أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء














المزيد.....

جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 11:26
المحور: حقوق الانسان
    


العطاءُ هو العطرُ الأول الذي يفوحُ من شجرة الحب. وقدْرُ الإنسانِ أمام الله وفي ميزان الإنسانية يكون بحجم ما يمنحُ البشرَ من عطاءٍ وحب، وقدرُ المواطن في وطنه بقدر ما يمنحُ مجتمعَه من جهد وعلم ووقت ومال لكي يرتقي أبناؤه. ولهذا تقول أدبياتُنا المصرية القديمة: “كنتُ عينًا للأعمى، وساقًا للكسيح، ويدًا للمشلول، وأبًا لليتيم". فالمجتمعاتُ لا تنهضُ إلا بانتظام أضلع مثلث التنمية: الحكومات، مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص. لهذا تعتزُّ مصرُ بأحد أبنائها النجباء، القسّ الراحل المفكر "د. صموئيل حبيب"، الذي منح عمرَه للخدمة المجتمعية والعمل التطوعي الرفيع. وهو شخصية مصرية عالمية حاصل على العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من كبريات جامعات العالم والجوائز الدولية المرموقة، وأصدر عددًا ضخمًا من الكتب والأبحاث الجادة في مجال الخدمة المجتمعية، وله جهودٌ مشهودة في مجالات التنمية المستدامة ومحو الأمية وتنظيم النسل. رحل عن عالمنا في تسعينيات القرن الماضي، لكن جهوده مازالت فاعلة من خلال المؤسسة الخدمية التي أنشأها عام 1950 ومنحها اسم "الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية"، تترأس مجلس إدارتها الصيدلانية الجميلة والأم المثالية للأقصر لعام 2017 "د. ميرفت أخنوخ"، ويترأسها الدكتور الأكاديمي "أندريا زكي" رئيس الطائفة الإنجيلية. وعلى مدار اثنين وسبعين عامًا، تمنح الهيئةُ جائزتين سنويًّا، إحداهما تُقدَّم لجمعية أهلية مصرية تقوم بدور بارز في مجال خدمة المجتمع، والثانية تُقدّم لشخصية دينية مسيحية أسهمت في العمل التطوعي لخدمة المجتمع، وذلك لتكريس فكرة أن رجل الدين لابد أن يقدم خدمات عملية للارتقاء بمجتمعه. وكان لجوائز هذا العام طعمٌ خاص، بعدما أعلن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" 2022 عامًا "للعمل المدني" الذي هو أحدُ بوابات الارتقاء بالوطن.
كان حفل توزيع الجوائز ثريًّا بحضور وزيرة التضامن الجميلة "د. نيفين القباج" التي أشادت بجهود الهيئة الإنجيلية وتعاونها الدائم مع وزارة التضامن الاجتماعي في أكثر من مشروع قومي مثل "حياة كريمة"، وغيره من المشروعات التي تعمل على الارتقاء بذوي الهمم ومحو الأمية. وقدّم د. “هشام توفيق" وزير قطاع الأعمال التحيةَ للهيئة الإنجيلية لجهودها الملموسة في مجال التنمية المجتمعية. وفي كلمته الجميلة لافتتاح الحفل، قال د. “أندريا زكي" إن الدولة القوية لا تقومُ إلا على أعمدة مجتمع مدني قوي تتضافر جهودُه مع مؤسسات الدولة للنهوض بالمجتمع، لهذا يحرص الرئيس السيسي في "الجمهورية الجديدة" على دعم العمل المدني لبناء مصر الحديثة.
أما جوائز هذا العام فكانت بنكهة أنثوية جميلة. فقد مُنحت لسيدتين مصريتين عظيمتين منحتا حياتيهما لـ"الآخر". الأولى الكاتبة الصحفية الأستاذة "نوال مصطفى" مؤسس ورئيس جمعية "رعاية أطفال السجينات"، التي صدمها مرأى أطفال يقبعون دون جريرة خلف القضبان مع أمهاتهم السجينات، فصرخت: “ماذا يفعل أطفالٌ دون الثانية في حوش السجن"، وأنشأت قبل ثلاثين عامًا تلك الجمعية الإنسانية الراقية، إلى جوار جمعية "حياة جديدة" لمساندة "سجينات الفقر" أو الغارمات. وأما الجائزة الثانية فذهبت لسيدة جميلة أخرى كرّست عمرها لرعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة الكاملة في محافظة المنيا. فهي أمٌّ لعشرات الأطفال من ذوي الهمم، رغم أنها عذراء بتول. أتحدث عن الراهبة "دولاجي"، التي أنفقت عمرها في تعليم وتدريب أطفال المنيا المعاقين وتحمّل مسؤوليتهم حتى وصلوا إلى سن الشباب. وشاهدنا بعض أولئك الأبناء والبنات في الحفل، فسُرَّت قلوبُنا. والمبهجُ هذا العام ليس فقط أن سيدتين جميلتين قد فازتا بالجوائز، بل كذلك لأنها المرة الأولى التي تفوز فيها سيدةٌ بجائزة "رجل دين"، على مدى عمر الجائزة الذي تخطى السبعين عامًا. والأجملُ أن الراهبة الجميلة تبّرعت بقيمة الجائزة المادية لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357، لتقدم لنا درسًا بالغ الحضارة والسمو. وهنا درسٌ مضافٌ في نبذ الطائفية. فالجهة المانحة للجائزة هي الطائفة الإنجيلية، منحت الجائزة لسيدة مسلمة، وسيدة مسيحية من الطائفة الأرثوذكسية، وتبرّعت الأخيرة بالجائزة لمؤسسة وطنية تعالج بالمجان أطفالَ مصر المصابين بغول السرطان. سيمفونية متناغمة من الجمال والعطاء الرفيع. عطاءٌ عظيمٌ مانحٌ وممنوح، تصبُّ جداولُه في قلب مصر الأخضر.
حضر الحفلَ الحاشد الذي أقيم في مقر الهيئة الاثنين الماضي نخبةٌ جميلة من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، والقيادات السياسية والشعبية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وعددٌ من الشخصيات العامة من رموز الفكر والإعلام وقيادات المجتمع المدني. وشَدَت الفنانة الجميلة "داليا فريد" بالأغنيات الوطنية الساحرة التي أدفأت قلوب الحاضرين. تحيا مصر الطيبة التي تعلّم أبناءها العطاء والحب. وشكرًا لكل من يُعطي. “الدينُ لله والوطنُ لمن يحبُّ أبناء الوطن"



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافةٌ اسمُها: قبولُ الآخر!
- معجزاتُ أجدادي
- نسورٌ كثيرةٌ … وفريسة!
- محمود أمين العالم… أمي خائفةٌ منك!
- أكاذيبُ زجاج الشرفة
- هابي فالنتين
- ياسر رزق … وسنوات الخماسين
- إصبعُك والثعبان … أصحاب ولا أعز
- العالمُ المخبَأ في ورقةٍ صفراءَ صغيرة
- معرضُ الكتاب … والشتاء وآلزهايمر
- عيدُ الغطاس … والقلقاسُ الأخضر
- رسالةُ سلام للعالم … من أرض السلام
- منتدى شباب العالم … ميلاده الرابع
- تهاني الجبالي … الماعت … وداعًا!
- مِحرابٌ ومَذبح … في الجمهورية الجديدة
- جرسُ الجامعة يُودِّعُ عصفورَ الأدب
- رحلة العائلة المقدسة… وجائزة فخرُ العرب
- السِّحرُ الذي ... معقودٌ بناصيتها
- شجراتُ الصنوبر تُضيءُ جنباتِ مصر
- ميري كريسماس بالمصري... أيها العالم!


المزيد.....




- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...
- ألمانيا تستأنف العمل مع -الأونروا- في غزة
- -سابقة خطيرة-...ما هي الخطة البريطانية لترحيل المهاجرين غير ...
- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء