أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المفهوم السياسي والدلالة العلمية














المزيد.....

المفهوم السياسي والدلالة العلمية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


======================
يرتبطُ عمل السياسي بما عنده من فكر عن السياسة والتي تعني ويمكن تعريفها "بأنها الإجراءات والطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات والمجتمعات البشرية، وكلمة (سياسة) كغيرها من الكلمات ذات الدلالة العلمية والفنية المستعملة عند العلماء والكتاب والمفكرين وغيرهم، فهي تحمل معنيين " لغويا ً" من ساس يسوس بمعنى قاد رأس، والسياسة لغويا الترويض والتدريب على وضع معين، والتربية والتوجيه، صدر الأمر والعناية والرعاية، والإشراف على شيء، والاهتمام به والقيام عليه". العراق أصبح ليس بعيداً عن وصفه بساحة صراعات دولية وإقليمية لدى الجميع و هشاشة المشهد السياسي وإنعكاسه على أداء المؤسسات الأمنية الرسمية لتزداد خطورة التذمر الشعبي وفقدان الشعور بالأمن الضروري وميدان تنافس على المصالح بين القوى المؤثرة في الدولة بسبب جهل السياسيين وفقرهم العلمي او لا اقل الناقص عندهم مما زاد من الممارسات المخطوءة او الغير المدروسة و الخلافات والازمات والتوترات بين اطراف العملية السياسية ، العراق اليوم يحتاج الى الخطاب العقلاني الذي يدعو للحفاظ على الدولة وتدعيم مؤسساتها الدستورية وعبور الطائفية، وإرساء المصالحة والوئام المجتمعي، والتذكير بمجد العراق وبعض ما تحقق من نجاحات، ويقوم هذا الخطاب على دقة اختيار المفردات والتوازن بين المذاهب ومغازلة النخب وتعظيم دور القوات المسلحة الرسمية، مع تعزيز ثقة العراقيين بأنفسهم من خلال استذكار بعض الصور المشرقة للماضي.
وهذا البلد برغم إمكاناته وموارده الكبيرة التي لم تستفاد منها يعاني الأمرين من سوء الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ووصلت الأوضاع فيه إلى موضع لا يحسد عليه على جميع الاصعدة و لا شك فيه ان مراعاة التوازن الاقليمي والدولي واتخاذ الموقف الحيادي من الصراعات والابتعاد عن الاحلاف الغير مجدية، يجب أن تمثل أحد أهم أركان السياسية الخارجية للدولة في جميع المرحلة ، ومن المهم جداً ان لا تسلك العلاقات الخارجية اتجاه واحد، دون مراعاة الاتجاهات الاخرى ومصالحها ودورها المؤثر في اي مكان في العالم وان تؤسس لعلاقات متوازنة دولية تبقيهم على مسافة واحدة من جميع دول المنطقة، وبخاصة تلك التي يمكنها أن تؤدي دوراً إيجابياً في المسارات المستقبلية ، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، بحكم الوزن الإقليمي والدولي والإمكانات المتاحة فيه.
يعتبر علم السياسية كأحد الحلول البديلة لتقوية مؤسسات الدولة اذا ما كانت قد نضجت عند السياسيين العراقيين العملية السياسية والذين يفتقرون إلى ابسط مفاهيمه ، والاعتماد على أساليب وأنماط متطورة مختلفة تساهم في بناء اي مجتمع قائم على السلوك الحضاري، وتكوين نخبة سياسية علمية مثقفة لا تكتفي فقط الأطر المفاهيمية والنظرية فقط، بل تشارك في الحياة السياسية من خلال انخراطها في مجمل المؤسسات، سواء الرسمية أو غير الرسمية؛ مما يستدعى الاهتمام البالغ بهذا العلم، وفتح المجال أمام الباحثين والمتخصصين في صياغة خطط وبرامج تقدر على مواكبة الظواهر والحد منها.
الغرض من دراسة السياسة هو تعميق المعرفة والفهم لواحدة من أكثر المجالات تأثيراً على الناس والمجتمعات والشركات اليوم، وهي الحكومة التي تنتج من سياسات معيّنة في العالم، ثم بدرجة موازية لفهم التوجهات المستقبليّة للحكومات حول العالم. هذا العلم يضيف قيمة لجميع المواطنين، كما أنه ضروري في العديد من الوظائف اليوم، ويحتاج رجال الأعمال التنفيذيين إلى بعض الفهم للمسار المحتمل للسياسة من أجل اتخاذ قرارات استثمارية حكيمة . تأتي أهمية السياسة من كونها المؤثر بحياة الدول منذ نشأتها , و الإنسان منذ ولادته و حتى وفاته . فكل ما يتعلق بحياة الإنسان يسيس أو تشرف عليه السلطة السياسية . حتى غدت هذه الأخيرة تتدخل بجميع مفاصل الحياة البعيدة كل البعد عن السياسة و معتركاتها .
ويرتقي هذا العمل أو ينخفضُ بحسب رقي فكره الذي آمن به ويدفعه للنهوض بما يجب عمله في الاصلاح وصوابه ، أو ينخفض سلوكه بحسب انحطاط في الحياة والفكر فيما يجب عمله لأن الفكرَ هو الذي يوجدُ المفاهيمَ لديه، ويكيِّفُ سلوكَهُ في الحياة تجاه الأشياء بحسبه، فسلوكُه تجاه شيء فكَّرَ فيه وتكوَّنت مفاهيمه لديه و تجاه شيء يبغضه وعنده مفاهيم الحب او البغض ، في سلوكه تجاه شيء يرتبط بعمله بمفاهيمه عن الأشياء والحياة، وما عنده من فكر عنه ويرتبط به حتمياً.
والسياسي عندما يقال له سياسي يجب عليه ان يُحسِنُ الفكرة بالعلم فيما يجب للسياسة بالإعداد الموثوقة به والاستعدادِ المؤمن بما يجب للسير في مسالك الحياة؛ بالفكرة المستنيرة الصحيحة الصالحة للعقيدة الصحيحة و للمنهج والنظام المتكامل، وعليه أنْ يستحضرَ المفاهيم بذكاء متوقِّدٍ، ويستلهمَ الفكرة الجادة والخبرة؛ ليُعبِّرَ في سلوكه عن إرادة قيادة فكرية صالحة العقيدة والمعالجات الصحيحة المنهج في تنظيم حياة الناس من أمتهِ و في علاقاتهم الداخلية برعاية الدولة، لإقامة السلطة العادلة ، وترتيب نظام الامة في علاقاتهم الخارجية للدولة والعالم بما يرعى مصالح وطنه بين البلدان على أحسن وجهٍ.
السياسة فن يجب ان يمارسه السياسيون، بطريقة علمية، و الأصل فى السياسة هو ممارستها علمياً، في السياسي يأتى أولا ثم يأتي بعد ذلك دارسو السياسة وعلماؤها، ويرتكز دارس السياسة وعينيه على ممارسي السياسة فى الحكومة والبرلمان والانتخابات والمحليات والأحزاب والنقابات يلاحظهم بدقة، ويرصد ما يقولون ومتى يقولونه و يحاول فهم دوافعهم ومبررات قراراتهم. يبحث فى تصرفاتهم عن الأشياء التى تتكرر، فيحولها إلى استنتاجات وقوانين عامة تشرح وتفسر السلوك السياسي فى مجتمعه والمجتمعات الأخرى. وبعكس ذلك تنمو المشاعر السلبية تجاه السياسيين، الذين يراهم الناس بشكل متزايد فاسدين، زائدين على الحاجة، أنانيين، يسعون لمصالحهم الخاصة.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف النووي في الامتار الاخيرة للانفراج
- غزل المغانم السياسية في العراق
- العراق وتصاعد الفتن
- الوطن والوصولية
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع
- غاب جسده وبقى شعره يصدح
- الانسداد السياسي وتضوع المواطن
- قلوب لا تخفق للوطن
- نزيف الدم وجرح الوطن


المزيد.....




- انقضت عليه وعضت جذعه وذراعه.. رجل ينجو من هجوم سمكة قرش وسط ...
- الرئاسة الفلسطينية ترد على تصريحات مرشد إيران: شعبنا ليس بحا ...
- وفاء شبروني تقف أمام طلبة كلية الإعلام بجامعة دمشق محاضرة با ...
- السلطة الفلسطينية ترد على خامنئي: -الفلسطينيون هم من يدفعون ...
- ماذا نعرف عن كلوديا شينباوم أول رئيسة للمكسيك؟
- من هي كلوديا شينباوم العالمة الخجولة التي أصبحت أول رئيسة لل ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف رئيس الوزراء مصطفى مدبو ...
- تشييع جثمان صحفية أوكرانية قُتلت وهي تحاول إسعاف المصابين
- ألمانيا تتجه نحو الإخفاق في أهدافها المناخية في أفق 2030
- في موقع الفياضانات..شولتس يدعو إلى استعداد أكبر للكوارث


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المفهوم السياسي والدلالة العلمية