أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - اليسار المناهض للشيوعية - مايكل بارينتي















المزيد.....



اليسار المناهض للشيوعية - مايكل بارينتي


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7312 - 2022 / 7 / 17 - 08:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اليسار المناهض للشيوعية

بقلم مايكل بارينتي

في الولايات المتحدة ، ولأكثر من مائة عام ، روجت المصالح الحاكمة بلا كلل لمعاداة الشيوعية بين الجماهير ، حتى أصبحت أشبه بالعقيدة الدينية أكثر من كونها تحليلاً سياسيًا. خلال الحرب الباردة ، كان يمكن للإطار الأيديولوجي المناهض للشيوعية أن يحول أي بيانات عن المجتمعات الشيوعية القائمة إلى أدلة معادية. إذا رفض السوفييت التفاوض بشأن نقطة ما ، فإنهم كانوا عنيدين و عدوانيين ، إذا بدوا على استعداد لتقديم تنازلات ، فهذه ليست سوى حيلة ماهرة لإبعادنا عن حذرنا. من خلال معارضة قيود الأسلحة ، يكونون قد أظهروا نواياهم العدوانية ، ولكن عندما دعموا في الواقع معظم معاهدات التسلح ، فذلك لأنهم كانوا كاذبين ومتلاعبين. إذا كانت الكنائس في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية فارغة ، فهذا يدل على أن الدين قد قمع ؛ ولكن إذا كانت الكنائس ممتلئة ، هذا يعني أن الناس كانوا يرفضون أيديولوجية النظام الإلحادية. إذا أضرب العمال (كما حدث في مناسبات نادرة) ، فهذا دليل على ابتعادهم عن النظام الجماعي ، إذا لم يضربوا ، فذلك لأنهم تعرضوا للترهيب وافتقارهم إلى الحرية. أظهرت ندرة السلع الاستهلاكية فشل النظام الاقتصادي ،كان التحسن في الإمدادات الاستهلاكية يعني فقط أن القادة كانوا يحاولون تهدئة السكان المضطربين وبالتالي الحفاظ على سيطرة أقوى عليهم.

إذا كان الشيوعيون في الولايات المتحدة قد لعبوا دورًا مهمًا في النضال من أجل حقوق العمال والفقراء والأمريكيين من أصل أفريقي والنساء وغيرهم ، فهذه كانت فقط طريقتهم الخبيثة في حشد الدعم بين المجموعات المحرومة واكتساب السلطة لأنفسهم. كيف يكتسب المرء السلطة من خلال النضال من أجل حقوق المجموعات الضعيفة لم يتم شرحه أبدًا. ما نتعامل معه هو "عقيدة" غير قابلة للدحض ، تم تسويقها بإصرار من قبل المصالح الحاكمة بحيث أثرت على الناس عبر الطيف السياسي بأكمله.

الركوع للعقيدة

أظهر الكثير من اليسار الأمريكي تقريعًا سوفييتيًا Soviet bashingو اصطياد للحمر Red baiting يتطابق مع أي شيء على اليمين في عداوته ووقاحته. استمع إلى نعوم تشومسكي متكلما عن "المثقفين اليساريين" الذين يحاولون "الصعود إلى السلطة على ظهور الحركات الشعبية الجماهيرية" ثم "يهزموا الشعب و يخضعونهم. . . . تبدأ بشكل أساسي بصفتك لينينيًا وستكون جزءًا من البيروقراطية الحمراء. ثم ترى لاحقًا أن السلطة لا تستمر بهذه الطريقة ، وسرعان ما تصبح إيديولوجيًا لليمين. . . . نحن نراه الآن في الاتحاد السوفيتي [السابق]. نفس الأشخاص الذين كانوا بلطجية شيوعيين قبل عامين ، يديرون الآن البنوك و [هم] متحمسون للسوق الحرة ويمدحون الأمريكيين "(مجلة زي Z ، 10/95).

إن توصيفات تشومسكي مدينة بشدة لنفس الثقافة السياسية السائدة للاحتكارات الأمريكية التي ينتقدها كثيرًا في قضايا أخرى. في رأيه ، تعرضت الثورة للخيانة من قبل زمرة من "البلطجية الشيوعيين" الجائعين للسلطة فقط ،بدلاً من الرغبة في السلطة لإنهاء الجوع. في الواقع ، لم يتحول الشيوعيون "بسرعة كبيرة" إلى اليمين ، لكنهم ناضلوا في مواجهة هجوم هائل لإبقاء الاشتراكية السوفياتية حية لأكثر من سبعين عامًا. من المؤكد أنه في أيام الاتحاد السوفيتي الاخيرة، عبر البعض ، مثل بوريس يلتسين ، إلى صفوف الرأسماليين ، لكن آخرين استمروا في مقاومة غارات السوق الحرة بتكلفة كبيرة على أنفسهم ، حيث لقي العديد منهم حتفهم أثناء قمع يلتسين العنيف للبرلمان الروسي في 1993.

يتمسك بعض اليساريين وغيرهم بالصورة النمطية القديمة للحمر (الشيوعيين-م) المتعطشين للسلطة والذين يسعون وراء السلطة من أجل السلطة دون مراعاة للأهداف الاجتماعية الفعلية. إذا كان هذا صحيحًا ، فإن المرء يتساءل لماذا ، في بلد تلو الآخر ، يقف هؤلاء الحمر مع الفقراء والضعفاء في كثير من الأحيان في مخاطرة كبيرة وتضحيات لأنفسهم ، بدلاً من جني المكافآت التي تأتي مع خدمة أصحاب المكانة الجيدة.

لعقود من الزمان ، شعر العديد من الكتاب والمتحدثين ذوي الميول اليسارية في الولايات المتحدة بأنهم ملزمون بإثبات مصداقيتهم من خلال الانغماس في معاداة الشيوعية والمناهضة للسوفييت ، حيث يبدو أنهم غير قادرين على إلقاء محادثة أو كتابة مقال أو مراجعة كتاب حول أي موضوع سياسي دون حقن بعض المناهضة للحمر. كانت النية ولا تزال ان ينأوا بانفسهم عن اليسار الماركسي اللينيني.

آدم هوكشيلد، و هو كاتب وناشر ليبرالي حذر أولئك اليساريين الذين قد يفتقرون إلى الحماسة في إدانة المجتمعات الشيوعية القائمة من أنهم "يضعفون مصداقيتهم" (الغارديان ، 23/5/84). بعبارة أخرى ، لكي نكون معارضين موثوقين للحرب الباردة ، كان علينا أولاً أن ننضم إلى حملة الحرب الباردة في ادانة المجتمعات الشيوعية. حث رونالد رادوش حركة السلام على تطهير نفسها من الشيوعيين حتى لا تتهم بأنها شيوعية (الغارديان ، 16/3/83). إذا فهمت رادوش جيدا فهذا يعني: لإنقاذ أنفسنا من حملة مطاردة السحرة من المناهضين للشيوعية ، يجب أن نصبح أنفسنا صيادين ساحرات. أصبح تطهير اليسار من الشيوعيين ممارسة طويلة الأمد ، لها آثار ضارة على مختلف القضايا التقدمية. على سبيل المثال ، في عام 1949 تم طرد حوالي 12 نقابة من فدرالية النقابات العمالية CIO لأن لديهم حمر في قيادتهم. أدى التطهير إلى خفض عضوية CIO بنحو 1.7 ملايين وأضعف بشكل خطير حملات التجنيد والنفوذ السياسي. في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي ، لتجنب "تشويه سمعتهم" بانهم حمر ، أصبحت منظمة "الأمريكيون من أجل العمل الديمقراطي" (ADA) ، التي يُفترض أنها مجموعة تقدمية ، واحدة من أكثر المنظمات المعادية للشيوعية.

الاستراتيجية لم تنجح، ADA وآخرين من اليسار كانو لا يزالون يتعرضون للهجوم من قبل اليمين لكونهم شيوعيين أو لطفاء مع الشيوعية. في ذلك الوقت والآن ، فشل الكثير من اليساريين في إدراك أن أولئك الذين يناضلون من أجل التغيير الاجتماعي نيابة عن العناصر الأقل حظًا في المجتمع سوف يتعرضون للاتهام من قبل النخب المحافظة بانهم حمر سواء كانوا شيوعيين أم لا. بالنسبة للمصالح الحاكمة ، لا يوجد فرق كبير فيما إذا كانت ثروتها وسلطتها تتعرض لتحدي "المخربين الشيوعيين" أو "الليبراليين الأمريكيين المخلصين". يتم توصيفها جميعًا معًا على أنها بغيضة بشكل أو بآخر.

حتى عند مهاجمة اليمين ، لا يمكن لنقاد اليسار أن يفوتوا فرصة لإلقاء الضوء على أوراق اعتمادهم المعادية للشيوعية. لذلك كتب مارك جرين في نقده للرئيس رونالد ريغان أنه "عندما يواجه موقفًا يتحدى تعاليمه المحافظة ، مثل ماركسي لينيني متخشب ، فإن ريغان لن يغير رأيه بل يغير الحقائق". بينما يدعون اخلاصهم في محاربة الدوغمائية "من اليمين واليسار" ، فإن أولئك الأفراد الذين يقومون بهذا الركوع الصارم يعززون عقيدة مناهضة الشيوعية. ساهم اليساريون الذين يمارسون محاربة الحمر بنصيبهم في مناخ العداء الذي منح قادة الولايات المتحدة مثل هذه الحرية في شن حروب ساخنة وباردة ضد الدول الشيوعية ، والتي تجعل حتى هذا اليوم أجندة تقدمية أو حتى ليبرالية صعبة الترويج.

كان جورج أورويل هو النموذج الأولي لتقريع الحمر الذي تظاهر بأنه يساري، في منتصف الحرب العالمية الثانية ، بينما كان الاتحاد السوفيتي يقاتل من أجل حياته ضد الغزاة النازيين في ستالينجراد ، أعلن أورويل أن "الاستعداد لانتقاد روسيا وستالين هو اختبار للصدق الفكري. إنه الشيء الوحيد الذي يعتبر خطيرًا حقًا من وجهة نظر المثقف الأدبي "(Monthly Review ، 5/83). وقد وصف أورويل (بازدواجية تفكير اورويلية)، و المختبئ بأمان داخل مجتمع مناهض للشيوعية بشدة ، إدانة الشيوعية بأنها عمل تحدي فردي شجاع. واليوم ، لا تزال ذريته الأيديولوجية مستمرة، في تقديم نفسها على أنها من جريئي اليسار المنتقدين لليسار ، وتشن صراعًا شجاعًا ضد جحافل الماركسية اللينينية والستالينية الوهمية.

يفتقر اليسار الأمريكي إلى أي تقييم عقلاني للاتحاد السوفيتي ، الأمة التي عانت من حرب أهلية طويلة وغزو أجنبي متعدد الجنسيات في السنوات الأولى من وجودها ، والتي تخلصت بعد عقدين من الوحش النازي ودمرته في تكلفة هائلة على نفسها. في العقود الثلاثة التي أعقبت الثورة البلشفية ، حقق السوفييت تقدمًا صناعيًا مساوٍ لما استغرقته الرأسمالية قرنًا من الزمان لإنجازه - وهم يقومون بإطعام أطفالهم وتعليمهم بدلاً من تشغيلهم أربع عشرة ساعة يوميًا كما فعل الصناعيون الرأسماليون وما زالوا يفعلون في أجزاء كثيرة من العالم. كما قدم الاتحاد السوفيتي ، إلى جانب بلغاريا وجمهورية ألمانيا الديمقراطية وكوبا ، مساعدة حيوية لحركات التحرر الوطني في بلدان حول العالم ، بما في ذلك المؤتمر الوطني الأفريقي لنيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.

ظل المناهضون اليساريون للشيوعية غير متأثرين بالمكاسب الدراماتيكية في ظل الشيوعية التي حققتها الجماهير التي كانت فقيرة في السابق. حتى أن البعض كان يحتقر مثل هذه الإنجازات. أتذكر كيف انه في بيرلينجتون فيرمونت ، في عام 1971 ، أشار اللاسلطوي الشهير المناهض للشيوعية ، موراي بوكشين ، بسخرية إلى قلقي بشأن "الأطفال الصغار الفقراء الذين تغذوا في ظل الشيوعية" (كلماته).

إطلاق التسميات

أولئك الذين مثلنا رفضوا الانضمام إلى التقريع السوفيتي Soviet Bashing وصفهم اليساريون المناهضون للشيوعية بأنهم "مبررون للسوفيات" و "ستالينيون" ، حتى لو كرهنا ستالين ونظام حكمه الاستبدادي واعتقدنا أن هناك أمورًا خاطئة بشكل خطير(1) في المجتمع السوفيتي. كانت خطيئتنا الحقيقية هي أننا على عكس الكثيرين في اليسار ، رفضنا القبول دون انتقاد الدعاية الإعلامية الأمريكية عن المجتمعات الشيوعية. بدلاً من ذلك ، أكدنا أنه ، بصرف النظر عن أوجه القصور والظلم الذي تم الإعلان عنه جيدًا ، كانت هناك سمات إيجابية للأنظمة الشيوعية الموجودة التي تستحق الحفاظ عليها ، والتي حسنت حياة مئات الملايين من الناس بطرق ذات مغزى وإنسانية، كان لهذا الادعاء تأثير مقلق بلا ريب على اليساريين المعادين للشيوعية الذين لم يتمكنوا هم أنفسهم من النطق بكلمة إيجابية عن أي مجتمع شيوعي (ربما باستثناء كوبا) ولم يتمكنوا من إعطاء أذن متسامحة أو حتى مهذبة لأي شخص فعل ذلك(2).

لقد مارس معظم اليساريين الأمريكيين ، المشبعين بالأرثوذكسية المعادية للشيوعية ، مكارثية يسارية ضد الأشخاص الذين لديهم شيء إيجابي ليقولوه عن الشيوعية القائمة ، واستثناهم من المشاركة في المؤتمرات والمجالس الاستشارية والتأييد السياسي والمنشورات اليسارية. مثل المحافظين ، لم يتسامح معادو الشيوعية اليساريون بأقل من إدانة شاملة للاتحاد السوفيتي باعتباره وحشية ستالينية وانحرافًا أخلاقيًا لينينيًا(3).

إن كون العديد من اليساريين الأمريكيين ليس لديهم الا إلمام ضئيل بكتابات لينين وعمله السياسي لا يمنعهم من إطلاق تسمية "لينيني" على الاخرين. قدم نعوم تشومسكي ، وهو منبع لا ينضب من الكاريكاتورية المناهضة للشيوعية ، هذا التعليق حول اللينينية: "انجذب المثقفون الغربيون وكذلك مثقفو العالم الثالث إلى الثورة المضادة البلشفية [كذا] لأن اللينينية هي ، في النهاية ، عقيدة تقول إن المثقفين الراديكاليين لديهم الحق في الاستيلاء على سلطة الدولة وإدارة بلدانهم بالقوة ، وهذه فكرة جذابة إلى حد ما للمثقفين "(4). هنا يصمم تشومسكي صورة للمثقفين المتعطشين للسلطة لتتماشى مع صورته الكرتونية للينينيين المتعطشين للسلطة ، الأوغاد الذين لا يبحثون عن الوسائل الثورية لمحاربة الظلم بل السلطة من أجل السلطة. عندما يتعلق الأمر بالتهجم على الحمر ، فإن بعضًا من الأفضل والأكثر سطوعًا على اليسار ليس أفضل بكثير من الأسوأ على اليمين.

في وقت التفجير الإرهابي في مدينة أوكلاهوما سيتي عام 1996 ، سمعت معلقًا إذاعيًا يقول: "قال لينين إن الهدف من الإرهاب هو الترويع". وقد استشهد معلقو وسائل الإعلام الأمريكية مرارًا وتكرارًا بلينين بهذه الطريقة المضللة. في الواقع ، بيان لينين كان يستنكر الإرهاب. لقد جادل ضد الأعمال الإرهابية المعزولة التي لا تفعل شيئًا سوى إثارة الرعب بين الجماهير ، و يؤدي الى القمع ، وعزل الحركة الثورية عن الجماهير. بعيدًا عن كونه متآمرًا شموليًا و نخبويا ، حث لينين على بناء تحالفات واسعة ومنظمات جماهيرية ، تشمل الأشخاص الذين كانوا على مستويات مختلفة من التطور السياسي. دعا إلى أي وسائل متنوعة مطلوبة لدفع الصراع الطبقي ، بما في ذلك المشاركة في الانتخابات البرلمانية والنقابات العمالية القائمة. من المؤكد أن الطبقة العاملة ، مثل أي مجموعة جماهيرية ، كانت بحاجة إلى تنظيم وقيادة لشن نضال ثوري ناجح ، و كان هذا دور الحزب الطليعي ، لكن هذا لا يعني أن الثورة البروليتارية يمكن أن يقاتلها و ينتصر فيها الانقلابيون أو الإرهابيون. .

تعامل لينين باستمرار مع مشكلة تجنب طرفي الانتهازية البرجوازية الليبرالية والمغامرة اليسارية المتطرفة. ومع ذلك ، تم تسميته ،من قبل صحفيوا الاعلام السائد وبعضهم من اليسار، مرارًا وتكرارًا على أنه انقلابي يساري متطرف. ما إذا كان نهج لينين للثورة مرغوبًا أو مناسبًا اليوم هو سؤال يستدعي فحصًا نقديًا، لكن ليس من المرجح أن يأتي التقييم المفيد من أشخاص يحرفون نظريته وممارسته(5).

يجد المناهضون للشيوعية اليساريون أي ارتباط بالمنظمات الشيوعية غير مقبول أخلاقيا بسبب "جرائم الشيوعية". ومع ذلك ، فإن العديد منهم في هذا البلد هم أنفسهم مرتبطون بالحزب الديمقراطي ، سواء كناخبين أو أعضاء ، ويبدو أنهم غير مهتمين بالجرائم السياسية غير المقبولة أخلاقياً التي يرتكبها قادة ذلك الحزب. تحت إدارة ديمقراطية واحدة أو أخرى ، تم انتزاع 120.000 أمريكي ياباني من منازلهم وسبل عيشهم وإلقاءهم في معسكرات الاعتقال. أسقطت قنابل ذرية على هيروشيما وناجازاكي مما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح الأبرياء ؛ تم منح مكتب التحقيقات الفدرالي سلطة التسلل إلى الجماعات السياسية ؛ استُخدم قانون سميث لسجن قادة حزب العمال الاشتراكي التروتسكي ، ثم سجن قادة الحزب الشيوعي بسبب معتقداتهم السياسية ؛ أقيمت معسكرات اعتقال لاعتقال المعارضين السياسيين في حالة "الطوارئ الوطنية". خلال أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ، تم طرد ثمانية آلاف عامل فيدرالي من الحكومة بسبب ارتباطاتهم وآرائهم السياسية ، مع خروج آلاف آخرين في جميع مناحي الحياة من وظائفهم ؛ تم استخدام قانون الحياد التي عملت لصالح جحافل فرانكو الفاشية لفرض حظر على الجمهورية الإسبانية ؛ بدأت برامج مكافحة التمرد للقتل في العديد من بلدان العالم الثالث ؛ وواصلت حرب فيتنام وتصاعدت. وعلى مدى الجزء الأكبر من قرن من الزمان ، قامت قيادة الكونجرس للحزب الديمقراطي بحماية الفصل العنصري وإحباط جميع قوانين التوظيف العادلة والمناهضة للقتل خارج نطاق القانون. ومع ذلك ، فإن كل هذه الجرائم ، التي جلبت الخراب والموت للكثيرين ، لم تحرك الليبراليين ، الاشتراكيون الديمقراطيون ، ومعادي الشيوعية من"الديمقراطيون الاشتراكيون" للإصرار مرارًا وتكرارًا على إصدار إدانات شاملة إما للحزب الديمقراطي أو للنظام السياسي الذي أنتجه ، وبالتأكيد ليس مع وجود الحماسة المتعصبة الموجهة ضد الشيوعية القائمة.

الاشتراكية النقية مقابل الاشتراكية المحاصرة

لم تشكل الاضطرابات في أوروبا الشرقية هزيمة للاشتراكية لأن الاشتراكية اصلا لم تكن موجودة في تلك البلدان ، وفقًا لبعض اليساريين الأمريكيين. يقولون إن الدول الشيوعية لم تقدم أكثر من بيروقراطية "رأسمالية دولة" من حزب واحد أو شيء من هذا القبيل.مسألة ما إذا كنا نطلق على الدول الشيوعية السابقة "اشتراكية" هي مسألة تعريف. يكفي القول ، لقد شكلوا شيئًا مختلفًا عما كان موجودًا في العالم الرأسمالي الذي يحركه الربح - حيث لم يكن الرأسماليون أنفسهم بطيئين في إدراك ذلك.

أولاً ، في البلدان الشيوعية كان هناك تفاوت اقتصادي أقل مما كان عليه في ظل الرأسمالية. كانت الامتيازات التي تتمتع بها النخب الحزبية والحكومية متواضعة وفقًا لمعايير الرؤساء التنفيذيين للشركات في الغرب ، وكذلك دخلهم الشخصي وأنماط حياتهم. لم يعش القادة السوفييت مثل يوري أندروبوف وليونيد بريجنيف في قصور مجهزة ببذخ مثل البيت الأبيض ، ولكن في شقق كبيرة نسبيًا في مشروع سكني بالقرب من الكرملين مخصص لقادة الحكومة. كان لديهم سيارات ليموزين تحت تصرفهم (مثل معظم رؤساء الدول الآخرين) والوصول إلى البيوت الريفية Dacha الكبيرة حيث كانوا يستقبلون كبار الشخصيات الزائرة. لكن لم يكن لديهم أي من الثروة الشخصية الهائلة التي يمتلكها معظم قادة الولايات المتحدة. [ولا يمكنهم نقل هذه "الثروة" عن طريق الميراث أو الهبة إلى الأصدقاء والأقارب ، كما هو الحال غالبًا مع أقطاب الغرب والقادة السياسيين الأغنياء. مثل توني بلير. - م]

تضمنت "الحياة الفخمة" التي تمتع بها قادة الأحزاب في ألمانيا الشرقية ، كما تم الترويج لها على نطاق واسع في الصحافة الأمريكية ، بدلًا سنويًا قدره 725 دولارًا بالعملة الصعبة ، وإسكانًا في مستوطنة حصرية في ضواحي برلين تضم حمام ساونا ومسبحًا داخليًا و مركز لياقة بدنية مشترك من قبل جميع السكان. يمكنهم أيضًا التسوق في المتاجر التي تحمل البضائع الغربية مثل الموز والجينز والإلكترونيات اليابانية. لم تشر الصحافة الأمريكية أبدًا إلى أن الألمان الشرقيين العاديين لديهم إمكانية الوصول إلى حمامات السباحة العامة وصالات الألعاب الرياضية ويمكنهم شراء الجينز والإلكترونيات (على الرغم من أنها ليست من الأنواع المستوردة عادةً). كما أن الاستهلاك "الباذخ" الذي تمتع به قادة ألمانيا الشرقية لا يمكن حتى مقارنتها مع أسلوب الحياة الفخم الذي يتمتع به الأثرياء الغربيون.

ثانياً ، في البلدان الشيوعية ، لم تكن القوى المنتجة منظمة لتحقيق مكاسب رأسمالية وإثراء خاص. حلت الملكية العامة لوسائل الإنتاج محل الملكية الخاصة. لا يمكن للأفراد توظيف أشخاص آخرين وتجميع ثروة شخصية كبيرة من عملهم. مرة أخرى ، مقارنة بالمعايير الغربية ، كانت الاختلافات في المداخيل والمدخرات بين السكان متواضعة بشكل عام. كان فرق الدخل بين الأعلى والأقل دخلاً في الاتحاد السوفيتي حوالي خمسة إلى واحد. في الولايات المتحدة ، الفارق في الدخل السنوي بين أصحاب المليارات الأعلى والعاملين الفقراء أكثر من 10000 إلى 1.

ثالثًا ، تم إعطاء الأولوية للخدمات البشرية. على الرغم من أن الحياة في ظل الشيوعية كان فيها الكثير من النواقص ونادرًا ما كانت الخدمات هي الأفضل ، فقد ضمنت الدول الشيوعية لمواطنيها الحد الأدنى من مستويات البقاء و الحماية الاقتصادية، بما في ذلك التعليم المضمون والتوظيف والإسكان والمساعدة الطبية.

رابعًا ، لم تسعى الدول الشيوعية إلى اختراق رؤوس أموال الدول الأخرى. نظرًا لافتقارهم إلى دافع الربح كقوة دافعة لهم وبالتالي لا يحتاجون إلى إيجاد فرص استثمارية جديدة باستمرار ، لم يصادروا الأراضي والعمالة والأسواق والموارد الطبيعية للدول الأضعف ، أي أنهم لم يمارسوا الإمبريالية الاقتصادية. أجرى الاتحاد السوفياتي العلاقات التجارية والمساعدات بشروط كانت مواتية عمومًا لدول أوروبا الشرقية ومنغوليا وكوبا والهند.

كل ما سبق كان بدرجة أو بأخرى مبادئ تنظيمية لكل نظام شيوعي. لا ينطبق أي مما سبق على دول السوق الحرة مثل هندوراس ، وغواتيمالا ، وتايلاند ، وكوريا الجنوبية ، وتشيلي ، وإندونيسيا ، وزائير ، وألمانيا ، أو الولايات المتحدة.

لكن الاشتراكية الحقيقية كما يحاججون سيُسيطر عليها العمال أنفسهم من خلال المشاركة المباشرة بدلاً من أن يديرها اللينينيون أو الستالينيون أو الكاسترويون ، أو غيرهم من الجماعات البيروقراطية سيئة النية ، المتعطشة للسلطة ، من الرجال الأشرار الذين يخونون الثورات. لسوء الحظ ، فإن وجهة نظر "الاشتراكية النقية" هذه غير تاريخية وغير قابلة للدحض. لا يمكن اختباره مقابل حقائق التاريخ. إنه يقارن النموذج بالواقع غير الكامل ، والواقع يكون بمستوى اقل. إنه يتخيل كيف ستكون الاشتراكية في عالم أفضل بكثير من هذا العالم ، حيث لا توجد حاجة إلى هيكل دولة قوية أو قوى أمنية ضرورية ، حيث لا يلزم مصادرة أي من القيمة التي ينتجها العمال لإعادة بناء المجتمع والدفاع عنه من الغزو والتخريب الداخلي. .

تظل التوقعات الأيديولوجية للاشتراكيين النقيين غير ملوثة بالممارسات الواقعية. إنهم لا يشرحون كيفية تنظيم الوظائف المتعددة للمجتمع الثوري ، وكيف سيتم إحباط الهجوم الخارجي والتخريب الداخلي ، وكيف يمكن تجنب البيروقراطية ، و موضعة الموارد الشحيحة ، وتسوية الاختلافات السياسية ، وتحديد الأولويات ، وإجراء الإنتاج والتوزيع. بدلاً من ذلك ، يقدمون بيانات غامضة حول كيفية امتلاك العمال أنفسهم لوسائل الإنتاج والتحكم فيها بشكل مباشر ، وسيصلون إلى حلولهم الخاصة من خلال النضال الإبداعي. لا عجب إذن أن يؤيد هؤلاء كل ثورة ما عدا تلك التي تنجح.

كان لدى الاشتراكيين النقيين رؤية لمجتمع جديد من شأنه أن يخلق ويتم خلقه من قبل أناس جدد ، مجتمع تحول إلى حد كبير في أساسياته بحيث لا يترك مجالًا للأفعال غير المشروعة والفساد والانتهاكات الإجرامية لسلطة الدولة. لن تكون هناك بيروقراطية أو مصالح ذاتية ، ولا نزاعات لا ترحم أو قرارات مؤذية. عندما يتبين أن الواقع مختلف وأكثر صعوبة ، يشرع البعض في اليسار في إدانة الشيء الحقيقي ويعلن أنهم "يشعرون بالخيانة" من قبل هذه الثورة أو تلك.

يرى الاشتراكيون النقيون الاشتراكية على أنها نموذج تشوهه فساد الشيوعية ، والازدواجية ، والرغبة الشديدة في السلطة. يعارض الاشتراكيون النقيون النموذج السوفيتي لكنهم يقدمون القليل من الأدلة لإثبات أنه كان من الممكن اتباع مسارات أخرى ، وأن النماذج الأخرى للاشتراكية - التي لم يتم خلقها من خيال المرء ولكن تم تطويرها من خلال التجربة التاريخية الفعلية - كان من الممكن أن تترسخ وتعمل بشكل أفضل. هل كانت الاشتراكية الديمقراطية المنفتحة والتعددية ممكنة بالفعل في هذا المنعطف التاريخي؟ تشير الأدلة التاريخية إلى أنها لم تكن كذلك. كما جادل الفيلسوف السياسي كارل شيمس:

كيف يعرف [النقاد اليساريون] أن المشكلة الأساسية كانت "طبيعة" الأحزاب [الثورية] الحاكمة بدلاً من ، على سبيل المثال التركيز العالمي لرأس المال ، الذي يدمر كل الاقتصادات المستقلة ويضع حدًا للسيادة الوطنية في كل مكان؟ وإلى المدى الذي كانت عليه ، من أين أتت هذه "الطبيعة"؟ هل كانت هذه "الطبيعة" منفصلة عن نسيج المجتمع نفسه وعن العلاقات الاجتماعية التي تؤثر عليه؟ . . . يمكن العثور على آلاف الأمثلة التي كانت فيها مركزية السلطة خيارًا ضروريًا لتأمين العلاقات الاشتراكية وحمايتها. في ملاحظتي [للمجتمعات الشيوعية القائمة] ، تداخلت إيجابية "الاشتراكية" وسلبية "البيروقراطية والسلطوية والاستبداد" في كل مجال من مجالات الحياة تقريبًا. (كارل شيمس ، مراسلات لي ، 15/1/92).

يلوم الاشتراكيون النقيون اليسار نفسه بانتظام على كل هزيمة يتعرض لها. احكامهم بعد الحدث لا نهاية لها. لذلك نسمع أن النضالات الثورية تفشل لأن قادتها ينتظرون وقتًا طويلاً أو يتصرفون في وقت مبكر جدًا ، أو خجولون جدًا أو مندفعون جدًا ، أو عنيدون جدًا أو من السهل جدًا التأثير عليهم. نسمع أن القادة الثوريين مساومون أو مغامرون، بيروقراطيون أو انتهازيون ، أو منظمين بشكل صارم أو غير منظمين بشكل كاف ، غير ديمقراطيين أو يفشلون في توفير قيادة قوية.او ان القادة يفشلون دائمًا لأنهم لا يضعون ثقتهم في "الإجراءات المباشرة" للعمال ، الذين يبدو أنهم سيصمدون ويتغلبون على كل محنة إذا ما أعطوا فقط نوع القيادة المتاحة من جماعة الناقد اليساري. لسوء الحظ ، يبدو ان هؤلاء النقاد غير قادرين على تطبيق عبقريتهم القيادية لإنتاج حركة ثورية ناجحة في بلادهم.

شكك توني فيبو في "متلازمة لوم القيادة" عند الاشتراكيين النقيين:

يبدوا لي أنه عندما يكون الناس أذكياء ، مهتمون ، مخلصون وبطوليون مثل لينين وماو وفيدل كاسترو ودانييل أورتيغا وهو تشي مينه وروبرت موغابي - وملايين الأشخاص الأبطال الذين تبعواهم وقاتلوا معهم - ينتهي بهم الأمر كلهم او بعضهم الى نفس النتيجة ، فعندئذ يكون هناك شيء في الموضوع أكبر من مسألة من الذي اتخذ القرار و في أي اجتماع. أو حتى حجم المنازل التي عادوا إليها بعد الاجتماع. . .
لم يكن هؤلاء القادة في فراغ. كانوا في زوبعة. و السحب و الشد ، و القوة التي تدور بهم قد تلاشت وتركت هذه الكرة الأرضية مشوهة لأكثر من 900 عام. وإلقاء اللوم على هذه النظرية أو تلك أو هذا أو ذاك القائد هو بديل تبسيطي لنوع التحليل الذي [يجب أن يقوم به] الماركسيون. (الغارديان ، 11/13/91).

من المؤكد أن الاشتراكيين النقيين ليسوا بدون أجندات محددة لبناء الثورة. بعد أن أطاح الساندينيون بدكتاتورية سوموزا في نيكاراغوا ، دعت مجموعة يسارية متطرفة في ذلك البلد إلى ملكية العمال المباشرة للمصانع. سيتولى العمال المسلحون السيطرة على الإنتاج دون الحاجة الى المديرين أو مخططي الدولة أو البيروقراطيين أو الجيش النظامي. في حين أن هذه السنديكالية العمالية جذابة بشكل لا يمكن إنكاره ، إلا أنها تنفي ضرورات سلطة الدولة. بموجب مثل هذا الترتيب ، فإن ثورة نيكاراغوا لم تكن لتستمر شهرين ، في مواجهة الثورة المضادة التي ترعاها الولايات المتحدة والتي عصفت بالبلاد، لم تكن قادرة على حشد الموارد الكافية لتجهيز جيش ، واتخاذ تدابير أمنية ، أو بناء وتنسيق البرامج الاقتصادية والخدمات البشرية على نطاق وطني.

اللامركزية مقابل البقاء

لكي تستمر ثورة الشعب ، يجب عليها الاستيلاء على سلطة الدولة واستخدامها من أجل (أ) كسر القبضة الخانقة التي تمارسها الطبقة المالكة على مؤسسات المجتمع وموارده ، و (ب) مقاومة الهجوم الرجعي المضاد الذي من المؤكد إنه سيأتي. تستلزم الأخطار الداخلية والخارجية التي تواجهها الثورة سلطة دولة مركزية لا تروق لأي شخص بشكل خاص ، لا في روسيا السوفيتية عام 1917 ، ولا في ساندينيستا نيكاراغوا عام 1980.

يقدم إنجلز وصفًا مناسبًا لانتفاضة إسبانيا في 1872-1873 والتي استولى فيها اللاسلطويون على السلطة في البلديات في جميع أنحاء البلاد. في البداية بدا الوضع واعدًا. تنازل الملك عن العرش ولم يكن بوسع الحكومة البورجوازية حشد سوى بضعة آلاف من القوات غير المدربة. ومع ذلك ، فقد انتصرت هذه القوة البدائية لأنها واجهت تمردًا ضيق الأفق تمامًا. يكتب إنجلز: "أعلنت كل مدينة نفسها على أنها كانتونًا ذا سيادة وشكلت لجنة ثورية (المجلس العسكري)". "تصرفت كل بلدة من تلقاء نفسها ، معلنة أن الشيء المهم ليس التعاون مع المدن الأخرى ولكن الانفصال عنها ، وبالتالي منع أي احتمال لهجوم مشترك [ضد القوات البرجوازية]." لقد كان "تفكك وعزل القوى الثورية هو ما مكّن القوات الحكومية من سحق ثورة تلو الأخرى"(6).

الاستقلالية الضيقة اللامركزية هي مقبرة التمرد - والتي قد تكون أحد الأسباب لعدم وجود ثورة أناركية نقابية ناجحة. من الناحية المثالية ، سيكون من الجيد أن تكون المشاركة المحلية والعاملة ذاتية التوجيه ، مع الحد الأدنى من البيروقراطية والشرطة والجيش. من المحتمل أن يكون هذا هو تطور الاشتراكية ، إذا سمح للاشتراكية بالتطور دون عوائق من قبل التخريب والهجوم المعادين للثورة. قد يتذكر المرء كيف غزت 14 دولة رأسمالية ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، روسيا السوفياتية في 1918-1920 في محاولة دموية ولكنها فاشلة للإطاحة بالحكومة البلشفية الثورية.

لقد أدت سنوات الغزو الأجنبي والحرب الأهلية إلى تكثيف نفسية الحصار لدى البلاشفة بالتزامهم بإحكام وحدة الحزب وجهاز الأمن القمعي. وهكذا ، في مايو 1921 ، دعا لينين نفسه الذي شجع في السابق ممارسة الديمقراطية الداخلية للحزب وكافح ضد تروتسكي من أجل منح النقابات العمالية قدرًا أكبر من الاستقلالية ، دعا إلى إنهاء المعارضة العمالية والجماعات الفئوية الأخرى داخل الحزب(7). وقال أمام المؤتمر العاشر للحزب بحماس: "لقد حان الوقت لوضع حد للمعارضة ووضع نهاية لها: لن نتحمل معارضة بعد الان". وخلص الشيوعيون إلى أن الخلافات المفتوحة والميول المتضاربة داخل الحزب وخارجه خلق مظهراً من الانقسام والضعف مما سهل هجوم الأعداء الأقوياء.

قبل شهر واحد فقط ، في أبريل 1921 ، دعا لينين إلى مزيد من التمثيل العمالي في اللجنة المركزية للحزب. باختصار ، لم يصبح معاديًا للعمال بل معارضًا للمعارضة. كانت هناك ثورة اجتماعية - مثلها مثل أي ثورة - لم يُسمح لها بتطوير حياتها السياسية والمادية دون عوائق(8).

بحلول أواخر العشرينيات من القرن الماضي ، واجه السوفييت خيار (أ) التحرك في اتجاه أكثر مركزية مع الاقتصاد الموجه والإجبار على التجميع الزراعي والتصنيع بأقصى سرعة تحت قيادة الحزب الاستبدادي ، وهو الطريق الذي سلكه ستالين ، أو ( ب) التحرك في اتجاه متحرر ، والسماح بمزيد من التنوع السياسي ، والمزيد من الاستقلالية للنقابات العمالية والمنظمات الأخرى ، والمزيد من النقاش والنقد المفتوح ، واستقلال أكبر بين مختلف الجمهوريات السوفيتية ، وقطاع من الشركات الصغيرة المملوكة للقطاع الخاص ، والتنمية الزراعية المستقلة من قبل الفلاحين ، وزيادة التركيز على السلع الاستهلاكية ، وبذل جهد أقل لنوع تراكم رأس المال اللازم لبناء قاعدة صناعية عسكرية قوية.

أعتقد أن المسار الأخير كان سينتج مجتمعًا أكثر راحة وإنسانية وخدمة. كان من الممكن أن تفسح اشتراكية الحصار الطريق أمام اشتراكية المستهلك-العامل. المشكلة الوحيدة هي أن البلاد كانت ستخاطر بكونها غير قادرة على تحمل الهجوم النازي. وبدلاً من ذلك ، شرع الاتحاد السوفيتي في عملية تصنيع قسرية صارمة. غالبًا ما تم ذكر هذه السياسة على أنها أحد الأخطاء التي ارتكبها ستالين ضد شعبه(9). كانت تتألف في الغالب من بناء ، في غضون عقد من الزمن ، قاعدة صناعية ضخمة جديدة تمامًا شرق جبال الأورال في وسط السهوب القاحلة ، أكبر مجمع للصلب في أوروبا ، تحسباً لغزو من الغرب. "تم إنفاق الأموال مثل الماء ، وتجمد الرجال ، وجوعوا وعانوا ، لكن البناء استمر بتجاهل الأفراد ونادرًا ما كانت البطولة الجماهيرية موازية في التاريخ."(10)

نبوءة ستالين بأن الاتحاد السوفيتي لم يكن أمامه سوى عشر سنوات ليفعل ما فعله البريطانيون خلال قرن أثبتت صحتها. عندما غزا النازيون عام 1941 ، أنتجت تلك القاعدة الصناعية نفسها ، التي كانت تختبئ بأمان على بعد آلاف الأميال من الجبهة ، أسلحة الحرب التي قلبت النتيجة في النهاية. شملت تكلفة هذا البقاء 22 مليون سوفييتي لقوا حتفهم في الحرب ودمار ومعاناة لا حد لهما ، والتي من شأنها أن تشوه المجتمع السوفيتي لعقود بعد ذلك.

كل هذا لا يعني أن كل ما فعله ستالين كان ضرورة تاريخية. لم تكن متطلبات البقاء الثوري "حتمية" ،من الإعدام بلارحمة للمئات من قادة البلاشفة القدامى ، وعبادة شخصية القائد الأعلى الذي ادعى أن كل مكسب ثوري هو إنجازه الخاص ، وقمع الحياة السياسية الحزبية من خلال الإرهاب ، والإسكات في نهاية المطاف للجدل حول وتيرة التصنيع والتجميع ، والتنظيم الأيديولوجي لجميع الحياة الفكرية والثقافية ، والترحيل الجماعي للجنسيات "المشبوهة".

تم الشعور بآثار التحول بسبب هجوم الثورة المضادة في بلدان أخرى. لاحظت ضابطة عسكرية من الساندينستا التقيت بها في فيينا عام 1986 أن النيكاراغويين "ليسوا شعبًا محاربًا" ولكن كان عليهم تعلم القتال لأنهم واجهوا حرب مرتزقة مدمرة برعاية الولايات المتحدة، و أعربت عن أسفها لأن الحرب والحصار أجبروا بلدها على تأجيل الكثير من أجندتها الاجتماعية والاقتصادية. كما هو الحال مع نيكاراغوا ، كذلك مع موزمبيق وأنغولا والعديد من البلدان الأخرى التي دمرت فيها قوات المرتزقة التي تمولها الولايات المتحدة الأراضي الزراعية والقرى والمراكز الصحية ومحطات الطاقة ، بينما قتلت أو جوعت مئات الآلاف - خُنق الوليد الثوري في مهده أو استنزافه و بلا رحمة لاخر قطرة من دمه- يجب أن يكتسب هذا الواقع اعترافًا على الأقل بنفس القدر الذي يكتسبه قمع المنشقين في هذا المجتمع الثوري أو ذاك.

حظي الإطاحة بالحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية والسوفياتية بالترحيب من قبل العديد من المثقفين اليساريين. الآن سوف يكون للديمقراطية يومها. سيتحرر الشعب من نير الشيوعية وسيتحرر اليسار الأمريكي من كابوس الشيوعية القائمة ، أو كما قال المنظر اليساري ريتشارد ليختمان ، "متحررا من الحاضنة الشريرة للاتحاد السوفيتي و الصين الشيوعية ".

في الواقع ، أضعفت استعادة الرأسمالية في أوروبا الشرقية بشكل خطير العديد من نضالات التحرر في العالم الثالث و التي كانت تتلقى مساعدات من الاتحاد السوفيتي ، وأوجدت مجموعة جديدة كاملة من الحكومات اليمينية ، تلك الحكومات التي تقوم الآن جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة بمحاربة الثورة العالمية في جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك ، أعطت الإطاحة بالشيوعية الضوء الأخضر للدوافع الاستغلالية الجامحة لمصالح الشركات الغربية. لم تعد الطبقة الحاكمة بحاجة إلى إقناع العمال بأنهم يعيشون بشكل أفضل من نظرائهم في روسيا ، ولم يعودوا مقيدين من قبل نظام منافس ، بل إنها تتراجع عن المكاسب العديدة التي حققها العمال على مر السنين. الآن وقد بدأت السوق الحرة ، بأوحش صورها ، في الظهور منتصرة في الشرق ، فهل ستسود في الغرب. يتم استبدال "الرأسمالية بوجه إنساني" بـ "الرأسمالية في وجهك". على حد تعبير ريتشارد ليفينز ، "لذلك في العدوانية السافرة الجديدة للرأسمالية العالمية ، نرى ما استطاع نضال الشيوعيون وحلفاؤهم من اخماده في الماضي" (Monthly Review ، 9/96).

بعد أن لم يفهموا أبدًا الدور الذي لعبته القوى الشيوعية القائمة في تلطيف أسوأ دوافع الرأسمالية الغربية ، وبعد أن أدركوا الشيوعية على أنها لا شيء سوى شر مستطير ، لم يتوقع المعادون اليساريون للشيوعية الخسائر التي ستأتي. البعض منهم ما زالوا لا يفهمون.



مايكل بارنتي كان عالم سياسي أمريكي ومؤرخ وناقد ثقافي حائز على جوائز ، وقد كتب في مجموعة واسعة من الموضوعات العلمية والشعبية لأكثر من أربعين عامًا. قام بالتدريس في العديد من الجامعات والكليات وكان محاضرًا ضيفًا متكررًا أمام الجماهير في الحرم الجامعي والمجتمع. بالإضافة إلى ذلك ، فقد لعب دورًا ناشطًا في النضالات السياسية ، وأبرزها الحركات المختلفة المناهضة للحرب. من بين الموضوعات التي يتناولها السياسة الأمريكية ، والشؤون العالمية ، والأخبار ووسائل الإعلام الترفيهية ، والأيديولوجيا ، والتأريخ ، والعرق ، والدين.
—-

1) في الطبعة الأولى من كتابي "اختراع الواقع". (مطبعة سينت مارتن 1986). كتبت :" ان السلبية الشاملة لوسائل الإعلام الأمريكية فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي جعل البعض منًا ينظر نظرة بهيجة غير مشروطة لهذا المجتمع. الحقيقة هي أنه توجد في الاتحاد السوفياتي مشاكل خطيرة تتعلق بإنتاجية العمل والتصنيع والتمدين والبيروقراطية والفساد وإدمان الكحول. هناك اختناقات في الإنتاج والتوزيع ، وفشل في الخطط ، وندرة سلع استهلاكية ، وإساءة استخدام إجرامية للسلطة ، وقمع المنشقين ، وتعبيرات عن الاغتراب عند بعض المواطنين.

2) كثيرون في اليسار الأمريكي ، الذين أظهروا فقط العداء والبغضاء تجاه الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأوروبية الأخرى ، لديهم شعور دافئ تجاه كوبا ، التي يرون أنها تتمتع بتقاليد ثورية حقيقية ومجتمع أكثر انفتاحًا إلى حد ما. في الواقع ، على الأقل حتى الوقت الحاضر (يناير 1997) ، كان لكوبا نفس نظام الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى: الملكية العامة للصناعة ، والاقتصاد المخطط ، والعلاقات الوثيقة مع الدول الشيوعية القائمة ، وحكم الحزب الواحد - مع قيام الحزب بدور مهيمن في الحكومة ، والإعلام ، والنقابات العمالية ، والاتحادات النسائية ، والجماعات الشبابية ، وغيرها من المؤسسات.

3)في رد فعل جزئي على الدعاية المعادية للشيوعية المنتشرة في كل مكان والتي تغلغلت في وسائل الإعلام الأمريكية والحياة العامة ، امتنع العديد من الشيوعيين الأمريكيين وغيرهم من المقربين منهم عن انتقاد السمات الاستبدادية للاتحاد السوفيتي. وبالتالي ، فقد اتُهموا بالاعتقاد بأن الاتحاد السوفياتي هو "جنة" العامل ، من قبل النقاد الذين على ما يبدو لن يقبلوا بأقل من معايير الفردوس. بعد مكاشفات خروتشوف في عام 1953 ، اقر الشيوعيون الأمريكيون على مضض بأن ستالين ارتكب "أخطاء" بل وارتكب جرائم.

4) مقابلة تشومسكي مع حسين الكردي: Perception ، آذار / نيسان 1996.

5) أحيل القارئ إلى كتب لينين: الدولة والثورة. الشيوعية "اليسارية" - مرض طفولي . ما العمل؟ والعديد من المقالات والبيانات الاخرى الموجودة في مؤلفاته الكاملة . انظر أيضًا معالجة جون إهرنبرغ للماركسية اللينينية في كتابه "ديكتاتورية البروليتاريا ، نظرية الماركسية للديمقراطية الاشتراكية" (نيويورك: روتليدج ، 1992).

6) ماركس ، إنجلز ، لينين ، اللاسلطوية والأناركية النقابية: كتابات مختارة (نيويورك: دار النشر الدولية ، 1972) ، 139. في السية الذاتية عن لويز ميشيل ، أكدت المؤرخة الأناركية إديث توماس أن الأناركية هي "غياب الحكومة ، الإدارة المباشرة من قبل الشعب لحياتهم الخاصة ". من يستطيع أن لا يريد ذلك؟ لا تقول توماس كيفية عمل هذا إلا التأكيد على أن "الأناركيين يريدون ذلك الآن ، في ظل كل الارتباك والفوضى السائدة في الوقت الحالي." تلاحظ بفخر أن اللاسلطوية "لا تزال على حالها كمثل مثالية ، لأنها لم تجرب قط". هذا هو بالضبط المشكلة. لماذا في المئات من الثورات الفعلية ، بما في ذلك تلك التي قادها اللاسلطويون أنفسهم ، لم تُحاول الأناركية أبدًا أو لم تنجح أبدًا في البقاء على قيد الحياة لأي فترة من الوقت في شكل أناركي "سليم"؟ (في الانتفاضة الأناركية التي وصفها إنجلز ، لم يعتمد المتمردون ، في انتهاك واضح لإيديولوجيتهم الخاصة ، على "الإدارة المباشرة من قبل الشعب" لتوماس ، بل أقاموا المجالس الحاكمة). يساعد المثال الاعلى ،الذي لا يتم ممارسته، والذي لا يمكن تحقيقه على الاحتفاظ في أذهان البعض بجاذبيته الأفضل من أي شيء آخر.

7)كان تروتسكي من بين القادة البلاشفة الأكثر استبدادية ، والأقل ميلًا إلى تحمل الاستقلال التنظيمي ، والآراء المتنوعة ، وديمقراطية الحزب الداخلية. لكن في خريف عام 1923 ، وجد نفسه في موقف الأقلية ، بعد ان هزمه ستالين وآخرين ، طور تروتسكي التزامًا مفاجئًا بحرية الحياة الحزبية والديمقراطية العمالية. منذ ذلك الحين ، تم الترحيب به من قبل بعض الأتباع باعتباره ديمقراطيًا مناهضًا للستالينية.

8)فيما يتعلق بالسنوات العديدة التي سبقت عام 1921 ، كتب عالم السوفييت ستيفن كوهين ، "لقد غيرت تجربة الحرب الأهلية وشيوعية الحرب بشكل عميق الحزب والنظام السياسي الناشئ". تم طرد الأحزاب الاشتراكية الأخرى من السوفيتات. وقد استبدلت "المعايير الديمقراطية للحزب الشيوعي ... بالإضافة إلى صورته شبه الليبرالية والإصلاحية" ب "استبداد صارم و" عسكرة "شاملة". تم الغاء الكثير من السيطرة الشعبية التي كانت تمارس من قبل السوفييتات المحلية ولجان المصانع. على حد تعبير أحد القادة البلشفيين ، "الجمهورية معسكر مسلح": انظر كتاب كوهين :بوخارين والثورة البلشفية (نيويورك: مطبعة جامعة أكسفورد ، 1973) ، 79.

9)لإعطاء أحد الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى ، انتقد روجر بورباخ مؤخرًا ستالين بسبب "تسريع الاتحاد السوفييتي على طريق التصنيع": انظر مراسلاته ، Monthly Review ، مارس 1996 ، 35.

10)جون سكوت ، خلف جبال الأورال ، عامل أمريكي في مدينة الصلب الروسية (بوسطن: هوتون ميفلين ، 1942).

المصدر: الفصل الثالث من كتاب قمصان سوداء و حمر، الفاشية العقلانية و اسقاط الشيوعية

****************
ترجمة دلير زنكنة
ترجمة آلية مع تعديل و تحسين، لمقالة بارينتي الموجودة في الإنترنت ، مع مقارنتها مع الفصل الثالث من كتابه
Blackshirts & Reds, Michael Parenti, 1997, City Lights Books

رابط الانترنت

https://cym.ie/2020/04/01/left-anti-communism-the-unkindest-cut-by-michael-parenti/



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الشيوعيين من الحرب الإمبريالية في أوكرانيا بقلم نيكوس م ...
- بوتين هو منكم، ايها الغرب المنافق!
- نيكوس موتاس - غوستافو بيترو وجان لوك ميلينشون و أسطورة -الحك ...
- سلافوي جيجيك ، مدافع عن الرأسمالية متنكرا بزي -فيلسوف ماركسي ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - اليسار المناهض للشيوعية - مايكل بارينتي