أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أولادُكم ليسوا لكم … شكرًا للنائب العام














المزيد.....

أولادُكم ليسوا لكم … شكرًا للنائب العام


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7319 - 2022 / 7 / 24 - 11:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


“ألا حدِّثْنا عن الأطفال، فقال المصطفى: أولادُكم ليسوا لكم، أولادُكم أبناءُ الحياة، أنجبَهم حنينُ الحياة إلى ذاتها. بكم يأتون إلى العالم، ولكنهم ليسوا منكم، قد يعيشون معكم، ولكنهم ليسوا ملكًا لكم. تمنحوهم حبكم ولا تملكون عقولهم.” هكذا قال الأديب اللبناني "جبران خليل جبران" في كتاب "النبيّ"، الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغة لعظمته في تشريح العلائق الإنسانية وصوغ وصفة سحرية تُعالج لغز الحياة على نحو صوفيّ راق قوامُه الحب. أولادُنا قِطعٌ حيّة من أرواحنا تمشي على الأرض. يغزو قلوبَنا الفرحُ مع أول نظرة تلتقي فيها عيونُنا بعيونهم الصغيرة يوم ميلادهم، وتتعمّق مع الأيام تلك النظرةُ وتتشابك خيوطُ الحب والشغف، حتى يصيروا شبابًا وشاباتٍ يحملون العالم على سواعدهم، ويحققون أحلامَهم وأحلامنا. نمنحُ الحبَّ والرعاية والتعليم والمعرفة، ولا ننتظر منهم إلا أن يكونوا زهورًا مشرقة في بستان الحياة، يحملون لواء الإنسانية ويرفعون راية الوطن. ومع هذا، فبعضُ تعساءِ الآباء والأمهات ينالون نعمة الأبناء، لكنهم لا يُقدّرونها، فيُفسدون النبتةَ الوليدة التي خلقها الله طيبةً، فيُغلظون ويَقسون ويُعنّفون ويضربون ويجلدون ويختنون وقد يقتلون تلك البراعمَ الصغيرة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
على صفحات فيسبوك صدمنا فيديو وحشيٌّ لصبية جميلة في السابعة عشر من عمرها، تجلسُ متكورةً على الأرض مُكبّلةً من رُسغيها وقدميها بالحبال السميكة، تنظرُ برعب وهلع إلى عيني رجل ضخم يضربها بعصا غليظة (شومة) ضربًا مبرحًا! الصبيةُ تصرخ وتستغيثُ وتتوجع مع إيقاع طرق العصا على جسدها، وتسقط على جنبها ذات اليمين وذات اليسار وتتدحرج مثل كرةٍ في يد طفل طائش، فيجذبُها الرجلُ من شعرها القصير لتعتدل في جلستها، لكي يُكمل وجبةَ التعذيب المسمومة، فتنظر إلى عينيه متوسّلةً إلى جلادها أن يكفّ لحظةً حتى تلتقط أنفاسَها، ولكنه يُكملُ الطقس الدموي على النحو الأبشع. علمنا من مفردات البوست أن تلك الفتاة التعسة يتناوب على تعذيبها شقيقها وزوج شقيقتها بإيعاز من أمّها وخالها!!!! والسبب؟ غيابها عن المنزل! تلك الأسرة التعسة تضعُ العربةَ أمام الحصان. يضعون النتيجة محلّ السبب! يعذبون ابنتهم بسبب هروبها من المنزل، والصحيحُ أنها تهرب من المنزل بسبب تعذيبهم. لا يهربُ أحدٌ من الحب، بل من البغضاء! لو وجدت تلك الصبيةُ الحنانَ الذي تستحقه في بيتها، ما هربت! الآن، نترك الجزء الظالمَ المظلم من الحكاية، وننتقل إلى الجزء العادل المشرق. رصدت أجهزةُ الداخلية مقطع فيديو التعذيب واستطاعت تحديد مكان تلك الأسرة الظالمة في مدينة الإسماعيلية، وألقتِ الشرطةُ القبضَ على الوحوش الآدمية، وتم تحوليهم إلى النيابة والتحقيق معهم. وباحت الفتاةُ بجميع ما خضعت له في حفلات التعذيب من تكميم فم وتكبيل أطراف والجلد بالسياط والطرق بالعصا والركل بالأقدام الغلاظ والسباب والإهانة بالألسن الطوال؛ وهو ما وثّقته مقاطعُ الفيديو التي صورتها شقيقتُها للإمعان في إذلال شقيقتها المسكينة المستضعفة! ومن رحمة الله بالصغيرة المعذبة ورحمته تعالى بحقوق المجتمع، نشب خلافٌ بين والدة الفتاة وشقيقها، خال الصبية، فقام بنشر الفيديو على فيس بوك تنكيلا بأسرة الفتاة، فوقع في فخِّ العقاب بعدما فضح نفسَه وذويه الجلادين، وقد ظن لجهله أنه بمنأى عن العقوبة. وتنازلت الفتاةُ المسكينة عن البلاغ ضد ذويها، إما طوعًا لأنهم ذووها، وإما جبرًا خوفًا من العواقب المخيفة إن تمكنوا منها بعد فلاتهم من قبضة القانون. أما الجزء الأكثر إشراقًا في الحكاية، فيأتي على يد النائب العام المستشار المحترم: “حمادة الصاوي" الذي رفض التنازل عن حق المجتمع في القصاص من المجرمين الذين تجردوا من كل قيم الإنسانية ونزعات قرابة الدم فأهلكوا فتاة من صلبهم تعذيبًا وإذلالاً وإهانةً وسحق كرامة. النيابة العامة هي ضميرُ المجتمع ولسانُ حقوقه ويدُه الضاربة على يد المفسدين. ولهذا، ورغم تنازل المجني عليها عن البلاغ ضد ذويها، قررت النيابةُ العامة حفظ حق المجتمع في تلك الجريمة، فأودعت الفتاةَ إحدى دور الرعاية لتلقي ما تحتاج إليه من حب يُضمد جروحَها الجسدية والروحية ويرأب صدوع نفسيتها المهشمة، وأمرت بحبس الخال والشقيق وزوج الشقيقة على ذمة التحقيق، حتى يكونوا عبرة لغيرهم من الآباء والأمهات والأشقاء الذين لا يستحقون شرف الأبوة والأمومة والأخوة. مصرُ تسير على خطى المجتمعات الراقية في حفظ حقوق الطفل الذي إن تعرض للإيذاء البدنيّ أو النفسيّ على يد ذويه، يُحرَم ذووه من ذلك الطفل وتسترده الدولةُ لترعاه. فالطفلُ ابنُ المجتمع وصانعُ غدِها. إن أٌكرم الطفلُ أشرقَ الغدُ، وإن أُهين الطفلُ مات الغد.


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطريق إلى الثمانين … السعادةُ اختيارٌ
- أيّها الوحيدون … اصنعوا زحامَكم!
- العيد … العائلة … الجنّةُ التي على الأرض
- الضمير… القطّةُ التي كسرت عنقي!
- دقّوا الشماسي
- شمس ٣٠ يونيو
- مَن يُسَلِّعُ المرأةَ ويُشيّؤها … على هامش مقتل نيّرة
- شمعةٌ جديدة في بلاط المصري اليوم
- عيد الأب … العيد المنسيّ!
- فرج فودة … عِشْ ألفَ عام!
- أنت على حق يا نهرو!!!… والدليل: قالولوا!
- نغم راجح … عصا ناير… وقلبُ الفقي
- ذكريات -اعتصام المثقفين- … حقل الألغام
- عقولٌ نقيّة … قلوبٌ نظيفة
- الرحلةُ المقدّسةُ في أرضِ مصرَ
- هنا السُّليْمانية … الكُردية ... البهيّة1
- صلاح منتصر … هل قلتُ لكَ: أحبُّك؟!
- -ملك سيام- … عهدٌ من -صبحي- ... واجبُ النفاذ!
- أبناء الشيخ زايد … في عيون مصر
- ذكرى شهدائنا الأقباط في ليبيا


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أولادُكم ليسوا لكم … شكرًا للنائب العام