أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ذكرى شهدائنا الأقباط في ليبيا














المزيد.....

ذكرى شهدائنا الأقباط في ليبيا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7247 - 2022 / 5 / 13 - 18:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحلُّ بعد يومين ذكرى عودة رفات شهدائنا الأقباط في مذبحة "سِرت" الليبية، إلى تراب أرضنا الطيبة، حتى تقرَّ جثامينُهم الطاهرةُ في حضن أمِّهم مصرَ. "ولا تَحسبَنّ الذين قُتلوا في سبيلِ الله أمواتًا، بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون”. واحدٌ وعشرون شريفًا من عمّال مصر تغرّبوا عن ديارهم وأهليهم ليسافروا إلى ليبيا، علّهم يعودون ببعض المال لتعليم أطفالهم ورعايتهم. لكنهم ما عادوا؛ بل صعدت أرواحُهم للسماء وهم أعزّاء رافعو الرأس لا يهابون الموت في سبيل الله والوطن. نحرت أعناقَهم يدُ داعش الخرقاءُ الخؤون في فبراير 2015، وعادت رُفاتهم إلى أرض الوطن في 15 مايو 2018. يوم استشهادهم أعلن الرئيسُ "عبد الفتاح السيسي" الحدادَ الرسميَّ في سماء مصر سبعةَ أيامٍ، وتوجه إلى الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء في أرواح أبناء مصر الكريمة، ثم عاد من فوره ليتابع بنفسه العمليات العسكرية الجوية المصرية التي دمرّت عددًا من معسكرات ومناطق تمركز وتدريب داعش ومخازن أسلحتها وذخائرها في ليبيا، ثأرًا لأرواح شهداء مصر. وتردد في أرجاء مصرَ بيانٌ شديدُ اللهجة من القيادة العامة للقوات المسلحة بتاريخ 16 فبراير 2015، أعلن إتمامَ القصاص للشهداء، ويحملُ إنذارًا مخيفًا ووعيدًا لجميع التنظيمات الإرهابية التي تستهدفُ الأرواح المصرية داخل مصر وخارجها. ومازالت كلماتُ البيان محفورةً في ذاكرتي: (تؤكد القواتُ المسلحة المصرية أن الثأرَ للدماء المصرية حقٌّ واجبُ النفاذ. وليعلمِ القاصي والداني أن للمصرين درعًا يحمي ويصون أمنَ البلاد، وسيفًا يبترُ يدَ الإرهاب والتطرف.) بيانٌ عسكري سياديّ عظيمٌ أشعرنا نحن المصريين بالأمان، إذْ يُظلِّلنا جيشٌ جسورٌ يحمي حدود الوطن، ويذود عن أرواحنا داخل الوطن وخارجه، ولا يسامحُ في قطرة دم مصرية، لا مجال للمساومة بشأنها.
جاء الردُّ الجويُّ القاصم من قواتنا المسلحة ثأرًا لدم شهدانا في ليبيا، استمرارًا وتأكيدًا على نهج الرئيس السيسي الجسور الذي أعلنه منذ يومه الأول في الحكم: أن كرامة أي مواطن مصري هي كرامة مصر وشرفها. كانت رسالة الرئيس السيسي واضحةً منذ يومه الأول في الحكم، بشأن مبدأ المواطَنة. فزيارة الرئيس المصري التاريخية للكاتدرائية المصرية يوم 6 يناير 2015، وتوجيه كلمة إلى العالم، لم تكن وحسب تهنئة لقداسة البابا وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، بل كانت إيذانًا بعهد جديد من العدالة والمواطنة، يقف فيه رأسُ الدولة المصرية على مسافة متساوية من جميع المصريين كافة، مهما اختلفت عقائدهم. إذ العقيدةُ شأنٌ خاصٌّ بين الإنسان وربه، بينما الوطنُ شأنُنا العام نحن جميع المواطنين، وهمّنا المشترك.
وتاريخنا المصريُّ العريق يشهد بأن تعاقبَ الأديان على المصريين قد زرع فينا التسامحَ العّقّديّ. فيذكر المؤرخون أن الأقباط المسيحيين كانوا يستعيرون في أعيادهم البُسُطَ والشمعدانات من المساجد، مثلما كان الأقباطُ المسلمون يستعيرون الأشياء ذاتها من الكنائس في أعيادهم. وكانت الأديان الثلاثة تنظّم موكبًا مقدسًا مشتركًا على ضفاف نيل مصر إن تأخر الفيضان، يتقدمه السلطان، ثم الخليفة، ثم قاضي القضاة ثم شيخ الأزهر ورجال الكنيسة المصرية وأحبار اليهود. يتبعهم حَمَلَةُ الكتب المقدسة الثلاثة، ليتضرع الجميع إلى الله كلٌّ عبر معتقده، حتى يفيض النيل وتزدهر البلاد. هكذا أراد اللهُ لمصرَ، وهكذا أردنا نحن المصريين. هكذا كنّا، وهكذا سنظلُّ، إلى أن يستردّ اللُه الأرضَ ومَن عليها.
هنا أتذكر موقفًا رسميًّا كريمًا آخر كنتُ شاهدةً على أحداثه قبل سنوات، أحبطت فيه مصرُ مذبحةً أخرى خططتها داعش لتصفية عمال أقباط آخرين في ليبيا. راسلني مواطنٌ مصري يستغيث لإنقاذ شقيقه، "روماني طلعت سامي"، وخمسة من أقربائه يعملون في ليبيا في مجال المعمار، فشلوا في العودة لمصر بعد تفجيرات مطار طرابلس، وسطوِّ بلطجيةٍ على أموالهم وجوازات سفرهم. خافوا من الوقوع في يد داعش إن عادوا برًّا. اتصلتُ بالسفير العظيم "بدر عبد العاطي" المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية آنذاك، وخلال دقائق هاتفني سفيرُنا المصري لدى ليبيا د. "محمد أبو بكر"، للوقوف على تفاصيل الرسالة. وعلى الفور أرسلت لهم الخارجيةُ المصرية طائرةً خاصة انتشلتهم من ليبيا وعادوا سالمين إلى أرض الوطن العزيز الذي لم ولن يخذلنا.
في اليوم العالمي للعيش في سلام 16 مايو، أدعو اللهَ أن يجعل شهداءنا جميعًا قربانًا لنهاية التطرف في العالم على يد جيشنا المصري العظيم. اللهم اربطْ بالصبر الجميل على قلوب أهالي شهدائنا الأطهار، وأحسن مُقامهم في فردوسك الأعلى، واحمِ جيشنا العظيم، واحفظ رئيسنا الجسور "عبد الفتاح السيسي" الذي يحفظ كرامتنا ويشهرُ سبابةَ النذير في وجه كل من يستهدف بالشرّ مواطنًا مصريًّا. تحيا مصر.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن قتل شهداءَنا في شرق القناة؟
- صوتي في مسلسل -الاختيار-
- مسيحيون ...يغنّون لعيد الفطر
- هدايا/رسائلُ الرئيس السيسي في إفطار الأسرة المصرية
- أسبوع الآلام... وأسبوعُ الأعياد
- هؤلاءِ كلُّ مَن أحببتُ!
- السحورُ على شرف النسيج المصري
- نجدلُ من السَّعفِ تاجًا للوطن
- تشويهُ حائطٍ … بكلماتٍ عظيمة!
- الإفطارُ الرمضاني على المائدة الإنجيلية
- الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية
- رمضان كريم … والهدرُ غيرُ كريم
- رمضان كريم … في بلادي الجميلة
- الرئيس السيسي: المرأةُ المصرية … مفتاحُ حياة
- في حضرة الطيبات والطيبين ... المنسيين!
- ما هديتُك في عيد الأم؟
- الستّ نعيمة … مبسوطة جديدة ...تحسبُهم أغنياءَ!
- الشيخ طنطاوي … البابا شنودة … ذكرى طيبة
- ماعت المصرية … على منصّة القضاء
- جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء


المزيد.....




- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات 2025 ...
- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ذكرى شهدائنا الأقباط في ليبيا