أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - مَن قتل شهداءَنا في شرق القناة؟













المزيد.....

مَن قتل شهداءَنا في شرق القناة؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7245 - 2022 / 5 / 11 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غيمةُ حزنٍ معتمة مرّت على وجه مصر الصبوح أمس الأول بعد استشهاد جنودٍ بواسل من قواتنا المسلحة في شرق قناة السويس غرب سيناء دفعوا أرواحَهم لحماية منشأة مصرية، استهدفها تكفيريون إرهابيون من أعداء مصر، ممن لا يستحقون لقب: "مصريون” الشريفَ. ولا تزال "الجمهوريةُ الجديدة" التي تعلو قامتُها يومًا بعد يومٍ تفتكُ بقلوب أعداء مصر حسدًا وتُصدِّعُ أرواحَهم حقدًا، فلا يجدون من متنفَس لهم إلا بعمليات إرهابية خرقاء تُفصحُ عن وجههم الأسود، الذي يزدادُ إعتامًا وقبحًا كلما ازداد وجهُ مصرَ إشراقًا ونورًا وتنويرًا. كلّما غرس الرئيسُ "عبد الفتاح السيسي" نبتةَ تنمية وحضارة وتنوير في بقعةٍ من بقاع مصر، غُرِست في قلب أعداء مصرَ شوكةُ حسدٍ وغلٍّ، تطفرُ دمًا دنسًا في حقل الإرهاب. ومصرُ لا تنسى ثأرَها ولا تُغمض عينيها إلا على قصاصٍ حاسم من بلطجية الإرهاب؛ الذي يلفظ أنفاسَه الأخيرة والحمد لله، بعد سنوات من التصدي الجاد له من ثورة 30 يونيو التنويرية. لكن مصرَ القويةَ التي لا تكسرُها نِصالُ ألفِ عدوّ وألف ألف خصيم، توجعُها شوكةٌ صغيرةٌ فى يد ابنٍ عاقٍّ من أبنائها المحسوبين عليها زورًا بحكم الميلاد والنشأة. فالأبناءُ البررةُ لا يغرسون أشواكَهم فى قلب الأم، تحت أي ظرف. فمن يعاونُ أعداءَ الوطن ويغرسُ شوكةً في قلب مصرَ، إن هو إلا عدوٌّ خسيسٌ لا يستحقُّ شرفَ الانتماء لذلك الوطن.
والحقُّ أن التصدي الجاد "للإرهاب المسلح" يلزمُه صنوٌ لا ينفصلُ عنه ولا يقلُّ عنه أهميةً وحتميةً وهو التصدي الجاد "للإرهاب الفكري" الذي يُفرِّخ كل يوم ضِباعًا من الإرهابيين المسلحين. ومازال أربابُ الإرهاب الفكري آمنين في كهوفهم ينفثون سمومهم فحيحَ فتاوى فاسدة على صفحات التواصل الاجتماعي وقنوات يوتيوب والفضائيات المشبوهة، ثم ينامون ليلهم مطمئنين، ليدبروا مكائدَ اليوم التالي في سبيل إسقاط مصر التي لن تسقط أبدًا بإذن الله. تلك الفتاوى المفخخة التي تُكفِّر أبناء مصر وجنود مصر ورئيس مصر، يتلقفها مأفونون شاغرو العقل؛ فيهرعون إلى تفجير قطعة من قلب مصر هنا أو هناك، وهم يظنون جهلا وتغييبًا أنهم يرضون الله طامعين في فردوسه! أولئك المغيبون ليسوا إلا "عرائس ماريونيت" خيوطُها في أيادي محركيها من أرباب الفكر التكفيري. "صانع" العرائس الذي يحركّها مازال في مأمن من القانون للأسف. القاتل الحقيقي هو الذي مَن "أفتى" وليس "فقط" مَن ضغط الزناد.
الآن الآن، وليس غدًا، علينا مجابهةُ الفكر التكفيري بكل حسم ومحاصرته في جميع وسائل الإعلام والتعليم والتواصل الاجتماعي، وتغليظ عقوبة كل من يزرع الأفكار المسمومة في عقول النشء الذي نرجو تنشئتهم على الوطنية والتحضر.
هل تذكرون الإرهابي الانتحاري "محمود شفيق" الذي شهد ذووه بأنه ليلة جريمته في ديسمبر 2016 استمع إلى فتوى بأن العمليات الانتحارية ضد أبناء مصر نصرٌ مبين للإسلام، وأن منفذها مصيره الجنّة بأنهارها وعسلها ولبنها وحور عينها؟ أرباب الإرهاب الفكري مازالوا يملأون الصفحات قيحًا وصديدًا ويثرون من دم المصريين ويسكنون القصور من قوت بسطائها الذين آمنوا بهم فصدّقوا أن المصريين كفّارٌ مهدورة دماؤهم، فالمسيحيون مشركون بالله والمسلمون مرتدّون عن دين الله، ودمُ الجميع هدرٌ! أولئك هم القتلة الحقيقيون الذي يجب توقيفهم بتهمة التحريض على الإرهاب.
ثورة الشعب في 30 يونيو 2013 لم تكن اقتصادية أو اجتماعية إنما كانت ثورة ثقافية تنويرية تمردت علي التخلف والتطرف الديني الذي أشهرته الجماعات التكفيرية في وجوهنا. كانت ثورة ضد السموم التي كان مشايخ الفتنة يبثونها في عقول بسطائنا. والمغنم الرئيسي من تلك الثورة كان نجاة مصر من ويلات الفكر الجهادي التكفيري الذي كان سيحول مصر إلي مركز من مراكز تصدير الإرهاب للعالم، كما سمعنا من تسجيلات أحاديث مرسي العياط مع أيمن الظواهري وغيره من قيادات الجماعات. ولهذا، منذ 30 يونيو 2013، لا تدخّر قوى الإرهاب جهدًا لتحقيق هدفها في كسر شوكة مصر بالإرهاب المسلّح، الذي يتلو الإرهاب الفكري. في مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف قوى الإرهاب عن استلاب عقول النشء وتضليله حتى يتيسر تجنيده تحت لواء الإرهاب. وعلينا نزع فتيل تلك القنابل التي تسعى إلى تدمير عقول شباب المصريين.
اللهم أحسنْ مُقام شهدائنا الأبطال في عليائك، وأحسنْ عزاءَ ذويهم، وعوّض مصرَ العظيمة عنهم خيرًا، وادحرْ بالخزي وجوه الإرهابيين أعداء الوطن العزيز، وسربلهم بأسمال الخسران المهترئة، وأذقهم من كأس الوجع كما يفعلون بنا نحن أبناء مصر. "ولا تَحسبَنّ الذين قُتلوا في سبيلِ الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون”. تحيا مصر.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوتي في مسلسل -الاختيار-
- مسيحيون ...يغنّون لعيد الفطر
- هدايا/رسائلُ الرئيس السيسي في إفطار الأسرة المصرية
- أسبوع الآلام... وأسبوعُ الأعياد
- هؤلاءِ كلُّ مَن أحببتُ!
- السحورُ على شرف النسيج المصري
- نجدلُ من السَّعفِ تاجًا للوطن
- تشويهُ حائطٍ … بكلماتٍ عظيمة!
- الإفطارُ الرمضاني على المائدة الإنجيلية
- الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية
- رمضان كريم … والهدرُ غيرُ كريم
- رمضان كريم … في بلادي الجميلة
- الرئيس السيسي: المرأةُ المصرية … مفتاحُ حياة
- في حضرة الطيبات والطيبين ... المنسيين!
- ما هديتُك في عيد الأم؟
- الستّ نعيمة … مبسوطة جديدة ...تحسبُهم أغنياءَ!
- الشيخ طنطاوي … البابا شنودة … ذكرى طيبة
- ماعت المصرية … على منصّة القضاء
- جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء
- خرافةٌ اسمُها: قبولُ الآخر!


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - مَن قتل شهداءَنا في شرق القناة؟