أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - كيف تلقي بإله في الجحيم. تقرير خروتشوف















المزيد.....



كيف تلقي بإله في الجحيم. تقرير خروتشوف


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 02:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


دومينيكو لوسوردو

"وحش بشري ضخم ، قاتم ، غريب الأطوار ، مهووس "

إذا قمنا اليوم بتحليل تقرير "حول عبادة الشخصية ونتائجها" ، الذي قرأه خروتشوف في جلسة مغلقة خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ، وتم الاشادة بهذا التقرير السري لاحقًا ، فإن أحد التفاصيل يلفت انتباهنا على الفور: الذي امامنا خطاب ادانة يهدف إلى تصفية ستالين من جميع النواحي. كان الرجل الذي ارتكب العديد من الجرائم المروعة فردًا يستحق الازدراء على المستويين الأخلاقي والفكري. بصرف النظر عن كونه قاسياً ، كان الديكتاتور أيضاً شخصية سخيفة: "لقد عرف البلد والزراعة من الأفلام فقط" ؛ علاوة على ذلك ، "هذه الأفلام كانت تلبس وتجمل الوضع القائم بدرجة غير معقولة". [1] وبدلاً من أن يكون مدفوعًا بالمنطق السياسي أو السياسة الواقعية ، فإن القمع الدموي الذي أطلقه تمليه نزواته وشهواته المرضية للسلطة [libido dominandi]. وهكذا تبرز صورة - يلاحظ دويتشر بارتياح في يونيو من عام 1956 ، مندهشًا من "اكتشافات" خروتشوف و ناسيا اعجابه هو نفسه و تقديره الخاص لستالين قبل ثلاث سنوات فقط - الوحش البشري الضخم ، القاتم ، غريب الأطوار ، المهووس. [2] كان الطاغية يفتقر إلى كل وازع اخلاقي لدرجة أنه كان يشتبه في أنه خطط لاغتيال كيروف ، الرجل الذي كان - أو الذي بدا أنه - أفضل أصدقائه ، كذريعة لإدانة وتصفية خصومه واحدًا بعد الاخر، سواء كانوا حقيقيين أو محتملين أو وهميين [3]. لم يقتصر القمع الذي لا يرحم على الأفراد أو الشخصيات السياسية. بل سيتضمن "عمليات الترحيل الجماعي لأمم بأكملها" ، متهمين بشكل تعسفي و مدانين بشكل جماعي بتهمة التعاون مع العدو. ومع ذلك ، فقد ساهم ستالين على الأقل في إنقاذ بلده والعالم من أهوال الرايخ الثالث؟ على العكس من ذلك: يصر خروتشوف على أن الحرب الوطنية العظمى قد تم كسبها على الرغم من جنون الديكتاتور. كان فقط بسبب قصر نظره ، وعناده ، والثقة العمياء التي وضعها في هتلر ، تمكنت قوات الرايخ الثالث من الدخول في البداية إلى عمق الأراضي السوفيتية ، مما تسبب في الموت والدمار على اوسع نطاق.
نعم ، بفضل ستالين وصل الاتحاد السوفيتي غير مستعد وضعيف الدفاع عن مواجهته المأساوية: "لقد بدأنا في تحديث معداتنا العسكرية فقط عشية الحرب [...]. عند اندلاع الحرب ، لم يكن لدينا حتى أعداد كافية من البنادق لتسليح القوى البشرية المعبأة ". وكأن هذا لم يكن كافيًا ، اضاف ايضا "بعد كوارثنا الأولية الشديدة وهزائمنا في الجبهة" استسلم الرجل المسؤول عن كل هذا لليأس وحتى اللامبالاة. تغلب عليه الشعور بالهزيمة ("ترك لينين لنا إرثًا عظيمًا وقد فقدناه إلى الأبد") وغير قادر على الرد ، "لم يوجه ستالين العمليات العسكرية لفترة طويلة ولم يفعل أي شيء على الإطلاق". [4]صحيح أنه بعد مرور بعض الوقت ، استسلم أخيرًا لضغوط أعضاء المكتب السياسي الآخرين ، عاد إلى منصبه. لو انه لم يفعل! كان الاتحاد السوفيتي ، في الوقت الذي واجه فيه تهديدًا مميتًا ، تحت قيادة ديكتاتور غير كفء لدرجة أنه تصرف "دون معرفة أساسيات إجراء العمليات القتالية". وهي تهمة يؤكد عليها التقرير السري بشدة: "يجب أن نلاحظ أن ستالين خطط لعمليات على كرة جغرافية. نعم ، أيها الرفاق ، اعتاد أن يأخذ كرة أرضية جغرافية ويتتبع خط المواجهة عليها ". [5] على الرغم من ذلك ، انتهت الحرب بشكل إيجابي. و لكن منذ ذلك الحين ، جنون الشك للديكتاتور المتعطش للدماء ازداد سوءًا.
وهكذا يمكننا أن نفكر مليًا في صورة "الوحش البشري المهووس" التي ظهرت ، وفقًا لدويتشر ، من التقرير السري.
في وقت إلقاء الخطاب ، مرت ثلاث سنوات فقط على مظاهرات الحزن التي أثارها موت ستالين. كانت شعبيته لا تزال قوية و باقية، على الأقل في الاتحاد السوفيتي ، قوبلت الحملة التي شنها خروتشوف في البداية بـ "قدر كبير من المقاومة":
في 5 مارس 1956 ، خرج الطلاب في تبليسي إلى الشوارع لوضع الزهور على النصب التذكاري لستالين في الذكرى الثالثة لوفاته. تحولت لفتتهم تكريما لستالين إلى احتجاج على قرارات مؤتمر الحزب العشرين. استمرت المظاهرات والاجتماعات لمدة خمسة أيام ، وفي مساء يوم 9 مارس تم إحضار الدبابات إلى المدينة لاستعادة النظام. [6]
ربما يفسر هذا خصائص النص الذي ندرسه. كان هناك صراع سياسي صعب في الاتحاد السوفياتي وفي المعسكر الاشتراكي بشكل عام ، وقد خدمت هذه الصورة الكاريكاتيرية لستالين بشكل مثير للإعجاب في نزع الشرعية عن "الستالينيين" الذين ربما ألقوا بظلال من الشك على الزعيم الجديد. سادت "عبادة الشخصية" حتى تلك اللحظة ، لذا لم يكن الحكم الدقيق كافياً: كان من الضروري إلقاء إله في الجحيم . قبل عدة عقود ، في سياق معركة سياسية أخرى بخصائص مختلفة - لكنها قاتلت بمرارة - رسم تروتسكي أيضًا صورة لستالين لم تسعى فقط إلى إدانته على المستوى السياسي والأخلاقي ، ولكن أيضًا للسخرية منه على المستوى الشخصي: لقد كان "ريفيًا غير مهذبًا " ، فرد تميز منذ البداية بضعف وتفاهة لا يمكن إصلاحهما ، [7] كان أداؤه ضعيفًا دائما في المجالات السياسية والعسكرية والأيديولوجية ، والذي لم يتمكن أبدًا من تخليص نفسه من "سماته الأكثر تجذرًا - عدم الثقة في الجماهير ، والافتقار التام للخيال ، وقصر النظر ، والميل إلى الخط الأقل مقاومة". صحيح أنه في عام 1913 نشر عملاً ذا قيمة نظرية لا يمكن إنكارها ( الماركسية والمسألة القومية ) ، لكن مؤلفه الحقيقي كان لينين - يجب اعتبار الرجل الذي يحمل اسمه "مغتصبًا" لـ "حقوق المثقف الثوري العظيم".." [8]

يوجد كثير من التشابه بين الصورتين. ألمح خروتشوف إلى أن المحرض الحقيقي على اغتيال كيروف كان ستالين ، تمامًا كما اتهم (أو على الأقل إشتُبه ب) ستالين من قبل تروتسكي بأنه سرع وفاة لينين بسبب طموحه "الشيطاني حقًا". [9] شجب التقرير السري ستالين لإهماله الجبان للمسؤولية في بداية غزو هتلر ، ولكن في وقت مبكر من 2 سبتمبر 1939 ، توقعًا لعملية بربروسا ، كتب تروتسكي أن "الأرستقراطية الجديدة" في السلطة في موسكو تميزت ، من بين أمور أخرى ،"بعدم قدرتها على خوض حرب" ؛ كان للاتحاد السوفييتي "طبقة حاكمة" و "شعاره شعار جميع الأنظمة الفاشلة :" بعدنا الطوفان ".  [10]
الروايتان متقاربتان بشكل كبير مع بعضهما البعض . إلى أي مدى تصمدان أمام التحقيق التاريخي؟ من المفيد أن نبدأ بتحليل التقرير السري الذي فرض نفسه على الفور والذي جعله مؤتمر الحزب الشيوعي وقيادة الحزب الحاكم رسميًا حقيقة لا جدال فيها و تم قمعها لفترة طويلة .

الحرب الوطنية العظمى واختراعات خروتشوف

بدءًا من ستالينجراد والهزيمة التي لحقت بالرايخ الثالث (القوة التي بدت أنها لا تُقهر) ، اكتسب ستالين مكانة هائلة في جميع أنحاء العالم. لذلك ، ليس من المستغرب أن يسهب خروتشوف في هذه النقطة تحديدا. ويصف بعبارات كارثية الافتقار إلى الاستعداد العسكري للاتحاد السوفيتي ، الذي كان جيشه ، في بعض الحالات ، بدون حتى أبسط الأسلحة. في تناقض مباشر ، تقف الصورة التي تظهر من الدراسات المتعلقة بالقوات المسلحة الالمانية (البوندسفير)، والتي تستَخدم على نطاق واسع الوثائق العسكرية الألمانية. نقرأ عن "التفوق المتعدد الجوانب للجيش الأحمر في الدبابات والطائرات وقطع المدفعية." بالإضافة إلى، "زيادة القدرة الصناعية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إلى حد أنه كان قادرًا على تزويد القوات المسلحة السوفيتية" بكمية لا يمكن تصورها من الأسلحة "في غضون فترة زمنية قصيرة جدًا." يتسارع الإيقاع فقط مع اقترابنا من عملية بربروسا. تبرز معلومة واحدة: "دبابات KV ، التي لا مثيل لها في أي مكان في العالم ؛ تم تصنيع 358 وحدة منها في عام 1940 ، بينما تم تصنيع 1503 وحدة في الأشهر الستة الأولى من عام 1941. " [11] من جانبهم ، تُظهر وثائق من الأرشيفات الروسية أنه ابتداءً من عامين على الأقل قبل عدوان الرايخ الثالث ، كان ستالين حرفياً مهووسًا بمشكلة "الزيادة الكمية" و "التحسين النوعي للجهاز العسكري بأكمله. " تتحدث بعض الأرقام عن نفسها: فبينما كانت ميزانية الدفاع في الخطة الخمسية الأولى تمثل 5.4٪ من إجمالي الإنفاق الحكومي ، ارتفعت بحلول عام 1941 إلى 43.4٪ ، "في سبتمبر من عام 1939 ، بناءً على أوامر ستالين ، اتخذ المكتب السياسي قرارًا ببناء تسعة مصانع جديدة بحلول عام 1941 لإنتاج الطائرات." في وقت غزو هتلر ، "بلغ الإنتاج الصناعي 2700 طائرة حربية و 4300 دبابة". [12]انطلاقا من هذه الأرقام ، لا يمكن القول أن الاتحاد السوفياتي وصل غير مستعد لمواجهته المأساوية مع الحرب.

في مكان آخر ، بعد عقد من الزمان ، وجه مؤرخ أمريكي ضربة كبيرة لأسطورة اليأس والتخلي عن المسؤولية عشية الغزو النازي: "مهما كان اهتزازه ، عقد ستالين 11 ساعة من الاجتماعات مع قيادات الحزب والدولة والجيش في يوم الهجوم ، واستقبل الزوار بشكل شبه مستمر للأيام العديدة التالية ". [13] لدينا الآن سجل الزوار من مكتب ستالين في الكرملين ، والذي تم اكتشافه في أوائل التسعينيات: يبدو أنه في الساعات التي تلت العدوان مباشرة ، انخرط الزعيم السوفيتي في سلسلة من الاجتماعات والمبادرات غير المنقطعة لتنظيم المقاومة. تتميز هذه الأيام بنشاط "شاق" ولكنه منظم. وفي كلتا الحالتين ، "الرواية كلها [رواية خروتشوف] افتراء كامل" و "القصة كاذبة". [14] في الواقع ، منذ بداية عملية بربروسا ، اتخذ ستالين قرارات ليس فقط بشأن القضايا الرئيسية مثل نقل السكان والمنشآت الصناعية من مناطق خط المواجهة ، ولكن في الواقع "احتفظ بالسيطرة الدقيقة على كل شيء ، من حجم و شكل حراب البنادق الى عناوين و كُتّاب مقالات البرافدا ". [15]ليس هناك أثر للذعر أو الهستيريا. يقدم ديميتروف الوصف التالي في أحد مذكراته: "في الساعة 7:00 صباحًا ، تم استدعائي بشكل عاجل إلى الكرملين. هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفياتي. لقد بدأت الحرب. [...] هدوء مذهل وعزم وثقة ستالين وجميع الآخرين ". الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو الوضوح الأيديولوجي. إنها ليست مجرد مسألة "تعبئة كل قواتنا". من الضروري أيضًا تحديد الوضع السياسي. نعم ، "الشيوعيون فقط هم من يستطيعون هزيمة الفاشيين" ووضع حد للصعود الظاهري الذي لا يقاوم للرايخ الثالث ، لكن من الضروري عدم إغفال الطبيعة الحقيقية للصراع: "الاحزاب [الشيوعية] في بلدانها تؤسس حركات محلية دفاعا عن الاتحاد السوفياتي. بدون اثارة قضية الثورة الاشتراكية. يخوض الشعب السوفييتي حربًا وطنية ضد ألمانيا الفاشية. المسألة هي هزيمة الفاشية ، التي استعبدت شعوبا عديدة و تريد إستعباد شعوب اخرى. [16]
الاستراتيجية السياسية التي سادت الحرب الوطنية العظمى واضحة المعالم. قبل بضعة أشهر ، في 5 مايو 1941 ، شدد ستالين على أن التوسعية التي قام بها الرايخ الثالث سعت إلى "استعباد العمال واستغلالهم" ، وأن هؤلاء يجب أن يردوا بحروب مقاومة وتحرر وطني عادلة. [17] يلاحظ ستالين: "هل الجيش الألماني لا يقهر؟ لا ، إنه يقهر. […] تستمر ألمانيا في الحرب تحت راية الغزو والاستعباد للشعوب الأخرى ، تحت راية الهيمنة . هذه نقطة ضعف كبيرة للجيش الألماني ". [18]ردت الأممية الشيوعية ، قبل عدوان هتلر مرة أخرى على أولئك الذين عارضوا على نحو أكاديمي النزعة الوطنية باسم الأممية ، كما يتضح من مدخل يوميات ديميتروف في 12 مايو 1941:

سيتعين علينا تطوير فكرة الجمع بين الوطنية السليمة والمفهومة بشكل صحيح مع الأممية البروليتارية. يجب أن تتأصل الأممية البروليتارية في وطنية كل بلد على حدة. […] لا يمكن أن يكون هناك تناقضات بين الوطنية المفهومة بشكل صحيح وبين الأممية البروليتارية. الكوزموبوليتانية التي لا أصل لها والتي تنكر المشاعر الوطنية وفكرة الوطن لا تشترك في أي شيء مع الأممية البروليتارية. [19]

بعيدًا عن كونه رد فعل مرتجل ويائس للوضع الذي دفعتهم إليه عملية بربروسا ، فقد عبرت استراتيجية الحرب الوطنية العظمى عن توجه نظري كان ينضج لبعض الوقت ، وكان له طابع عام: الأممية و القضية العالمية لتحرير الشعوب أدت مباشرة الى موجة حروب التحرر الوطني ، وهي الحروب التي أصبحت ضرورية بسبب محاولة هتلر لاستئناف التقليد الاستعماري وتطرفه ، بدءًا من إخضاع واستعباد الأجناس الاقل شأنًا لأوروبا الشرقية. هذه هي الموضوعات المتكررة في الخطب والبيانات التي ألقاها ستالين خلال الحرب: [20] لقد شكلوا "معالم رئيسية في توضيح الاستراتيجية العسكرية السوفيتية وأهدافها السياسية ولعبوا دورًا مهمًا في رفع الروح المعنوية للشعب". [20] وقد اكتسبوا شهرة عالمية أيضًا ، كما يتضح من ملاحظات جوبلز المنزعجة بمناسبة الخطاب الإذاعي لستالين في 3 يوليو 1941 : لقد كانت "تحظى بإعجاب واسع النطاق في إنجلترا والولايات المتحدة". [21]

سلسلة حملات التضليل وعملية بربروسا

حتى لو اقتصرنا على مجال الإستراتيجية العسكرية ، فقد" التقرير السري" كل مصداقيته. وفقًا لخروتشوف ، فشل ستالين في الانتباه إلى "التحذيرات" المتعددة التي قدمتها العديد من المصادر ، وتوجه بشكل غير مسؤول إلى الهاوية. ماذا نقول عن هذا الاتهام؟ أولاً ، ضع في اعتبارك أنه حتى المعلومات الواردة من بلد صديق يمكن أن تكون غير صحيحة. على سبيل المثال ، في 17 يونيو 1942 ، حذر فرانكلين ديلانو روزفلت ستالين من هجوم ياباني وشيك لم يتحقق أبدًا. [22]على وجه الخصوص عشية غزو هتلر ، اضطر الاتحاد السوفياتي للعمل وسط تكتيكات تحويل انتباه ضخمة وعمليات تضليل. يذهب الرايخ الثالث إلى أبعد الحدود ليجعله يبدو كما لو أن حشده للقوات في الشرق يهدف إلى تمويه هجوم وشيك عبر القنال الإنجليزية ، وهذا يبدو معقولًا للغاية بعد غزوهم لجزيرة كريت اليونانية. يشير غوبلز باعتدال في مذكراته في أواخر مايو إلى أن "الدولة والجهاز العسكري بأكمله يتم حشدهما" من أجل تنظيم "أول جولة كبيرة من التضليل" لعملية بربروسا. وهكذا "تم نقل 14 فرقة إلى الغرب". [23] علاوة على ذلك ، يتم وضع جميع القوات المتمركزة على الجبهة الغربية في أعلى حالات التأهب. [24] بعد أسبوعين تقريبًا ، نشرت جريدة Völkischer Beobachter البرلينية مقالاً يشير إلى أن احتلال جزيرة كريت كان نموذجًا للتصفية المقبلة للحسابات مع إنجلترا ؛ بعد بضع ساعات ، خضعت المجلة للرقابة بهدف إعطاء الانطباع بأنها كشفت معلومات سرية ذات أهمية كبيرة. بعد ثلاثة أيام كتب غوبلز في مذكراته: "أعلن المذيعون البريطانيون بالفعل أن مناوراتنا ضد روسيا ليست سوى خدعة ، وأن الهدف منها هو إخفاء استعداداتنا لغزو [إنجلترا]." [25]بالإضافة إلى حملة التضليل هذه ، عممت ألمانيا شائعات مفادها أن الانتشار العسكري في الشرق كان يهدف إلى الضغط على ستالين ، ربما بتوجيه إنذار نهائي ، للموافقة على إعادة صياغة شروط المعاهدة الألمانية السوفيتية والالتزام بتصدير كميات أكبر من الحبوب والنفط والفحم الذي احتاجه الرايخ الثالث المتورط في حرب لم تظهر عليها أي علامات على الانتهاء. بعبارة أخرى ، أرادوا إعطاء الانطباع بأن الأزمة يمكن حلها بمفاوضات جديدة وتنازلات إضافية من جانب موسكو. [26] هذا هو الاستنتاج الذي وصلت إليه استخبارات الجيش البريطاني ، وسلمته قيادتها إلى وزارة الحرب في وقت متأخر من 22 مايو: "لم يقرر هتلر بعد ما إذا كان سيواصل تحقيق أهدافه [في اتجاه الاتحاد السوفيتي] عن طريق الإقناع أو بقوة السلاح ". [27]في 14 يونيو كتب جوبلز في مذكراته بارتياح: "بشكل عام ، لا يزال الناس يعتقدون أنها إما خدعة أو محاولة ابتزاز". [28]
من المهم أيضًا عدم الاستهانة بحملة التضليل التي نفذها الجانب الآخر ، والتي بدأت قبل عامين. في تشرين الثاني (نوفمبر) 1939 ، نشرت الصحافة الفرنسية خطابًا ملفقًا (يُفترض أنه أُلقي أمام المكتب السياسي في 19 أغسطس من نفس العام) كشف فيه ستالين عن خطة لإضعاف أوروبا ، وتشجيع حرب بين الأشقاء ،من أجل احتلالها من قبل السوفيت فيما بعد. ليس هناك شك: بان هذا كان تزويرًا سعى إلى تفكيك ميثاق عدم الاعتداء الألماني السوفيتي من أجل إعادة توجيه غضب الرايخ الثالث التوسعي إلى الشرق. [29]وفقًا لأسطورة تاريخية يتم تداولها كثيرًا ، عشية عدوان هتلر ، حذرت لندن ستالين و لكن من دون نجاح ، لانه بالنسبة لستالين - كما هو متوقع من كل ديكتاتور - يثق فقط بنظيره في برلين. ومع ذلك ، بينما تُبلغ بريطانيا العظمى موسكو بمعلومات تتعلق بعملية بربروسا ، فإنها تنشر شائعات حول هجوم وشيك من الاتحاد السوفيتي ضد ألمانيا أو الأراضي التي تحتلها. [30] إن اهتمامهم بجعل الصراع الألماني السوفيتي حتميًا أو التعجيل به في أسرع وقت ممكن واضح ومفهوم.
ثم هناك الرحلة الغامضة التي قام بها رودولف هيس إلى إنجلترا ، بدافع واضح من الأمل في إعادة بناء وحدة الغرب في الصراع ضد البلشفية ، وبالتالي إطلاق البرنامج الموصوف في كفاحي عن التحالف والتضامن بين الأمم الجرمانية من اجل رسالتهم الحضارية. [31] يخبر العملاء السوفييت بالخارج الكرملين أن الرجل الثاني في النظام النازي قام بهذه المبادرة بدعم كامل من الفوهرر. [32] و ايضا استمرت شخصيات رفيعة المستوى في الرايخ الثالث في الاعتقاد حتى النهاية بالنظرية القائلة بأن هيس تصرف بتشجيع من هتلر. على أي حال ، شعر هتلر بالحاجة إلى إرسال وزير الخارجية يواكيم فون ريبنتروب على وجه السرعة إلى روما ، لطمأنة موسوليني أن ألمانيا لا تخطط لسلام منفصل مع بريطانيا العظمى. [33] هذه الاعمال المسرحية المشبوهة بطبيعة الحال تسبب مخاوف أكبر في موسكو ، والتي تفاقمت بسبب الإجراءات التي اتخذها البريطانيون لتشجيعها. وبدلاً من استخلاص "أقصى قدر من رأس المال الدعائي من أسر هيس - وهو أمر كان يخشاه كل من هتلر وجوبلز" ، شرعوا في "زرع المزيد من الشكوك في أذهان ستالين حول ما إذا كانت بريطانيا على وشك إبرام صفقة مع هتلر". [34]أبلغ السفير السوفيتي في لندن ، إيفان مايسكي ، ستالين أن استجواب هيس يقوم به اللورد سيمون ، و هو مؤيد لسياسة الاسترضاء {اي استرضاء و مهادنة هتلر}. [35] على الرغم من أنها تركت الباب مفتوحًا أمام التقارب الأنجلو-سوفيتي ، إلا أن الأجهزة السرية لجلالة الملك تركز على نشر شائعات عن سلام منفصل وشيك بين لندن وبرلين. كل ذلك من اجل الضغط على الاتحاد السوفيتي (الذي ربما كان سيسعى إلى منع إقامة تحالف مرعب بين بريطانيا والرايخ الثالث بضربة استباقية للجيش الأحمر على الفيرماخت) ، ولتعزيز قدرة بريطانيا على المساومة في أي سيناريو. [36]
يمكن للمرء الآن أن يفهم حذر الكرملين وانعدام الثقة: كان هناك سبب للحذر من اتفاقية ميونيخ ثانية ، على نطاق أوسع وأكثر مأساوية. [37] ويمكن أيضًا التكهن بأن حملة التضليل التي نظمها الرايخ الثالث لعبت دورًا, كما تشير النصوص الموجودة في أرشيفات الحزب الشيوعي السوفياتي إلى أن خطاب ستالين في 5 مايو 1941 أمام خريجي الأكاديمية العسكرية ، مع توقع التورط العسكري الوشيك للاتحاد السوفيتي في الحرب باعتباره نتيجة حتمية ، أكد أن ألمانيا حققت تاريخيًا انتصارًا عندما كانت تحارب على جبهة واحدة فقط ، بينما عانت من الهزيمة عندما أُجبرت على القتال في آن واحد على جبهتي الشرق والغرب. [38]من ناحية ، يبدو أن ستالين قلل من احتمالية أن يهاجم هتلر الاتحاد السوفيتي ، ولكن من ناحية أخرى ، كان من الممكن أن تؤدي التعبئة الشاملة المبكرة إلى تلك النتيجة بالضبط اي تقديم على طبق من ذهب حجة الحرب الى الرايخ الثالث ، كما حدث في السابق في بداية الحرب العالمية الأولى. على أي حال ، هناك بعض الحقائق التي لا مجال للشك فيها: حتى أثناء المناورة بحذر في بيئة معقدة ، يدفع الزعيم السوفيتي "لتسريع استعداداته للحرب". في الواقع ، بين مايو ويونيو "تم استدعاء 800000 جندي احتياطي" ، في منتصف مايو "تم إرسال 28 فرقة إلى المقاطعات الغربية من الاتحاد السوفيتي" ، في يونيو "تم إرسال 38500 رجل إلى المناطق المحصنة في المناطق الحدودية" وأوامر يتم إصدارها من أجل "تمويه الأهداف وتفريق الطائرات. في ليلة 21-22 يونيو ، تم وضع هذه القوة الكبيرة في حالة تأهب وتم تحذيرها لتوقع هجوم مفاجئ من قبل الألمان." [39]
لتشويه سمعة ستالين ، شدد خروتشوف على الانتصارات الأولية المذهلة للجيوش الغازية ، لكنه تجاهل التنبؤات التي قدمها الغرب في ذلك الوقت. بعد تفكك تشيكوسلوفاكيا ودخول الفيرماخت إلى براغ ، واصل اللورد هاليفاكس رفض فكرة التقارب بين إنجلترا والاتحاد السوفيتي ، ولجأ إلى الحجة التالية: ليس من المنطقي التحالف مع دولة لديها قوات مسلحة "تافهة". [40] عشية عملية بربروسا ، أو في لحظة إطلاقها ، حسبت أجهزة المخابرات البريطانية في تقارير "إجماعية" بانه: "إذا حدثت حرب ألمانية - سوفيتية ، فسيتم تصفية الاتحاد السوفيتي في غضون ثمانية إلى عشرة أسابيع" ؛ [41]كان مستشار وزير الخارجية الأمريكي (هنري ل. ستيمسون) قد تنبأ في 23 يونيو أن الأمر سينتهي خلال شهر إلى ثلاثة أشهر. [42] علاوة على ذلك ، فإن اختراق الفيرماخت السريع - كما لوحظ في أيامنا هذه من قبل عالم لامع في التاريخ العسكري - يمكن تفسيره بسهولة من خلال الجغرافيا:

عرض 1800 ميل من تلك الجبهة ، وندرة العوائق الطبيعية ، أتاح للمهاجم مجالًا هائلاً للتسلل والمناورة. على الرغم من الحجم الكبير للجيش الأحمر ، كانت نسبة القوة إلى المساحة منخفضة جدًا بحيث يمكن للقوات الألمانية الآلية بسهولة العثور على فتحات للتقدم غير المباشر إلى مؤخرة الخصم. في الوقت نفسه ، قدمت المدن المتباعدة على نطاق واسع حيث تقاربت الطرق والسكك الحديدية ، للمهاجم أهدافًا بديلة يمكن أن يستغلها لإرباك الجيوش المدافعة عن حقيقة اتجاهه ، ودفعهم إلى "قرون معضلة" في محاولة مواجهة ضغطه القوي المتواصل . [43]

الانهيار السريع للحرب الخاطفة

من المهم ألا تقع في غرام المظاهر. عند الفحص الدقيق ، تواجه خطة الرايخ الثالث لتكرار الحرب الخاطفة المنتصرة التي حققتها في الغرب مشاكل في الأسابيع الأولى من المواجهة العملاقة. [44] يوميات جوزيف جوبلز توضح بجلاء في هذا الصدد. في الفترة التي تسبق الهجوم مباشرة ، شدد على القوة التي لا يمكن وقفها للهجوم الألماني الوشيك ، "بلا شك أقوى هجوم عرفه العالم على الإطلاق" ؛ لن يتمكن أحد من الصمود أمام "أقوى جيش في التاريخ". [45] لذلك ، "نحن أمام مسيرة انتصار لا سابقة لها [...]. أنا أعتبر القوة العسكرية للروس ضعيفة جدًا ، حتى أقل مما يعتبره الفوهرر. إذا كان هناك رهان أكيد ، فهو هذا ". [46] في الواقع ، هتلر ليس أقل ثقة ؛ قبل بضعة أشهر ، أشار في حديث مع دبلوماسي بلغاري إلى الجيش السوفيتي على أنه مجرد "مزحة". [47]
ومع ذلك ، فمنذ البداية واجه الغزاة مفاجآت غير سارة. "في 25 يونيو ، خلال الهجوم الجوي الأول على موسكو ، أثبتت الدفاعات المضادة للطائرات أنها فعالة للغاية لدرجة أن القوات الجوية الالمانية Luftwaffe اضطرت إلى تقييد نفسها بعدد أقل من الغارات الليلية." [48] يستغرق الأمر عشرة أيام فقط من الحرب حتى تتزعزع يقين افتراضات ما قبل الحرب.

في 2 يوليو ، كتب جوبلز في مذكراته:
بشكل عام ، القتال شاق وعنيد. لا يمكننا بأي حال من الأحوال التحدث عن نزهة في الحديقة. لقد حشد النظام الأحمر الشعب. [49]
تستمر الأحداث ، ويتغير مزاج القيادة النازية بشكل كبير ، كما يتضح دائمًا من مذكرات جوبلز.

24 يوليو:
لا يساورنا أي شك على الإطلاق في حقيقة أن النظام البلشفي ، الذي ظل قائماً لما يقرب من ربع قرن ، ترك بصمة عميقة على شعوب الاتحاد السوفيتي [...]. لذلك سيكون من الصواب إذا أبلغنا الشعب الألماني بوضوح بقسوة الصراع الدائر في الشرق. يجب إخبار الأمة أن هذه العملية صعبة للغاية ، لكننا نستطيع وسننجو منها. [50]

1 أغسطس:
في مقر الفوهرر [...] يعترفون أيضًا صراحة بأنهم كانوا مخطئين إلى حد ما في تقييمهم للقوة القتالية السوفيتية. يُظهر البلاشفة مقاومة أقوى مما توقعنا ، وفوق كل ذلك ، فإن الوسائل المادية المتاحة لهم أكبر مما توقعنا. [51]

19 أغسطس:
بشكل خاص ، الفوهرر مستاء للغاية لأنه سمح لنفسه بأن ينخدع بشدة بشأن إمكانات البلاشفة من خلال التقارير [المرسلة من قبل العملاء الألمان] القادمة من الاتحاد السوفيتي. على وجه الخصوص ، تسبب التقليل من أهمية دبابات وطائرات العدو في قدر كبير من المتاعب لعملياتنا العسكرية. نعاني كثيرا بسبب هذا. نحن نتعامل مع أزمة خطيرة […]. كانت الحملات السابقة نزهة في الحديقة بالمقارنة […]. الفوهرر ليس قلقًا بشأن الغرب […]. لطالما بالغنا في تقديرنا في الدقة والموضوعية الألمانية ، باستثناء البلاشفة في هذه الحالة. [52]

16 سبتمبر:
لقد قللنا تماما من شأن قوة البلاشفة. [53]

يشدد العلماء في الاستراتيجية العسكرية على الصعوبات غير المتوقعة التي تتحدى آلة الحرب القوية التي تم اختبارها في المعركة و المقتنعة بأسطورة بانها لا تقهر ، عند دخولها الاتحاد السوفيتي. "تعتبر معركة سمولينسك في النصف الثاني من يوليو عام 1941 مهمة بشكل خاص لنتائج الجبهة الشرقية (والتي طغت عليها حتى الآن الأبحاث حول المعارك الأخرى)." [55] تم الإدلاء بهذه الملاحظة من قبل مؤرخ ألماني مرموق ، ثم ذكر ملاحظات اليوميات المهمة التي كتبها الجنرال فيدور فون بوك في 20 و 26 يوليو:

يسعى العدو إلى استعادة سمولينسك بأي ثمن ويرسل باستمرار قوات جديدة. النظرية التي عبّر عنها البعض أن العدو يعمل بدون مخططات لا تنعكس في الحقائق […]. لقد تحققنا من أن الروس طرحوا عبر الجبهة انتشارًا جديدًا ومنظما للقوات. في كثير من المناطق يسعون إلى الهجوم. إنه لأمر مدهش لخصم عانى الكثير من الضربات. يجب أن يمتلكوا كمية لا تصدق من الموارد ، في الواقع لا تزال قواتنا تعاني من قوة مدفعية العدو.

والأكثر قلقًا ، بل متشائمًا بشكل قاطع ، هو الأدميرال فيلهلم كاناريس ، زعيم مكافحة التجسس ، الذي قال ، في حديثه مع الجنرال فون بوك في 17 يوليو: "أرى الأمر كئيبًا للغاية". [56]

لم ينهار الجيش السوفيتي في الأيام والأسابيع الأولى للهجوم فحسب ، بل على العكس من ذلك ، فإنه يقدم "مقاومة عنيدة" ، و يقوده قيادة جيدة. من بين العديد من العوامل "يلعب عزم ستالين على وقف التقدم الألماني في سمولينسك دورًا حاسمًا". تنعكس نتائج هذه القيادة العسكرية الذكية أيضًا في المجال الدبلوماسي: لأنهم على وجه التحديد "أعجبوا بالمعركة الشرسة حول سمولينسك" ، قرر اليابانيون ، المتواجدين هناك كمراقبين ، رفض طلب الرايخ الثالث للانضمام إليه في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي. [57]تم تأكيد تحليل المؤرخ الألماني المعادي للشيوعية بشدة من قبل الباحثين المختصين الروس الذين ميزوا أنفسهم في أعقاب تقرير خروتشوف كأبطال في النضال ضد "الستالينية": "خطط الحرب الخاطفة كانت قد انهارت بالفعل بحلول منتصف يوليو. " [58] في هذا السياق ، فإن التحية التي وجهها تشرشل و روزفلت في 14 أغسطس 1941 لـ "الدفاع الرائع" للجيش السوفيتي لا يبدو شكليًا فقط. [59]تصف إحدى المذكرات في يوميات بياتريس ويب الاضطرابات في بريطانيا العظمى حتى خارج الدوائر الدبلوماسية والحكومية: "الامر ذو الاهمية هو فجائية وحجم التغيير في الرأي العام، من الرفض ، حتى من جانب اليسار ، لرؤية أي شيء جيد في الشيوعية السوفيتية ، إلى الاستيقاظ المفاجئ بنفس القدر للرجل العادي ذي العقلية المحافظة و الاهتمام الحي بالشجاعة المفاجئة والمبادرة والمعدات الرائعة للقوات المسلحة الحمراء - الدولة الوحيدة ذات السيادة التي تمكنت من مواجهة القوة الأسطورية لألمانيا الهتلرية ". [60]في ألمانيا نفسها ، بعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء عملية بربروسا ، بدأت الشائعات تنتشر والتي تشكك بعمق في خطاب انتصار النظام. هذا ما تظهر من قراءة يوميات مفكر ألماني بارز من أصل يهودي: استنادًا إلى المظاهر ، في الشرق "كنا نعاني من خسائر فادحة ، قللنا من شأن قوة المقاومة الروسية [...] من حيث القوات وأيضًا من الأسلحة التي لا تنضب ". [61]
بعد اعتباره و لفترة طويلة كمثال على الجهل السياسي العسكري أو حتى الثقة العمياء في الرايخ الثالث ، فإن النهج الحذر للغاية الذي اتبعه ستالين في الأسابيع التي سبقت اندلاع الأعمال العدائية يظهر الآن في ضوء مختلف تمامًا: كان لتركز قوات الفيرماخت على طول الحدود السوفيتية ، وانتهاكات المجال الجوي السوفيتي والعديد من الاستفزازات الأخرى غرضًا واحدًا فقط: جذب القوات الرئيسية للجيش الأحمر إلى أقرب مكان ممكن من الحدود. أراد هتلر كسب الحرب في معركة واحدة ضخمة ". حتى الجنرالات ذو الخبرة انجذبوا لهذا الفخ. توقعوا هجمة انقضاض، أصروا على نقل هائل للقوات نحو الحدود. ومع ذلك ، "رفض ستالين بشكل قاطع هذا المطلب ، وأصر على الحاجة إلى الحفاظ على احتياطيات واسعة النطاق على مسافة كبيرة من الخطوط الأمامية . بعد الحرب ، درس المارشال جورجي ك.جوكوف المواد التي تركها المخططون الألمان لعملية بربروسا ، وأدرك صحة الخط الذي اتبعه ستالين: "كانت قيادة هتلر تعتمد علينا في جلب قواتنا الرئيسية إلى الحدود بنية تطويقها وتدميرها". [62]
في واقع الأمر ، في الأشهر التي أعقبت غزو الاتحاد السوفياتي ، في جدال مع جنرالاته ، لاحظ هتلر: "المشكلة هي الفضاء الروسي. الاتساع اللانهائي للمنطقة يجعل التركيز على النقاط الحاسمة أمرًا ضروريًا ". [63] في وقت لاحق ، مع بدء عملية بربروسا بالفعل ، أوضح تفكيره في محادثة: "لم تكن هناك سوى ثلاثة معارك إبادة في تاريخ العالم: كاناي وسيدان وتانينبرغ. يمكننا أن نفخر بأن اثنتين منهم حاربتهما الجيوش الألمانية ". [64]ومع ذلك ، فإن معركة هتلر الثالثة والأكبر من حيث الغزو والإبادة أثبتت أنها بعيدة المنال إلى الأبد. بعد أسبوع واحد فقط ، أُجبر على الاعتراف بأن عملية بربروسا قد استهانت بشدة بالعدو: "يجب وصف الاستعداد الروسي للحرب بأنه رائع". [65] رغبة لاعب الشطرنج لتبرير فشل تنبؤاته واضحة في هذا الكلام . ومع ذلك ، توصل عالم الاستراتيجية العسكرية البريطاني إلى استنتاجات مماثلة: سبب الهزيمة الفرنسية لا يكمن في الكمية ولا في جودة المعدات ، ولكن في عقيدتهم الحربية ."؛ علاوة على ذلك ، كان التقدم المفرط للجيش ذو تأثير كارثي ، لأنه "عرض الى خطر كبير مرونته الاستراتيجية". تم ارتكاب خطأ مماثل في بولندا أيضًا ، مدفوعًا بـ "الكبرياء القومي والثقة العسكرية المفرطة". لم يحدث أي من هذا في الاتحاد السوفيتي. [66]
الصورة العامة هي الأهم من المعارك الفردية. "كان النظام الستاليني قادرًا على تعبئة الغالبية العظمى من السكان وجميع الموارد تقريبًا" ؛ كانت "القدرة السوفيتية" بشكل خاص "غير عادية" - في مثل هذا الموقف الصعب مثل ذلك الذي نشأ في الأشهر الأولى من الحرب - "لإخلاء عدد كبير من الصناعات وإعادة تحويلها لاحقًا إلى الإنتاج العسكري". نعم ، "تم إنشاء لجنة الإخلاء بعد يومين من الغزو الألماني ، وتمكنت لجنة الإخلاء بعد عمليات عملاقة ذات تعقيد لوجستي كبير ،من نقل 1500 شركة صناعية كبرى إلى الشرق،." [67]علاوة على ذلك ، كانت عملية النقل هذه قد بدأت بالفعل في الأسابيع أو الأشهر التي سبقت عدوان هتلر: في وقت مبكر من مايو 1941 ، أبلغ الجنرال أنتونيسكو ، الذي تولى السلطة مؤخرًا في رومانيا ، حلفاءه الألمان أن "الحدادين في ضواحي موسكو قد تلقوا أوامر نقل معداتهم إلى داخل البلاد ". [68] هذا تأكيد إضافي على الطابع الخيالي لاتهامات خروتشوف.
ومع ذلك ، هناك المزيد. يمكن تتبع نذير الحرب الذي شعرت به القيادة السوفيتية في الاتجاه الذي أخذوا فيه تصنيع البلاد. وبكسر جذري مع الاستراتيجية الموجودة سابقًا، حددوا "روسيا الآسيوية كنقطة رئيسية" ، بعيدة ومحمية من أي عدوان محتمل. [69] في الواقع ، أصر ستالين مرارًا وبقوة على هذه النقطة. في 23 يونيو 1931 ، دفع مشروع "إنشاء قاعدة جديدة للفحم والمعادن في الشرق - حوض الأورال-كوزنيتسك [...] صناعة المعادن في سيبيريا [...] قاعدة جديدة للمعادن غير الحديدية في كازاخستان وتركستان ". [70]بعد بضع سنوات ، تمت قراءة تقرير في 26 يناير 1934 في المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي حيت ذكرت بارتياح التنمية الصناعية القوية التي تم تحقيقها "في بيلوروسيا ، في أوكرانيا ، في شمال القوقاز ، في القوقاز ، في وسط آسيا ، في كازاخستان ، في بوريات - منغوليا ، في تتاريا ، في باشكيريا ، في جبال الأورال ، في شرق وغرب سيبيريا ، في الشرق الأقصى ، إلخ. " [71] لم يفوت تروتسكي الآثار المترتبة على كل هذا بعد سنوات قليلة أثناء تحليله لأخطار الحرب ومستوى استعداد الاتحاد السوفيتي. وفي تسليط الضوء على النتائج التي حققها "الاقتصاد المخطط" من "وجهة نظر عسكرية" ، لاحظ: "لقد أعطى التصنيع في المناطق النائية ، وخاصة سيبيريا ، قيمة جديدة تمامًا لمساحات السهوب والغابات". [72]مع هذه التطورات ، يبدأ الامتداد الإقليمي الكبير للسوفييت في اظهار كامل إمكاناته ، مما يجعل تنفيذ استراتيجية الضربة الصاعقة التي تفضلها القيادة الألمانية العليا أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
إن الجهاز الصناعي الذي تم بناؤه استعدادًا للحرب هو بالضبط الذي يقدم للرايخ الثالث أكبر مفاجأة له وأكثرها مرارة ، كما يتضح من يوميات هتلر.

29 نوفمبر 1941:
كيف يمكن لمثل هذا الشعب البدائي أن يدير مثل هذه الإنجازات التقنية في مثل هذا الوقت القصير! [73]

26 آب (أغسطس) 1942:
حقيقة أن ستالين رفع مستوى المعيشة الروسي أمر لا يرقى إليه الشك. الناس لا يجوعون [في اللحظة التي انطلقت فيها عملية بربروسا]. بشكل عام ، من الضروري إدراك أنهم قاموا ببناء مصانع ذات أهمية مماثلة لمصانع Hermann Goering Reichswerke حيث لم يكن هناك قبل عامين سوى قرى غير معروفة. لقد صادفنا خطوط السكك الحديدية التي لم تكن على خرائطنا. [74]

في هذه المرحلة ، من المفيد استشارة ثلاثة باحثين متميزين جدًا - واحد روسي واثنان غربيان. الأول ، الذي أدار في وقت من الأوقات المعهد السوفيتي للتاريخ العسكري وشارك في الحملة المناهضة للستالينية في سنوات غورباتشوف ، ويبدو أن الدافع وراءه هو الرغبة في استئناف توجيه اتهام اشد و اكثر تطرفا من تقرير خروتشوف. ومع ذلك ، فإن نتائج بحثه تجبره على الوصول إلى حكم أكثر دقة: دون أن يكون خبيرًا - ناهيك عن العبقرية التي صورتها الدعاية الرسمية - كان ستالين بالفعل في السنوات التي سبقت بدء الحرب ، منخرطًا بعمق في مسائل الدفاع ، صناعة الدفاع واقتصاد الحرب ككل. [75]على المستوى العسكري البحت ، لا يتعلم إلا من خلال المحاولة والأخطاء ، بما في ذلك الأخطاء الجسيمة ، و "بفضل الممارسة الصعبة للحياة العسكرية اليومية" ، "يتعلم تدريجياً مبادئ الاستراتيجية". [76] ولكن في مجالات أخرى ، أثبت تفكيره أنه "أكثر تطورًا من العديد من القادة العسكريين السوفييت". [77] بفضل الخبرة الطويلة في إدارة السلطة السياسية ، لم يغب ستالين أبدًا عن الدور المركزي لاقتصاد الحرب ، كما أنه يساهم في تقوية مقاومة الاتحاد السوفيتي بنقل صناعة الحرب إلى الداخل: يكاد يكون من المستحيل المبالغة في تقدير أهمية هذا المشروع ". [78]  [79]أخيرًا ، أولى الزعيم السوفييتي اهتمامًا كبيرًا للبعد الأخلاقي والسياسي للحرب. في هذا المجال ، كان لديه "أفكار غير تقليدية تمامًا" ،  [80] كما يتضح من القرار "الشجاع وبعيد النظر" للاحتفال بالذكرى السنوية لثورة أكتوبر في 7 نوفمبر 1941 في موسكو المحاصرة والمضايقة من قبل العدو النازي. [81] في الختام ، يمكن القول أنه فيما يتعلق بضباط الجيش المحترفين ودائرته الداخلية ، "أظهر ستالين العقليه الأكثر شمولية". [82]يمكننا أن نضيف أنها عقلية لا تهمل أيًا من أصغر جوانب حياة الجنود ومعنوياتهم: "علم أن السجائر قد نفذت" ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى قدرته على التعامل مع "عبء العمل الشاق ، خلال معركة ستالينجراد ، وجد وقتًا للاتصال بأكاكي مجيلادزه ، رئيس حزب أبخازيا ، حيث كان التبغ يزرع: "جنودنا ليس لديهم ما يدخنونه! التبغ ضروري للغاية في الجبهة الأمامية! " 

في تقييمهما الإيجابي لستالين كقائد عسكري ، يذهب المؤلفان البريطاني والأمريكي إلى أبعد من ذلك. بينما يشدد خروتشوف على النجاحات الأولية الساحقة للفيرماخت ، فإن أول المذكورين أعلاه يشير إلى هذه الحقائق نفسها بعبارات مختلفة تمامًا: ليس من المفاجئ أن يكون "أكبر غزو في التاريخ العسكري" قد حقق نجاحات أولية ؛ ومع ذلك ، فإن رد فعل الجيش الأحمر بعد الضربات المدمرة من قبل الغزو الألماني في يونيو 1941 كان "أعظم سلاح شهده العالم على الإطلاق". [84] الباحث الثاني ، وهو أستاذ في الأكاديمية العسكرية الأمريكية ، يرسم تقييمًا شاملاً يفسر المدة الطويلة للصراع ، والاهتمام الذي يُعطى للخلف والجبهة ، والجوانب الاقتصادية والسياسية ، فضلاً عن جوانب البعد العسكري للحرب. إنه يتحدث عن ستالين باعتباره "استراتيجيًا عظيمًا" ، وفي الواقع "أول استراتيجي حقيقي في القرن العشرين". [85] وجد هذا الحكم العام اتفاقًا تامًا مع الباحث البريطاني المذكور سابقًا ، والذي تُعرِّف أطروحته الأساسية ، المُلخَّصة في غلاف كتابه ، ستالين بأنه "أعظم قائد عسكري في القرن العشرين". [86]يمكن للمرء ، بالطبع ، مناقشة أو تحديد مثل هذه الأحكام الممتعة ؛ ومع ذلك ، تظل الحقيقة ، على الأقل فيما يتعلق بالحرب ، أن الصورة التي رسمها خروتشوف فقدت كل مصداقيتها.
خاصة لأنه في لحظة المحاكمة بالنار ، أثبت اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أنه مستعد للغاية من وجهة نظر أساسية أخرى. لنتشاور مرة أخرى مع غوبلز ، الذي يشرح التحديات غير المتوقعة لعملية بربروسا ، ويشير إلى عامل آخر إلى جانب القوة العسكرية للعدو:

كان من المستحيل تقريبًا على جواسيسنا و معتمدينا اختراق الداخل السوفيتي. لم نتمكن من الحصول على صورة دقيقة. بذل البلاشفة جهدا كبيرا لخداعنا. لم يكن لدينا أي فكرة عن أسلحتهم ، وخاصة أسلحتهم الثقيلة. كان الأمر على عكس فرنسا تمامًا ، حيث كنا نعرف كل شيء مقدمًا ، ولا يمكن أن نتفاجأ بأي شكل من الأشكال. [87]

الافتقار إلى "الفطرة السليمة" و "الترحيل الجماعي لجميع السكان

بصفته مؤلفًا لكتاب في عام 1913 من شأنه أن يكسبه التقدير كمنظّر في المسألة القومية ،  [88] وكمفوض الشعب للقوميات بعد فترة وجيزة من ثورة أكتوبر ، قام ستالين بمهامه بطريقة حصل على الاعتراف من شخصيات متنوعة مثل ارندت و دي غاسبيري. أدت أفكاره حول المسألة القومية أخيرًا إلى مقال عن علم اللغة يهدف إلى إثبات أنه بعيدًا عن الاختفاء نتيجة للإطاحة بطبقة اجتماعية معينة ، تتمتع لغة الأمة باستقرار ملحوظ ، تمامًا مثل الأمة التي تعبر عن نفسها بها تتمتع باستقرار ملحوظ. [89]سيساهم هذا المقال أيضًا في ترسيخ سمعة ستالين كمنظر للمسألة الوطنية. حتى في عام 1965 ، على الرغم من أنه في سياق الإدانة القوية لستالين ، فإن لويس ألتوسير سينسب إليه ميزة معارضة "حماس أولئك الذين كانوا يبذلون جهودًا مضنية لإثبات أن اللغة بنية فوقية". بفضل هذه "الصفحات القليلة البسيطة" - سيستنتج الفيلسوف الفرنسي - "يمكننا أن نرى أن هناك حدودًا لاستخدام معيار الطبقية ." [90] في حملة عام 1956 لنزع الشرعية عنه وتصفيته ، لم يفشل خروتشوف في استهداف والسخرية من سمعة ستالين كمنظر وسياسي أولى اهتمامًا خاصًا للمسألة القومية. في إدانة "عمليات الترحيل الجماعي لأمم بأكملها" ، يعلن التقرير السري :

لا يوجد أي ماركسي لينيني ، ولا إنسان يتمتع بالفطرة السليمة يمكنه فهم كيف يمكن جعل قومية بأكملها مسؤولة عن النشاط العدائي ، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والشيوعيين والكومسومول [الشباب الشيوعي] ، واستخدام القمع الجماعي ضدهم ، و تعريضهم للبؤس والمعاناة بسبب الأعمال العدائية للأفراد أو مجموعات الأشخاص. [91]

إن رعب العقاب الجماعي والترحيل المفروض على السكان المشتبه في افتقارهم إلى الولاء الوطني أمر لا يرقى إليه الشك. و لكن للأسف ، بعيدًا عن كونها أعمالًا معزولة جنونية لفرد واحد، فإن هذه الممارسة ميزة عميقة لحرب الثلاثين عامًا الثانية ،  [92] بدءًا من روسيا القيصرية التي ، على الرغم من تحالفها مع الغرب الليبرالي ، تشهد "موجة من الترحيلات" " بأبعاد غير معروفة سابقا في أوروبا "خلال الحرب العالمية الأولى ، تم فيها ترحيل حوالي مليون شخص (معظمهم من أصل يهودي أو جرماني). [93] عدديا اقل ، ولكن اكثر أهميةبكثير، هو المدى الذي تم خلال الحرب العالمية الثانية ترحيل الأمريكيين من أصل ياباني وسجنهم في معسكرات الاعتقال (يشار إليها دائمًا باسم "معسكرات الاعتقال"). على الرغم من أن جغرافية الولايات المتحدة قدمت وضعًا جيو سياسيًا أكثر ملاءمة من وضع الاتحاد السوفيتي ، و لكن فرانكلين دي روزفلت لا يجنب النساء ولا الأطفال الترحيل و الحجز. على أي حال ، بعد معركة ميدواي عام 1942 ، لم يعد بإمكان المرء التحدث عن ضرورات الأمن العسكري. ومع ذلك ، لا يزال الأمريكيون من أصل ياباني محتجزين في معسكرات الاعتقال: تم انهاء البرنامج تدريجيًا ، لم ينته البرنامج حتى منتصف عام 1946 ، أي بعد عام تقريبًا من نهاية الحرب. والأكثر تأخيرًا هو عودة مواطني أمريكا اللاتينية المنحدرين من أصل ياباني إلى الوطن: اخر من تم اطلاق سراحه من هؤلاء كان من معسكر الاعتقال في كريستال سيتي بولاية تكساس في عام 1948.[94]
بالإضافة إلى تبرير الأمن القومي لتقويض الطابور الخامس المحتمل ، تم الترويج لطرد وترحيل مجموعات سكانية بأكملها بهدف إعادة تشكيل أو إعادة تحديد المناطق الجغرافية السياسية. خلال النصف الأول من القرن العشرين ، كانت هذه الممارسة منتشرة في جميع أنحاء الكوكب. في الشرق الأوسط ، اليهود الذين فروا للتو من "الحل النهائي" يجبرون العرب والفلسطينيين على الفرار ، وفي آسيا ، يتم تقسيم جوهرة تاج الإمبراطورية البريطانية ، الهند البريطانية ، إلى الهند وباكستان عن طريق "أكبر هجرة قسرية في القرن. " [95] تقدم آسيا أيضًا مثالًا بارزًا عن طريق منطقة يديرها شخصية ، أو تدار باسم شخصية (الدالاي لاما الرابع عشر) ، الذي حصل لاحقًا على جائزة نوبل للسلام وأصبح اسمه مرادفًا لنبذ العنف: "في يوليو 1949 تم طرد جميع سكان هان في لاسا [كانوا هناك لأجيال عديدة ] من التبت "في محاولة" لمواجهة إمكانية نشاط "الطابور الخامس" بالإضافة إلى جعل تكوينها الديموغرافي أكثر تجانساً. [96]
نحن نتعامل مع ممارسة لا يتم سنها فقط في أكثر الظروف الجغرافية والسياسية والثقافية تنوعًا ، ولكن في تلك العقود التي دافعت عنها صراحة شخصيات بارزة. في عام 1938 ، صرح دافيد بن غوريون ، الأب المؤسس لإسرائيل ، قائلاً: "أنا مع الترحيل الإجباري [للفلسطينيين العرب]. لا أرى أي شيء غير أخلاقي فيه ". [97] في الواقع ، سوف يضع هذا البرنامج بالضبط موضع التنفيذ بعد عشر سنوات فقط.
لكننا هنا بحاجة إلى التركيز بشكل أساسي على أوروبا الوسطى والشرقية ، على مأساة تم الحديث عنها قليلاً ، ولكنها من حيث الحجم من بين المآسي الكبرى في القرن العشرين. إجمالاً ، أُجبر حوالي ستة عشر مليون ونصف المليون ألماني على ترك منازلهم ، و مات منهم مليونان ونصف المليون في عملية التطهير العرقي العملاقة - أو التطهير المضاد -. [98] هنا يمكن إجراء مقارنة مباشرة بين ستالين من جهة ورجال الدولة الغربيين والمؤيدين للغرب من جهة أخرى. ما هو الموقف الذي اتخذه أي منهما في تلك الحالة؟ كما هو الحال دائمًا ، نبدأ بالتأريخ الذي لا يمكن اتهامه بالتساهل مع الاتحاد السوفيتي:

ابتداءً من عام 1942 ، كانت الحكومة البريطانية هي التي شجعت على النقل الجماعي للسكان من المقاطعات الألمانية الشرقية ومن سوديتنلاند [...]. لقد كان نائب وكيل الوزارة هو الذي ذهب إلى أبعد من أي شخص آخر ، في طلب إجراء تحقيق لتحديد "ما إذا كان ينبغي على بريطانيا العظمى أن تشجع نقل الألمان من شرق بروسيا وسيليسيا العليا إلى سيبيريا". [99]

في حديثه في مجلس العموم في 15 ديسمبر 1944 ، حول "ترحيل عدة ملايين من الناس" و "الطرد التام للألمان" ، أوضح تشرشل تفكيره على النحو التالي:

الطرد هو الطريقة التي ، بقدر ما تمكنّا من رؤيته ، ستكون أكثر إرضاءً و دائمًية. لن يكون هناك خليط من السكان يسبب مشاكل لا نهاية لها ، كما كان الحال في الألزاس واللورين. سيتم إجراء مسح نظيف. لست منزعجًا من احتمال تفكيك تشابك السكان ، ولا حتى من عمليات الترحيل الكبيرة هذه ، التي أصبحت ممكنة في الظروف الحديثة أكثر مما كانت عليه من قبل. [100]

روزفلت سينضم إلى خطط الترحيل هذه في يونيو 1943 ، "في نفس الوقت تقريبًا وافق ستالين على ضغط بينيس {رئيس تشيكوسلوفاكيا } فيما يتعلق بطرد الألمان السوديت من تشيكوسلوفاكيا عند الاستعادة." [101] توصل مؤرخ أمريكي إلى الاستنتاج التالي:

عندما تعلق الأمر بمسألة الترحيل القسري للألمان ، رقص بينيس وجوتوالد وميكولاجيسك وبيروت وستالين وتشرشل على نفس النغمة. [102]

هذا الاستنتاج كافٍ بالفعل لدحض الموقف الأبيض والأسود الذي اتخذه التقرير السري.في الواقع ، على الأقل فيما يتعلق بالألمان في أوروبا الشرقية ، لم يكن ستالين هو الذي أخذ زمام المبادرة من أجل "الترحيل الجماعي لشعوب بأكملها". لا تقع المسؤولية بالتساوي على الجميع. انتهى الأمر بالمؤرخ الأمريكي نفسه الذي استشهد به للتو إلى الاعتراف بهذا. في تشيكوسلوفاكيا ، أعرب يان ماساريك {دبلوماسي تشيكوسلوفاكي }عن قناعته بأن "الألماني لا روح له [...] والكلمات التي يفهمها بشكل أفضل هي وابل من الرشاش." ولا يعتبر هذا أيضًا موقفًا منعزلاً: "حتى الكنيسة الكاثوليكية التشيكية شاركت في هذا العمل. أعلن المونسنيور بوهوميل ستاسيك ، قس فيسهراد: "مرة واحدة كل ألف عام ، يحين الوقت لتسوية الحسابات مع الألمان ، الذين هم أشرار والذين لا تنطبق عليهم وصية الرب "احب جارك"."  [103]في هذه الظروف ، يتذكر شاهد ألماني: "غالبًا ما كان علينا أن نناشد الروس لمساعدتنا ضد التشيك ، وهو ما فعلوه غالبًا ، عندما لم يكن الأمر يتعلق بمطاردة النساء". [104] لكن هناك المزيد, ننتقل مرة أخرى إلى المؤرخ الأمريكي: "في المعسكر النازي السابق في تيريزينشتات (تيريسين) ، كان الألمان المحتجزون قلقين علانية بشأن ما سيحدث لهم إذا لم يحمهم القائد الروسي المحلي من التشيك. أشار تقرير سوفييتي سري أرسل مرة أخرى إلى اللجنة المركزية في موسكو إلى أن الألمان توسلوا مرارًا وتكرارًا إلى الروس للبقاء: " إذا غادر الجيش الأحمر ، فقد انتهينا! ,نرى الآن مظاهر الكراهية للألمان. إنهم [التشيك] لا يقتلونهم ، لكنهم يعذبونهم كأنهم حيوانات برية. ينظر إليهم التشيك نظرتهم الى الحيوانات. أدت المعاملة الرهيبة على أيدي التشيك إلى اليأس. وفقًا للإحصاءات التشيكية ، انتحر 5558 ألمانيًا في عام 1946 وحده ". [105] يحدث شيء مشابه في بولندا. ختاماً:

اعتبر الألمان العسكريين السوفييت أكثر إنسانية ومسؤولية من التشيك أو البولنديين الأصليين. كان الروس يطعمون من حين لآخر أطفال ألمان جائعين ، بينما تركهم التشيك يموتون جوعاً. كانت القوات السوفيتية تمنح الألمان المنهكين من المشي من حين لآخر جولة على سياراتهم خلال رحلاتهم الطويلة للرحيل من البلاد ، بينما ينظر التشيكيون اليهم بازدراء أو لامبالاة. [106]
المؤرخ الأمريكي يعمم عندما يتحدث عن "التشيك" و "البولنديين" ، لكن روايته الخاصة تكشف أنه ليس محقًا تمامًا في القيام بذلك:

وجد الشيوعيون التشيكوسلوفاكيون - وغيرهم من الشيوعيين أيضًا - أنفسهم في موقف صعب عندما يتعلق الأمر بمسألة طرد الألمان. أثناء الحرب ، كان موقف الشيوعيين ، الذي عبر عنه جورجي ديميتروف في موسكو ، هو أن أولئك الألمان المسؤولين عن الحرب وجرائمها يجب أن يُحاكموا ويُحكم عليهم ، بينما يجب إعادة تثقيف العمال والفلاحين الألمان. [107]

في الواقع ، "في تشيكوسلوفاكيا ، وضع الشيوعيون حداً لاضطهاد الأقليات العرقية المتبقية بعد استيلائهم على السلطة في فبراير 1948." [108]
خلافا لتلميحات خروتشوف ، بالمقارنة مع القادة البرجوازيين في غرب وشرق ووسط أوروبا ، على الأقل في هذه الحالة ، فإن ستالين والحركة الشيوعية التي يقودها كانا لا يفتقران إلى "الحس السليم".
هذا ليس صدفة الحدوث. بينما قرب نهاية الحرب ، يصر ف.د. روزفلت على أنه "متعطش أكثر من أي وقت مضى لدماء الألمان" بسبب الفظائع التي ارتكبوها ،  [109] وحتى أنه يفكر ، لبعض الوقت ، في "إخصاء" مثل هؤلاء الأشخاص المنحرفين ،  [ 110] موقف ستالين مختلف تمامًا: فور إطلاق عملية بربروسا ، أعلن بالفعل أن "الحلفاء الحقيقيين" للمقاومة السوفيتية يشملون "الشعب الألماني المستعبد من قبل مضللي الهتلر". [111] البيان الذي تم الإدلاء به في فبراير 1942 مهيب بشكل خاص:

أحيانًا ما تحمل الصحافة الأجنبية مثل هذا الهراء ، حيث يسعى الجيش الأحمر إلى إبادة الشعب الألماني وتدمير الدولة الألمانية. هذه بالطبع كذبة غبية وافتراء لا معنى له ضد الجيش الأحمر. لم يكن للجيش الأحمر ولا يمكن أن يكون لديه مثل هذه الأهداف الحمقاء. هدف الجيش الأحمر هو طرد المحتلين الألمان من بلدنا وتحرير الأراضي السوفيتية من الغزاة الألمان الفاشيين. من المحتمل جدًا أن تؤدي حرب تحرير الأراضي السوفيتية إلى نفي أو تدمير زمرة هتلر. نحن نرحب بهذه النتيجة. لكن سيكون من السخف ربط زمرة هتلر بالشعب الألماني ، مع الدولة الألمانية. تشير تجربة التاريخ إلى أن أشباه هتلر يأتون ويذهبون ، لكن الشعب الألماني والدولة الألمانية باقيات. [112]

حتى المناهض للشيوعية بشدة مثل إرنست نولته مجبر على الاعتراف بأن الموقف الذي اتخذه الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بالشعب الألماني لا يحمل تلك النغمات العنصرية التي توجد أحيانًا عند القوى الغربية. [113] يمكننا أن نستنتج النقطة التالية: مهما كان توزيعها غير متساوٍ ، فقد انتشر الافتقار إلى "الحس السليم" بين القادة السياسيين في القرن العشرين.
لقد ركزت حتى الآن على عمليات الترحيل التي سببتها الحرب أو خطر الحرب ، أو إعادة تنظيم ومراجعة الجغرافيا السياسية. حتى الأربعينيات من القرن الماضي على الأقل ، كانت عمليات الترحيل في الولايات المتحدة منتشرة على نطاق واسع نتيجة للجهود التي تبذلها المراكز الحضرية لمحاولة تنفيذ السياسة المعلنة علنًا عن طريق اللافتات في المؤسسات التجارية: البيض فقط. بإلاضافة الى الأمريكيين من أصل أفريقي ، تم استهداف المكسيكيين أيضًا ، وأعيد تصنيفهم على أنهم غير بيض في تعداد عام 1930 ؛ وبالتالي "رحلت السياسة الرسمية آلاف العمال المكسيكيين وعائلاتهم ، بما في ذلك العديد من الأمريكيين المكسيكيين ، إلى المكسيك". [114] إجراءات الطرد والترحيل في المدن التي تسعى إلى أن تكون "للبيض فقط" أو "للقوقازيين فقط" ، لم تعف حتى اليهود. [115]
التقرير السري يصور ستالين على أنه استبدادي بشكل استثنائي لدرجة أنه ، في اتخاذ تدابير جماعية ضد مجموعات عرقية محددة ، لم يتردد في معاقبة الأبرياء أو حتى رفاق الحزب. هنا يتذكر المرء حالة المنفيين الألمان في فرنسا، و كان معظمهم أعداء لهتلر ، والذين تم حبسهم في معسكرات الاعتقال الفرنسية عند اندلاع الحرب ، مع الانطباع بأنهم هناك " pour crever" [محكومون بالموت] . [116] إن سوء المعاملة المقززه، بعد انتهاء الحرب ، التي مارسها الأمريكيون ضد السجناء الألمان ، والتي تم توثيقها في ذلك الوقت من قبل المؤرخ الكندي جيمس باك ، ولم يعترف بها في وقت لاحق إلا على مضض الإدعاء العام في ادارة الجنرال دوايت دي أيزنهاور. [117]كشفت الدراسات الحديثة عن تفاصيل محددة للغاية. لأقتصر على مثال واحد: قررت لجنة أمريكية في ذلك الوقت أنه "من بين 139 حالة فحصوها ، تم تحطيم خصيتي 137 بشكل دائم من خلال ركلات تم توجيهها من قبل فريق التحقيق الأمريكي في جرائم الحرب  " [118] يبحث المرء عبثًا في خطاب خروتشوف عن أي محاولة في التحليل المقارن لانه لن يجده.
هدفه هو اثارة موضوعين كانا حتى ذلك الحين سائدين ليس فقط في الدعاية الرسمية ولكن أيضًا في الصحافة الدولية والرأي العام: تحويل القائد العظيم -الذي ساهم بشكل حاسم في إبادة الرايخ الثالث - إلى هاوٍ أحمق يعاني من مشاكل في قراءة خريطة العالم ؛ و ان المنظر البارز للمسألة القومية ثبت أنه يخلو حتى من اوليات "الحس السليم". جميع الأوسمة التي تم منحها حتى الآن لستالين كانت بفضل
عبادة الشخصية التي يجب الآن القضاء عليها مرة واحدة وإلى الأبد.

عبادة الشخصية في روسيا من كيرينسكي إلى ستالين

إن شجب عبادة الشخصية هو محور كلام خروتشوف. لكن ما يغيب عن التقرير هو السؤال الذي يجب أن يبدو إلزاميًا: هل نواجه غرور أو نرجسية زعيم سياسي فردي ، أم ظاهرة ذات طابع أكثر عمومية تترسخ في سياق موضوعي محدد؟ قد يكون من المثير للاهتمام قراءة الملاحظات التي أدلى بها بوخارين أثناء وجوده في الولايات المتحدة ، حيث أنهوا الاستعدادات لدخولهم في الحرب العالمية الأولى:

من أجل تعظيم الاستعدادات للتدخل العسكري ، أصبحت الدولة نفسها منظمة عسكرية تحت قيادة ديكتاتور. هذا الدكتاتور هو الرئيس ويلسون. أعطيت له سلطات الطوارئ. لديه قوة مطلقة تقريبا. والجهود جارية لتشجيع الناس على الخضوع لهذا "الرئيس العظيم" ، كما هو الحال في الإمبراطورية البيزنطية القديمة حيث كانوا يؤلهون ملكهم. [119]

في حالات الأزمات الحادة ، غالبًا ما يقترن إضفاء الطابع الشخصي على السلطة مع تبجيل القائد الذي يمسك بزمام السلطة. عندما وصل إلى فرنسا في ديسمبر 1918 ، تم الترحيب بويلسون كمنقذ ، وتمت مقارنة خطابه ذي الأربع عشرة نقطة بالوعظة على الجبل {للمسيح}. [120]
تستحق التطورات السياسية التي حدثت في الولايات المتحدة بين الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية النظر بشكل خاص. بعد أن صعد إلى السلطة مع الوعد بعلاج الكساد الاجتماعي والاقتصادي المقلق للغاية ، استمر ف.د. روزفلت في الفوز بأربع انتخابات متتالية (على الرغم من وفاته في بداية ولايته الرابعة) - وهي حالة فريدة في التاريخ الأمريكي. بصرف النظر عن طول مدة هذه الرئاسة ، فإن ما هو غير عادي هو الآمال والتوقعات التي تحيط بها. تتحدث الشخصيات البارزة عن "ديكتاتور وطني" وتدعو الرئيس الجديد لإظهار كل قوته: "ماذا تفعل الديمقراطية في الحرب؟ تصبح طاغية و مستبد وملكًا حقيقيًا. في الحرب العالمية أخذنا دستورنا و وضعناه على الرف وتركناه هناك حتى ينتهي الحرب. "استمرار الوضع الطارئ يطالبنا بان لا نسمح للمحاذير القانونية المفرطة ان تعرقلنا. إن القائد الجديد للأمة مدعو أن يكون ، وسرعان ما يتم تعريفه على أنه "شخص من العناية الإلهية" ، أي على حد تعبير الكاردينال أوكونيل: "رجل مرسل من الله". يكتب الشخص العادي إلى ف.د. روزفلت ويعبر عن نفسه بعبارات أكثر تأكيدًا ، موضحًا أنهم ينظرون إليه "كما ينظرون إلى الله تقريبًا" ، ويأملون في "الفرصة الأولى لنحت اسمه في قاعات الخالدين بجانب اسم يسوع المسيح ". [121] بعد دعوته للتصرف كديكتاتور أو شخص مختار ، يستخدم الرئيس الجديد سلطته التنفيذية على نطاق واسع منذ الساعات الأولى من ولايته. في خطاب تنصيبه يطالب "بسلطة تنفيذية واسعة لشن حرب ضد الوضع الطارئ بقدر القوة التي ستمنح لي إذا تعرضنا للغزو من قبل عدو أجنبي". [122]مع اندلاع الأعمال العدائية في أوروبا ، حتى قبل بيرل هاربور ، بدأ ف.د. روزفلت ، بمبادرة منه ، في جر البلاد إلى الحرب إلى جانب بريطانيا ؛ بعد ذلك ، بأمر تنفيذي من جانب واحد ، يفرض الحبس في معسكرات الاعتقال لجميع المواطنين الأمريكيين من أصل ياباني ، بما في ذلك النساء والأطفال. إنها رئاسة ، في نفس الوقت الذي تتمتع فيه بتأييد شعبي واسع ، لكنها مع ذلك متهمة بأنها "شمولية" ، أولاً خلال فترة الكساد الكبير (لائحة اتهام وجهها ، بشكل ملحوظ ، الرئيس السابق هربرت هوفر) ،  [123] وخاصة في في الفترة التي سبقت دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية (عندما اتهم السناتور بيرتون ك. ويلر ف.د. روزفلت بممارسة سلطة دكتاتورية وتعزيز "شكل شمولي للحكومة"). [124] على الأقل من وجهة نظر خصوم الرئيس ، عبرت الشمولية وعبادة الشخصية اليهم من فوق المحيط الأطلسي.
من المسلم به أن الظاهرة التي نحقق فيها هنا (إضفاء الطابع الشخصي على السلطة وعبادة الشخصية المرتبطة بها) موجودة فقط في شكل جنيني في أمريكا ، التي تحميها المحيط من أي محاولة غزو وبتقاليد سياسية مختلفة تمامًا عن التقاليد الروسية. يجب تركيز الاهتمام على هذا البلد {روسيا}. تأمَّل الأحداث التي وقعت بين فبراير وأكتوبر من عام 1917 ، قبل صعود البلاشفة إلى السلطة، مدفوعًا بغروره الشخصي ، وأيضًا برغبته في استقرار الوضع ، نجد أن كيرينسكي بدأ في "تقديم نفسه على غرار نابليون"، يتفقد القوات "بيده مطوية في مقدمة سترته" ؛ في غضون ذلك ، "وقف تمثال نصفي للإمبراطور الفرنسي على مكتبه في وزارة الحرب". نتائج هذا الأداء لا تستغرق وقتًا طويلاً [125] ،في الفترة التي سبقت الهجوم الصيفي الذي كان من المفترض أن يقلب حظوظ الجيش الروسي ، وصلت العبادة المخصصة لكرينسكي (في دوائر معينة) إلى ذروتها:

في كل مكان تم الترحيب به كبطل. حمله الجنود على الكتف ، ورشقوه بالزهور وألقوا بأنفسهم عند قدميه. شاهدَتْ ممرضة إنجليزية بدهشة وهم "يقبلوه ، و يقبلون زيه العسكري ، وسيارته ، والأرض التي سار عليها. كان كثير منهم على ركبهم يصلّون. كان الآخرون يبكون ". [126]

من الواضح أنه ليس من المنطقي أن نلوم ، كما يفعل خروتشوف ، نرجسية ستالين كسبب لتضخم عبادة الشخصية بعد فترة معينة في الاتحاد السوفيتي . في الواقع ، عندما يقترح كاجانوفيتش استبدال مصطلح الماركسية - اللينينية ، بالماركسية - اللينينية - الستالينية ، يجيب القائد الذي وجه له التعظيم: "تريد مقارنة عير بمنارة". [127] يبدو ستالين أكثر تواضعًا عند مقارنته بكرينسكي، وهذا ما يؤكده الموقف الذي يتخذه عند انتهاء الحرب التي خاضها بالفعل وانتصر فيها ، وليس فقط في خياله كما في حالة الزعيم المنشفي الذي كان مولعًا بأوضاع نابليون. مباشرة بعد موكب النصر ، تواصلت مجموعة من المارشالات مع مولوتوف ومالينكوف: اقترحوا عليهما إحياء ذكرى الانتصار الذي تحقق في الحرب الوطنية العظمى من خلال تقديم لقب "بطل الاتحاد السوفيتي" إلى ستالين ، الذي مع ذلك يرفض العرض. [128]كما سعى الزعيم السوفيتي إلى الهروب من المبالغات الخطابية بمناسبة مؤتمر بوتسدام: "أمضى كل من تشرشل وترومان وقتهما في المشي بين أنقاض برلين. لم يظهر ستالين مثل هذا الاهتمام. دون لفت الانتباه ، وصل بالقطار ، وأمر جوكوف بإلغاء أي حفل ترحيب مع فرقة عسكرية وحرس شرف ". [129] بعد أربع سنوات ، عشية عيد ميلاده السبعين ، جرت محادثة في الكرملين تستحق الاهتمام :

[ستالين] يستدعي مالينكوف ويخبره: 
"لا تفكر أبدًا في تكريمي بـ" نجمة "مرة أخرى." 
"لكن رفيق ستالين ، في ذكرى مثل هذه؟ لن يفهم الشعب . 
"الأمر لا يعود للشعب. لا أريد المجادلة. لا مبادرة شخصية! افهمنى؟" 
"بالطبع رفيق ستالين. ومع ذلك ، يعتقد أعضاء المكتب السياسي… ” 
قاطع ستالين مالينكوف وأعلن انتهاء المناقشة. [130]

بطبيعة الحال ، يمكن للمرء أن يجادل في أنه في هذه الظروف يلعب الحساب السياسي دورًا أكثر أو أقل أهمية (وسيكون من الغريب للغاية إذا لم يفعل ذلك) ؛ إنها حقيقة ، مع ذلك ، أن الغرور الشخصي لم ينتصر. يلعب الغرور دورًا أقل عندما تكون القرارات السياسية أو العسكرية على المحك: على مدار الحرب العالمية الثانية ، حث ستالين زملائه على عدم تلطيف الكلمات. إنه يجادل بنشاط بل ويقاتل مع مولوتوف ، الذي بدوره ، مع حرصه على عدم التشكيك في التسلسل الهرمي ، يواصل التمسك برأيه. بناءً على شهادة الأدميرال نيكولاي كوزنتسوف ، فإن القائد الأعلى "أحب الأشخاص الذين لديهم وجهة نظر خاصة بهم ولم يخشوا الدفاع عنها". [131]
في نهاية المطاف ، أدت محاولة خروتشوف لتحميل ستالين المسؤولية عن الكوارث التي ضربت الاتحاد السوفيتي إلى نتائج عكسية. بعيدًا عن القضاء على عبادة الشخصية ، ينجح فقط في تحويلها إلى عبادة سلبية. في مواجهة أكثر الفصول مأساوية في تاريخ الاتحاد السوفيتي - الإرهاب والتطهير الدموي الذي انتشر على نطاق واسع ولم يسلم منه الحزب الشيوعي نفسه - يصغر التقرير السري الواقع إلى مسألة تعطش للسلطة و البارانويا، وبالتالي فرضية أن الأمة بأكملها يمكن اختزالها إلى شخصية واحدة ، و هي تظل {فرضية } غير مقنعة.

دومينيكو لوسوردو (1941-2018)
كان فيلسوفا ماركسيًا يدرس كأستاذ للفلسفة في جامعة أوربينو بإيطاليا. من المشاركين في (إعادة تأسيس ) الحزب الشيوعي الايطالي PCI، ألّف العديد من الكتب باللغات الإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية. باللغة الإنجليزية ، نشر كتاب هيجل وحرية الحديثين ، وهايدجر وأيديولوجيا الحرب ، والليبرالية .

الترجمة من الانجليزية الى العربية دلير زنكنة

المصدر:
الفصل الاول من كتاب ستالين: تاريخ و نقد اسطورة سوداء ، Stalin: History and Critique of a Black Legend( ترجمة غير رسمية و ليست من الأصلية الايطاليه ). من البرتغاليه الى الانكليزية ديفيد فيريرا و اخرون.

ملاحظات
1. Khrushchev N. (1956), Speech to 20th Congress of the C.P.S.U.
2. Deutscher I. (1956), Khrushchev on Stalin.
3. Khrushchev N. (1956), Speech to 20th Congress of the C.P.S.U.
4. Khrushchev N. (1956), Speech to 20th Congress of the C.P.S.U.
5. Khrushchev N. (1956), Speech to 20th Congress of the C.P.S.U.
6. Zubkova E. (2015), Russia After The War: Hopes, Illusions, And Disappointments, 1945-1957, Routledge, Oxon-New York, p. 185-6. 
7. Trotsky L. D. (1940), Stalin, ch. VII.
8. Trotsky L. D. (1940), Stalin, ch. V.
9. Trotsky L. D. (1940), Stalin, ch. XI. [From Obscurity To The Triumvirate: Did Stalin Poison Lenin?] 
10. Trotsky L. D. (1940), On the War and the Soviet-Nazi Pact.
11. Hoffman J. (2001), Stalin’s War of Extermination 1941-1945, translated by William Deist, Theses & Dissertations Press, Alabama, p. 33. 
12. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf (trad. ted.), pp. 500-4. 
13. Knight A. (1993), Beria: Stalin’s First Lieutenant, Princeton University Press, New Jersey, p. 111. 
14. Medvedev Ž. A., Medvedev R. A. (2003), The Unknown Stalin, I.B. Tauris & Co. Ltd., London-New York, pp. 231-2. 
15. Montefiore S. S. (2004), Stalin: The Court of the Red Tsar, Phoenix, London, p. 373.
16. Dimitrov G. (2003), The Diary of Georgi Dimitrov, 1933–1949, Yale University Press, New Haven-London, p. 166-7 (22 June 1941). 
17. Broekmeyer M. J., Broekmeyer M. (2004), Stalin, the Russians, and Their War, The University of Wisconsin Press, Wisconsin, pp. 21-2. — The Broekmeyers are not originally cited by Losurdo. Quotations below, in the original Italian, have Stalin and Dimitrov using the term “enslavement,” but the English edition of Dimitrov’s diary softens it to “subjection.” I introduced the Dutch-to-English translation from the Broekmeyers to justify adhering to the original. 
18. Dimitrov G. (2003), The Diary of Georgi Dimitrov, 1933–1949, Yale University Press, New Haven-London, p. 159-60 (22 June 1941). 
19. Dimitrov G. (2003), The Diary of Georgi Dimitrov, 1933–1949, Yale University Press, New Haven-London, p. 163 (12 May 1941). 
20. Roberts G. (2006), Stalin’s Wars. From World War to Cold War, 1939-1953, Yale University Press, New Haven-London, p. 7. 
21. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, p. 1620.  — »Stalins Rede findet in England und USA enorme Bewunderung.« (1941-07-05). 
22. In Butler S. (curator) (2005), My Dear Mr. Stalin. The Complete Correspondence of Franklin Delano Roosevelt and Joseph V. Stalin, Yale University Press, New Haven-London, pp. 71-2. 
23. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, p. 1590. — »Der ganze Staatsund Mili tärapparat wird mobil gemacht. […] Jetzt setzt die erste große Tarnungswelle ein. […] 14 Divisionen werden nach dem Westen transportiert.« 
24. Wolkow W. K. (2003), Stalin wollte ein anderes Europa. Moskaus Außenpolitik 1940 bis 1968 und die Folgen, Edition Ost, Berlin, p. 111. 
25. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1594-5, 1597. — »Die englischen Sender erklären schon, unser Auf marsch gegen Rußland sei lauter Bluff, hinter dem wir unsere Inva sionsvorbereitungen zu verstecken suchten.« 
26. Besymenski L. (2003), Stalin und Hitler. Das Pokerspiel der Diktatoren, Aufbau, Berlin (trad. ted.), pp. 422-5. 
27. Costello J. (1991), Ten Days to Destiny. The Secret Story of the Hess Peace Initiative and British Efforts to Strike a Deal with Hitler, Morrow, New York, pp. 438-9. 
28. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, p. 1599. — »Im Allgemeinen glaubt man noch an Bluff oder Erpressungsversuch.« 
29. Roberts G. (2006), Stalin’s Wars. From World War to Cold War, 1939-1953, Yale University Press, New Haven-London, p. 35. 
30. Wolkow W. K. (2003), Stalin wollte ein anderes Europa. Moskaus Außenpolitik 1940 bis 1968 und die Folgen, Edition Ost, Berlin, p. 110. 
31. See also: Emersberger J. (2022), Mein Kampf: Hitler’s Love Letter to Western Imperialism.  — R. D. 
32. Costello J. (1991), Ten Days to Destiny. The Secret Story of the Hess Peace Initiative and British Efforts to Strike a Deal with Hitler, Morrow, New York, pp. 436-7. 
33. Kershaw I. (2000), Hitler 1936-1945: Nemesis, Penguin, UK, p. 359.
34. Kershaw I. (2000), Hitler 1936-1945: Nemesis, Penguin, UK, p. 365.
35. Ferro M. (2008), Ils étaient sept hommes en guerre. 1918-1945. Histoire parallèle, Perrin, Paris, p. 115. 
36. Kershaw I. (2000), Hitler 1936-1945: Nemesis, Penguin, UK, p. 366.
37. In September 1938 Germany, Britain, France, and Italy signed the “Munich Agreement,” formally supporting an openly ethnonationalist Germany’s annexation of the Sudetenland region of Czechoslovakia and its 3 million inhabitants. — R. D. 
38. Besymenski L. (2003), Stalin und Hitler. Das Pokerspiel der Diktatoren, Aufbau, Berlin (trad. ted.), pp. 380-6 (e in particolare p. 384). — »1870 haben die Deutschen die Franzosen geschlagen. Warum? Weil sie nur an einer Front gekämpft haben. Die Deutschen haben 1916/17 Rückschläge erlitten. Warum? Weil sie an zwei Fronten gekämpft haben.« 
39. Roberts G. (2006), Stalin’s Wars. From World War to Cold War, 1939-1953, Yale University Press, New Haven-London, pp. 66-9. 
40. Ferro M. (2008), Ils étaient sept hommes en guerre. 1918-1945. Histoire parallèle, Perrin, Paris, p. 64. — « insignifiantes ». 
41. Beneš E. (1954), Memoirs: From Munich to New War and New Victory, Allen, London, p. 151.
42. Gardner L. C. (1993), Spheres of Influence. The Great Powers Partition Europe, from Munich to Yalta, Dee, Chicago, pp. 92-3. 
43. Liddel Hart B. H. (1991), Strategy, Meridian, New York, p. 240. 
44. Liddel Hart B. H. (1991), Strategy, Meridian, New York, p. 242-4. 
45. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1601, 1609. — »Wohl der gewaltigste, den die Geschichte je gesehen hat. […] Größter Aufmarsch der Weltgeschichte.« 
46. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1601-2. — »Wir stehen vor einem Siegeszug ohnegleichen […]. Ich schätze die Kampfkraft der Russen sehr niedrig ein, noch niedriger als der Führer. Wenn eine Aktion sicher war und ist, dann diese.« 
47. Fest J. C. (1973), Hitler. Eine Biographie, Ullstein, Frankfurt a.M.-Berlin-Wien, p. 878. 
48. Ferro M. (2008), Ils étaient sept hommes en guerre. 1918-1945. Histoire parallèle, Perrin, Paris, p. 189. — « Autre surprise, le 25 juin, lors du premier raid sur Moscou, la défense antiaérienne se révèle d’une telle efficacité que la Luftwaffe devra dès lors se cantonner à des raids nocturnes en effectifs réduits ». 
49. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, p. 1619. — »Insgesamt wird sehr hart und erbittert gekämpft. Von einem Spaziergang kann keine Rede sein. Das rote Regime hat das Volk mobilgemacht.« 
50. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1639-40. — »Wir dürfen uns keinem Zweifel hingeben über die Tatsache, daß das bolschewistische Regime, das fast ein Vierteljahrhundert besteht, seine tiefen Spuren in den Völkern der Sowjet-union- hinterlassen hat. […] Es wäre also richtig, wenn wir das deutsche Volk ganz eindeutig auf[!] die Härte des im Osten sich abspielenden Kampfes ins Bild setzten. Man muß der Nation sagen, daß diese Operation sehr schwierig ist, daß wir sie aber überstehen können und auch überstehen werden.« 
51. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, p. 1645. — »Im Führerhauptquartier […] Man gibt auch offen zu, daß man sich in der Einschätzung der sowjetischen Kampfkraft etwas geirrt hat. Die Bolschewisten zeigen doch stär keren Widerstand, als wir vermuteten, und vor allem die materiel len Mittel, die ihnen dabei zur Verfügung stehen, sind größer, als wir angenommen haben.« 
52. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1656-8. — »Der Führer ist innerlich über sich sehr ungehalten, daß er sich durch die Berichte aus der Sowjet-union- so über das Potential der Bolschewi ken hat täuschen lassen. Vor allem seine Unterschätzung der feind lichen Panzer- und Luftwaffe hat uns in unseren militärischen Operationen außerordentlich viel zu schaffen gemacht. Er hat darunter sehr gelitten. Es handelte sich um eine schwere Krise. […] Die bis herigen Feldzüge waren demgegenüber fast Spaziergänge. […] Um den Westen macht der Führer sich keine Sorgen. […] Wir haben in unserer deutschen Gründlichkeit und Objektivität den Gegner immer überschätzt mit Ausnahme in diesem Falle die Bolschewisten.« (1941-08-19). 
53. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1665-6. — »Wir eben das bolschewistische Potential ganz falsch eingeschätzt haben […]« (1941-09-16). 
54. Liddel Hart B. H. (1991), Strategy, Meridian, New York, p. 242-4. 
55. Hillgruber A. (1991), La distruzione dell’Europa, il Mulino, Bologna, p. 354. 
56. Riportato in Hillgruber A. (1991), La distruzione dell’Europa, il Mulino, Bologna, pp. 358-60. 
57. Hillgruber A. (1991), La distruzione dell’Europa, il Mulino, Bologna, pp. 372, 369. 
58. Medvedev Ž. A., Medvedev R. A. (2003), The Unknown Stalin, I.B. Tauris & Co. Ltd., London-New York, pp. 216. 
59. In Butler S. (curator) (2005), My Dear Mr. Stalin. The Complete Correspondence of Franklin Delano Roosevelt and Joseph V. Stalin, Yale University Press, New Haven-London, pp. 41. 
60. Webb B. (1982-85), The Diaries of Beatrice Webb, p. 591-2. (8 August 1941)
61. Klemperer V. (1988), I Will Bear Witness: The Diaries of Victor Klemperer, 1933-1941, Random House, New York, p. 418. (13 July 1941)
62. Medvedev Ž. A., Medvedev R. A. (2003), The Unknown Stalin, I.B. Tauris & Co. Ltd., London-New York, pp. 216, 223. 
63. Hitler A. (1965), Reden und Proklamationen 1952-1945 (1962-63), Süddeutscher Verlag, München, p. 1682. — »Problem des russischen Raumes: Unendliche Weite des Raumes macht Konzentration auf entscheidende Punkte notwendig.« (1941-03-30). 
64. Hitler A. (1989), Tischgespräche, Ullstein, Frankfurt a.M.-Berlin, p. 70.  — »Es hat in der Weltgeschichte bislang nur drei Vernichtungsschlachten gegeben: Cannae, Sedan und Tannenberg. Wir können stolz darauf sein, dass zwei davon von deutschen Heeren erfochten wurden.« (1941-09-10). 
65. Hitler A. (1980), Monologe im Führerhauptquartier 1941-1944, Albrecht Knaus, Hamburg, p. 46. — »Muß die russische Kriegsvorbereitung als phantastisch bezeichnet werden.«
66. Liddel Hart B. H. (1991), Strategy, Meridian, New York, pp. 232, 228, and 223. 
67. Werth N. (2007), La terreur et Le désarroi. Stalin et son système, Perrin, Paris, pp. 352, 359-60. 
68. Irving D. (2001), La guerra di Hitler, Settimo Sigillo, Roma, p. 457. 
69. Tucker R. C. (1990), Stalin in Power. The Revolution from Above, 1928-1941, Norton, New York-London, pp. 97-8. 
70. Stalin J. V. (1931), New Conditions — New Tasks in Economic Construction.
71. Stalin J. V. (1934). Report to the Seventeenth Party Congress on the Work of the Central Committee of the C.P.S.U.(B.)
72. Trotsky L. D. (1936), The Revolution Betrayed, ch. 8.5.
73. Irving D. (2002), Hitler’s War and The War Path, Focal Point Publications, London, p. 463. 
74. Hitler A. (1980), Monologe im Führerhauptquartier 1941-1944, Albrecht Knaus, Hamburg, p. 366.  — »Daß der allgemeine Lebensstandard sich gehoben hat, daran ist kein Zweifel. Hunger haben die Menschen nicht gelitten. Alles in allem gesehen, muß man sagen: Die haben Fabriken hier gebaut, wo vor zwei Jahren noch unbekannte Bauerndörfer waren, Fabriken, die die Größe der Hermann-Göring-Werke haben. Sie haben Eisenbahnen, die sind gar nicht eingezeichnet auf der Karte.« (1942-08-26). 
75. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 501. — »Stalin, das Politbüro und die Volkskommissariate suchten einen Ausweg. Sie verlangten einen gigantischen Kraftakt der Sowjetbürger. Die Rüstungsfabriken wurden auf kriegswirtschaftliche Bedingungen umgestellt. […] In den letzten Jahren vor dem Krieg war auf Vorschlag Wosnessenskis der Umfang der Investitionen in Objekte der Verteidigungsindustrie im Osten des Landes stark gewachsen. […] Stalin beauftragte Andrejew, sich mit dieser Frage in Vorbereitung eines ZK-Plenums zu befassen. Das Plenum fand Ende Mai 1939 statt.« (18.89). 
76. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 570. — »Durch die harte Praxis des militärischen Alltags erlernte Stalin allmählich die Grundsätze der Strategie.« (20.95). 
77. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 641. — »Ich sage es -dir-ekt: Was Stalins Denken anbelangt, so war es auf einzelnen Gebieten höher entwickelt als das vieler sowjetischer Militärführer.« (22.101). 
78. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 501. — »Selbstverständlich beschäftigte sich Stalin mit diesen Fragen nicht allein wegen seiner Neigung zu allem Militärischen. Er verstand, dass die politische Macht und die internationale Autorität seines Landes nicht nur durch wirtschaftliche, sondern auch durch militärische Faktoren bestimmt wurde. Seit der zweiten Hälfte der dreißiger Jahre machte er sich außerdem Sorgen wegen des Anwachsens der faschistischen Gefahr und der imperialistischen Bedrohung im Westen und im Osten.« (15.290). 
79. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, pp. 570-2. — »Aber bis zum Januar 1942 gelang es dann, 1523 Industriebetriebe zu verlegen, darunter waren 1360 Rüstungsbetriebe. Es ist kaum möglich, die Bedeutung dieser Leistung zu überschätzen.« (20.111). 
80. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 644. — »Stalin ganz ungewöhnliche Ideen […].« (22.122). 
81. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 597. — »Diese Entscheidung war mutig und weitsichtig […].« (21.32). 
82. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf, p. 641. — »Wenn man so sagen kann, legte Stalin ein mehr universelles Denken an den Tag.« (22.102). 
83. Montefiore S. S. (2004), Stalin: The Court of the Red Tsar, Phoenix, London, p. 450.
84. Roberts G. (2006), Stalin’s Wars. From World War to Cold War, 1939-1953, Yale University Press, New Haven-London, pp. 81, 4. 
85. Schneider J. J. (1994), The Structure of Strategic Revolution: Total War and the Roots of the Soviet Warfare State, Presidio, Novato (Ca), pp. 278-9, 232. 
86. Stalin’s Wars on GoodReads.
87. Goebbels J. (1992), Tagebücher, Piper, München-Zürich, pp. 1656-8. — »Es warja auch unseren Vertrauensmännern und Spionen kaum möglich, in das Innere der Sowjet-union- vorzudringen. Sie konnten ja kein genaues Bild gewin nen. Die Bolschewisten sind -dir-ekt darauf ausgegangen, uns zu täu schen. Wir haben von einer ganzen Anzahl ihrer Waffen, vor allem ihrer schweren Waffen, überhaupt keine Vorstellung besessen. Ganz im Gegensatz zu Frankreich, wo wir so ziemlich alles gewußt haben und deshalb auch in keiner Weise überrascht werden konn ten.« (1941-08-19). 
88. Stalin J. V. (1913), Marxism and the National Question.
89. Stalin J. V. (1950), Marxism and Problems of Linguistics.
90. Althusser L. (1967), For Marx.
91. Khrushchev N. (1956), Speech to 20th Congress of the C.P.S.U.
92. Losurdo is fond of using this term for the wars in Europe from 1914 to 1945. 
93. Graziosi A. (2007), L’URSS di Lenin e Stalin. Storia dell’-union-e Sovietica 1914-1945, il Mulino, Bologna, pp. 70-1. 
94. In Annett K. (a cura di) (2001), Hidden from History. The Canadian Holocaust, The Truth Commission into Genocide in Canada, Vancouver, p. 6. 
95. Torri M. (2000), Storia dell’India, Laterza, Roma-Bari, p. 617. 
96. Grunfeld A. T. (1996), The Making of Modern Tibet, revised edition, Sharpe, Armonk (New York)-London, p. 107. 
97. In Pappe I. (2006), The Ethnic Cleansing of Palestine, Oneworld, Oxford, p. xi.
98. MacDonogh G. (2007), After the Reich. The Brutal History of the Allied Occupation, Basic Books, New York, p. 1.
99. Hillgruber A. (1991), La distruzione dell’Europa, il Mulino, Bologna, p. 439. 
100. Churchill W. (1974), His Complete Speeches 1897-1963, Chelsea House, New York-London, p. 7069.
101. Hillgruber A. (1991), La distruzione dell’Europa, il Mulino, Bologna, p. 439. 
102. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 113.
103. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 115.
104. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 116.
105. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 118.
106. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 116.
107. Naimark N. M. (2001), Fires of Hatred: Ethnic Cleansing in Twentieth-Century Europe, Harvard, Cambridge-London, p. 113.
108. Deák I. (2002), The Crime of the Century, in “The New York Review of Books.”
109. Bacque J. (1991), Other Losses: The Shocking Truth Behind the Mass Deaths of Disarmed German Soldiers and Civilians Under General Eisenhower’s Command, Rocklin, CA, p. 15.
110. Morgenthau H. (1991), Mostly Morgenthaus: A Family History, Ticknor & Fields, New York, p. 365.
111. Stalin J. V. (1941), Radio Broadcast.
112. Stalin J. V. (1942), Order of the Day, No. 55.
113. Schmidt M., Stein D. (1993), Im Gespräch mit Ernst Nolte, Junge Freiheit, Potsdam, p. 29. 
114. Loewen J. W. (2006), Sundown Towns. A Hidden Dimension of American Racism, Simon & Schuster, New York-London-Toronto-Sydney, p. 42.
115. Loewen J. W. (2006), Sundown Towns. A Hidden Dimension of American Racism, Simon & Schuster, New York-London-Toronto-Sydney, pp. 125-7.
116. Arendt H. (1943), We Refugees.
117. Losurdo D. (1996), Il revisionismo storico. Problemi e miti, Laterza, Roma-Bari, cap. iv, § 5. 
118. MacDonogh G. (2007), After the Reich. The Brutal History of the Allied Occupation, Basic Books, New York, p. 406.
119. Bucharin N. (1984), Lo Stato Leviatano. Scritti sullo Stato e la guerra 1915-1917, a cura di A. Giasanti, Unicopli, Milano, p. 73. 
120. In Hoopes T., Brinkley D. (1997), FDR and the Creation of the UN, Yale University Press, New Haven-London, p. 2. 
121. Schlesinger Jr. A. M. (1957), The Age of Roosevelt: The Crisis of the Old Order, Houghton Miffin, Boston.
122. Nevins A., Commager H. S. (1942), America: The Story Of A Free People, Clarendon, Oxford, p. 414.
123. Johnson P. (1991), Modern Times. From the Twenties to the Nineties, Revised Edition, Harper Collins, New York, p. 256.
124. Hofstadter R (1969), Great Issues in American history: From Reconstruction to the Present Day, 1864-1969, Vintage, New York, p. 400.
125. Figes O. (1997), A People’s Tragedy: The Russian Revolution 1891-1924, Pimilco, London, pp. 410-1
126. Figes O. (1997), A People’s Tragedy: The Russian Revolution 1891-1924, Pimilco, London, p. 414.
127. In Marcucci L. (1997), Il commissario di ferro di Stalin. Biografia politica di Lazar M. Kaganovič, Einaudi, Torino, pp. 156-7. 
128. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf (trad. ted.), p. 707. — »Im Mai 1945, nach der Siegesparade, hatte sich eine Gruppe von Marschällen an Molotow und Malenkow gewandt mit dem Vorschlag, den ›außerordentlichen Einsatz des Führers‹ mit der Auszeichnung ›Held der Sowjet-union-‹ zu honorieren. Aber Stalin hatte sich bereits zu solchen Höhen des Ruhms emporgeschwungen, dass ihn Auszeichnungen, die für gewöhnliche Sterbliche vorgesehen waren, wenig interessierten.
129. Roberts G. (2006), Stalin’s Wars. From World War to Cold War, 1939-1953, Yale University Press, New Haven-London, p. 272. 
130. Wolkogonow D. (1989), Stalin. Triumph und Tragödie. Ein politisches Porträt, Claassen, Düsseldorf (trad. ted.), p. 707. — »Lassen Sie sich nur nicht in den Kopf kommen, mich dort wieder mit einem ›Stern‹ zu beglücken!
131. Montefiore S. S. (2004), Stalin: The Court of the Red Tsar, Phoenix, London, p. 446



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخطيط للحرب مع الصين
- لماذا نحتاج إلى فلسفة للعلوم الطبيعية
- -كل السلطة للسوفييتات-: سيرة شعار
- ردا على بلاغ اتحاد العمال الموالي لحكومة مادورو في فنزويلا : ...
- شريعتي وماركس . نقد النقد الإسلامي للماركسية
- الانتخابات الرئاسية البرازيلية: تعرف على مرشحي الحزب الشيوعي ...
- فنزويلا: هجوم مناهض للشيوعية جديد ضد الحزب الشيوعي الفنزويلي ...
- يجب إغلاق قائمة الموت الأوكرانية -myrotvorets-!
- الاقتصاد السياسي للتحالف الاميركي الإسرائيلي - جول بينين
- الراديكالية الزائفة ليانيس فاروفاكيس وحزبه - نيكوس موتاس
- الطفيليات الملكية والرأسمالية - نيكوس موتاس
- ‎مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومات البرجوازية استراتيجية خ ...
- اليسار المناهض للشيوعية - مايكل بارينتي
- موقف الشيوعيين من الحرب الإمبريالية في أوكرانيا بقلم نيكوس م ...
- بوتين هو منكم، ايها الغرب المنافق!
- نيكوس موتاس - غوستافو بيترو وجان لوك ميلينشون و أسطورة -الحك ...
- سلافوي جيجيك ، مدافع عن الرأسمالية متنكرا بزي -فيلسوف ماركسي ...


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - كيف تلقي بإله في الجحيم. تقرير خروتشوف