاول وجودها ومفاهيمها ومدى جديتها وصلابتها، وهي لا تريد أن تدفع ثمن معارضتها دم وسجون، وهذا واضح من كل التحركات الشعبية التي حصلت في مختلف العواصم العربية، والتي لم تخرج عن إطار بيانات الإدانة والاستنكار، وحملات الإغاثة، والمشاركة في التحركات الجماهيرية داخل أسوار الساحات المغلقة، جامعات، مساجد، قاعات اجتماعات....الخ، ولو كانت جدية في إنتمائها، ومعارضتها وثوريتها، لكانت على مستوى الحدث والمعركة، ولقادت معارك جماهيرية حقيقية ضد الأنظمة، فهذه الأنظمة لا تشعر بتهديد جدي لعروشها ومراكزها إلا من خلال فعل جماهيري يخوض اشتباكات ومعارك جماهيرية ضد النظام وأجهزته، معارك تحسم الصراع مع هذه الأنظمة، وتدك عروشها، لا مغازلتها وتقاسم الدور والممارسة معها، مما يبهت من دورها وفعلها وجديتها وصدقيتها.

بقلم الأسير : راسم عبيدات
سجن عسقلان_المركزي



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقات السلاح المشبوه
- الشيخ حسن نصر الله، عنوان مرحلة جديدة
- شيء ما في الحرب الأهلية
- الحجاب
- رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير ...
- هل حقاً لا يعرف الأمريكان لماذا يكرههم الفلسطينيون والعرب؟
- مفارقات العرب والجامعة العربية
- المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي ال ...
- مفارقات أقوال وتعليقات
- مفارقات المعايير المزدوجة
- المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
- لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً ...
- القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
- عفواً مات العرب !
- هذا الزمن العربي مجيد وسافل
- مفارقات
- ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
- إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة ...
- هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
- إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟