أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - تفاحة الإرادة














المزيد.....

تفاحة الإرادة


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 22:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تفاحة الإرادة كما يسميها البعض ليست إلا ثمرة محرمة طالتها الأيادي من الشجرة الملعونة ! لا أخفيكم علما أننا نعيش في الجنة و كل الملذات و الطيبات بين أيدينا و لن تحرم علينا إلا إذا أكلنا من هذه الشجرة. "شجرة الأنبياء هي شجرة الزهد و الكبت لنتبرز بعدها الفلت" حينها سنبحث عن ما يغطي سوئاتنا، بها ندوس على نعمتنا و يملئنا العار و الخجل و البؤس وهنا تكمن الخديعة ومسرحية الإله بتلاشي الروح. هنالك من لم يأكل منها ولم يغطي سوئه لأنه نقي الروح مطمئنا في نعيمه ومن أكل منها سيموت خائفا رغم و جحيمه و إيمانه، السوئة ليست سوئة الجسد بل سوئة الروح إلا ماخلقنا عرايا ولا كانت الطبيعة عارية.
أجلس هنا، وتجلس الحياة على كتفيّ، أجالس الفراغ و الإنطفاء، يمتصني الظلام لأعماقه، كل شيءٍ يطفوا كالضبابِ حولي، قلبي يجهش بالبكاء، و دموع عيناي تأبى التواضع لست أدري ما أبكي لأجله، ربما هذه الوحدة، هذا الصمت، هذه البلادة، هذا الإتكال، و هذه الفوضى التي تُحيط بي و تهدم كل ما بنيته لدهر، ربما أبكي تراجع ذاكرتي للوراء، و إرتدائها معطف الزهايمر، و إصطحابها لي إلى الزمان الذي كنت فيه سيّد نفسي، و كانت القوة متآصلة بي، متشبثً بفروعي الصلبة، ماعدت هكذا، ما عاد الزمان زماني، ولا الطرقات طرقاتي، لا مجالس تحتفي بي، ولا أصدقاء يتصلن بي يوميا، ولا زوجة، ولا أطفال ينتظرون عودتي للمنزل، و أقول كبر الأطفال، ماعادوا بحاجتي، بل بت أنا بحاجتهم! إنه يصعب عليّ! يصعب عليّ الإعتراف بذلك! الإعتراف بحاجتي إلى الآخرين! كيف يمزقني هذا الإحتياج! و يجعل قلبي كالفتات المتناثر، لكن لا مكان للكبرياء الآن، فأنا أضعف من ذلك، فلست سوى شبح ترتجف كل عظمةٍ فيه، روح معذبة كأنما تحاول الهرب من جسدها الهَرِم ! في تجاعيد و عبوس وجهي ألف حكايةٍ وحكاية, لكن لا تُسعفني المصطلحات, ولا تُعينني ذاكرتي, و ليس هناك من يستمع، يتصلون بي بضعة أصدقا، يتساءلون ما إن كنت أذكرهم! أو لم لا ارد على مكالماتهم كأنما يغرزون رؤوس أصابعهم وسط دماغي بتساؤلاتهم تلك! كأنما يدفعون بي نحو هاوية الحقيقة!
نحو الواقع الذي أمضي نصف يومي أتأمله و يتأملني وكِلانا لا نعرف بعضًا أبدا! أتحسس ملامحهم، أحاول حفظها، و ما إن يثبت شيءٌ منها في ذاكرتي الخَربة، حتى يتهاوى مني كل ما حفظته، لأستيقظ من جديد في مواجهةٍ مع حياتي، إنني أخوض معها حربًا خاسرة، و ما الذي أحارب من أجله؟! فما يؤذيني هي هذه الهشاشة! هشاشة الروحِ لا الجسد، و أتمنى منكم أن لا تأكلو من هذه الشجرة الملعونة فهي سبب البلاء و الإنحراف فلا توجد عفة أكثر من عفة الطفولة ولا يوجد ملوث لها أكثر من ما لوثه زهد هذه التعاليم.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاك ميتاترون الآخذ بناصية جميع الأرواح الروحانية
- مكعب الموت
- مواعظ الحكمة من أقوال أبا مرة
- المرصد المغربي لحقوق الإنسان بيان بمناسبة اليوم العالمي لحما ...
- بيان المرصد المغربي لحقوق الانسان الذكرى 38 لاستشادهما يوم 2 ...
- بيان المرصد المغربي لحقوق الإنسان تيجيت: السياسات المخزنية ا ...
- الصلعومي لا يعرف الديمقراطية
- الرسالة الخالدة كانت قطع الرؤوس وسبي النساء
- هل هناك فحشاء ومنكر أكثر من إستعباد البشر
- ربكم مات مسموما
- أكره الناس هو من يؤمن بخرافات الصحراء
- العلم هو الإله الوحيد الصادق
- لا ذنب للدجالين إذا كان المجتمع أحمق
- أحقر الناس من يفرض رأيه ودينه على الناس بالقوة
- هو الدين الوحيد الذي يرشي معتنقيه
- شيطان مسالم خير من نبي قاتل وإله شرير
- لا يشرفني صداقة الصلاعمة
- عشرون نوعا من الزواج تسهيلا للدعارة
- تعرف على مفاتيح قدراتك و فعلها
- ليس هناك ماهو أقدس من وجودنا


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - تفاحة الإرادة