أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!














المزيد.....

الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 17:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الناس تخاف، لان الخوف هو جزء من العقل، نحن نكني الشخص الخائف بالجبان، كذلك العقل، لأنه فارغ اجوف، يعتمد الصور الفكرية كوسيلة وقاية للبقاء في الوجود، لذلك يخاف من تغيير الصور الفكرية ويخاف الملاحظة والتأمل العميق الذي يرسخ وعيا حرا. حين يدرك الانسان ما يحصل بعد الموت يتوقف الحياة، حين يعي الانسان معنى الحياة والموت يتوقف حياته، سيكون هذا الوعي نهاية العالم له. لذلك يخاف التأمل والوعي الكامل.. الصور الفكرية سجن للعقل، الوعي ذلك الشيء الثمين الذي يضيء الحياة، والوعي وحده قادر على تقييم الصور الفكرية المخزونة في الذاكرة وإخراج العقل من سجنه وتحريره من قيود تلك الصور، ثم يختفي عنده كل المخاوف.. حين تعيش وتموت خائفا لن تذوق طعم الحرية.
قبل أكثر من مئات الالاف من السنين، حين بدأ الانسان يسال نفسه من انا، وما هي الحياة، وما هو الموت؟ بدأ يفسر الحياة بالإمكانيات الفكرية لعصره، معتمدا على الخرافات والاساطير، و اصبح يعبد الشيء المخيف في هذه الاساطير، وفق حجم وقوة وسطوة ذلك الشيء، وقدرته على ايلامه، او قدرته لديمومة حياته، او قدرته على تهديد بقاءه وحياته، واسماه إلها، فاصبح عابداً امينا للصورة الفكرية للإله، كإله الشمس و اله البحر واله النار و الرياح والبقر وغيرها، لحين ظهور الاديان والفلسفات حيث وجه انظاره الى الاله الواحد المتواري خلف السحب في السماء (كنت قد تطرقت اليها في مقالات سابقة، كيف تطورت واصبحت تجارة رابحة للكهنة، وافيونا للشعوب). ومع التقدم العلمي عبر العصور أصبح الانسان أكثر واقعية في تفسير الظواهر وهي تنضج وتتطور يوما بعد الاخر.
أصبح اليوم بالإمكان التنبؤ بالعديد مما سيحدث مستقبلا، على سبيل المثال، انجلينا جولي لم تكن لديها سرطان ثدي، ولكنها فحصت اجنتها لان امها ماتت بالسرطان، وتبين خلال برنامج حاسوبي تطبق الخوارزمية المنطقية بانها 78% ستصاب بهذا المرض. واليوم بإمكان مسترشد ال(كوكل) في الحواسيب والأجهزة النقالة او ما يماثله من تطبيقات، التعرف على مستخدميه ومتابعتهم منذ الصغر أو من وقت بدأه استخدام المسترشد، ويتعرف على امزجتهم، ماذا يريد المستخدم، وماذا يحب و يرغب به وماذا يكره ولا يحبذ، ويعرف محتوى ما يقرأ، واين يقف لفترات طويلة عند تصفح كتاب من الانترنت والى أين يعيد التصفح ليركزعليه، ثم الاشياء التي يتجاوزها بعجالة أي يتصفحها بسرعة، وينظر السيد كوكل خلال كاميرة الجوال الى ملامح الوجه وانفعالاته واين تضحك، يعيش معك محللا اياك في طوال مسيرة حياتك التي بدأت مع الحاسبة او الجوال، وبامكانها ان تختار لك زوجة احسن من امك او ابيك او الأقارب والاصدقاء او الشيوخ، لأنه يعرفك ويفهم متطلباتك اكثر من كل هؤلاء، لان لديه مقياس الجمال الروحي التي يستشرها من متابعتك لطبيعة الافلام والمقاطع والاغاني والمقالات والرسائل التي كنت تبعثها لصديقاتك، وكما لديها استشعار الجمال الفيزيائي التي تريدها بدقة وتحبها من خلال الصور التي تحفظها وتعيدها وتطيل النظر فيها. هذه التقنيات تقربنا من التكهن لما سيحدث ويزيد الوعي حضورا، ذلك الشيء الثمين الذي يضيء الحياة والقادر على تقييم الصور الفكرية وإخراج العقل من سجنه وتحريره، ثم يختفي عنده كل المخاوف، كما أسلفنا القول.
الخوف هو متجذر بالعمق في اللاوعي سيكولوجيا وفيزيائيا كميكانزم حماية لحياة الانسان. الخوف من فقدان الامان، يعصبنا ويدعونا نحو التمسك بالأمة والطائفة والوطن، الخوف من الاحساس بفقدان الوظيفة، يجعلنا نمتثل للمدراء والتعليمات الوظيفية وقواعد العمل. وهكذا يبدأ عزل البشر الى أمم وطوائف واوطان، وانعزالنا كأشخاص. بسبب ضعف الشعور بالأمان، ولو لم تكن موجودة، كنا أكثر تحررا، ولم يكن هناك فرق بين الاوروبي والعربي والهندي والصيني ..الخ.. ان الوحدة البشرية اتت بالأديان. الاديان جميعها بدأت بأفكار اعلنت على الناس ولم تكن سرية او مخفية، ثم تحولت لدى الناس الى قناعة مثالية وبدأت تعبدها، ولا ميزة في تلك الصورة الفكرية الذي نعبدها الا اننا نقدسها! سواء ان كانت الصورة الفكرية صنما او بقرة او غيبا..
إذا تعمقنا أكثر في الخوف نأتي الى الخوف النفسي من حركة الزمن، من الماضي والمستقبل، الخوف في العلاقات، الشعور بعدم الامان، الغفلة، الخوف من الموت، من الوحدة والانعزال عن الاخرين، ربما نكون متزوجين ولكن لدينا الاحساس بالوحدة.. الخوف أيضا من خشية عدم تحقيق الرغبات والخوف من الاحباط. الخوف من الايهام والاستغلال وغشاوة رؤية الامور.. ان العقل الخائف يخاف من الغوص في الخيال والتأمل خشية ان يؤدي الى خوف أعظم حين لا يتمكن من ايجاد الحلول. وهناك الخوف من تحدي المعتقدات والمبادئ السائدة في المجتمع والتي تؤمن بها وتحملها في الذاكرة. وكلما برز امامك التحدي برز معه الخوف، فيأتي دفاعك كرد فعل بشكل هجوم مقابل او بالمقاومة العمياء.
اليوم ونحن نخطو نحو المستقبل المؤتمت بالبرامج والخوارزميات، يزداد الوعي البشري، ذلك الشيء الثمين الذي يضيء الحياة والقادر على تقييم الصور الفكرية وإخراج العقل من سجنه وتحريره، ومتى وصل الوعي الى الادراك التام لمعنى الزمن ومسار الحياة وما بعدها، يبدأ الملل ثم ينتهي العالم والوجود!
اين المشكلة إذا انتهى العالم؟ دعها تنتهي، وننتهي معها، بل بالعكس فإنها أكبر تحرر من الخوف. نهاية العالم يعني نهاية المشاكل، نهاية الصراعات والعقد، لكنني أدرك بان الانسان محشو بالخوف، لان الخوف هو جزء من العقل، العقل الخائف الجبان. حين تعيش وتموت خائفا لن تذوق طعم الحرية.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان رياضي
- التعليم والقيم الاجتماعية بين الامس واليوم
- الحياة والموت في إطار الزمن
- رؤية متمردة
- القيم الاجتماعية التي تتحكم في حياة البشر
- انتحار الزمن المُعتَقلْ
- تداعيات الحروب بالنيابة على الشعب الأمريكي والعالم
- هل العراق معني بالاختناقات والانهيارات الاقتصادية
- التغيير ممكن مع التأمل والملاحظة العميقة..
- عاطفة الرحمة والشفقة
- تنقية العقل من الوعي العام الفاسد
- الجزء الاخير لقواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- تتمة سلسلة قواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- رحلة في الذاكرة، وتأمل لواقع مرير..
- اقتصادنا المتردي بين عالم محتظر واخر على وشك الولادة
- هل الحب تحرر من الانانية؟
- الصين وامريكا، محاورة عاجلة من وجهة نظر محايدة
- تكملة لمقال/ قواعد العشق الاربعين من وجهة نظري
- قواعد العشق الأربعين لشمس التبريزي/ تكملة لما نشرته في الموق ...
- الإدارة المحلية بين ماضٍ عريق وحاضر غريق*


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الوعي المتكامل نهاية للعالم والوجود البشري!