أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - خطاباتُ جدّي وجدّتي … تعليم زمان














المزيد.....

خطاباتُ جدّي وجدّتي … تعليم زمان


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المقال أهديه لأولياء الأمور الغاضبين من تطوّر العملية التعليمية التي تشهدُها مصرُ منذ سنواتٍ خمس، تحت قيادة وزير التعليم الإصلاحيّ د. “طارق شوقي" لينهضَ بالنشء الجديد الذي يُعَدُّ، منذ تولّى الرئيس السيسي حكمَ مصرَ، لتحمّل مسؤولية الوطن في غدِ "الجمهورية الجديدة”. أيها الأعزاءُ الغاضباتُ والغاضبون من صعوبة مناهج التعليم اليوم وعسر الامتحانات، تعالوا نقرأ معًا أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلاب الثانوية العامة لطلاب عام ١٩٣٧ في مادة "التربية الوطنية والأخلاق"، وضَعوا عشرين خطًّا تحت كلمة: “الأخلاق".
١ إلى أي حدٍّ ترى أن السعادة العامة تصلحُ لأن تكون مقياسًا للخير والشر؟ وضح رأيك بالأمثلة.
٢ لماذا كان أعضاءُ مجلس النواب المصري جميعهم منتخبين؟ وما الشروط التي يجبُ توافرها في المنتخَب؟ وما حكمة تلك الشروط؟ وما الذي يجب عمله لضمان حرية الانتخاب وصيانته من العبث؟
٣ في أي الظروف يحسُن اتباع القول: “الرحمةُ فوق العدل"؟ وفي أي الظروف لا يصلح ذلك؟
٤ وازن بين حالة الأسرة في مصر ، وحالها في أمّة أخرى تختارُها من بين الأمم المتمدنة.
٥ ما معنى "المثل الأعلى"، وما قيمته للفرد وللأمة؟
***
كما ترون أيها الأعزاء أن مستوى الأسئلة وعمق مضامينها، حريٌّ أن يجيب عليها فيلسوفٌ إصلاحي في الأخلاق والسياسة. تلك كانت إحدى حلقات التعليم المصري الرفيع منذ بداية القرن الماضي الذي أشرق لنا صحواتٍ علميةً وفلسفيةً وأدبية مثل “مصطفى مشرفة"، "سميرة موسى"، "زكي نجيب محمود"، "أحمد لطفي السيد"، "طه حسين"، وغيرهم المئات من رموز مصر وأهراماتها الفكرية، مثلما أفرز لنا الأديب الكبير "عباس محمود العقاد" الذي بشهادته الابتدائية فقط يكافئ جيشًا من حَملة درجات الدكتوراه. النهضة التعليمية التي تحدث في مصر اليوم هي محاولة لاستعادة بريق التعليم المصري القديم الذي يقوم على إعمال الفكر وبناء العقلية النقدية التي تستنتج وتبتكر، لا التي تحفظ و"تصمُّ" كالببغاء ثم تُفرغُ ما حفظت في ورق الامتحانات، ثم تتساقط عنها المعرفةُ كما يتساقط الماءُ عن أجسادنا حين نخرج من البحر ونجفُّ تحت الشمس.
دعوني أنقل لكم من صندوق كنوز العائلة بعضًا من مراسلات جدي وجدتي أثناء فترة الخطوبة لتعرفوا معنى وقيمة التعليم الرفيع الذي تحاول مصر استعادته اليوم، وعلينا أن نساعدها على ذلك. أحد الخطابات مؤرخٌ بصيف عام ١٩٤٣، من (محمد) إلى خطيبته (الآنسة فاطمة) اللذين سيتزوجان ثم ينجبان ابنتهما (سهير) أمي الجميلة، التي سوف تنجبني، لأتلصَّصَ على أسرار ذاك الزمان النظيف المثقف.
(حبيبتي الوحيدة الآنسة فاطمة. أحييكِ أفضلَ تحيةٍ، وأقبَّلك قبلةَ الإخلاص الأبديّ، وأبلغك أنني بيدِ السرور، قد تشرّفتُ واستلمتُ كتابكِ الكريم ورسولك الأمين، فأكبرتُه حين قرأتُه، ودعوتُ اللهَ عني وعنكِ، أن يجعل لنا علي الدوام مَلَكًا طيّبًا من بين ملائكته، يرقبُنا ويحفظُ لنا عهدينا ويحافظُ علينا من شرِّ حاسدٍ إذا حسد، ومن شرِّ شيطانٍ إذا اقترب، ومن عقارب الزمن إذا غدر. الحُسنُ والوفاء، هذا ما طالعتُه من وجهك الوضّاء. فخري وإعجابي في هذا وبعد هذا. ستَريْن الوفاءَ يُتبادَل ويفيضُ إناؤه وَيَعُمُّ، فتسيرُ السفينةُ بحمولتها تمخُرُ عبابَ البحار رافعةً شراعَها تتيهُ دلالاً وعجبًا علي مرّ الزمان. الحياءُ والرقّة، هذا ما شاهدتُه ولمسته بيدي. راحتي وسعادتي في هذا وبعد هذا. ستكونين إن شاء اللهُ من أسعد الخلق في الدنيا والآخرة. وهبتُك قلبي، فهل تبادليني الهبة؟ أنتظرُ الردَّ. وأبلغُك تحياتِ السيدة الوالدة، والجميع. تحياتي للسيدة الوالدة وللجميع بالاسم. دعوةٌ منك بقرب يوم اللقاء. قُبلتي، وقُبلتي، وقُبلاتي حتي أتشرفَ برؤياكِ. المخلص محمد)
وكان ردُّ جدتي ما يلي:
(حبيبي العزيز محمد بك. أحييك تحيةَ الوفاء والإخلاص وأمنياتي بمستقبل زاخر بحلو الأيام ومعسول الزمان، وأنتظرُ خطاباتك التي تهدئ الروح وتوقف الشجون. وبعد، فقد عزفتُ على البيانو، كما طلبتَ، مقطوعات من: "إمتى الهوى، يا غائبًا عن عيوني، أنشودة الربيع، على بلد المحبوب". وأسألك عن المقطوعات الذي عزفتَها أنت على البيانو لأعرفَ اذا كان الذي في بالك في بالي أم لا ونقيس درجة "التخاطر"؟ وسلامي للسيدة المحترمة الوالدة، والجميع. المخلصة فاطمة ابراهيم سليمان.)
***
هكذا كانت مراسلات أجدادنا في زمن التعليم الرفيع الذي ننشده ونستعيده في جمهوريتنا الجديدة. رقيُّ اللغة وحسنُ البيان وجمالُ الخط اليدوي وصحيحُ التشكيل وعلامات الترقيم، وتحضرٌ في الفكر والمشاعر. أولياء الأمور الأعزاء، افرحوا بما سوف يجني أولادُكم من نهضة التعليم الراهنة.                                                      
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولادُكم ليسوا لكم … شكرًا للنائب العام
- في الطريق إلى الثمانين … السعادةُ اختيارٌ
- أيّها الوحيدون … اصنعوا زحامَكم!
- العيد … العائلة … الجنّةُ التي على الأرض
- الضمير… القطّةُ التي كسرت عنقي!
- دقّوا الشماسي
- شمس ٣٠ يونيو
- مَن يُسَلِّعُ المرأةَ ويُشيّؤها … على هامش مقتل نيّرة
- شمعةٌ جديدة في بلاط المصري اليوم
- عيد الأب … العيد المنسيّ!
- فرج فودة … عِشْ ألفَ عام!
- أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!
- نغم راجح … عصا ناير… وقلبُ الفقي
- ذكريات -اعتصام المثقفين- … حقل الألغام
- عقولٌ نقيّة … قلوبٌ نظيفة
- الرحلةُ المقدّسةُ في أرضِ مصرَ
- هنا السُّليْمانية … الكُردية ... البهيّة1
- صلاح منتصر … هل قلتُ لكَ: أحبُّك؟!
- -ملك سيام- … عهدٌ من -صبحي- ... واجبُ النفاذ!
- أبناء الشيخ زايد … في عيون مصر


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - خطاباتُ جدّي وجدّتي … تعليم زمان