أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح بشير - رأي الكاتب














المزيد.....

رأي الكاتب


صباح بشير
كاتبة

(Sabah Basheer)


الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


صباح بشير:

هناك العديد من القضايا التي تستحق الاهتمام بها والكتابة عنها، وأقصّد تلك القضايا التي تثير علامات الاستفهام. ولكن، كثيرا ما يجرجر المثقف العربي إلى مساحات ونقاشات غير مجديّة ليست من مهامه، فَيُنهَك في مسائل ليست ذات علاقة مباشرة به، ولأنّ واقعنا يزدّحم بالتوتر والقلق، فالمثقف العربي لا يَكفّ عن البحثِ في خلل ظروفه وتَحليلها، فهو ابن مجتمعه، يتأثر به وتجلده سياط الصّعوباتِ والضّغوطات، فيلجأُ إلى طرق عدّة للتّفريغ عمّا يعتريه من استياء وألم، وبشعوره العميق بالانتماء، تعكس كتاباته واقعه، وبسبب المحن وتراكمها، يبتكر لنفسه عالما آخر مختلفا عن ذلك الواقع المأزوم الذي يعيشه، ويظلّ المبدع يفتش عن نافذة، يعبّر من خلالها عن ظروفه بشتّى الطُّرق، فتتأجج في أعماقه المشاعر وتتدفق العواطف، حينها لا بدّ من الكتابة، تلك التي يمارسها للخلاص من الشّحنات السّلبيّة بكل السّبل الخلّاقة، محاولا إيجاد نفسه في هذا الكون وتحقّيق ما يصبو إليه.
من هنا نجد أن الكاتب مستمر في التنقيب عن إيجابيات مجتمعه مباهيا بها، مبرزا السلبيات لانتقادها والبحث عن حلول لها، فالكاتب هو المتقصّي الأول في مراقبة سير الحياة وشؤونها، لكنه لا يحمل أيّ نفوذ للحسم في أي قضيّة، فهو يعيش في عزلة، تلك التي لم يسعَ إليها يوما، لكنّها سعت إليه فقصدته واختارته.
يشاهد نشرات الأخبار، فيتأثر كغيره من البشر بالموت والدمار والحروب، الفيضانات والحرائق والزلازل، يراقب الأحداث تمضي وتتعثر، يحاول التواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكتب التعليقات والآراء حول القضايا المطروحة، لكن.. هل يوقف أيّ رأي لأي كاتب مبدع - في أيّ بلد عربي- صاروخا يتجه إلى أيّ مكان مستهدف؟ هل يغير رأيه شيئا من الواقع المرير الذي نعيشه؟ هل يخفّف من سقوط الضحايا في أيّ موقع قتاليّ؟ هل يوقف الزلازل والبراكين والحرائق؟ وهل ينهي الحروب والصراعات العسكرية ونقص الغذاء والمجاعات؟
نكتب ونكتب، محاولين مواساة تلك الأم التي فقدت أبناءها ظلما وغدرا، نتألم ونحزن لحالها وحال مجتمعاتنا، لكن.. هل يعيد ما نكتبه أي شهيد إلى دياره وحضن أمّه؟ هل يحرر أيّ أسير من غياهب السجون، ظلمتها وقهرها؟
أقصى ما يمكن للكاتب فعله هو توثيق الأحداث التي يمرّ بها مجتمعه، مع إضافة رأيه ورؤيته الخاصة بين سطوره، لينقلها للأجيال اللاحقة.
هذه ليست دعوة للصمت وتجاهل الأحداث والقضايا الجوهرية، لكن لا سلطة لكاتب ولا طاقة له على تغيير الواقع مهما تحدّث وكتب، من هنا فالتّطرق لأيّ حدث يكون موجودا في نصوص الكاتب وبين سطوره، تلك التي نقرأها بشغف، فنجد فيها مواقفه وأفكاره ورؤيته.
وعنّ نفسي أحاول المساهمة بشكل شخصيّ في كلّ القضايا الهامّة، ولكن على طريقتي الخاصة، وذلك بكتابة مقال أو نصّ إبداعي، محاولةً إعادة تشكيل الواقعِ المرير وتصويره بأبهى صورة، لأتسامى على القُبح من حولي بتصوير الجمال والبهاء.
إنّ قيمة الكاتب بقيمة ما يخطّه ويُقدّمه للقارئ، وبقدر ما ينشر من المحبّة والخير والسّلام. وبصدق كلماته، تلك النّابعة من ذّاته النقيّة الإنسانيّة، يغوص عميقا لاستخراج ما في دواخله وإلباسه حلّة جديدة، تشدّ المتلقّي وتثير في نفسه الدّهشة والإحساس بالجمال والبهجة.



#صباح_بشير (هاشتاغ)       Sabah_Basheer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية بين الفرص والتقاليد
- وطن على شراع الذاكرة
- اللعب على أوتار القيم!
- -مايا- رواية تحاكي عقول اليافعين
- قراءة في كتاب المتخيّل السرديّ الحديث، للدكتور رياض كامل.
- قراءَة في المجموعة القصصية -جدتي تفقد الحلم-
- التنوير الثقافي في -أقمار خضراء-
- عن رواية -عزف هادئ على أوتار الحبّ-
- قراءة في رواية تائه بين الفواصل
- قراءة في رواية -جسر عبدون- للكاتب قاسم توفيق
- يدا بيد نحو مجتمع أفضل
- أبي حبيبي
- ما بين الكاتب والناقد والنص.
- همسات وتغاريد والحسّ الإنساني
- عن رواية “الجرجماني” للأديب حسن حميد
- عن قصة الأطفال “ثابت والريح العاتية”
- -بين مدينتين- سيرة ذاتية مُبهرة للأديب فتحي فوراني/ صباح بشي ...
- من الرمال الساكنة إلى الرسم والإبداع
- صباح بشير: “نور العين” قصة إنسانية ملهمة
- لاجئة في وطن الحداد.. سيرة شعرية في أربعة فصول


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح بشير - رأي الكاتب