أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الحياة والموت في إطار الزمن














المزيد.....

الحياة والموت في إطار الزمن


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7315 - 2022 / 7 / 20 - 19:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المقال دعوة لرؤية عميقة للحياة والموت، الذي ارجوه اكمال المقال الى النهاية، قد تكون لكم رؤية ثاقبة أكثر قبولا في ظل الاسانيد التي ستطرحونها، تهدي الى فك لغز فلسفة الحياة والموت التي بدأت مع بداية وجود البشر على كوكب الأرض، ولازالت رغم وجود كم هائل من التفاسير غير المسندة علميا او غير المنطقية..
يفترض امعان الفكر في ميلودرامية الحياة والموت بالملاحظة الدقيقة، الحياة استمرار لفصائل البشر منذ ان وجدت الخليقة! ولو أمعنا النظر في تحليل الخلية البشرية، وجدناها تتألف من سيتوبلازم داخل القشرة وفي وسط الخلية توجد النواة، وتتألف النواة من جسيمات صبغية (الكروموسوم)، وفي الخلية الواحدة 46 كروموسوم، في الحيامن الذكورية توجد نصف هذا العدد أي 23 كروموسوم، كما توجد في البويضة الانثوية 23 كروموسوم أيضا. كل كروموسوم يتألف من عدد من القواعد الهيدروجينية المزدوجة، طولها مترين، ويفصله عن جدار الكروموسوم جزيئة هيدروجين وجزيئة سكر، وهي تحمل الصفات الوراثية، وهي مزدوجات لو فصلناها لوصل طولها الى أكثر من المسافة بين الأرض والشمس، مرصوفة بدقة وفيها المعلومات. تظفر واحدة (او بضع) من كل 500 بويضة انثوية وواحدة من ملايين الحيامن سمة الدعوة لحضور الحياة على كوكبنا. توجد في كل كروموسوم جينات تصل اعدادها بين 30000 و140000 جين، ولكل جين دورها. مسألة الجينات هي في اطوار البحث في العالم الغربي، واستطاعت ان تتعرف على 5000 جين، تم دراسة 1500 جين فقط، في محاولة لإنتاج نسل مغاير مُحسن وحسب الطلب! او لزراعة غيار الأعضاء البشرية وغيرها...
يتوارث الانسان صفات الابوين بكل دقة، فالذاكرة التي تحملها خلية كل عضو بشري تفوق على ذاكرة العقل بشكل كبير، وهي امينة لأصولها أي تقاوم أي تغيير او تداخل في بنيتها المتوارثة. فعلى سبيل المثال، تقاوم وترفض تغيير صفة خلية بشرة سمراء الى أخرى، الا بعمليات معقدة وبأدوية تعمل عكس الية الرفض الطبيعية، وهذا الأخير لا يهمنا قدر فهم خوارزمية التوارث. فالإنسان يتوارث جميع الصفات من ابويه، وقد تظهر عليه تلك الصفات او تتنحى لتظهر في لاحق الاجيال. فالأشكال لا تموت اذن.. والخلايا تعتمد البروتين، ومصدر ذلك هو الطبيعة، لتتغذى وتنمو من الطبيعة وتتشكل منها أشكالا وصفات مماثلة للأصل اي محافظا على اشكال الاباء والاجداد. تماما مثل الأشجار التي تتغذى من نفس التربة والماء، لكنها تعطي ثمارا مختلفة. فحين يموت الانسان العادي، يعيد ما اكتسبه من الطبيعة الى الطبيعة أي جسده، وصفاته تتوارث من الأولاد والاحفاد وقرابته، وتبقى ذاكرته الخارجية مودعة في بودقة الوعي العام، ذلك الذي نهل منه كل ما تعلم طوال فترة حياته! اما إذا كان عالما متميزا، فانه سيوسع بودقة الوعي العام ويرقيه.. ففي الحالة الأولى أي موت الانسان العادي (غالبية البشر) سيفقد ذاكرته فقط، أي تموت ذاكرته التي انتهت صلاحيته أصلا، ويبعث بذاكرة جديدة وبنفس المواصفات الشكلية، ليبدأ مسيرة جديدة، ينهل من بودقة وعي عام محدث ومترقى. وهكذا تستمر الحياة في الارتقاء وصولا الى وعي عام خلاق لتحصل المعجزة. فهل نموت فعلاً؟؟؟
يفترض امعان الفكر في ميلودرامية الحياة والموت بالملاحظة الدقيقة، الحياة استمرار لفصائل البشر منذ ان وجدت الخليقة! وكل شيء يغوص في الزمن لا يخلد، الا ان اشكالنا وصفاتنا تتوارث عبر اجيال الاحفاد! التناقض هو في استمرار اشكالنا في الضهور الى مسرح الحياة رغم موت الأجساد! كأن وجود الزمن ضروري لنبذ ملل الاستمرار ! فحين نولد وننمو نتعرف على الكثير مما يحيطنا في الوجود وعادات البشر ونستمتع كلما زادت معارفنا، وتستمر هكذا الى ان نبدأ نعيد نفس المشاهد مرات لتصبح في النهاية مملة، لحد الاكتئاب والتوحد والعجز في إدراك المفاهيم المرقية الحديثة التي لم تعاصر زمننا، وهنا هل نموت فعلا! ام ان الذي برمجنا يرفأ بحالنا في مرحلة الملل! ام ان الموت هو جزء او مرحلة من حياة مستمرة منذ ان خُلِقت فصائل البشر وبُعِثت ببروتيناتها الى كوكب الارض!! وإذا كان الزمن وجِد لوقاية البشر من الملل، فالذاكرة محكومة عليها الإعدام! فموت الانسان يعني انتحار ذاكرته وجسده، لان صفاته وشكله خالد يستمر.. والذاكرة تستمد معرفتها من معين الوعي العام البشري، ذلك الوعي الخالد الذي يترقى ويتجدد عبر الحقب الزمنية القادمة. وشكله وصفاته يستمر خلال جسد الاحفاد والاقارب.
عند الانطلاق الى كوكب الشمس، لا يتعاقب الليل والنهار عليها فلا وجود للامس واليوم وغدا! والفضاء اللامتناهي لا وجود لزمنه التاريخي، وإذا وجد ذلك، فان الفضاء محدود وليس لا متناهيا! فالزمن التاريخي الذي يعيش في ذاكرة العقل البشري له أمس واليوم وغدا ايضا.. لان ذلك محدد بتعاقب الليل والنهار، اظف الى ذلك تعاقب الاحداث أي حركة سلسلة الاحداث يعطي قالبا للزمن. القاسم المشترك بين الزمن ومخزون العقل من الصور الفكرية هو ان كليهما حركة سلسلة من احداث الامس واليوم وغدا. وليس للفضاء زمن، مادام لا متناهيا! أي اننا في الكرة الأرضية معتقلين بالزمن!! والعقل البشري الذي يخزن كل الصور الفكرية، تماما مثل الزمن له أمس واليوم وغدا، أي ان الزمن يساوي مخزون العقل، إذا كان الزمن خالدا بسبب استمرار حركة الاحداث فالعقل البشري خالد أيضا ولكن بأسلوب ثان، أي ان الصور الفكرية تتم توارثها من قبل المجتمع جيلا بعد الاخر مع التحديث والارتقاء، فلا تموت، بل تتجسد في الوعي العام، تنهل الأجيال منها، فهي خالدة كالزمن. وكما ذكرنا بان الاشكال البشرية والحواس لا تموت ايضا، بل تنتقل خلال وسيلة التكاثر.. فهي خالدة. ولكن الموت هو اللغز الخادع، لنبذ الملل نتيجة التشبع من التكرار. فالأرض سجن يعتقل فيه الانسان، وقضبان السجن هو الزمن!
تأمل فكرة الحياة والموت في إطار فرض الزمن، وفهم برمجة خوارزميته، قد نرى في النهاية اننا لا نموت بل نتكرر دون ذاكرة! لماذا نتكرر؟ نتكرر لنتجدد ولنرتقي فكرا.. نحن بحاجة لرؤية خالدة مثل الزمن من خلال التأمل بعمق.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية متمردة
- القيم الاجتماعية التي تتحكم في حياة البشر
- انتحار الزمن المُعتَقلْ
- تداعيات الحروب بالنيابة على الشعب الأمريكي والعالم
- هل العراق معني بالاختناقات والانهيارات الاقتصادية
- التغيير ممكن مع التأمل والملاحظة العميقة..
- عاطفة الرحمة والشفقة
- تنقية العقل من الوعي العام الفاسد
- الجزء الاخير لقواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- تتمة سلسلة قواعد العشق الاربعين من وجهة نظري الشخصية
- رحلة في الذاكرة، وتأمل لواقع مرير..
- اقتصادنا المتردي بين عالم محتظر واخر على وشك الولادة
- هل الحب تحرر من الانانية؟
- الصين وامريكا، محاورة عاجلة من وجهة نظر محايدة
- تكملة لمقال/ قواعد العشق الاربعين من وجهة نظري
- قواعد العشق الأربعين لشمس التبريزي/ تكملة لما نشرته في الموق ...
- الإدارة المحلية بين ماضٍ عريق وحاضر غريق*
- الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثالث
- الصور الفكرية في ميزان العقل/ الجزء الثاني
- الصور الفكرية في ميزان العقل


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رياض اسماعيل - الحياة والموت في إطار الزمن